مدن الجنوب تختنق.. الهجرة من الأهوار تضغط على موارد المدن الحضرية
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
19 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: يشارك فيلم عراقي جديد في مهرجان برلين السينمائي هذا العام، موثقًا كارثة بيئية متفاقمة تهدد حياة الملايين.
تدور أحداث الفيلم حول رحلة ترفيهية لمجموعة من الأصدقاء إلى مناطق الأهوار في جنوب العراق، وهي مناطق كانت تعج بالحياة، لكنها اليوم تواجه خطر الجفاف المتسارع.
يسلط العمل الضوء على التحولات المناخية التي دفعت أكثر من مليون شخص إلى إعادة التفكير في مستقبلهم، وسط تحليلات تحذر من أن العراق يقترب من مرحلة مصيرية في معركته ضد التصحر.
وأفادت تقارير بيئية بأن الأهوار العراقية، التي تعد واحدة من أقدم المستوطنات المائية في العالم، تفقد ما يقارب 50% من مساحتها سنويًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتراجع مناسيب المياه.
و تحدثت تغريدة على منصة “إكس” عن مشهد في الفيلم يصور “صيادًا يجلس وسط أرض متشققة، يمسك شبكة خاوية، بينما يروي قصصًا عن الأيام التي كانت فيها المياه تفيض حوله”. اعتبرت مواطنة من البصرة أن الفيلم “يجسد معاناة عائلات بأكملها فقدت مصادر رزقها وأجبرت على ترك مناطقها”.
و أفاد باحث اجتماعي بأن نزوح سكان الأهوار يشكل تحولًا ديموغرافيًا خطيرًا، حيث بدأت مدن مثل الناصرية والعمارة تشهد تضخمًا سكانياً غير مسبوق، مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
و قال تحليل اقتصادي إن الأزمة المائية ستؤثر بشكل مباشر على الزراعة، التي تشكل 40% من اقتصاد بعض المناطق الريفية، مما يزيد الاعتماد على الواردات ويفاقم الأعباء الاقتصادية.
و ذكرت آراء خبراء بيئة أن سبب الجفاف لا يقتصر على التغير المناخي فقط، بل يشمل أيضًا السدود المقامة على منابع دجلة والفرات في دول الجوار، مما أدى إلى انخفاض تدفق المياه بنسبة 60% في العقد الأخير.
وقال مصدر عراقي إن “المفاوضات مع دول المنبع لم تحقق تقدمًا حقيقيًا، فيما تواجه الحكومة ضغوطًا لإيجاد حلول محلية مثل تحلية المياه أو تقنين الاستخدام الزراعي”.
توقعت تحليلات مستقبلية أن يستمر العراق بفقدان أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية سنويًا إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، مما قد يدفع المزيد من السكان إلى الهجرة الداخلية وحتى الخارجية. اعتبر مواطن من ذي قار أن “الحياة في الجنوب لم تعد ممكنة، والمستقبل في بغداد أو خارج العراق”.
وتحدثت مصادر في وزارة الموارد المائية عن خطط لإنشاء مشاريع تحلية وتحسين كفاءة الري، لكنها أقرت بأن “الحلول طويلة الأمد قد لا تلحق بالكارثة المتسارعة”.
بينما يُعرض الفيلم على شاشة المهرجان، تظل الحقيقة على الأرض أكثر إيلامًا، حيث يستيقظ سكان الأهوار كل يوم على أرض أكثر جفافًا، وسراب يحل محل المياه التي كانت ذات يوم شريان حياتهم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
قاضية بريطانية تمنح حق اللجوء لعراقي بالخطأ
22 مارس، 2025
بغداد/المسلة: منحت قاضية بريطانية مواطنا عراقيا حق اللجوء في المملكة المتحدة عن طريق “الخطأ” بعد اعتقادها أنه من إيران وليس العراق.
وقالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن الرجل، الذي جرى إخفاء هويته، كان قد طلب اللجوء بحجة أنه أدلى بتعليقات مناهضة للحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي كان مهددا بالملاحقة القانونية إذا عاد إلى العراق.
واستنادا لذلك حكمت القاضية في محكمة الهجرة واللجوء هيلينا سوفيلد-تومسون بالحكم لصالح الرجل استنادا لقوانين إيران.
وأشارت القاضية في حكمها إلى أن السلطات في بلد طالب اللجوء لديها قدرة “متطورة” على مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي للمعارضين السياسيين.
لكن وفقا للصحيفة فإن العراق لا يمتلك مثل هذا النوع من المراقبة. وأضفت الصحيفة أن محكمة ثانية وجدت أن القاضية سوفيلد-تومسون “أخطأت قانونيا”، مما يعني أن قضية لجوء الرجل ستتم إعادة النظر فيها من خلال جلسة محاكمة جديدة.
وكان الرجل العراقي ادعى في جلسة استماع عقدت في عام 2022، أنه “مهدد من القيادة الكردية لأنه كشف عن ممارساتهم الفاسدة وسلوكهم”.
كما قال إنه شن حملة ضد القيادة الكردية في المملكة المتحدة، مما يعني أنه سيكون مهددا بالاضطهاد إذا عاد نتيجة لذلك.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts