تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن تقارب الرئيس دونالد ترامب الملحوظ نحو نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان كفيلًا بعكس أجيالًا من سنوات السياسة الأمريكية تجاه الكرملين وربما يكتب النهاية للعزلة الدولية على موسكو.

وقالت الصحيفة، في سياق تحليل إخباري، إن ترامب أوضح، مع بدء محادثات السلام في المملكة العربية السعودية، أن أيام عزل روسيا قد انتهت وأشار إلى أن أوكرانيا هي المسئولة عن غزوها.


وأضافت الصحيفة أن الغرب لطالما واجه الشرق، لأكثر من عقد من الزمان، وأُطلق على أخر هذه المواجهات بشكل واسع النطاق اسم الحرب الباردة الجديدة، ولكن مع عودة ترامب إلى منصبه، أعطت أمريكا الانطباع بأنها قد تتحول إلى الجانب الآخر.

وحتى مع جلوس المفاوضين الأمريكيين والروس معًا أمس الثلاثاء لأول مرة منذ العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، أشار ترامب إلى أنه على استعداد للتخلي عن حلفاء أمريكا من أجل إقامة تحالف مشترك مع بوتين.

وبالنسبة لترامب، فإن روسيا ليست مسئولة عن الحرب التي دمرت جارتها. وبدلًا من ذلك، أشار إلى أن أوكرانيا هي المسئولة عن الغزو الروسي لأراضيها.. وأعتبرت "نيويورك تايمز" أن الاستماع إلى حديث ترامب مع الصحفيين أمس الثلاثاء حول هذا الصراع كان أشبه بالاستماع إلى نسخة من الواقع لا يمكن التعرف عليها على أرض الواقع في أوكرانيا ومن المؤكد أنها لم تصدر عن أي رئيس أمريكي آخر من أي حزب.

وتابعت الصحيفة أن القادة الأوكرانيين في منظور ترامب هم المسئولون عن الحرب لعدم موافقتهم على تسليم الأراضي لروسيا، وبالتالي، اقترح بأنهم لا يستحقون مقعدًا على الطاولة لمحادثات السلام التي بدأها للتو مع بوتين وقال: "كان ينبغي لك ألا تبدأها أبدًا. كان بإمكانك التوصل إلى صفقة"، موجهًا حديثة حول الحرب إلى قادة أوكرانيا.

وفي تصريحات اعلامية أدلى بها في منتجع مار إيه لاجو في فلوريدا، تابع ترامب:" لديك الآن قيادة تسببت في حرب لم يكن ينبغي لها أن تحدث أبدًا". وعلى النقيض من ذلك، لم ينطق ترامب، حسبما أبرزت الصحيفة، بكلمة واحدة توجه اللوم إلى بوتين أو على روسيا، التي هاجمت أوكرانيا أولًا في عام 2014 وخاضت حربًا ضيقة النطاق ضدها طوال السنوات الأربع من ولاية ترامب الأولى ثم غزتها بشكل كامل في 2022.

ومضت نيويورك تايمز تقول في تحليلها إن ترامب في خضم تنفيذ أحد أكثر التحولات المذهلة في السياسة الخارجية الأمريكية منذ أجيال، وهو تحول بمقدار 180 درجة سيجبر الأصدقاء والأعداء على إعادة ضبط أنفسهم بطرق أساسية. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، رأى موكب طويل من الرؤساء الأمريكيين أولًا الاتحاد السوفييتي ثم، بعد فترة وجيزة من انهياره، خليفته روسيا كقوة يجب الحذر منها، على أقل تقدير، ولكن يبدو أن ترامب ينظر إليها حاليًا باعتبارها متعاونة في مشاريع مشتركة مستقبلية.

وتساءلت الصحيفة: هل كان ترامب ينوي أن يفرض عقوبات على روسيا؟، وقالت: لقد أوضح ترامب أن الولايات المتحدة انتهت من عزل بوتين بسبب عدوانه غير المبرر ضد جار أضعف، وأراد، بدلًا من ذلك، إعادة قبول روسيا في النادي الدولي وجعلها واحدة من أفضل أصدقاء أمريكا.

تعليقًا على ذلك، قالت كوري شاك، مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أمريكان إنتربرايز وكانت مساعدة الأمن القومي للرئيس الأسبق جورج دبليو بوش:" إنه انقلاب مخزٍ لثمانين عامًا من السياسة الخارجية الأمريكية".

وأضافت، في مقابلة أجرتها مع الصحيفة:"خلال الحرب الباردة، رفضت الولايات المتحدة إضفاء الشرعية على الغزو السوفييتي لدول البلطيق وأعطت الشجاعة للناس الذين يقاتلون من أجل حريتهم. الآن نحن نضفي الشرعية على العدوان لإنشاء منااطق نفوذ. كل رئيس أمريكي في السنوات الثمانين الماضية كان ليعارض بيان الرئيس ترامب".

أما في دائرة ترامب، فإن هذا التحول يعد تصحيحًا ضروريًا لسنوات من السياسة المضللة، ولكن هل هذا هو ما قد يحدث؟!.. وقالت الصحيفة- فيما يبدو إجابة على السؤال: إن ترامب وحلفاؤه يرون أن تكلفة الدفاع عن أوروبا مرتفعة للغاية بل وجاءت على حساب احتياجات أخرى. ومن هذا المنظور، فإن التوصل إلى نوع من التسوية مع موسكو من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بإعادة المزيد من القوات إلى الوطن أو تحويل موارد الأمن القومي نحو الصين، التي يعتبرونها "التهديد الأكبر"، كما قال وزير الخارجية ماركو روبيو الشهر الماضي.

وأوضحت أن ترامب لطالما نظر إلى بوتين باعتباره مواطنًا يحب بلده ولاعبًا قويًا و"ذكيًا للغاية" وأن جهده في ترهيب أوكرانيا وإجبارها على تقديم تنازلات إقليمية لم يكن أقل من "عبقرية تنبعث من رئيس ذكي". وفي نظره، فإن بوتين شخص يستحق الإعجاب والاحترام.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ترامب أوكرانيا الكرملين موسكو بوتين نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

الكازينو دائمًا يربح.. أسلوب ترامب في السياسة

لطالما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طوال حملته الانتخابية وبعدها، أنّه جاء لا ليُشعل الحروب بل ليُنهيها. وحين حاول البعض تفسير سياساته تجاه سوريا وغزّة في هذا السياق، جاء الإعلان مؤخرًا عن إصداره أمرًا بشنّ هجوم على اليمن.

وهذا، بطبيعة الحال، لا يُتوقَّع من رجل يزعم أنّ مهمته إنهاء الحروب، غير أنّ كون صاحب هذا القول هو ترامب، جعل الأمر غير مفاجئ، بل مؤكدًا مرة أخرى الاعتقاد السائد بأنّ كل شيء متوقَّع منه.

الرجل الذي يُتوقَّع منه كل شيء هو بطبيعته شخصٌ لا يمكن التنبؤ بأفعاله، وهذا القدر من عدم التوقّع لا يُنسب عادة إلا إلى من نستخفّ بهم. وسلوك ترامب وتصرّفاته الخارجة عن كل القوالب والتقاليد الدبلوماسية المتعارف عليها، تدفع البعض إلى وضعه في هذه الخانة.

غير أنّ ذلك يظلّ تصورًا سطحيًا بحقّ رجل ظلّ حتى اليوم يحقق الانتصارات ويجمع الأرباح، واستطاع أن يبقى في القمة كل هذه المدة. فترامب، قبل أن يكون رئيسًا، كان ملكًا في عالم المال والأعمال، ذلك العالم القاسي الذي لا يرحم، حيث التنافس لا يهدأ والصراع لا يلين.

كان "ملك العقارات"، لا شك، لكنه أيضًا رجل أعمال يملك كازينوهات في لاس فيغاس. بل وله زبائن كُثر من المشاهير، بمن فيهم بعض الكبار في الشرق الأوسط.

إعلان الكازينو دائمًا يربح

القاعدة الأهم في عالم القمار أنّ "الكازينو دائمًا يربح". فحتى أمهر اللاعبين، ينتهي بهم الأمر بأن يخدموا مصالح الكازينو ويصبحوا أدوات لربحه. ولا يمكن القول إنّ هذه الخلفية المهنية لترامب لم تنعكس على أسلوبه السياسي. فخلف تصريحاته وسلوكياته التي تبدو، للوهلة الأولى أو الثانية، انفعالية أو فظّة، تكمن لعبة مدروسة.

وربّما كان الحجر الذي يرميه في البئر ويشغل به عقول العالم بأسره، جزءًا من تلك اللعبة. وفي الأثناء، من المرجّح أنه يكون قد انخرط في لعبة أخرى تحقق له ربحًا جديدًا.

أنا شخصيًا لست ممن يعكفون على تحليل سلوك السياسيين وكأنهم أنبياء ذوو حكم خفيّة أو عباقرة خارقون، كما يعلم من يعرفني. لكنّ من الواضح أن سلوكيات ترامب المتطرّفة ليست وليدة عشوائية بلا هدف، ولو أنّ ما يدور في ذهنه قد يكون مختلفًا كثيرًا عمّا يبدو في ظاهره.

لذا، فإنّنا مدعوون لتفسير أفعال هذا الرئيس باعتباره لاعب ورق. وفي ألعاب الورق التي يُتقنها جيدًا، يحاول اللاعبون إخفاء أوراقهم على أمل أن يفوزوا، أمّا هو فيبدو كأنه يلعب بأوراق مكشوفة. غير أنّ هذا قد يعني ببساطة أنّ لديه أوراقًا أخرى ما زالت خفيّة.

ولا شك أنّ هذا النمط من التحليل السياسي يتطلب خيالًا لم يسبق أن احتاجه المحللون من قبل. وهذا هو المآل الذي بلغته السياسة على طريقة ترامب.

خلفية خطة ترامب للتهجير وما بعدها

يشير بعض المحللين، كما ذكر الدكتور سامي العريان في مقالٍ له على موقع الجزيرة نت، إلى أنّ تصريح ترامب خلال زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ربما كان يهدف إلى إحباط مساعي رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي – المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب – للحصول على "ضوء أخضر" لاستئناف حرب الإبادة التي يشنها على غزة.

اقتراحه المتعلق بتهجير سكان غزة كان فكرة متطرفة بلا شك. ولا يبدو أن هناك إجابة منطقية عن كيف يمكن لهذا المقترح أن يتحقّق، حتى مع الدعم الأميركي الكامل، بعد خمسة عشر شهرًا من الحرب الإسرائيلية الإبادية التي لم تنجح في تحقيق هذا الهدف.

إعلان

وقد ثبت حتى الآن، من خلال المواقف الرافضة مختلف مكونات هذا المخطط، أنه محكوم عليه بالفشل. لكن هذا لا يعني أن ترامب أطلق هذا المقترح عبثًا. فهل كان يسعى من خلاله إلى إقناع أطراف معيّنة باستحالة تحقيقه؟

يرى العريان أن هذا السلوك يمكن اعتباره جزءًا من إستراتيجية ترامب التفاوضية التي فصّلها في كتابه الشهير فنّ الصفقة (The Art of the Deal)، حيث يقول إنّ على المفاوض الناجح أن يبدأ من أقصى حدود التشدد والتطرّف، ليجبر الطرف الآخر على تقديم تنازلات كبيرة، وربما يدفعه إلى الاقتراب من موقفه حتى قبل بدء التفاوض الفعلي.

أما في سوريا، فيبدو أن الإدارة الأميركية قد دفعت بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) للجلوس إلى طاولة التفاوض مع الحكومة السورية، بل وربما أجبرتها على ذلك، وهو ما أثار غضب الكيان الإسرائيلي على ما يبدو. وهذا يؤكّد على الأقل أن ترامب ظلّ، في هذا الجانب، ملتزمًا بسياسته المعلنة منذ البداية: "أميركا أولًا".

ماذا سيفعل ترامب في اليمن؟

والسؤال الآن: ما هو هدف ترامب من الحرب التي بدأها في اليمن؟ من المستبعد جدًا أن يكون يجهل أنّ مثل هذا الهجوم – الذي قد يقتصر على غارات جوية – لن يُفضي إلى نتيجة حاسمة.

ولا يمكن تصوّر أن إدارة خرجت لتوّها بهزيمة من أفغانستان، ستدخل مغامرة مشابهة مع علمها المسبق بعاقبتها. لذا، من المرجّح أن يكون القصد من هذه الضربات ليس القضاء على الحوثيين أو دحرهم، بل مجرّد إرسال رسالة: "نحن نحارب الحوثيين"، على سبيل الاستعراض فحسب.

لقد أدى موقف الحوثيين المتحدّي، والداعم لغزة، والمهدد لحركة الملاحة والتجارة البحرية، إلى خلق توقّع عام باتخاذ موقف صارم ضدهم. وترامب، الذي اتّهم خصمه بايدن بالتراخي، وجد نفسه مطالبًا بالاستجابة لتوقعات الناخبين الجمهوريين، خاصة الموالين لإسرائيل.

لكن الاستجابة لا تعني بالضرورة الدخول في حرب شاملة وطويلة. فالقيام بأي عملية احتلال – حتى لو محدودة – لموانئ اليمن أو سواحله، ينطوي على مخاطر جسيمة. ومع ذلك، قد تُستخدم هذه الضربات المحدودة ضد الحوثيين كورقة ضغط على إيران، لدفعها إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.

إعلان

فالطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن، وجباله الشاهقة، تُعقّد أي عملية عسكرية أميركية، وتُنبئ بتكرار التجربة الأفغانية. وهذا يوضّح أنّ التحدي في اليمن كبير، حتى أمام القوة العسكرية الأميركية الهائلة. وإلى جانب ذلك، فإنّ تمسّك "التحالف العربي" بخيار الحلّ السياسي، ولو ببطء، يقيّد خيارات ترامب في نهاية المطاف.

فالسعودية ودول عربية أخرى أطلقت بالفعل مسارًا لحلّ سياسي في الأزمة اليمنية. وقد يتماشى أسلوب ترامب مع تجاوز خطط الحلفاء، لكن لا يمكنه تجاهل الكلفة التي تترتّب على اتخاذ قرارات كبرى دون التنسيق معهم.

صحيح أنّ "الكازينو دائمًا يربح"، لكن لا يمكن إبقاء اللاعبين حول الطاولة إن لم يشعروا بأنهم يربحون شيئًا هم أيضًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الكرملين: بوتين وترامب سيتحدثان مجدداً بشأن أوكرانيا
  • محادثات في جدة حول أوكرانيا وترامب: أنا الوحيد القادر على إيقاف بوتين
  • زيلينسكي: روسيا شنت هجوما على أوكرانيا بنحو 150 مسيرة خلال الليلة الماضية
  • نيويورك تايمز: محاولات باكستان دمج أخطر مكان في العالم تبوء بالفشل
  • تايمز: العقبات الخمس أمام اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • الكازينو دائمًا يربح.. أسلوب ترامب في السياسة
  • ترامب: لم أناقش مع بوتين موعد تطبيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • ترامب يعلن قرب توقيع اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا
  • خطة وقف إطلاق النار فى أوكرانيا إلى أين؟.. موسكو تهاجم كييف بعد ساعات من مكالمة بوتين وترامب
  • كيف يقرأ الأوكرانيون موافقة بوتين وشروطه لوقف إطلاق النار؟