"نيويورك تايمز": تقارب ترامب مع بوتين يعكس أجيالا من السياسة الأمريكية ويُنهي عزلة روسيا
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن تقارب الرئيس دونالد ترامب الملحوظ نحو نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان كفيلًا بعكس أجيالًا من سنوات السياسة الأمريكية تجاه الكرملين وربما يكتب النهاية للعزلة الدولية على موسكو.
وقالت الصحيفة، في سياق تحليل إخباري، إن ترامب أوضح، مع بدء محادثات السلام في المملكة العربية السعودية، أن أيام عزل روسيا قد انتهت وأشار إلى أن أوكرانيا هي المسئولة عن غزوها.
وأضافت الصحيفة أن الغرب لطالما واجه الشرق، لأكثر من عقد من الزمان، وأُطلق على أخر هذه المواجهات بشكل واسع النطاق اسم الحرب الباردة الجديدة، ولكن مع عودة ترامب إلى منصبه، أعطت أمريكا الانطباع بأنها قد تتحول إلى الجانب الآخر.
وحتى مع جلوس المفاوضين الأمريكيين والروس معًا أمس الثلاثاء لأول مرة منذ العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، أشار ترامب إلى أنه على استعداد للتخلي عن حلفاء أمريكا من أجل إقامة تحالف مشترك مع بوتين.
وبالنسبة لترامب، فإن روسيا ليست مسئولة عن الحرب التي دمرت جارتها. وبدلًا من ذلك، أشار إلى أن أوكرانيا هي المسئولة عن الغزو الروسي لأراضيها.. وأعتبرت "نيويورك تايمز" أن الاستماع إلى حديث ترامب مع الصحفيين أمس الثلاثاء حول هذا الصراع كان أشبه بالاستماع إلى نسخة من الواقع لا يمكن التعرف عليها على أرض الواقع في أوكرانيا ومن المؤكد أنها لم تصدر عن أي رئيس أمريكي آخر من أي حزب.
وتابعت الصحيفة أن القادة الأوكرانيين في منظور ترامب هم المسئولون عن الحرب لعدم موافقتهم على تسليم الأراضي لروسيا، وبالتالي، اقترح بأنهم لا يستحقون مقعدًا على الطاولة لمحادثات السلام التي بدأها للتو مع بوتين وقال: "كان ينبغي لك ألا تبدأها أبدًا. كان بإمكانك التوصل إلى صفقة"، موجهًا حديثة حول الحرب إلى قادة أوكرانيا.
وفي تصريحات اعلامية أدلى بها في منتجع مار إيه لاجو في فلوريدا، تابع ترامب:" لديك الآن قيادة تسببت في حرب لم يكن ينبغي لها أن تحدث أبدًا". وعلى النقيض من ذلك، لم ينطق ترامب، حسبما أبرزت الصحيفة، بكلمة واحدة توجه اللوم إلى بوتين أو على روسيا، التي هاجمت أوكرانيا أولًا في عام 2014 وخاضت حربًا ضيقة النطاق ضدها طوال السنوات الأربع من ولاية ترامب الأولى ثم غزتها بشكل كامل في 2022.
ومضت نيويورك تايمز تقول في تحليلها إن ترامب في خضم تنفيذ أحد أكثر التحولات المذهلة في السياسة الخارجية الأمريكية منذ أجيال، وهو تحول بمقدار 180 درجة سيجبر الأصدقاء والأعداء على إعادة ضبط أنفسهم بطرق أساسية. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، رأى موكب طويل من الرؤساء الأمريكيين أولًا الاتحاد السوفييتي ثم، بعد فترة وجيزة من انهياره، خليفته روسيا كقوة يجب الحذر منها، على أقل تقدير، ولكن يبدو أن ترامب ينظر إليها حاليًا باعتبارها متعاونة في مشاريع مشتركة مستقبلية.
وتساءلت الصحيفة: هل كان ترامب ينوي أن يفرض عقوبات على روسيا؟، وقالت: لقد أوضح ترامب أن الولايات المتحدة انتهت من عزل بوتين بسبب عدوانه غير المبرر ضد جار أضعف، وأراد، بدلًا من ذلك، إعادة قبول روسيا في النادي الدولي وجعلها واحدة من أفضل أصدقاء أمريكا.
تعليقًا على ذلك، قالت كوري شاك، مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أمريكان إنتربرايز وكانت مساعدة الأمن القومي للرئيس الأسبق جورج دبليو بوش:" إنه انقلاب مخزٍ لثمانين عامًا من السياسة الخارجية الأمريكية".
وأضافت، في مقابلة أجرتها مع الصحيفة:"خلال الحرب الباردة، رفضت الولايات المتحدة إضفاء الشرعية على الغزو السوفييتي لدول البلطيق وأعطت الشجاعة للناس الذين يقاتلون من أجل حريتهم. الآن نحن نضفي الشرعية على العدوان لإنشاء منااطق نفوذ. كل رئيس أمريكي في السنوات الثمانين الماضية كان ليعارض بيان الرئيس ترامب".
أما في دائرة ترامب، فإن هذا التحول يعد تصحيحًا ضروريًا لسنوات من السياسة المضللة، ولكن هل هذا هو ما قد يحدث؟!.. وقالت الصحيفة- فيما يبدو إجابة على السؤال: إن ترامب وحلفاؤه يرون أن تكلفة الدفاع عن أوروبا مرتفعة للغاية بل وجاءت على حساب احتياجات أخرى. ومن هذا المنظور، فإن التوصل إلى نوع من التسوية مع موسكو من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بإعادة المزيد من القوات إلى الوطن أو تحويل موارد الأمن القومي نحو الصين، التي يعتبرونها "التهديد الأكبر"، كما قال وزير الخارجية ماركو روبيو الشهر الماضي.
وأوضحت أن ترامب لطالما نظر إلى بوتين باعتباره مواطنًا يحب بلده ولاعبًا قويًا و"ذكيًا للغاية" وأن جهده في ترهيب أوكرانيا وإجبارها على تقديم تنازلات إقليمية لم يكن أقل من "عبقرية تنبعث من رئيس ذكي". وفي نظره، فإن بوتين شخص يستحق الإعجاب والاحترام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب أوكرانيا الكرملين موسكو بوتين نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي ردا على ترامب: أوكرانيا ديموقراطية وروسيا برئاسة بوتين ليست كذلك
عواصم " وكالات": أكّد الكرملين اليوم الخميس أنه قرر مع واشنطن استئناف الحوار في "كل المجالات" وسط تقارب دبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي شاركت فيه وكالة فرانس برس "اتُخذ القرار بالمضي قدما في استئناف الحوار الروسي الأمريكي في كل المجالات" مضيفا بإنه "يتفق تماما" مع موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرورة وضع حد سريع للنزاع في أوكرانيا غداة انتقادات لاذعة متبادلة بين كييف وواشنطن.
وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي شاركت فيه وكالة فرانس برس "يتحدثون عن ضرورة إحلال السلام في أسرع وقت ممكن والقيام بذلك عبر التفاوض. وقد لاحظنا أيضا أن هذا الموقف مؤات لنا أكثر من موقف الإدارة السابقة. ونحن نتفق كليا مع الإدارة الأمريكية" الحالية.
وجاء ردّه في سياق إجابته على سؤال حول احتمال حصول عملية تبادل أسرى جديدة بين موسكو وواشنطن. وقال بيسكوف "هذا الموضوع مدرج في جدول أعمال علاقاتنا الثنائية، ولا يمكن استبعاده".
وفي العودة إلى موضوع الحرب في أوكرانيا، قال بيسكوف إن الكرملين "يتفق تماما" مع موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرورة وضع حد سريع للنزاع غداة انتقادات لاذعة متبادلة بين كييف وواشنطن.
وقال "يتحدثون عن ضرورة إحلال السلام في أسرع وقت ممكن والقيام بذلك عبر التفاوض. وقد لاحظنا أيضا أن هذا الموقف مؤات لنا أكثر من موقف الإدارة السابقة. ونحن نتفق كليا مع الإدارة الأمريكية" الحالية.
واعتبر بيسكوف أن الولايات المتحدة "كانت ولا تزال... المحرك الرئيسي" الذي يقدم "أكبر مساهمة مالية في تأجيج" الصراع في أوكرانيا.
وجدد اتهاماته إلى إدارة جو بايدن السابقة بالرغبة في "مواصلة الحرب حتى (القضاء على) آخر أوكراني" وإنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين للقيام بذلك.
لكنه لفت إلى أنه في الوقت الحالي، هناك "قليل من الأشياء الملموسة" للتوصل إلى تسوية للصراع، ويعود ذلك خصوصا إلى "خلافات بين واشنطن وكييف".
واشار الكرملين الى إن أي خطة بريطانية لإرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار مهمة حفظ سلام محتملة ستكون غير مقبولة بالنسبة لروسيا مضيفا أنه يتابع بقلق تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاقتراح غير مقبول لأنه ينطوي على مشاركة قوات من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي وبالتالي سيكون له تداعيات على أمن روسيا نفسها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هذا الأسبوع إن موسكو ترى "تهديدا مباشرا" في فكرة وجود قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا حتى لو كانت تلك القوات تنتشر هناك تحت علم مختلف.
الاتحاد الاوروبي ردا على ترامب: أوكرانيا ديموقراطية وروسيا ليست كذلك
من جهة اخرى، ردّ الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس على اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنّه "دكتاتور".
وانتقد ترامب زيلينسكي في خلاف متصاعد بعدما بدأت واشنطن جهود سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي ستيفان دي كيرسمايكر لصحافيين، "أوكرانيا ديموقراطية، روسيا برئاسة (فلاديمير) بوتين ليست كذلك".
وأثارت انتقادات ترامب للرئيس الأوكراني مخاوف في أوروبا من أن تتخلى واشنطن عن حليفتها كييف لتأمين اتفاق سريع مع موسكو.
ويصر الاتحاد الأوروبي على أن أوكرانيا وأوروبا يجب أن تكون لهما كلمة في أي مفاوضات.
وقال دي كيرسمايكر "لا يمكن أن يكون هناك حل لأوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا، ولا دون مشاركة الاتحاد الأوروبي" مضيفا أن "أمن أوكرانيا هو أمن الاتحاد الأوروبي".
رئيس الوزراء البريطاني يدعم زيلينسكي بعدما وصفه ترامب بـ" الديكتاتور"
الى ذلك، أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن دعمه للرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي خلال مكالمة هاتفية أمس ، عقب أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الأوكراني بأنه " ديكتاتور بدون انتخابات".
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) أن المتحدث باسم الحكومة قال إن ستارمر أوضح دعمه لزيلينسكي " كزعيم أوكرانيا المنتخب ديمقراطيا" وقال إنه من " المنطقي للغاية تعليق الانتخابات خلال وقت الحرب، مثلما فعلت المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية ".
وتأتي المكالمة الهاتفية بعد حرب كلمات بين ترامب وزيلينسكي، حيث انتقد الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني بسبب تأجيله إجراء الانتخابات، كما أنه صرح بأن أوكرانيا هي التي بدأت الحرب مع روسيا.
ويذكر أنه تم انتخاب زيلينسكي رئيسا لأوكرانيا في مايو 2019، وكان من المقرر إجراء الانتخابات في أوكرانيا عام 2024، ولكنه تم تأجيلها بسبب فرض الأحكام العرفية.
وفي السياق ايضا، قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا إن أوروبا تحتاج لإلغاء القواعد غير الضرورية وزياة الاستثمار في الدفاع، مشيرا إلى أن هذا كان خلاصة اجتماع أمس في باريس بشأن أوكرانيا والأمن الأوروبي.
وذكر التلفزيون التشيكي بعد الاجتماع أنه "حتى نؤخذ على محمل الجد يجب أن نكون أقوى اقتصاديا وعسكريا".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد استضاف سابقا اجتماعا مماثلا يوم الاثنين، ولكنه كان مقتصرا على عدد قليل من القادة الأوروبيين، بحسب راديو براغ إنترناشونال.
واشتمل اجتماع اليوم على مجموعة أوسع من دول الاتحاد الأوروبي والناتو بما في ذلك جمهورية التشيك ودول البلطيق وكندا. وشارك فيالا في الاجتماع عبر خاصية الفيديو كول.
روسيا تستعيد مساحة كبيرة في كورسك من القوات الأوكرانية
وعلى الارض، قال جنرال روسي كبير إن القوات الروسية استعادت أكثر من 800 كيلومتر مربع من منطقة كورسك الواقعة في غرب روسيا من القوات الأوكرانية.
وتمثل هذه المساحة نحو 64 بالمائة من إجمالي الأراضي التي استولت عليها أوكرانيا منذ بدء توغلها في الأراضي الروسية في العام الماضي.
وقال الكولونيل جنرال سيرجي رودسكوي، قائد الإدارة الرئيسية للعمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية لصحيفة كراسنايا زفيزدا، إن القوات الروسية تتقدم على كافة الاتجاهات، مضيفا أن القوات الأوكرانية في موقف دفاعي منذ فبراير شباط 2024 وسط هجوم روسي كبير استعاد مساحة كبيرة من أراضي المنطقة.
وقال رودسكوي إن روسيا تسيطر الآن على 75 بالمائة من دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون وعلى أكثر من 99 بالمائة من منطقة لوجانسك.
وأضاف أن المناطق الأربع هي الآن جزء شرعي من روسيا ولن تعود لأوكرانيا أبدا.
وتابع "كان العام الماضي نقطة تحول في تحقيق أهدافنا. لن يكون النظام الأوكراني قادرا بعد الآن على تغيير الوضع بشكل كبير في ساحة المعركة. فقد العدو إلى حد كبير القدرة على إنتاج الأسلحة والمعدات والذخيرة اللازمة. وعادة ما تتم التعبئة قسرا".
وقال رودسكوي إن مستقبل الصراع لم يعد يعتمد على أوكرانيا بل على ما إذا كان الغرب سيوافق على صياغة بنية أمنية أوروبية جديدة تأخذ في الاعتبار مصالح روسيا.
وبدأت الحرب الروسية الاوكرانية في عام 2022 في إطار ما أسماه الرئيس فلاديمير بوتين "عملية عسكرية خاصة"، مما أدى إلى اندلاع أعنف حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ووضع القوات الروسية في مواجهة جيش أوكرانيا المدعوم من الغرب.
وتسيطر روسيا أيضا على شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.