قيادة قرآنية وشعب مقاوم.. اليمن يكتب معادلة النصر
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
يمانيون/ تقارير
عندما تحولت الشعوب إلى قطعان تساق بالعصا، وسقطت فيها أنظمة عند أقدام الطغاة، ظهر اليمن كاستثناء يزلزل معادلات الهيمنة، لم يطأطئ رأسه، ولم يستجد خلاصه، بل انتزع حريته بقبضة من نار، وأثبت أن الإرادة الحرة أقوى من أعتى الجيوش، هنا حيث تخور العزائم، يكتب المجد بمداد الكرامة، وتخط العزة على ألواح الصبر الذي لا ينكسر.
هذا الموقف الفريد برز في عالم تموج فيه التناقضات، وتتصارع فيه المبادئ والمصالح، حيث كتب اليمنيون صفحات من العزة والصمود، مستلهمين نهجا قرأنيا لا يلين، في ظل قيادة لا تخشى في الله لومة لائم، وشعبا أثبت أنه عصي على الانكسار مهما اشتدت التحديات، راسما معادلة جديدة في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار.
ففي وقت أصبحت السياسة فيه مرادفا للمصالح الضيقة والخضوع للقوى الكبرى، جسدت القيادة اليمنية بحكمتها ورؤيتها السديدة حالة نادرة من التميز والاستقلالية، هذه القيادة لم تأت من فراغ، بل نمت وترعرعت على المبادئ القرآنية التي جعلت من التقوى والإيمان والبصيرة ركائز لا تهتز.
لم يعد القرار السيادي لليمن رهينة الإملاءات الخارجية، ترسم له المسارات من خلف الحدود، وتصنع له الخيارات وفق مصالح القوى الكبرى، فمع بزوغ فجر 21 سبتمبر 2014، انكسرت قيود الوصاية، وفتح عهدا جديدا تصاغ فيه القرارات بإرادة وطنية خالصة، ومنذ ذلك اليوم، لم يعد اليمن رقما هامشيا في معادلات الهيمنة، بل أصبح قوة مستقلة يرسم مستقبله بيديه، ويرفض أن يكون أداة في لعبة المستعمرين الجدد.
مثل الالتزام بالنهج القرآني مسارا للموقف الحق دون تردد، وعدم الرضوخ للضغوط مهما بلغت شدتها، وهو ما أثبتته القيادة اليمنية في تعاملها مع الأعداء والمتأمرين، لم تقبل المساومة، ولم تتراجع عن ثوابتها رغم سنوات من الحصار والتضييق والمؤامرات، بل على العكس، ازدادت صلابة وإصرارا على تحقيق النصر، وهو ما جعلها محط احترام الأحرار في العالم، وخصما شرسا لقوى الظلم والاستبداد.
إذا كانت القيادة تمثل الرأس، فإن الجسد اليمني يتمثل في شعبه الصامد، الذي لم يعرف الوهن رغم ما تعرض له من حصار وتجويع واستهداف ممنهج، لقد ظن الأعداء أن اليمن سيستسلم بعد سنوات من القصف والتجويع، لكنهم تفاجأوا بشعب يزداد قوة وإيمانا بعد كل ضربة يتلقاها.
هذا الصمود ليس مجرد شعار، بل واقع يتجلى في كل زاوية من زوايا الحياة. فلا العدوان أوقف عجلة الحياة، ولا الحصار جعل اليمنيين يتخلون عن قضيتهم، بل دفعهم ليبتكروا حلولا ذاتية جعلتهم أكثر استقلالا واعتمادا على النفس.
ما أعظم النعمة التي نحن فيها، قيادة قرآنية لا تخشى إلا الله، وشعب ثابت لا تهزه التحديات، ورغم ما يملكه الاعداء من قوة عسكرية ومالية، لم يتمكن من كسر إرادة هذا الشعب، بل على العكس، أصبح هو من يعاني القلق والخوف من القادم، فاليمني اليوم لا ينتظر منقذا يأتيه من الخارج، ولا يقبل أن يعيش على الهامش، بل أصبح هو من يصنع الأحداث ويغير المعادلات.
إن امتلاك القرار الوطني والاستقلال الحقيقي لا يترجم إلا عندما تمتلك القوة التي تحمي هذا القرار، واليمن اليوم لم يعد ذلك البلد الذي يراهن الأعداء على ضعفه، بل أصبح دولة تمتلك قدرات عسكرية متقدمة جعلت قوى الاستكبار تعيد حساباتها ألف مرة قبل التفكير في أي عدوان جديد.
لم يكن أحد يتخيل قبل سنوات أن يصبح اليمن قادرا على توجيه الضربات الدقيقة في عمق أراضي المعتدين، ولكن هذا ما حدث فعلا، الصواريخ الباليستية والمسيرات المتطورة لم تكن مجرد أدوات حرب، بل رسائل سياسية وعسكرية تقول إن زمن الهيمنة بلا ثمن قد انتهى.
إن هذه الأسلحة التي يطورها اليمنيون بأيديهم ليست مجرد رد فعل على الاعداء، بل هي تعبير عن مرحلة جديدة دخلها اليمن، مرحلة يكون فيها الضعفاء هم من يمسكون بزمام المبادرة، ويعيدون رسم خريطة القوة في المنطقة، واليوم، بينما ترتجف عروش الطغاة خوفا من القادم، يستعد اليمنيون لجولة جديدة من فرض القوة والمعادلات لانتزاع حقوقهم.
إن ما يحدث في اليمن اليوم، هو مخاض تاريخي لميلاد قوة إقليمية جديدة، قوة لم تأت من فراغ، بل بفضل تضحيات شعب لم يقبل أن يكون تابعا، وقيادة لم تخضع إلا لله. ففي حين يغرق الآخرون في الهوان، يكتب اليمن تاريخه الجديد، لا بالحبر هذه المرة، بل بالنار والصواريخ، لتكون رسالته واضحة: الحرية لا توهب، بل تنتزع انتزاعا.
لم يعرف اليمن طريق الهزيمة رغم طوفان الأعداء، ولم تلو العواصف ذراعه، بل كان هو العاصفة التي عصفت بمشاريع الاستعباد، لم يسقط في مستنقع الخضوع، بل أدار الدفة، وأربك الحسابات، وأثبت أن الكرامة ليست شعارا يرفع، بل ثمن يدفع، في قاموسه: التضحيات ليست خيارا، بل قدر يصنع الأمم العظيمة، انه اليمن الذي سيظل استثناء فريدا، حيث تتوحد القيادة مع الشعب في مشروع واحد عنوانه الاستقلال والسيادة والعزة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
من العلق إلى البقرة.. آيات قرآنية نزلت في شهر رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم، كما ورد في قول الله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" (البقرة: 185)، وقد نزل الوحي لأول مرة في رمضان، لكن نزول القرآن استمر على مدار 23 عامًا.
السور التي نزلت في شهر رمضانهناك عدة سور أو آيات قرآنية يُعتقد أنها نزلت في رمضان، ولكن ليس هناك تواريخ محددة بدقة لكل سورة، لأن التوثيق التاريخي لم يسجل مواعيد نزول جميع السور، ولكن بناءً على الروايات والأحاديث، فإن بعض أهم السور والآيات التي نزلت في رمضان تشمل:
سورة العلق (أول ما نزل من القرآن)
نزلت أول خمس آيات من سورة العلق على النبي ﷺ في ليلة القدر من رمضان، عندما جاءه جبريل عليه السلام في غار حراء وقال له: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، وقد وقع ذلك في 17 رمضان، أو 21 رمضان، أو 24 رمضان وفقًا لاختلاف الروايات.
سورة القدر
تتحدث هذه السورة عن فضل ليلة القدر، التي هي ليلة نزول القرآن، مما يشير إلى أنها نزلت في رمضان.
قال تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" (القدر: 1).
سورة البقرة (آيات الصيام)
نزلت بعض آيات من سورة البقرة في شهر رمضان، ومنها الآيات التي فرض فيها الصيام:
"يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة: 183)، ويُرجح نزولها في السنة الثانية للهجرة، وهو العام الذي فرض فيه صيام رمضان، وبعدها قضوا أول صلاة عيد فطر لهم.
سورة الأنفال
بعض الروايات تشير إلى أنها نزلت في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، بعد غزوة بدر الكبرى، التي وقعت أيضًا في رمضان.
سورة الدخان
يقول بعض العلماء إنها نزلت في رمضان، استنادًا إلى الآية: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" (الدخان: 3)، والتي تُفسَّر بأنها تشير إلى ليلة القدر.
وقد نزل القرآن متفرقًا على مدار 23 عامًا، وفقًا للأحداث والوقائع المختلفة في حياة النبي ﷺ.
فكان أول ما نزل من القرآن في شهر رمضان، وهو الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، كما تشير سورتي القدر والدخان إلى نزول القرآن في ليلة مباركة من رمضان، ونزلت آيات الصيام من سورة البقرة في رمضان، كما أن سورة الأنفال نزلت بعد غزوة بدر في رمضان.