الرياض : البلاد

دشّنت المملكة مصنعاً متطوراً لإنتاج الإنسولين محلياً، في خطوة تاريخية نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي في قطاع الأدوية والرعاية الصحية، تماشياً مع “رؤية السعودية 2030”. وتشكّل هذه المنشأة الحديثة ثمرة تعاون استراتيجي بين “سانوفي” وشركة سدير للأدوية و”نوبكو”، يهدف الى تعزيز الأمن الدوائي وتسهيل وصول الملايين من مرضى السكري الى أدوية الإنسولين عالية الجودة.

وأقيم حفل الافتتاح بحضور معالي الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية، الى جانب عدد من المسؤولين الحكوميين وأبرز القادة في القطاع الصحي والشركاء في الصناعة.

تعزيز الأمن الصحي وتسهيل الوصول الى خدمات الرعاية الصحية

في ظلّ ما يشهده المجتمع السعودي من انتشار لمرض السكري بنسبة بلغت نحو 18.7 في المائة، تحرص المملكة على وضع استراتيجيات فعالة لضمان مخزون كافٍ من الإنسولين عالي الجودة، إذ تعمل على التقليل من اعتمادها على الواردات من خلال توطين إنتاجها للإنسولين للحدّ من المخاطر والعواقب التي تواجها سلاسل الإمداد وتوفير خيارات علاجية يسهل الوصول إليها.

وفي هذا الإطار، أكّدت بريتي فوتناني، رئيسة الشركه ومدير عام الرعاية المتخصصة في سانوفي السعوديه ودول الخليج، على التزام الشركة الراسخ تجاه المملكة العربية السعودية ودورها المحوري في دعم مسيرة تحوّل القطاع الصحي التي تقودها البلاد.

وقالت: “لطالما اتسمت مسيرة “سانوفي” في المملكة العربية السعودية بالتميّز والنجاح والابتكار. واليوم، نمضي قدماً بإنجاز جديد يتخطى حدود الحاضر. ونحرص، من خلال منشأة تصنيع الإنسولين هذه على رسم ملامح مستقبل المملكة عبر توفير مخزون كبير وموثوق من الإنسولين وتقليل الاعتماد على الواردات ودعم الكفاءات المحلية لمواصلة هذه المسيرة”.

وبمجرد تشغيل المصنع بالكامل، سيكون قادراً على إنتاج حوالي 15 مليون قلم أنسولين سنوياً، بما يُلبي الاحتياجات العلاجية لنحو 500,000 مريض في أنحاء السعودية. وستغطي هذه القدرة الإنتاجية 70% من احتياجات مرضى السكري الذين يتلقون علاج الإنسولين في المملكة، بما يعزز الأمن الدوائي.

 

شراكة استراتيجية لمستقبل مستدام

وقال الدكتور ياسر العبيداء، الرئيس التنفيذي لشركة سدير للأدوية: “حرصنا في سدير للأدوية على التعاون مع “نوبكو” و”سانوفي” في إنشاء هذا المصنع المتكامل الذي سينتج أربعة أنواع من الإنسولين، أبرزها الإنسولين البيولوجي الجديد الذي يستخدم في علاج معظم حالات السكري، معتمداً على أحدث التقنيات في كافة مراحل التصنيع والتعبئة، لتلبية احتياجات مرضى السكري داخل المملكة. ويعزى النجاح الكبير لهذه المبادرة الى الدعم الذي تقدمه كافة الهيئات المعنية بالقطاعين الصحي والصناعي، بما في ذلك وزارة الصحة ووزارة الصناعة وغيرها، إضافة الى السياسات واللوائح المواتية التي توفّرها المملكة العربية السعودية”.

ويأتي إنشاء المصنع دعماً لتطلعات المملكة نحو تطوير منظومة رعاية صحية مستدامة عبر -تزويد المواهب والكفاءات المحلية بالمهارات اللازمة، وهو ما يتماشى مع مستهدفات برنامج تحوّل القطاع الصحي الذي يعدّ ركيزة أساسيّة في “رؤية السعودية 2030” الرامية الى تحسين الوصول الى خدمات الرعاية الصحية وتعزيز الابتكار في المجال الصحي.

التزام “سانوفي” طويل الأمد تجاه السعودية

عملت “سانوفي”، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في قطاع الرعاية الصحية، على ترسيخ حضورها في المملكة العربية السعودية طوال أكثر من 50 عاماً، مستثمرةً في مبادرات متنوعة تدعم المستهدفات الوطنية في مجال الرعاية الصحية. وتجسد مبادرة توطين إنتاج الإنسولين شراكة سانوفي المتينة مع المملكة وحرصها الثابت على المساهمة في “رؤية السعودية 2030”.

وأضافت فوتناني: “نقلاً عمّا قاله الرئيس التنفيذي لشركه سانوفي بول هدسون خلال مشاركته في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” العام الماضي، “سانوفي لن تعرف حدوداً للشراكات بالمملكة العربية السعودية في المستقبل”. نحتفي اليوم بهذا الإنجاز المميز، واثقين بأنه ليس سوى بداية لمرحلة واعدة، ونلتزم بالتعاون مع المملكة في إرساء معايير جديدة لقطاع الرعاية الصحية وإحداث أثر ملموس ومستدام للأجيال القادمة”.

ويمثّل هذا المصنع الجديد مرحلة مفصلية في مسيرة المملكة نحو تحويل قطاع الرعاية الصحية وضمان وصول المرضى الى علاجات عالمية المستوى مصنَّعة بأيدٍ سعودية، لخدمة مرضى السكري، على أرض المملكة.

 

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة الرعایة الصحیة مرضى السکری

إقرأ أيضاً:

التأمين الصحي الشامل: سداد 15،585 مليار جنيـه لمقـدمي الخـدمـات الصحيـة حتى ديسمبر 2024

تحت عنوان «الرعاية الصحية وسبل مواجهة تحديات تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل»، شاركت الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، في جلسة علمية نظمها المعهد القومي للتخطيط، بحضور نخبة من الخبراء والمسئولين، وبمشاركة الدكتور علاء زهران، رئيس معهد التخطيط القومي السابق.

وقدمت مي فريد، المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، ملخصًا عن إنجازات المنظومة العام الماضي، في ضوء تقييم خطوات التطبيق وسبل تسريع التنفيذ وأيضا مقترحات لتحسين الأداء.

وأوضحت المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، أن النظام الجديد للتأمين الصحي الشامل بدأ تطبيقه فعليًا منذ عام 2018 في خمس محافظات، هي: بورسعيد، الإسماعيلية، الأقصر، جنوب سيناء، والسويس، إلى جانب التشغيل التجريبي بمحافظة أسوان، حيث بلغ عدد المواطنين المُسجلين بالمنظومة حتى نهاية عام 2024 نحو 3.8 مليون مواطن، بنسبة تسجيل تجاوزت 81%، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من مليون مواطن بشكل تجريبي في محافظة أسوان.

كما بلغ إجمالي الإيرادات المحصلة 173 مليار جنيه مع فائض تراكمي وصل إلى 139،7 مليار جنيه منذ بدء نشاط المنظومة وحتى ديسمبر 2024.

كمـا ســــددت الهيئـة العامة للتأمين الصحي الشامل نحو 15,585 مليـار جنيـه لمقـدمي الخـدمـات الصــــحيـة حتى ديســمبر 2024.

نواب البرلمان يوضحون أهمية تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في سيناءبرلماني: التأمين الصحي الشامل في سيناء يعزز التنمية الاقتصادية ويحفز الاستثماربرلماني: منظومة التأمين الصحي الشامل في سيناء نموذج للتنمية المستدامةجامعة العريش: التأمين الصحي الشامل أهم أدوات الدولة لتحقيق التنمية

وأكدت مي فريد، أن التحول الرقمي يلعب دورًا محوريًا في تعزيز كفاءة النظام، حيث تم إطلاق بوابات إلكترونية للمستفيدين ومقدمي الخدمة، ما ساهم في تقليل الاعتماد على العمليات الورقية، واستقبال أكثر من 9.5 مليون مطالبة بشكل إلكتروني. 

كما غطت الشبكة الصحية التابعة للهيئة حتى الآن 91% من مراكز الرعاية الصحية، وشملت 448 منشآت طبية، منها 27.5% تابعة للقطاع الخاص.

بطء تطوير البنية التكنولوجية

ونوهت المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، إلى أنه رغم الإنجازات التي حققتها المنظومة الجديدة حتى الآن، لكن لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه التطبيق، لعل أبرزها بطء تطوير البنية التكنولوجية، وصعوبة الوصول إلى القطاع غير الرسمي، والاعتماد الزائد على الرعاية الثانوية والثالثية بدلًا من تعزيز الرعاية الأولية. 

كذلك، فإن إجراءات اعتماد المنشآت الخاصة معقدة ومكلفة، ما يشكل عقبة أمام دمج أوسع للقطاع الخاص ضمن المنظومة.

وقدّمت المدير التنفيذي للهيئة، عدة توصيات لتسريع وتيرة التنفيذ، من بينها تعزيز التكامل المؤسسي، وتوسيع الشراكات الدولية مع جهات مثل البنك الدولي ومنظمة JICA، وتكثيف حملات التوعية، وتحسين آليات التمويل والتحصيل لضمان الاستدامة المالية للنظام.

وقالت مي فريد، إن الهيئة تسعى إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية لتبادل الخبرات وتوسيع شبكة مقدمي الخدمات، مع التركيز على تطبيق معايير الجودة العالمية وضمان سلامة المرضى. 

ومن خلال حملات التوعية المســتمرة، تعمل الهيئة على تعزيز الوعي الصحي وتشجيع المواطنين على الانضمام إلى المنظومة، ما يسـهم في تحقيق رؤية مصر 2030 لتوفير رعاية صحية شاملة ومستدامة لجميع المواطنين.

وفي ختام السيمنار العلمي، أكدت مي فريد التزام الهيئة بتوسيع نطاق التغطية الصحية خلال المرحلة القادمة لتشمل محافظات جديدة، مع إيلاء اهتمام خاص للفئات الأكثر احتياجًا، واستمرار تطوير البنية الرقمية وتعزيز الحوكمة المالية. 

كما شددت على أهمية الفحص الاكتواري الدوري كل 4 سنوات لضمان التوازن المالي واستمرار تقديم خدمات صحية بجودة عالمية.

يُذكر أن نظام التأمين الصحي الشامل يعد أحد أعمدة استراتيجية مصر نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، ويستهدف في مراحله القادمة الوصول إلى تغطية صحية كاملة لجميع المواطنين بحلول عام 2032.

طباعة شارك سيمنار علمي الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل الرقمي المنظومة نظام التأمين الصحي الشامل «الرعاية الصحية

مقالات مشابهة

  • التأمين الشامل تشارك في سيمنار علمي حول الرعاية الصحية وتحديات تطبيق المنظومة
  • التأمين الصحي الشامل: سداد 15،585 مليار جنيـه لمقـدمي الخـدمـات الصحيـة حتى ديسمبر 2024
  • نافانشيا" البريطانية تستهدف بناء أكبر منشأة لبناء السفن تقدمًا في المملكة المتحدة
  • الرعاية الصحية: القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بالقطاع في جنوب سيناء
  • اتحاد الطائرة يضع خطة استراتيجية لتطوير منظومة الرعاية الصحية للاعبين
  • أبوظبي.. الذكاء الاصطناعي في خدمة الرعاية الصحية
  • الرعاية الصحية: إنشاء أول مدينة طبية خضراء للسياحة العلاجية بشرم الشيخ
  • السبكي يُطلق المنتدى الأول لسلاسل إمداد الرعاية الصحية تحت شعار «إمداد المستقبل»
  • "الرعاية الصحية وسُبل مواجهة تحديات تطبيق نظام التأمين الشامل" سيمنار بمعهد التخطيط القومي
  • جامعة طنطا تُطلق وحدة حروق متكاملة بأحدث التجهيزات لدعم الرعاية الطبية المتخصصة