الجزيرة:
2025-02-21@12:49:34 GMT

قمة الرياض والفرصة السانحة

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

قمة الرياض والفرصة السانحة

لعلّه أن تكون القمة التي دعت لها المملكة العربية السعودية، في العشرين من هذا الشهر، بعثًا لعبدالرحمن الكواكبي الذي كان قد نادى في كتابه "أم القرى"، بجمع عام، من أجل وضع حد لما أسماه الفتور العام، ولأن تعود شؤون العرب إلى العرب.

القمة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية ليوم 20 فبراير/ شباط الحالي، وتضم إلى جانب الدولة الراعية، مصر، والأردن، وقطر، والإمارات، والسلطة الفلسطينية، تأتي في إبّانها، من أجل موقف واضح وحاسم حيال خُطة ترامب في تهجير فلسطينيي غزة، وضم الضفة الغربية من قِبل إسرائيل، وهي خطوة غير معلنة، ولكنها تندرج فيما يُخطط له.

الأولوية هي اتخاذ موقف حاسم من خطة ترامب حول التهجير، بالطرق الدبلوماسية، عبر التذكير بالقواعد الدولية التي تتعارض مع ما يُلوَّح به من تهجير قسري، وبالقرارات الأممية ذات الصلة حول وضع غزة والضفة الغربية ، بدءًا من القرار 242، وباتفاقية أوسلو، ومرجعيتها القائمة على الأرض مقابل السلام، وبالمبادرة العربية التي تبنتها القمة العربية ببيروت سنة 2002، وأقرت حلّ الدولتين، مع التذكير بدور الولايات المتحدة، منذ مؤتمر مدريد سنة 1991، بأن تكون وسيطًا نزيهًا، من أجل حلّ عادل ودائم وشامل للنزاع العربي الإسرائيلي، وجوهره القضية الفلسطينية.

إعلان

مخرجات قمة الرياض ستكون أرضية لقمّة القاهرة، ومن المستحسن تشكيل لجنة تتكون من وزراء خارجية هذه الدول الخمس، لعرض مقتضيات المؤتمر لدى الأمين العام للأمم المتحدة، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، وقد يضاف إليها كل من الهند، والبرازيل، أسوة بما تمخضت عنه قمة فاس سنة 1982، والتي تبنت مخطط الملك فهد، وانبثقت عنها لجنة سباعية على مستوى وزراء الخارجية، قدّمت محتوى المشروع للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.

ومن المهم إسناد نتائج القمة الخماسية بموقف موحد، من قِبل منظمة التضامن الإسلامي، على مستوى وزراء الخارجية في مرحلة أولى. ومهم أيضاً أن تتضمن القمة المقبلة في الرياض، خطاطة من أجل تعمير غزة، مع الدعوة لمؤتمر دولي، ترعاه الأمم المتحدة بهذا الشأن، يتساوق فيه الإعمار مع الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

تظل أوراق دبلوماسية أخرى، في الحالة القصوى، إن أعرضت الولايات المتحدة عن مواقف الدول العربية، وتمادت في تجاهلها، وهي التلويح بتجميد اتفاق كامب ديفيد، ومعاهدة وادي عربة، واتفاقات أبراهام. وفي جميع الحالات، ينبغي العمل وفق الأدوات الدبلوماسية، فلا يفيد التلويح بغيرها، كما تحشيد الجماهير، أو المناورات العسكرية، أو حتى سلاح البترول، أو المقاطعة.

لا حاجة للتذكير بأن سيناريو التهجير، هو وقود للكارثة، ليس على مستوى المنطقة أو العالم العربي، بل على مستوى العلاقات الدولية، بفتح فصل شنيع ومُروع لصدام الحضارات واستشراء العنف والكراهية، وعدم الثقة.

المُؤمَّل أن يكون المؤتمر المزمع انعقاده بالرياض، مدخلًا لنظام عربي جديد كذلك، وكان قد انتهى عمليًا منذ 1979. الظرفية سانحة لإرساء نظام عربي جديد، يتكلم بلسان واحد حول قضايا مصيرية، أو ما كان يسمى سابقًا بوحدة الصف وتنقية الأجواء، ويأخذ بقواعد عامة لتدبير الاختلاف، أو ما كان يسمى برأب الصّدع، وليس من الضروري استعمال نفس التعابير التي أضحت جوفاء، ولا لغة البيانات، ولا اللاءات، بل مقاربة براغماتية، تشتغل وفق الأدوات الدبلوماسية، وتُبقي باب الحوار مفتوحًا.

إعلان

بيدَ أن نظامًا عربيًا جديدًا، يقتضي أدوات جديدة، فليس مؤكدًا أن الأدوات القديمة، التي طالها البِِلى واعتراها العجز، من شأنها أن تستجيب للتحديات القائمة، وبتعبير أوضح، رغم ما قد يكون لهذا الرأي من فجاجة، لا أرى أن تكون جامعة الدول العربية، التي ظهرت في سياق يعود لما بعد الحرب العالمية الثانية، الإطار الأمثل لمواجهة التحديات القائمة، أو إرساء نظام عربي جديد.

لقد ظلّ العالم العربي موزَّعا بين قوى إقليمية، وأسهم هذا الوضع في تعميق الفُرقة، وفي إضعافه. الظرفية سانحة، أمام تواري القوى الإقليمية تلك، من أجل إرساء نظام عربي جديد.

الدور الإيراني ضعُف، وجاذبيته اهتزت، ولم يعد أصلًا من الأصول. أما إسرائيل، فقد تكشف أن غايتها ليست السلام، وإنما الاستسلام، عبر تنميط العالم العربي، سياسيًا وثقافيًا، في وضع ذيلي، والإجهاز النهائي على القضية الفلسطينية، ونقل مسؤوليات إسرائيل فيما يخصّ الشعب الفلسطيني، وتناقضاتها إلى دور الجوار، بل إلى دول العالم العربي، برمته.

وإلى جانب ذلك، يمكن للسعودية أن تكون راعية لنظام عربي (جديد، يسعفها في ذلك رأسمالها (إن صح هذا التعبير) الإسلامي والعربي، وتمرسها، وعلاقاتها المتوازنة مع كل من الصين وروسيا والهند والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن علاقاتها التاريخية والراسخة مع الولايات المتحدة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العالم العربی على مستوى أن تکون من أجل

إقرأ أيضاً:

أمين العربي للكوادر الشبابية: الموقف المصري من قضايا الأمة العربية ثابت وراسخ

كتب- عمرو صالح:

أكد إبراهيم ضيف، الأمين العام للمجلس العربي للكوادر الشبابية، على أهمية فهم التاريخ المصري العريق، مشيراً إلى أن "مصر هي التاريخ، ومن لم يقرأ التاريخ لن يفهم الحاضر ولن يشعر بالمستقبل".

وأضاف "ضيف"، في تصريحات له، أن مصر دولة مؤسسات وقيادتها الحكيمة تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، وتعي جيداً تحديات الحاضر وتستشعر مستقبل الوطن والمنطقة.

وأشاد الأمين العام للمجلس العربي للكوادر الشبابية، بدور الرئيس السيسي الذي سجله التاريخ بحروف من ذهب في دعم مصر الثابت للأشقاء الفلسطينيين، وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، خاصةً حقه في تقرير المصير واستقلال دولته على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وشدد على أن الموقف المصري من قضايا الأمة العربية والإسلامية ثابت وراسخ، ويؤكد دعم مصر الدائم لأشقائها في كل زمان ومكان.

وفي ختام تصريحاته، بعث ضيف برسالة دعم إلى القيادة المصرية، والشعب المصري، والأشقاء، ليؤكد للعالم أجمع أن مصر بتاريخها وحاضرها ومستقبلها هي قلب المنطقة النابض.

اقرأ أيضًا:

7000 جنيه شهريًا.. ضوابط تطبيق الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص -خاص

رئيس الوزراء: مشروعات تطوير الأهرامات ستجعلها أكثر جذبًا للسائحين

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

إبراهيم ضيف مصر التاريخ المصري المجلس العربي للكوادر الشبابية الرئيس السيسي القدس

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها أخبار الرئيس السيسي يشكر ملك إسبانيا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة أخبار الرئيس السيسي يصل الرياض لحضور اجتماع حول القضية الفلسطينية أخبار مصر وإسبانيا تصدران بيانًا مشتركًا: نرفض التهجير وندعم استقرار إفريقيا أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

أمين "العربي للكوادر الشبابية": الموقف المصري من قضايا الأمة العربية ثابت وراسخ

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك برودة شديدة واضطراب الملاحة.. تنويه عاجل من الأرصاد بشأن حالة طقس الجمعة بالفيديو.. انفجار هائل يضرب موقف حافلات في تل أبيب بعد 6 أشهر من نشر تحقيق مصراوي "الفخ الروسي".. مصريون في الأسر الأوكراني يستغيثون المركزي يبقي على سعر الفائدة دون تغيير للمرة السابعة للإعلان كامل للإعلان كامل 19

القاهرة - مصر

19 13 الرطوبة: 46% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • الجزيرة نت تكشف التعديلات الدستورية التي أجازتها حكومة السودان
  • أمين العربي للكوادر الشبابية: الموقف المصري من قضايا الأمة العربية ثابت وراسخ
  • باحث سعودي: قمة الرياض والقاهرة فرصة لموقف عربي موحد بشأن غزة
  • كاتب: قمة الرياض تعزز التنسيق العربي المشترك حول قضايا الشرق الأوسط
  • الجامعة العربية: محادثات الرياض إسهام مهم في السلام
  • أحمد موسى: القمة المصغرة في الرياض ستناقش التصور العربي لإعادة إعمار غزة
  • الخارجية الروسية: محادثات الرياض بداية لحل المشاكل العالمية التي خلقتها إدارة بايدن
  • وزير الخارجية الأسبق: القمة العربية الطارئة تخرج بموقف عربي ضد للتهجير
  • قبل قمة القاهرة..السيسي في الرياض لبحث الخطة العربية في غزة