بيرمر: نريد لبنان وطنا مقتدرا عزيزا يليق بتضحيات الشهداء
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
قال الوزير السابق مصطفى بيرم: عندما نقف بين يدي الشهداء يستشعر الإنسان الرهبة والعزة والكرامة، لان المجتمع الذي يقدم المضحين يصبح متاثرا بعملية التضحية والبذل والعطاء، لأنه من أعلى أنواع الكرم، ومن أعلى مستوى تجليات البذل والعطاء الإلهي. نحن كنا في حرب ضروس توقف جانبها العسكري، ولكن جانبها السياسي والإعلامي والاقتصادي ومحاولات الحصار ووضع العصي في الدواليب لم تنته، فتجليات الحرب ما زالت موجودة".
ورأى خلال حفل وضع حجر الأساس لروضة شهداء بلدة شمسطار أن "الذي يخلد ليس الذي يفقد جسده، إنما الذي ترك أثرا حاضرا متموجا في التاريخ، ومنهم الشهداء، لذلك المجتمعات تقدس الشهداء، لأن الشهيد يصبح عنوان تكريم المجتمع والوطن الذي انتمى إليه والأمة والحضارة التي ينتمي إليها، والسيد المسيح يقول أي بذل أعظم من أن تبذل نفسك من أجل الآخرين، هذه هي المسألة الحضارية التي نتمسك بها، فنحن لسنا هواة موت وقتل، نحن هواة حياة عزيزة وكريمة، ولكن عندما يأتيك عدو وشذاذ آفاق من كل أنحاء العالم تم زرعهم في ثكنة متقدمة اسمها اسرائيل تريد ان تقلقنا، فلا راحة لأحد ولا اطمئنان ولا سلامة ولا استقرار ولا ازدهار بوجود إسرائيل التي أوجدها الغرب الطامع بثرواتنا وشعوبنا، والذي يريد تفتيت منطقتنا من أجل نهب ثرواتنا".
وتابع: "من الضروري جدا أن نعرف الحقيقة، لأننا عندما نعرف الحق نصبر عليه، والمنظومة الثقافية التي ننتمي إليها لا تركز على العناصر المادية فقط، المنظومة الموجودة فينا موروثة، لأننا ننتمي إلى سلسلة الانبياء والأولياء والصالحين والمضحين".
وأردف: "لن تقدس أمة لا يؤخذ فيها للضعيف حقه من القوي، وأنتم نصرتم الحق بأبنائكم وأحبائكم وقادتكم وعلى رأسهم سيدنا المفدى الذي صنع العزة والكرامة والقيمة والقدسية الاخلاقية في زمن الخنوع والسكوت، والذي كان عندما يطل علينا يمنحنا الأمل والعزة والكرامة، وكان الجواب من أعماق قلوبنا وسيبقى لبيك يا نصر الله".
وأضاف: "نحن نقف مع المظلوم، نحن نقف مع الإنسان بغض النظر عن انتمائه، لذلك الشهيد الأقدس سماحة السيد حسن نصرالله، كان يوصينا عندما نلتقي به بلبنان، بكل أبنائه على تنوعهم. نحن نستخدم الحكمة والصبر مع الداخل، لكن نستخدم القوة مع العدو، نحن نريد لبنان لكل أبنائه، ولكن نريده وطنا مقتدرا عزيزا يليق بهذا البذل والعطاء وبتضحيات الشهداء، نحن الذين نقدم الدرس بالمواطنة والسيادة".
وأشار إلى أن "العدو الاسرائيلي استخدم على لبنان في أول 48 ساعة أطنانا من الصواريخ والمتفجرات تعادل ما ألقته اميركا وحلف الناتو على افغانستان في سنة، لكنهم خسئوا، يستطيعون أن يقتلوا الجسد ويدمروا الأبنية، لكنهم أبدا لن يستطيعوا القضاء على إرادتنا، لأننا أحفاد الإمام الحسين الذي خُيّر بين السلة والذلة، فكان الجواب المزلزل الذي لطالما رددناه وسنبقى نردده، هيهات منا الذلة".
وقال: "معركتنا لم تكن فقط عسكرية، كان ثقافية وحضارية وأخلاقية، قاتلنا بشرف وعزة، وكل قوى العالم سقطت أمام تلك المرأة التي وقفت بعباءتها أمام دبابة الميركافا، يكفي أننا قاتلنا من اعتبرته المحكمة الجنائية الدولية مجرم حرب، بينما قائدنا، العبد الصالح، الوفي الولي، السيد الأقدس، شفيعنا إلى الله، الذي حمل تعبنا وأوجاعنا وأفراحنا، وصنع النصر والعزة والكرامة، جمع الهيبة والتواضع والأخلاق والتاثير، احترمه العدو قبل الصديق، احترمه القاصي والداني والبعيد، واحترمه المحب والمبغض إلا الحاقد".
وختم بيرم مؤكدا "سننزل في 23 شباط كبارا وصغارا ونساء وشيبا وشبابا ولو على الجليد، سنذيب الجليد بحبنا ووفائنا، نحمل الحب والعشق والولاء والوفاء والقبضات المرفوعة، لنقول له دمك لن يذهب هدرا، دمك سيصنع شلالا هادرا وولادة جديدة مستأنفة، ووطنا مقتدرا وأمة عزيزة، لنزيل الغدة السرطانية ونصنع الكرامة لشعوبنا وأمتنا ووطننا، لنقول في قلب الساحات والطرقات رافعين القبضات، والهتاف دائما وأبدا حتى ظهور الإمام المهدي لبيك يا نصر الله".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن النقاط الخمس التي اختارها جيش الاحتلال الإسرائيلي للبقاء فيها جنوب لبنان تم اختيارها بدقة متناهية، مشيرا إلى أن هذه النقاط تشكل جزءا من إستراتيجية أمنية جديدة لإسرائيل تهدف إلى حماية مستوطناتها الشمالية ومراقبة الداخل اللبناني.
جاء ذلك في تحليل للمشهد العسكري جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية في جنوب لبنان، حيث أبقى قواته في 5 مناطق إستراتيجية بدعوى حماية المستوطنات القريبة من الحدود.
وأوضح حنا أن هذه النقاط الخمس تم اختيارها بعناية لتكون بمثابة منظومة أمنية متكاملة، حيث توجد في كل نقطة سرية عسكرية تضم ما بين 100 إلى 150 جنديا، مما يمنحها القدرة على حماية العمق الإسرائيلي ومراقبة التحركات داخل الأراضي اللبنانية.
وأضاف أن هذه النقاط تتيح لإسرائيل جمع المعلومات والتصرف بمرونة من دون الحاجة إلى الالتزام الكامل بالقرارات الدولية.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الإستراتيجية تشبه إلى حد كبير ما تم تطبيقه في غزة، حيث أنشأت إسرائيل منطقة عازلة ونقاطا أمنية داخلية لضمان أمن مستوطناتها.
إعلان
تعزيز للسيطرة
وأكد أن هذه النقاط الخمس في لبنان ستكون بمثابة وجود مادي وجسدي يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، مع قدرة على التدخل السريع عند الحاجة.
ولفت حنا إلى أن البيان المشترك الصادر عن الرؤساء الثلاثة في لبنان (رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب) أكد على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق الطائف، مشيرا إلى أن لبنان يسعى حاليا إلى حل دبلوماسي وقانوني للأزمة عبر التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
ورغم تحذير الأمم المتحدة من أن "أي تأخير" في الانسحاب الإسرائيلي سيعتبر انتهاكا للقرار 1701، أشار حنا إلى أن هذا القرار لم ينجح في تحقيق أهدافه بشكل كامل، وأن الواقع الجديد على الأرض يتطلب تعاملا مختلفا.
وفيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، توقع حنا أن تستمر القوات الإسرائيلية في البقاء في هذه النقاط لفترة تتراوح بين شهرين إلى 6 أشهر، مع تعزيز دفاعاتها وحماية المستوطنات القريبة.
وأكد أن التكنولوجيا الحديثة قد تعوض عن الحاجة إلى وجود عسكري مكثف، لكن إسرائيل ما زالت تعتمد على الوجود المادي لضمان أمنها.
وأشار حنا إلى أن الوضع الحالي يمثل ديناميكية جديدة في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها الأمني في جنوب لبنان، بينما يبحث لبنان عن حلول دبلوماسية وقانونية لإنهاء هذا الوجود الذي يعتبره "احتلالا".