اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الانسحاب الجزئي من لبنان يشير إلى عزم إسرائيل على ردع تنظيم حزب الله اللبناني، كما أنه بمثابة تحذير له ولحركة حماس الفلسطينية أيضاً.

 

وقالت جيروزاليم بوست، إن الجيش الإسرائيلي سحب معظم قواته من لبنان، أمس الثلاثاء، بعد 4 أشهر ونصف من الغزو البري الذي استهدف حزب الله في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، باستثناء 5 مناطق استراتيجية في لبنان، حيث تم بناء مواقع استيطانية جديدة، وستبقى القوات هناك في الوقت الحالي.


وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المدة التي ستستغرقها عملية الانسحاب بشكل كامل سوف تعتمد على لبنان، وعلى الدرجة التي سيتحرك بها الجيش اللبناني ضد حزب الله ويمنعه من تحويل القرى اللبنانية الجنوبية مرة أخرى إلى تحصينات مسلحة متخفية في زي مدني، وتؤوي أسلحة ثقيلة وتستضيف مسلحين مستعدين لمهاجمة إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن الانسحاب جزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في السابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني)، مشيرة إلى أن الهدف من المواقع الاستيطانية الخمسة المتبقية هو ضمان عدم تمكن "حزب الله" من ترسيخ وجوده في منطقة الحدود.

هل يتم تمديد وقف إطلاق النار مجدداً في جنوب لبنان؟https://t.co/GFmHhZyVt1 pic.twitter.com/dyU0BKmZa0

— 24.ae (@20fourMedia) February 14, 2025
الموقف اللبناني

أما عن لبنان، فصدر بيان عن الرئاسة، اعتبر أن أي وجود متبقٍ للقوات الإسرائيلية على أراضيه "احتلال" ويحتفظ بحقه "في استخدام كل الوسائل" لضمان انسحاب إسرائيل الكامل.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية، أن هذا الوضع يهدف إلى ضمان انسحاب مقاتلي حزب الله شمال نهر الليطاني، وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله في جنوب لبنان، ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان والحدود، وبمجرد حدوث ذلك، يمكن لإسرائيل أن تفكر في الانسحاب بالكامل خلف الحدود الدولية وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ولكن ليس قبل ذلك.


دروس الماضي

وقالت الصحيفة إن إسرائيل خاضت تجربة مؤسفة مع انسحابات القوات من لبنان، حيث فعلت ذلك بالفعل في مناسبتين منفصلتين، الأولى كانت بطريقة متسرعة وفوضوية في مايو (أيار) 2000، والثانية في عام 2006 تحت رعاية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي وضع نهاية لحرب لبنان الثانية، ولقد تبين أن كلتا الحالتين كانتا كارثيتين، لأن حزب الله ملأ، بمساعدة سخية من إيران، الفراغ الذي خلفته إسرائيل بسرعة، وحول المنطقة إلى منصة لإطلاق هجمات مستقبلية.
وبحسب الصحيفة، قد حدث ذلك لعدة أسباب، أهمها، تجنب إسرائيل، بعد الانسحاب، اتخاذ خطوات كبيرة لمنع حزب الله من السيطرة على السلطة، وعدم رغبتها في الانجرار إلى "المستنقع اللبناني" مجدداً، مستطردة: "هذا الأمر صحيح بشكل كبير، لأنه في أعقاب حرب لبنان الثانية، دعا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 صراحة حزب الله إلى التحرك شمال الليطاني ونزع سلاحه، ولكن لم يتم تنفيذ أي من هذه الشروط، وقد تم تجاهل القرار علناً وبشكل صارخ، ومع ذلك لم تفعل إسرائيل شيئاً، وإنما، وقفت متفرجة بينما كانت قوات حزب الله تتحرك إلى القرى الواقعة على مسافة يمكن رمي الحجارة فيها من التجمعات الحدودية الإسرائيلية، وراقبت ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف تتضاعف عشرة أضعاف من نحو 15 ألف صاروخ قبل حرب عام 2006 إلى ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ في بداية الجولة الأخيرة من القتال".

إنهاء الحرب وسلام مستدام.. إشكالية المرحلة الثانية لصفقة الرهائن تلاحق #نتانياهوhttps://t.co/4ZivgoqxUj

— 24.ae (@20fourMedia) February 10, 2025
تحذير لحماس

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة "إن التصميم الذي تظهره تل أبيب هنا سوف يخلف أيضاً آثارا متوالية في أماكن أخرى، وإذا أثبتت أنها ستنفذ الاتفاقات حرفياً، فإن الرسالة ستكون واضحة ليس فقط للبنان، بل لحركة حماس أيضا، بأن تل أبيب لن تسمح بتكرار الأخطاء الماضية، وأي انتهاك للاتفاق الذي تم التوصل إليه يهدد أمن إسرائيل سيتم التعامل معه على الفور وبقوة مميتة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل حزب الله من لبنان

إقرأ أيضاً:

أي أوراق قوة يملكها لبنان لدفع إسرائيل إلى الانسحاب؟

كتبت سابين عويس في" النهار": خطا لبنان الرسمي في الأيام القليلة الماضية خطوات كبيرة على طريق إعادة تموضعه على خريطة الطريق العربية والدولية، مع استجابته لشروط أساسية شكلت المدخل الفعلي إلى مرحلة الخروج عن العباءة السورية الإيرانية التي ظللت حكمه في العقود الثلاثة الماضية. وإن كان الزخم العربي والدولي نجح في إنتاج سلطة جديدة فإن التحدي الأبرز الاستثمار في هذا الزخم لاستكمال تنفيذ القرار الدولي. وعند هذه النقطة، يصبح السؤال مبرراً حول أوراق القوة التي يمتلكها لبنان للمضي في هذا القرار، الذي يشترط أولاً إلزام إسرائيل باستكمال انسحابها، لكي يصبح في الإمكان بعدها الالتفات إلى الداخل وسحب ذريعة السلاح من يد الحزب.
في أولى الخطوات التي أراد فيها العهد إظهار التضامن السياسي بين مكونات الدولة، جاء اجتماع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا وإرفاقه ببيان ليعكس الحرص على ترجمة موقف رسمي موحد خصوصاً أن الحكومة لم تنل بعد ثقة المجلس لتنطق بالموقف الرسمي. وأهم ما فيه أن لبنان قرر السير بالطرق الديبلوماسية للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها، وذلك عبر التوجه إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف الخروق، وعبر اللجنة التقنية العسكرية للبنان والآلية الثلاثية" اللتين نص عليهما إعلان ۲۷ تشرين الثاني ٢٠٢٤. ولم يغفل المجتمعون ربط هذه التوجهات بما يشبه التهديد المبطن وذلك من خلال التذكير بحق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي.
ترافق البيان مع ما كان أعلنه الرئيس أمام نقابة المحررين "أننا سنعمل بالطرق الديبلوماسية، لأن خيار الحرب لا يفيد ولبنان لم يعد يحتمل حربا جديدة، وسلاحالحزب سيأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون". فعن أي خيارات سيلجأ إليها لبنان؟  الأكيد أن لبنان لا يملك الكثير من أوراق الضغط والقوة وهو الخارج من حرب مدمرة ومنهك اقتصاديا واجتماعياً ومالياً. لكنه حتماً يملك القرار السياسي بمراقبة حدوده ومنع إعادة تسليح الحزب كما يتمتع بامتياز استثناء الجيش من وقف برامج المساعدات الأميركية، ما يستدعي العمل للحصول على الدعم الذي يؤهل الجيش لاستكمال انتشاره وضمان حدوده شمالاً وجنوباً.
في المقابل، يواجه لبنان تحدياً داخلياً يتمثل بالمخاوف الكامنة في تحويل الاستفتاء الشعبي المنتظر في تشييع الأمين العام السابق للحزب إلى استفتاء على دور المقاومة واستمرار الحاجة إليها لتحرير النقاط المحتلة، ما يمكن أن يعيد الأمور إلى مربعها الأول.
 

مقالات مشابهة

  • أيّ أوراق قوّة يملكها لبنان لدفع إسرائيل إلى الانسحاب؟
  • أي أوراق قوة يملكها لبنان لدفع إسرائيل إلى الانسحاب؟
  • طائرات لـحزب الله تثيرُ الذعر.. تقرير إسرائيليّ يكشف
  • تحذير إسرائيلي من اختبارات مصيرية في هذه الجبهات تحدد مستقبل المنطقة
  • سوريا.. ضبط مجموعة متورطة بتهريب السلاح لحزب الله في لبنان
  • فرنسا تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان
  • كاتب صحفي: إسرائيل تماطل في الانسحاب من جنوب لبنان وحزب الله في حالة انكشاف
  • الجيش اللبناني يدخل إلى بلدة العدسة.. ومسئول إسرائيلي: انتصار لحزب الله
  • انتهت مهلة الانسحاب.. هل تعود إسرائيل لحربها ضد جنوب لبنان؟