هل ينفذ نتنياهو المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟ - إشارات إسرائيلية متناقضة
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد مماطلة على بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة ، لكن الإشارات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين متناقضة.
وتولي حركة " حماس " أهمية بالغة لتطبيق هذه المرحلة، لأنها تنهي عمليا حرب الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، وتفرض عليه الانسحاب من القطاع.
كما تشمل المرحلة الثانية الإفراج عن دفعات مهمة جدا من الأسرى الفلسطينيين، وهي كلها أسباب دفعت محللين إسرائيليين للتشكيك في احتمال التزام نتنياهو بالتنفيذ.
يضاف إلى ذلك تهديد وزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها، في حال عدم استئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
شرطان إسرائيليان
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان الاتفاق بين حماس وإسرائيل، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض خلال الأولى على بدء المرحلة الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وكان مقررا أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى، لكن نتنياهو يماطل حتى الآن في إطلاق هذه المفاوضات بينما وصل الاتفاق يومه الثاني والثلاثين.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الثلاثاء، أن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ خلال أيام.
والأربعاء، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن نتنياهو "قرر نقل ملف المفاوضات إلى مستشاره المقرب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، مع اشتراط نزع السلاح من قطاع غزة وإبعاد حركة حماس عنه".
وقبل هذا القرار، قاد المفاوضات رئيس جهاز المخابرات الخارجية "الموساد" دافيد برنياع، على رأس وفد ضم أيضا رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار.
عرقلة الصفقة
ووفق زعيم المعارضة يائير لابيد لهيئة البث الأربعاء، فإن "حماس لن توافق على المرحلة الثانية إذا كان شرط إسرائيل هو نزع سلاحها وإبعادها عن غزة".
وأكد لابيد أن "هذه ليست شروطا لصفقة، بل وسيلة لعرقلتها، بينما نحن بحاجة إلى إبرام الصفقة وإعادة الجميع (الأسرى الإسرائيليين)، وهذا يتطلب وقف القتال".
وردا على تقارير إعلامية إسرائيلية، قالت حماس مساء الثلاثاء، إن "اشتراط الاحتلال إبعاد حماس عن القطاع حرب نفسية سخيفة".
كما أعلنت حماس رفضها نزع سلاح "المقاومة" وإبعادها عن غزة، وأكدت أن أي ترتيبات لمستقبل القطاع ستكون "بتوافق وطني" فلسطيني.
وتقدر تل أبيب وجود 73 أسيرا إسرائيليا بغزة، وتحتجز آلاف الفلسطينيين في سجونها وترتكب بحقهم تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، ما أودى بحياة العديد منهم، وفق تقارير إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وتسود مخاوف في إسرائيل من أن وضع ديرمر على رأس الوفد المفاوض من شأنه أن يسمح لنتنياهو بتقويض المفاوضات في حال بدأت فعلا.
وديرمر معروف بعلاقاته الوطيدة مع الحزب الجمهوري الأمريكي وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كلف مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بقيادة المفاوضات.
ونقلت القناة "12" العبرية الأربعاء عن مسؤول بمكتب نتنياهو لم تسمه، أن "التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح 6 من رهائننا الأحياء دفعة واحدة، وعودة (جثامين) 4 رهائن قتلى غدا، هو نتيجة لقرار رئيس الوزراء بتغيير تشكيلة فريق التفاوض".
وأعلنت حماس، الثلاثاء، اعتزامها تسريع إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى، عبر تسليم 4 من جثامين أسرى الخميس المقبل، و6 أسرى أحياء السبت القادم، على أن تفرج تل أبيب السبت عمن يقابلهم من أسرى فلسطينيين.
المصدر رأى أن "الفريق الجديد غيّر الديناميكية وقاد المفاوضات بدلا من تقديم تنازلات، وأوقف الإحاطات الدورية (من فريق التفاوض) المنحازة ضد رئيس الوزراء والقيادة السياسية، والتي لم تتسبب إلا في تمسك حماس بموقفها وإضافة مطالب جديدة".
وأوضحت القناة أن المسؤول الإسرائيلي شن بذلك "هجوما حادا على رئيس جهاز الشاباك رونين بار ورئيس الموساد دافيد برنياع، بسبب الطريقة التي أجريت بها المفاوضات حتى الآن".
واستدركت: "لكن مصادر أخرى في المفاوضات نفت هذا الادعاء مشيرة إلى أن حماس بادرت إلى هذا التحرك (تسريع إطلاق أسرى) لضمان الحصول على مقابل: (الإفراج عن) معتقلين و(إدخال) المساعدات الإنسانية، ولم ترغب في المخاطرة بنسف الاتفاق".
وفي الأشهر الماضية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقربين من بارنياع وبار انتقادهما أسلوب نتنياهو في قيادة المفاوضات، ما أدى إلى تقويض فرص عدة للتوصل إلى اتفاقات.
مقابل لحماس
وتُطرح تساؤلات في إسرائيل عن أسباب موافقة حماس على تسريع إطلاق أسرى إسرائيليين، رغم عدم بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق رسميا.
وقال المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل الأربعاء، إن "إدارة ترامب بدأت تبدو متفائلة بشأن فرص تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة بنجاح، رغم مشاكل عديدة تنطوي عليها".
وتابع: "حقيقة أن حماس مستعدة لتسريع إطلاق سراح الرهائن الست الأحياء تفيد بأنها حصلت على شيء في المقابل".
و"حاليا، يبدو أن المقابل هو إدخال منازل متنقلة وخيام ومعدات ثقيلة إلى غزة لإزالة الأنقاض، وربما تلقت حماس سرا وعودا أبعد مدى بشأن استمرار المفاوضات"، وفق هارئيل.
واستطرد: "كما هي العادة، يبقي نتنياهو كل خياراته مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة، وفي الكواليس يقول أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين".
هارئيل مضى قائلا: "خلص سموتريتش، شريكه (نتنياهو) في الائتلاف اليميني المتطرف، من محادثاتهما إلى أن الجيش سيستأنف قريبا العمليات العسكرية واسعة النطاق بغزة".
واستدرك: "في المقابل، يتحدث الأمريكيون بجدية مع نتنياهو عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة".
وأضاف: "قد يرضخ نتنياهو لضغوط واشنطن ويحاول تعويض سموتريتش، عبر خطوات لضم الضفة الغربية و/ أو تكثيف العمليات العسكرية هناك".
واعتبر أنه "إذا بدأ تنفيذ المرحلة الثانية فلن يكون ذلك بفضل الأمريكيين وحدهم، فنتنياهو يهتم كثيرا باستطلاعات الرأي، وهي تظهر دعما شعبيا واسعا لتنفيذ الاتفاق حتى إعادة الرهائن جميعا".
و"بالتالي، فإن نسف المفاوضات وترك الرهائن ليموتوا في أنفاق غزة، من المرجح أن يثير رد فعل قاسيا (على نتنياهو) من الرأي العام الإسرائيلي"، وفق هارئيل.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الكنيست يصادق بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يستهدف المنظمات الحقوقية قناة: خطة إسرائيلية لتهجير الغزيين خلال حرب وليس أثناء وقف إطلاق نار مفاوضات غزة للمرحلة الثانية: المحاولة الآن ستكون التوصل إلى صيغة ضبابية الأكثر قراءة هل غزة كفندق الكومودور في نيويورك؟! ترامب الأهوج: مستقبل المنطقة على برميل بارود الرئيس الفرنسي ينتقد خطة ترامب بشأن غزة مفتي الديار الهندية: غزة ليست أرضًا عقارية يمكن شراؤها بثمن عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: مفاوضات المرحلة الثانیة المرحلة الثانیة من
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة أسيوط يشهد ختام المرحلة الثانية من البرنامج التدريبي للعاملين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، اليوم الثلاثاء، فعاليات ختام المرحلة الثانية من البرنامج التدريبي المتخصص للعاملين بالجهاز الإداري بالجامعة في مجالي الحوكمة ومكافحة الفساد، والذي نظمته الجامعة بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد وهيئة الرقابة الإدارية، وذلك بحضور اللواء شريف رمزي، رئيس مكتب الرقابة الإدارية بأسيوط، وتحت إشراف العقيد فؤاد درويش، ممثل الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.
المنشاوي: نُعرب عن تقديرنا للتعاون المثمر مع هيئة الرقابة الإدارية
وأقيم البرنامج تحت متابعة الدكتور محمد عدوي، مستشار رئيس الجامعة لشئون الخريجين وريادة الأعمال والابتكار ومدير مركز دراسات المستقبل، والأستاذ شوكت صابر، أمين عام الجامعة، والدكتور مصطفى مرسي، منسق الأكاديمية الوطنية بالجامعة، وبحضور الدكتورة أمل الفقي، المحاضر بكلية الدراسات العليا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.
رئيس جامعة أسيوط: البرنامج التدريبي خطوة مهمة نحو تعزيز الحوكمة داخل الجامعة
وفي كلمته، أعرب الدكتور أحمد المنشاوي عن عميق شكره وتقديره للواء شريف رمزي، رئيس مكتب الرقابة الإدارية بأسيوط، وللعقيد فؤاد درويش، ممثل الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، مشيداً بجهودهما البارزة ومتابعتهما الحثيثة ودعمهما الكبير الذي كان له أبلغ الأثر في إنجاح فعاليات البرنامج التدريبي. مؤكدا أن هذه المشاركة المتميزة تعكس حرص الدولة المصرية بتعزيز الوعي المؤسسي، وترسيخ مبادئ الشفافية والنزاهة في مختلف مؤسساتها.
المنشاوي: القيادة السياسية وضعت بناء الإنسان المصري في مقدمة أولوياتها
وأشاد الدكتور المنشاوي بمستوى البرنامج التدريبي وما تضمنه من محتوى متخصص ومحاضرات مهمة قدّمها نخبة من الخبراء من الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، مشيراً إلى مشاركة نحو 75 موظفاً من العاملين بالجهاز الإداري بالجامعة، ومثمناً جهود جميع القائمين على التنظيم والدعم.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن التعاون الوثيق بين جامعة أسيوط والجهات الرقابية المختصة يُمثل دعامة قوية لنشر ثقافة الحوكمة، وتأكيداً لحرص الجامعة على الالتزام بمبادئ الشفافية والكفاءة في الأداء، دعماً لرؤية الدولة المصرية واستراتيجيتها الوطنية لمكافحة الفساد، وبناء دولة حديثة تقوم على أسس من النزاهة والعدالة المؤسسية.
كما أكد الدكتور المنشاوي على التزام الجامعة بأن تكون طرفاً أساسياً في مسيرة التنمية، من خلال تطوير الكوادر البشرية، ونشر ثقافة الوعي والانتماء المؤسسي، معرباً عن تقديره للدور المحوري الذي تقوم به هيئة الرقابة الإدارية في الوقاية من الفساد ومكافحته بكافة أشكاله.
وتطرق رئيس الجامعة إلى الإنجازات المتحققة في مختلف المجالات، خاصة في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكداً أن ما تشهده الدولة من تقدم ملحوظ يُجسد اهتمام القيادة السياسية ببناء الإنسان وتحديث منظومة التعليم، من خلال التوسع في إنشاء الجامعات الأهلية، والاتجاه نحو جامعات الجيل الرابع، بما يتماشى مع متطلبات العصر ويخدم أهداف التنمية المستدامة.
واختُتمت الفعاليات بتبادل الدروع التذكارية بين الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، واللواء شريف رمزي، رئيس مكتب الرقابة الإدارية بأسيوط، كما تم توزيع شهادات التقدير على المشاركين من الجهاز الإداري، والمقدمة من الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.
وقد تضمن البرنامج التدريبي، والذي استمر على مدار ثلاثة أيام، مجموعة من المحاضرات المهمة، تناول اليوم الأول منها التعريف بدور هيئة الرقابة الإدارية ومشروع البنية المعلوماتية للدولة المصرية، بينما شمل اليوم الثاني موضوعات حول رؤية مصر 2030، والفساد وتأثيره على الأمن القومي، وجاء اليوم الثالث ليتناول مفاهيم الحوكمة في مواجهة الفساد، وأخلاقيات الإدارة والعمل المؤسسي.