همسون وهتلر.. لماذا أهدى الأديب النرويجي ميدالية نوبل للنازيين؟
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
يعتبر كنوت همسون أحد أعظم الأدباء في التاريخ الحديث، حيث أحدثت أعماله مثل “الجوع” و“الأرض الجديدة” ثورة في السرد الأدبي، وألهمت كتابًا عالميين مثل كافكا وهمنغواي. لكنه لم يُعرف فقط بإبداعه الأدبي، بل أيضًا بمواقفه السياسية المثيرة للجدل، وأبرزها دعمه لألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. ومن أكثر أفعاله استفزازًا، تقديمه ميدالية جائزة نوبل التي حصل عليها عام 1920 إلى وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز، فما الذي دفعه إلى هذا التصرف؟ وهل كان مجرد تعاطف مع ألمانيا أم قناعة أيديولوجية؟
لماذا دعم كنوت همسون ألمانيا النازية؟لم يكن دعم همسون لألمانيا أمرًا عابرًا، بل كان موقفًا واضحًا منذ صعود النازية إلى السلطة، فقد كان يؤمن بأن ألمانيا تمثل حضارة متفوقة قادرة على التصدي للهيمنة البريطانية والأمريكية، وكان يرى أن النازية تحمل مشروعًا للقوة والاستقرار، وهي أفكار انعكست في بعض مقالاته السياسية خلال الحرب.
كما أن كرهه العميق لإنجلترا كان دافعًا رئيسيًا وراء تأييده لهتلر، حيث كان يعتبر بريطانيا قوة استعمارية طاغية، وسعى إلى تحدي هيمنتها الثقافية والسياسية.
لقاء مع هتلر.. وميدالية نوبل إلى غوبلزفي عام 1943، التقى همسون بأدولف هتلر في ألمانيا، في لقاء لم يكن وديًا تمامًا. وفقًا للمؤرخين، لم يكن هتلر معجبًا بشخصية همسون، واعتبره متعجرفًا. لكن همسون لم يتراجع عن موقفه، بل واصل دعمه لألمانيا، مما دفعه لاحقًا إلى إهداء ميدالية نوبل الأدبية إلى وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز، تعبيرًا عن ولائه للنظام النازي.
هذا التصرف صدم الأوساط الثقافية في النرويج وأوروبا، إذ كيف يمكن لأديب عالمي أن يدعم نظامًا ارتكب جرائم بحق الإنسانية؟
محاكمته بعد الحرب: خيانة أم سوء تقدير؟بعد سقوط ألمانيا النازية عام 1945، اعتُقل همسون بتهمة الخيانة العظمى، وخضع لتحقيقات مطولة حول دوره في دعم النازيين. لكن بدلاً من محاكمته كمجرم حرب، تم وضعه قيد الحجر الصحي النفسي، حيث خلصت التقارير الطبية إلى أنه يعاني من “ضعف عقلي دائم”، وهو ما أنقذه من عقوبة السجن أو الإعدام.
لم يعترف همسون أبدًا بأنه كان مخطئًا، بل ظل متمسكًا بمواقفه حتى وفاته عام 1952، ما جعله شخصية إشكالية في التاريخ الثقافي النرويجي.
كيف أثرت مواقفه على إرثه الأدبي؟بعد الحرب، عانى همسون من عزلة ثقافية، حيث تم حظر كتبه في بعض الأوساط، ولم يعد يُحتفى به كما كان في السابق. لكن مع مرور الزمن، عاد الاهتمام بأعماله الأدبية، وفُصلت إلى حد ما عن مواقفه السياسية، حيث أصبح يُنظر إليه ككاتب عبقري رغم قناعاته المثيرة للجدل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ألمانيا النازية ألمانيا المزيد
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية النرويجي: لن نسمح لروسيا بتشكيل النظام الأمني في أوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال وزير الخارجية النرويجي "إسبين بارث إيد"، اليوم الخميس، أوكرانيا تقاتل ليس فقط لبقائها ولكن من أجل مبادئنا المشتركة وسنظل ثابتين في دعمها.
وأضاف "بارث إيد" لا يمكننا السماح لروسيا بتشكيل النظام الأمني في أوروبا بالقوة.
وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، امس الأربعاء، إن الرئيس دونالد ترامب يعتزم إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشددًا على ضرورة قبول جميع الأطراف لهذا التوجه. وأوضح والتز أنه أبلغ عددًا من نظرائه الأوروبيين بترحيب واشنطن بزيادة مساهمتهم في الدفاع عن أوكرانيا.
وأكد والتز أن العلاقة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تتجه في مسار غير إيجابي، مشيرًا إلى أن ترامب يركز على تحقيق وقف لإطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سلام أشمل، وفقًا لما نقلته شبكة "فوكس نيوز".
كما أشار والتز إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا تبدو واعدة، مؤكدًا ضرورة إجراء محادثات مع طرفي النزاع لحثهما على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وفي تصريح نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أوضح والتز أن انتقاد زيلينسكي العلني لترامب قد يؤدي إلى نتائج عكسية، معتبرًا أن الرئيس الأوكراني يتلقى نصائح غير موفقة بشأن كيفية التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وفي وقت سابق اليوم، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادًا حادًا لزيلينسكي، واصفًا إياه بـ"الديكتاتور بلا انتخابات"، مشيرًا إلى أنه يجب عليه التحرك بسرعة، وإلا فقد يخسر بلاده.