بين ترامب المجنون وعرب «المجون»!
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
بقلم/ مطهر الأشموري
كل رئيس في العالم فأفعاله وخياراته وقراراته تستعمل مادة إعلامية لمن يتفق معه أو يختلف، والطبيعي أن رؤساء الدول الأقوى يركز عليهم أكثر، ولكن خيارات وقرارات الرئيس الروسي الشهير يلتسن مثلاً تفرق عن خيارات وقرارات وسلوك الرئيس الروسي الحالي بوتين وذلك يقدم الفارق أو الفوارق في التعاطي أو المادة الإعلامية.
وهكذا عندما يطرح عن الرئيس الأمريكي بايدن بأنه خرف فلذلك مدلوله وكذلك عندما يربط الرئيس الحالي ترامب بالجنون أو يطرح أنه مجنون فلذلك دلالاته..
النظرية الشيوعية «الماركسيّة» لا تعاب في أهدافها وما تحمله من مثاليات، ولكن صعوبة تطبيقها أو استحالته يجعلها فكرة أو نظرية جنونية ومثلها ما أسماها افلاطون «المدينة الفاضلة»، فالنظرية وحتى قرارات أي رئيس يظل معيارها مدى القابلية والقدرة على التطبيق..
عُرف رئيس روسيا” يلتسن” على مستوى العالم بـ«المخمور» وبات ترامب أمريكا يُعرف وعلى مستوى العالم بـ«المجنون»، والرئيس الأمريكي «كلينتون» الذي لم يتمالك في التحكم ضحكاً و«قهقهة» على الرئيس المخمور في روسيا لعله يمارس ذات الضحكة و«القهقهة» على الرئيس المجنون في أمريكا «ترامب»..
كل العالم بات يتساءل إذا الجحيم الذي عاشته غزة وشعبها قرابة عام ونصف كما شاهدناه فماذا بقي من جحيم ليهدد به «ترامب» غزة والشعب الفلسطيني؟..
ولأنه لم يعد يوجد جحيم أكثر مما شهده وشاهده العالم في غزة فالتهديد بعد ذلك هو جنون ومن يمارس مثل ذلك لم تنتف عنه فقط الإنسانية بل العقل والعقلانية، وبالتالي فهذه أوضح حالة للجنون وترامب مجنون مجنون..
في الانتخابات قبل الأخيرة وفي ذروة التنافس قال ترامب عن منافسه حينها بايدن بأنه حتى لو نجح في الانتخابات فإنه لن يعيش حتى ينصب كرئيس، ومع ذلك عاش «بايدن» وحضر حفل تنصيب ترامب وعودته للبيت الأبيض..
إذا كان ترامب بذلك يقيس نهاية حياة منافس له ألا يعنيه ومن باب أولى أن يقيس نهاية جنونه..
كما يريد ترامب المعادن النفيسة من أوكرانيا فهو يريد شراء غزة ولكنه لا يوضح ممن يشتري غزة ولا من سيبيعها له، والمعادن النفيسة وشراء غزة هو من الجنون في هذه العلنية والمجاهرة حتى ونحن نعرف وجوده في العمل السياسي والاستخباراتي، فهل المسألة مجاهرة عمدية بالجنون أم هو تلقائية بحالة جنون؟..
هذا الخوف لدى أنظمة عربية من الجنون الترامبي والمجنون «ترامب» هو جنون الذلة أو الجبن هو الجنون المقابل، ويمثل العلنية والمجاهرة لقبول وتقبل العبودية والاستعباد من قبل طاغية ومجرم ومجنون، فهل مازال لدينا أقل القليل من كرامة ورجولة «المماليك» في مصر الذين واجهوا «هولاكو» وهزموا المغول، فترامب حتى لو كان هولاكو زمانه أو هتلر العصر فذلك لا يبرر مجاهرة وعلنية أنظمة عربية بتقبل وقبول العبودية والاستعباد وفي القرن الحادي والعشرين..
لن أقول أكثر من هذا وبانتظار مخرجات القمتين العربية والإسلامية، و إذا الحاخامات اليهود الأكثر تطرفاً وعنصرية يقدمون ترامب أنه رسول «الرب» لينصر الكيان المجرم، فعلى العرب الأنظمة أن لا يخافوا جنون ترامب وأن لا يصبحوا بالخنوع «حاخامات» ويقولوا إنه «رسول الرب» لإذلالهم واستعبادهم، وهذا ما أستبعده في القمتين العربية والإسلامية!!.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الرئيس عباس: لا توجد قضية أهم من قضية أطفال غزة
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن "يوم المياه العالمي يأتي هذا العام في وقت يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لجرائم إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة، ذهب ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير غالبية الممتلكات والمرافق والبنى التحتية".
وأضاف الرئيس عباس، في كلمة لمناسبة يوم المياه العالمي، أن الاحتلال لم يكتفِ بذلك، بل استخدم سلاحا آخر لزيادة معاناة وتهجير، بل للموت البطيء لأبناء شعبنا، بوقف جميع الخدمات الأساسية وعلى رأسها المياه، ومنع وصول المساعدات الإنسانية وكل ذلك دون رادع أو حسيب، في مخالفة صارخة للمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد أن استخدام إسرائيل للمياه كسلاح للتعذيب والتهجير والابتزاز ليس جديدًا، بل هو امتداد لسياسة ممنهجة منذ عقود، من خلال النهب والسيطرة على جميع المصادر المائية السطحية والجوفية، بهدف التحكم بحياة وتنمية المواطن الفلسطيني، واقتلاعه من أرضه وتنفيذ أجنداته السياسية في التوسع الاستيطاني غير الشرعي، وتقويض حل الدولتين.
وشدد الرئيس عباس على ضرورة أن يعي العالم أنه لا توجد قضية أهم من قضية أطفال فلسطين في غزة المحرومين من قطرات مياه لتسد عطشهم، أطفال يصطفون لساعات طويلة للحصول على لتر من الماء، أطفال يشربون مياها ملوثة، أطفال محرومين من الغذاء والدواء، أطفال يموتون من الجفاف والعطش، ومحرومين من العيش بأمان كباقي أطفال العالم.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عباس:
يأتي يوم المياه العالمي هذا العام في وقت يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لجرائم إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من عام ونصف على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة، ذهب ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير غالبية الممتلكات والمرافق والبنى التحتية، ولم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل استخدم سلاحا آخر لزيادة معاناة وتهجير، بل للموت البطيء لأبناء شعبنا، بوقف جميع الخدمات الأساسية وعلى رأسها المياه، ومنع وصول المساعدات الإنسانية وكل ذلك دون رادع أو حسيب، في مخالفة صارخة للمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذي نعمل عليه وعلى المستويات العربية والدولية، وفي المحافل والمحاكم الدولية، من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار، وتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية، و فتح المعابر الحدودية والتجارية، وضمان الانسحاب الاسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها لإعادة النازحين لمناطقهم وتوفير الخدمات الأساسية، وتنفيذ خطة اعادة الإعمار، وفرض هدنة شاملة في الضفة الغربية و القدس الشرقية تضمن وقف جميع الاعتداءات شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
واليوم وبعد استئناف الاحتلال للعدوان في غزة وتوسيع اقتحاماته في الضفة، في مشاهد للقتل الوحشي والنزوح، تعيد لذاكرة العالم ما حدث في نكبة 1948 ومأساة 1967، أصبح واضحا للعالم ما يسعى إليه الاحتلال من تهجير لأبناء شعبنا لصالح مخططاته التوسعية غير الشرعية لتنفيذ مخططات طويلة الأمد، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، التي لن نسمح بحدوثها، بصمودنا وثباتنا على أرض وطننا، وبحشد الدعم العربي والدولي لإنهاء الاحتلال، وللمزيد من الاعترافات الدولية وتجسيد دولتنا الفلسطينية المستقلة على خطوط عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
وحيث إن يوم المياه العالمي يعتبر فرصة مهمة جدا ليتشارك الجميع الاهتمام بهذا المورد الثمين، والتفكير الجدي بحلول للقضايا الجسيمة التي باتت تهدد وفرة المياه العذبة على الأرض، فعلى العالم ألا يغفل عن أهمية طرح وايجاد حلول عادلة لقضية احتلال المياه التي يعاني منها أبناء شعبنا، والتي تتفاقم يوميا جراء امعان الاحتلال في انتهاكاته ومواصلة نهبه لمصادرنا المائية، وعرقلته لجميع المساعي الرامية الى توفير المياه لمواطنينا كحق انساني أساسي، وعلى العالم أن يتخذ خطوات عملية وجذرية لمواجهة المخاطر المترتبة على سياسة الاحتلال الممنهجة في تدمير أكثر من 85% من مرافق وأصول المياه في غزة، والاستهداف الواضح للبنى التحتية للمياه والصرف الصحي في الضفة وغزة بهدف تدمير الحياة واجبار شعبنا على النزوح والهجرة.
وعلى العالم أن يعي أنه لا توجد قضية أهم من قضية أطفال فلسطين في غزة المحرومين من قطرات مياه لتسد عطشهم، أطفال يصطفون لساعات طويلة للحصول على لتر من الماء، أطفال يشربون مياها ملوثة، أطفال محرومين من الغذاء والدواء، أطفال يموتون من الجفاف والعطش، ومحرومين من العيش بأمان كباقي أطفال العالم.
ولهذه المناسبة فإننا نوجه سؤالنا للمجتمع الدولي، كيف لا تحاسب اسرائيل على انتهاكاتها لجميع القوانين الدولية؟ وجعلها فوق جميع القوانين، ومنها القوانين والمعاهدات الدولية التي نصت على أنه في أوقات النزاع الدول ملزمة بحماية الحقوق الأساسية للمدنيين، ومنها حظر استخدام المياه كوسيلة للحرب، واحترام المياه كحق أساس من حقوق الإنسان كما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة (1977)، في البروتوكول الأول الملحق بها، والمادة الثالثة من قواعد مدريد لعام 1976، وما أكده قانون مؤتمر برلين لحماية موارد المياه لعام 2004، وغيرها العديد. وهل التنديد والشجب كافيان في لجم اسرائيل عن جرائمها؟ وهل سيكون للمواقف الدولية دور في حصول أطفال فلسطين على حقوقهم الاساسية ومنها المياه؟
إن استخدام إسرائيل للمياه كسلاح للتعذيب والتهجير والابتزاز ليس جديدًا، بل هو امتداد لسياسة ممنهجة منذ عقود، من خلال النهب والسيطرة على جميع المصادر المائية السطحية والجوفية، بهدف التحكم بحياة وتنمية المواطن الفلسطيني، واقتلاعه من أرضه وتنفيذ أجنداته السياسية في التوسع الاستيطاني غير الشرعي، وتقويض حل الدولتين.
وبالرغم من كل الصعاب التي تواجهنا اليوم، إلا أننا ماضون بالعمل من أجل دعم أبناء شعبنا، والتخفيف من معاناتهم، والحصول على حقوق الشعب الفلسطيني، مؤمنون أنه مهما كان جبروت الاحتلال وبشاعته، فهو إلى زوال، فالحكومة الفلسطينية بجميع مؤسساتها تواصل العمل على توظيف جميع الامكانيات المتاحة لتوفير مقومات الصمود لأبناء شعبنا، وأننا هنا أشيد بجهود طواقم سلطة المياه في غزة، وعملهم المتواصل منذ اليوم الأول للعدوان رغم المخاطر وقلة الامكانات، والتي تحاول توفير ما أمكن من المياه والتخفيف من مخاطر الصرف الصحي في ظل الوضع الكارثي الذي يمر به القطاع.
وأخيرا، وأمام الواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه أبناء شعبنا، ومخططات ودعوات تهجير شعبنا من وطنه، وأمام ممارسات الاحتلال بفرض واقع استعماري استيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بهدف تقويض حل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية، فعلى المجتمع الدولي الحر والعادل أن يقف مع شعبنا الفلسطيني وحقوقه العادلة، وأن يساعدنا في جهودنا لإنهاء الاحتلال وتجسيد دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية، واحقاق حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها الحقوق المائية، لنتمكن من إعادة بناء قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمة دولتنا الابدية، وإرساء قواعد دولتنا لمستقبل أجيالنا، مستقبلاً يعيش فيه أطفال فلسطين حياة طبيعية بسلام كباقي أطفال العالم.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 3 شهداء في قصف طيران الاحتلال نازحين في رفح إسرائيل مستعدة للتفاوض مع حماس قبل شن أي غزو واسع على غزة وزارة الصحة: عدد شهداء غزة يتجاوز الـ50000 الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة الإعلامي الحكومي بغزة يُعقّب على بيان الاحتلال لتبرير مجزرة بيت لاهيا شاهد: الجيش الإسرائيلي يُدخل 3 طائرات حربية جديدة إلى الخدمة ويتكوف: فرص حماس تتلاشى وأنصحها بأن تشاهد ما نفعله بـالحوثيين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025