في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، استضافت مصر ، أمس، الاجتماع الرابع للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، والذي شهد حضور عدد من الشخصيات البارزة على الساحة الدولية.  

 الاجتماع الرابع للتحالف الدولي 

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر شهدت عقد  الاجتماع الرابع للتحالف الدولي، والذي يعد تأكيدا جديدا على أهمية الدعوة المصرية المستمرة لفكرة "حل الدولتين"، كأداة أساسية لخفض التوترات وإنهاء حالة الصراع الدائم في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن  هذا الاجتماع يعكس التوجه المصري المتعدد الأبعاد في معالجة القضايا الإقليمية، حيث تسعى القاهرة إلى تحريك عدة مسارات في الوقت ذاته لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وأشار فهمي، إلى أن  تواصل مصر العمل على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى استكمال المراحل المقبلة لهذا الاتفاق، والعمل على توفير أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كما تضع مصر خططا تفصيلية لمشروع إعادة الإعمار، بهدف استعادة الوضع الطبيعي في غزة وتثبيت الاستقرار الفلسطيني في القطاع.

وتابع:  "تتبنى القاهرة رؤية استباقية لمواجهة أي محاولات إسرائيلية قد تعرقل التقدم الجاري في غزة، ويأتي ذلك بالتوازي مع تحركات من الاتحاد الأوروبي والدور الفاعل للمملكة السعودية، وهي التحركات التي تساهم في دعم الموقف المصري الرامي إلى تحقيق حل الدولتين".

واختتم:"تؤكد مصر على حرصها الكبير على منح القضية الفلسطينية مزيدًا من الزخم والاهتمام، عبر استخدام كافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك الإعلام المصري والمؤسسات الحكومية المختلفة، لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية وتعزيز الوعي الدولي حولها". 

اهتمام دولي بإعادة الإعمار في غزة

ومن بين الحضور، كان وزير الخارجية بدر عبد العاطي، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) فيليب لازاريني، إضافة إلى سيجريد كاخ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، والمنسقة الأممية لعملية السلام في الشرق الأوسط، كما شارك في الاجتماع ممثلون عن أكثر من 35 دولة ومنظمة وهيئة إقليمية ودولية.

وفي بداية الاجتماع، ألقى وزير الخارجية كلمة افتتاحية أكد فيها التزام مصر الكامل بضرورة تنفيذ حل الدولتين، مشيرا إلى أن هذا الحل يعد الأساس الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

 كما شدد على أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل التراب الفلسطيني، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة، مع القدس الشرقية عاصمة لها.

وأشار عبد العاطي إلى أهمية المبادرة السعودية في تدشين هذا التحالف، مبرزا الدور المشترك الذي يجب أن تقوم به مصر والسعودية لتحقيق هذا الهدف،  كما أشاد بالدور البارز الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا على أهمية الحفاظ على استدامة هذا الاتفاق وتنفيذه عبر مراحل واضحة.

مؤتمر إيجيبس يؤكد أهمية دور الغاز الطبيعي في تحقيق أمن الطاقةصناعة النواب: مؤتمر إيجيبس 2025 يرسخ مكانة مصر كوجهة عالمية للطاقةرفض مصر محاولات تهجير للفلسطينيين 

وفيما يتعلق بالأوضاع في غزة، أكد وزير الخارجية المصري على رفض بلاده لأي محاولات تهجير للفلسطينيين من أراضيهم، مشيرا إلى أن هذا الموقف يحظى بدعم عالمي واسع من العالم العربي والمجتمع الدولي، كما أشار إلى أن حل الدولتين يظل الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام في المنطقة.

وتطرق عبد العاطي أيضا إلى الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يشهدها قطاع غزة، مؤكدا على ضرورة وضع خطة شاملة لإعادة الإعمار والتعافي المبكر للمنطقة، وأوضح أن مصر تعمل على تطوير خطة متكاملة لإعادة بناء غزة في إطار زمني محدد، منوها بالدور الحيوي الذي تقوم به وكالة الأونروا في تقديم الدعم للفلسطينيين.

من جانبه، أعرب فيليب لازاريني عن شكره لدعم مصر المستمر، مشيرا إلى المعوقات التي تواجهها وكالة أونروا بسبب القيود المفروضة عليها من السلطات الإسرائيلية. 

كما أكد على الحاجة الملحة لتقديم مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة، مطالبا بتعاون جماعي للرد على هذه الاحتياجات.

كما تناولت التقديرات الأولية لتكلفة إعادة إعمار غزة، مؤكدة على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية.

والجدير بالذكر، أن التحالف الدولي لحل الدولتين كان قد أعلن عنه في سبتمبر الماضي من قبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ويضم 149 دولة ومنظمة إقليمية ودولية تدعم تطبيق حل الدولتين كحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

"ايجبس 2025 " .. وزير الكهرباء: رفع كفاءة الشبكة الكهربائية والاعتماد على الطاقات المتجددةبشير العدل: إيجبس 2025 طرح جديد لمميزات الاستثمار بمصر في إنتاج الطاقة المتجددة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة الاحتلال حل الدولتين وقف إطلاق النار الشرق الأوسط إعادة إعمار غزة اجتماع التحالف الدولي المزيد وزیر الخارجیة حل الدولتین فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران والولايات المتحدة: تحت ظلال الردع وإعادة تشكيل النظام الدولي

في نيسان/ أبريل 2025، وفيما ينشغل الإعلام الغربي بضجيج تصريحات الرئيس الأمريكي العائد دونالد ترامب حول "إعادة إيران إلى الطاولة تحت التهديد بالقصف"، كانت طهران ترسم معادلة جديدة للتفاوض من خلف ستار هادئ في مسقط. هذه ليست مفاوضات تقليدية، ولا هي امتداد بسيط لاتفاق 2015، بل إعادة تعريف للموازين في ظل واقع استراتيجي متحول. إذ إن إيران، بهدوءٍ مدروس، تُعيد توجيه دفة التفاوض وتُحدّد شروط اللعبة، لا كطرف خاضع للضغوط، بل كفاعل إقليمي صاعد يُجيد التعامل مع تعقيدات القوة والتكتيك السياسي بعيدا عن التبعية والخضوع، وهذه المواقف متأثرة من فشل تهديدات ترامب السابقة سواء تجاه طهران نفسها، أو تلك التي أطلقها ضد حركة حماس التي هدد أكثر من مرة بأنه سوف يفتح أبواب جهنم عليها بينما عاد للتفاوض المباشرة معها.

في الظاهر، تُقدَّم الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، التي جرت في سلطنة عمان، على أنها إنجاز أمريكي يُظهر فعالية "الردع الترامبي"، لكن الحقيقة أكثر تعقيدا بكثير. من يتابع المسار التفاوضي بين الطرفين يعرف أن هذه المحادثات ليست جديدة، وإنما هي امتدادٌ لحوار غير معلن بدأ منذ عام 2020 وتكثف عبر وسطاء خليجيين وأوروبيين، قبل أن يركن إلى الصمت التفاوضي في عُمان. وفيما يتخيّل البعض أن إيران رضخت تحت التهديد، فإن القراءة الدقيقة تكشف أنها كانت ولا تزال الطرف الذي يُحكم إغلاق باب التفاوض وفتحه بحسب توقيت استراتيجي محسوب بدقة بالغة، وهذا ليس مدحا لإيران بل محاولة فهم لواقع تكثر فيه الروايات المتضاربة.

تُقدَّم الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، التي جرت في سلطنة عمان، على أنها إنجاز أمريكي يُظهر فعالية "الردع الترامبي"، لكن الحقيقة أكثر تعقيدا بكثير.
ما يميز الاستراتيجية الإيرانية في هذه الجولة هو اعتمادها على ما يمكن تسميته بـ"سياسة حياكة الردع"، التي تشبه في بنيتها الثقافية فن حياكة السجاد الفارسي: بطيئة، صبورة، لكنها مدروسة بعناية شديدة، بحيث تُحدد الألوان والأنماط وحواف الحركات التفاوضية سلفا. ليس من قبيل المصادفة أن تختار طهران سلطنة عُمان كمسرح للمحادثات، وذلك لأنها تدرك أن مسقط ليست مجرّد وسيط محايد، بل هي شريك ضمني في تثبيت قنوات التفاوض السرية منذ الاتفاق النووي الأول. عُمان، بالنسبة لإيران، هي أكثر من بيئة تفاوضية؛ إنها فضاء سياسي مأمون من الضغوط الغربية، وقادر على احتضان قنوات غير رسمية تفضّلها إيران لتجنّب ضجيج الكاميرات وانفعالات السياسة الاستعراضية الأمريكية.

وفي المقابل، فإن إصرار طهران على اعتماد الشكل غير المباشر في التواصل مع الجانب الأمريكي ليس تفصيلا بروتوكوليا، بل تعبير عميق عن فلسفة تفاوضية ترى أن الاتصال المباشر مع طرف تخلّى عن التزاماته مرارا لا يُكافأ بإعادة الاعتراف به كطرف جدير بالثقة. إيران تعلم أن واشنطن قد انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018 دون أي كلفة داخلية، بل وكافأها النظام الدولي آنذاك بصمت مخزٍ، لذا فإن منح الأمريكيين شرف الجلوس وجها لوجه، حتى من الناحية الرمزية، هو امتياز سياسي ومعنوي يجب أن يُكسب لا أن يُمنح.

وعلى مستوى المضامين، فإن رفض إيران القاطع لتوسيع نطاق التفاوض ليشمل ملفات الصواريخ الباليستية أو النفوذ الإقليمي يُعدّ تعبيرا عن وعي عميق بأن هذه التوسعات ليست بريئة، بل تُستخدم كأدوات استنزاف تفاوضي. لذلك، رسمت طهران حدود المفاوضات بدقة: البرنامج النووي ورفع العقوبات، لا أكثر ولا أقل. هذا التحديد ليس انعزالا أو تصلبا، بل استراتيجية احتواء لتكتيك أمريكي معروف يقوم على توسيع المفاوضات لتفريغها من مضمونها. ففي كل مرة تُفتح فيها جبهات جانبية، يكون الهدف هو الضغط لإنتاج تنازلات من خارج المضمون الأساسي.

أما ترامب، فيُدرك أن أي تصعيد عسكري ضد إيران لن يكون عملية جراحية محدودة، بل زلزالا جيواستراتيجيا سيغيّر خرائط النفوذ بالكامل. فإيران، خلافا لما يُروّج، لم تكن يوما دولة يمكن قصفها بلا كلفة. فهي ليست دولة منهارة، بل دولة ذات عمق استراتيجي، وشبكة من التحالفات الممتدة من الخليج إلى البحر المتوسط، مرورا بالبحر الأحمر والقرن الأفريقي. ولذلك، فإن التصعيد اللفظي من قِبل ترامب لا يُعبر عن نية فعلية للحرب، بل هو جزء من الحرب النفسية الأمريكية، التي تهدف إلى خلق انطباع زائف بالهيمنة، دون القدرة على ترجمة هذا الانطباع إلى فعل حقيقي.

ولعل أبرز تجليات نجاح إيران في هذه الجولة أنها استطاعت أن تُفرغ "الردع الأمريكي" من مضمونه، عبر تحويله إلى مجرد خطاب استهلاكي مشابه للحملات الانتخابية الأمريكية، بينما على أرض الواقع، لم تتوقف إيران يوما عن التخصيب، ولم تُفكك أجهزة الطرد المركزي، ولم تفتح حوارا حول ملفها الصاروخي. ما يحدث هو أن الولايات المتحدة باتت تدور في فلك الاستجابة للواقع الإيراني، لا العكس.

ما يجري في مسقط اليوم ليس مجرد مفاوضات على النووي، بل هو معركة سردية شاملة حول من يمتلك شرعية تحديد شروط الأمن الإقليمي. فبينما تُروّج واشنطن لنموذج "الردع مقابل التنازل"، تسعى طهران لفرض معادلة "الندية مقابل الحوار"
وعلى مستوى التوقيت، فإن اختيار طهران لاستئناف التفاوض في هذه المرحلة يعكس إدراكا ذكيا بأنها تقف اليوم في لحظة تحوّل إقليمي ودولي تمنحها أفضلية نسبية. فمن جهة، يعاني الغرب من تآكل في شرعية النموذج الليبرالي بعد أزمات أوكرانيا وغزة التي تم تدميرها وتشريد شعبها بدعم غير مسبوق لآلة القتل الإسرائيلية، ومن جهة أخرى، بدأت واشنطن تفقد القدرة على احتواء كل الجبهات المفتوحة في آنٍ واحد، خصوصا مع عودة روسيا إلى المعادلة الدولية، وتصاعد الدور الصيني في الشرق والجنوب العالمي. إيران ترى في كل ذلك فرصة استراتيجية لتعزيز أوراقها التفاوضية، لا بوصفها دولة منعزلة، بل كقوة إقليمية قادرة على فرض شروطها، ولو عبر صمت تفاوضي محسوب.

إن ما يجري في مسقط اليوم ليس مجرد مفاوضات على النووي، بل هو معركة سردية شاملة حول من يمتلك شرعية تحديد شروط الأمن الإقليمي. فبينما تُروّج واشنطن لنموذج "الردع مقابل التنازل"، تسعى طهران لفرض معادلة "الندية مقابل الحوار"، وهي معادلة تُفجّر المنطق الأمريكي الأحادي الذي لطالما افترض أن الهيمنة العسكرية تمنح تفويضا سياسيا مطلقا.

ومع ذلك، لا يعني هذا أن الطريق أمام إيران مفروش بالورود، فهناك تحديات جدية، ليس أقلها الضغط الداخلي نتيجة الأزمة الاقتصادية، ومحاولات بعض الأنظمة الإقليمية تصوير أي اتفاق محتمل على أنه "ضعف في الموقف الإيراني". لكنّ إيران، بخبرتها الطويلة في إدارة التناقضات، أثبتت قدرتها على استيعاب هذه الضغوط وتوظيفها لصالح تعزيز الموقف التفاوضي، بدل أن تتحول إلى نقاط وهن.

في النهاية، لا يمكن النظر إلى المفاوضات غير المباشرة الجارية اليوم باعتبارها عملية بحث عن حل، بل هي شكل من أشكال الصراع المقنّن على تحديد قواعد الاشتباك في النظام الإقليمي الجديد. وإيران، بفهمها العميق للتاريخ، تعرف أن من يملك القدرة على فرض إيقاع التفاوض هو من يتحكم بنتائجه. ولذلك، فبينما ينشغل ترامب بالكاميرات، تنشغل طهران بهندسة الطاولة.

هي لا تتفاوض لتتنازل، بل لتُكرّس واقعا جديدا، تُجبر فيه الآخر على الاعتراف، لا بالملف النووي فقط، بل بإيران كفاعل لا يمكن تجاوزه في معادلات القوة الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تؤكد التزامها بحماية الطفل
  • الإمارات تؤكد التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني الشقيق
  • إيران والولايات المتحدة: تحت ظلال الردع وإعادة تشكيل النظام الدولي
  • التحالف الدولي: إزالة الألغام في سوريا يتيح عودة النازحين الآمنة إلى منازلهم وأراضيهم
  • الرئيس السيسي وأمير الكويت يؤكدان دعمهما الكامل للخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار غزة
  • السيسي وولي عهد الكويت يؤكدان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإعادة إعمار غزة
  • تفاصيل اجتماع رئيس الوزراء مع اللجنة السياسية| فيديو
  • جامعة أسيوط تعقد اجتماعًا لاختيار قيادات إدارية جديدة وتؤكد التزامها بالشفافية والكفاءة
  • بمشاركة 20 وزيرًا من المملكة والعالم.. الرياض تستضيف اجتماعًا وزاريًّا دوليًّا
  • وزير التموين يعقد اجتماعًا مع الإسكندرية للزيوت والصابون لبحث خطط التوسع