الذكاء الإصطناعي يقتل لبنانيين.. هكذا استغلته إسرائيل!
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
كشفت وكالة أسوشييتد برس، في تحقيق نشرته يوم الثلاثاء، عن طرق وآليات استخدمها الجيش الإسرائيلي في الحرب التي شنها على قطاع غزة ولبنان، متحدثة عن شراكات عميقة تمت بين شركات أميركية عريقة في مجال الذكاء الاصطناعي وبين الجيش الإسرائيلي، في محاولة لاستخدام التكنولوجيا "من أجل استهداف الأهداف العسكرية". وذكر التحقيق أنّ هذا الاستخدام الذي تم دون توجيه بشري، أسفر عن سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين، مشيراً إلى أنَّ إسرائيل تعتمد على نظام ذكاء اصطناعي يساعد في تحديد الأهداف العسكرية المحتملة، وأضاف: "يقوم النظام بتحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد مواقع الأشخاص المستهدفين وتصنيفهم بناءً على معايير معينة.
ونقلت الوكالة عن ضابط استخبارات إسرائيلي قوله: "شاهدنا أخطاء استهداف تتعلق بالذكاء الاصطناعي بسبب ترجمات غير دقيقة"، وقدّم مثالا لذلك بأن "نظام الذكاء الاصطناعي حدّد طلابا في المرحلة الثانوية على أنهم مقاتلون محتملون"، مشيرا إلى أن "الضباط الشباب يتعرضون لضغوط للعثور على الأهداف بسرعة، فيقعون في أخطاء". شركات أميركية داعمة وبحسب التحقيق، تعد مايكروسوفت وشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) الناشئة، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، من بين العديد من شركات التكنولوجيا الأميركية التي دعمت حروب إسرائيل في السنوات الأخيرة. وتوفر شركتا غوغل وأمازون خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بموجب عقد "بروجكت نيمبوس" (Project Nimbus) البالغة قيمته 1.2 مليار دولار، والذي جرى توقيعه في عام 2021، عندما اختبرت إسرائيل لأول مرة أنظمة الاستهداف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي طورتها محلياً. وقد استخدم الجيش الإسرائيلي مزارع خوادم أو مراكز بيانات من "سيسكو" (Cisco) و"ديل" (Dell). كما قدمت "ريد هات" (Red Hat)، وهي شركة بإدارة مستقلة لكنها تابعة لـ"آي بي إم" (IBM)، تقنيات الحوسبة السحابية للجيش الإسرائيلي. كذلك، تتمتع شركة "بالانتير تكنولوجيز" (Palantir Technologies)، وهي شريك لمايكروسوفت في العقود الدفاعية الأميركية، بـ"شراكة استراتيجية" لتوفير أنظمة الذكاء الاصطناعي لدعم الجهود الحربية الإسرائيلية. وصرحت غوغل بأنها ملتزمة بتطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول لـ"حماية الناس، وتعزيز النمو العالمي، ودعم الأمن القومي". فيما أصدرت "ديل" بيانًا أكدت فيه التزامها بأعلى المعايير عند العمل مع المنظمات العامة والخاصة عالميًا، بما في ذلك في إسرائيل. أما المتحدثة باسم "ريد هات"، أليسون شوولتر، فقالت إن الشركة فخورة بعملائها حول العالم، الذين يلتزمون بشروطها للتقيد بالقوانين واللوائح المعمول بها. ولم تستجب كل من "بالانتير"، و"سيسكو"، و"أوراكل" (Oracle) لطلبات التعليق. أما أمازون، فقد رفضت التعليق. علاقات وثيقة من بين شركات التكنولوجيا الأميركية، تتمتع مايكروسوفت بعلاقة وثيقة بشكل خاص مع جيش الاحتلال الإسرائيلي تمتد لعقود. وتعززت هذه العلاقة، إلى جانب علاقات مع شركات تكنولوجيا أخرى، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وقد أدى هجوم الجيش الإسرائيلي إلى ضغط على خوادمها وزيادة اعتمادها على مزودي خدمات خارجيين من الأطراف الثالثة، وفقًا لعرض تقديمي قدمه العام الماضي كبير مسؤولي تكنولوجيا المعلومات في الجيش. وأثناء حديثها عن كيفية تقديم الذكاء الاصطناعي "فعالية تشغيلية كبيرة جدًا" لإسرائيل في غزة، ظهرت شعارات مايكروسوفت أزور، وغوغل كلاود، وأمازون ويب سيرفيسز على شاشة كبيرة خلفها. وقالت العقيد راشيلي دمبينسكي، قائدة مركز الحوسبة ونظم المعلومات في جيش الاحتلال، المعروف بالاختصار العبري "مامرام": "لقد وصلنا بالفعل إلى مرحلة أصبحت فيها أنظمتنا بحاجة ماسة إلى هذه التكنولوجيا". وكان هناك عقد مدته ثلاث سنوات بين مايكروسوفت ووزارة الأمن الإسرائيلية بدأ في عام 2021 بقيمة 133 مليون دولار، مما جعل الوزارة ثاني أكبر عميل عسكري للشركة على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة، وفقًا لوثيقة اطلعت عليها وكالة أسوشييتد برس. ويتم تصنيف جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل مايكروسوفت عميلا من فئة "S500"، مما يعني أنه يحصل على أولوية قصوى باعتباره واحدا من أهم العملاء العالميين للشركة. وتشمل اتفاقيات الخدمة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومايكروسوفت ما لا يقل عن 635 اشتراكًا فرديًا مُدرجاً تحت أقسام أو وحدات أو قواعد أو مشاريع محددة بأسماء رمزية. ومن بين أسماء الاشتراكات التي راجعتها وكالة أسوشييتد برس "مامرام" و"8200"، وهي وحدة استخباراتية نخبوية معروفة بقدراتها التكنولوجية المتقدمة. وتُظهر السجلات أن فريق دعم "أزور" العالمي التابع لمايكروسوفت استجاب لحوالي 130 طلباً مباشراً من الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر العشرة الأولى من الحرب. كذلك، تعمل وحدة الخدمات الاستشارية التابعة لمايكروسوفت بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي، حيث شكّل الأخير نصف إجمالي إيرادات هذا القسم، وفقًا لوثيقة داخلية. (العربي الجديد)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جیش الاحتلال الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في الكشف عن علاج سرطان نادر
اكتشف باحثون، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، هدفًا علاجيًا واعدًا لسرطان الغدد الكيسية، وهو نوع نادر من سرطان الغدد اللعابية يتمتع بخيارات علاجية محدودة.
نُشرت دراسة الباحثين في مجلة "أبحاث السرطان التجريبية والسريرية"، وفقا لموقع "مديكال إكسبرس".
أجريت الدراسة من قبل باحثين من مركز السرطان الشامل في جامعة شيكاغو الطبية، بالتعاون مع علماء آخرين. وجدت الباحثون أن تثبيط نشاط بروتين أرجينين ميثيل ترانسفيراز 5 (PRMT5) يُعد استراتيجية علاجية محتملة ضد سرطان الغدد الكيسية.
يمثل هذا السرطان ما بين 1% و5% فقط من سرطانات الرأس والرقبة، و25% و35% من أورام الغدد اللعابية.
أوضح الدكتور يفغيني إيزومتشينكو، أستاذ الطب المساعد في جامعة شيكاغو أن "المرض بحد ذاته نادر جدًا، مما يجعل دراسته صعبة للغاية". وأكد أنه بالإضافة إلى ندرته، يصعب أيضًا اكتشافه مبكرًا لأن المرضى لا تظهر عليهم الأعراض إلا بعد تطوره بشكل ملحوظ.
وأضاف إيزومتشينكو "لا يُعرف الكثير عن هذا المرض، ولا عن كيفية علاجه، ولا توجد سجلات وفيرة للمرضى الذين عولجوا منه، بحيث يمكن الرجوع إليها لتحديد النهج الأمثل للعلاج".
ونظرًا لنقص العلاجات الموجهة لسرطان الغدد الكيسية، لجأ الفريق إلى الذكاء الاصطناعي، الذي يكتسب زخمًا في اكتشاف أهداف علاجية جديدة.
باستخدام أداة اكتشاف تنبؤي قائمة على الذكاء الاصطناعي، حلل الفريق بيانات التعبير الجيني من 87 عينة من أورام سرطان الغدد الكيسية و35 عينة مطابقة من عينات طبيعية لتحديد أهداف دوائية محتملة.
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يكتشف أدوية قد تبطئ أمراض التدهور المعرفي
من بين أبرز المرشحين للعلاج، جاء بروتين أرجينين ميثيل ترانسفيراز 5 (PRMT5)، وهو إنزيم مشارك في التنظيم الجيني (تغيير التعبير الجيني ونشاط البروتين دون تغيير تسلسل الحمض النووي نفسه)، ومعروف بدوره في تطور السرطان.
بمجرد تحديد بروتين أرجينين ميثيل ترانسفيراز 5 كهدف واعد للعلاج، تعاون الباحثون مع شركة Prelude Therapeutics، وهي شركة طورت مثبطًا انتقائيًا للغاية للبروتين PRMT5 يُسمى PRT543. قيّم الباحثون المثبط PRT543 في النماذج الخلوية والحيوانية، بما في ذلك سلالات خلايا سرطان الغدد الكيسية (خلايا مشتقة من أنسجة سرطانية)، والعضيات (نماذج أورام ثلاثية الأبعاد مشتقة من عينات المرضى)، وزراعة الخلايا الغريبة المشتقة من المرضى، وهي أورام بشرية مزروعة في الفئران.
أوضح إيزومتشينكو "تُعدّ العضيات أفضل لتقييم استجابة الدواء لأنها تُمثّل التركيب الجيني للسرطان بشكل أفضل مقارنةً بالسلالات الخلوية. فهي تمنحك ثقة أكبر في فعالية مركّبك، لأنك تُثبّط الخلايا نفسها التي تُحفّز تطوّر السرطان".
أظهرت النتائج أن تثبيط البروتين PRMT5 كبح نمو الورم بشكل ملحوظ عبر نماذج ما قبل سريرية متعددة، مما أدى إلى تثبيط الجينات الرئيسية المرتبطة بسرطان الغدد الكيسية.
كما بدا العلاج فعّالاً بغض النظر عمّا إذا كانت الأورام تحمل طفرات في الجين NOTCH1، وهو جين مرتبط بسرطان الغدد الكيسية الأكثر عدوانية.
وأظهرت التجارب السريرية السابقة أن مثبطات PRMT5 تُظهر نشاطًا مضادًا للأورام في أنواع مختلفة من السرطان، إلا أن فعاليتها في سرطان الغدد الكيسية لم تُستكشف بالكامل حتى الآن.
قال إيزومتشينكو "وجدنا أنه على الرغم من فعالية الدواء، إلا أنه ليس دواءً خارقًا. فهو يثبط الأورام ويُقلص حجمها، ويُظهر تأثيرات على سلالات الخلايا، والعضيات، لكنه لا يُعالج المرض".
للوصول إلى شفاء حقيقي، استكشف الباحثون علاجات مركبة محتملة لتعزيز فعالية المثبط PRT543.
وأوضح إيزومتشينكو "في الوقت الحالي، في علاج السرطان، يُعد التركيب هو الكلمة المفتاحية. إذ يتم دمج عدة أدوية معًا لتثبيط مسارات رئيسية، ونأمل أن يكون لدمج دواءين أو ثلاثة معًا تأثير أفضل من كل دواء على حدة".
استكشف الفريق أدوية معتمدة بالفعل للأورام الصلبة، وحددوا "لينفاتينيب" كشريك محتمل. وقد أدى العلاج المركب إلى تأثير مثبط أقوى على نمو الورم في المختبر.
واستُخدمت مجموعة من مرضى جامعة شيكاغو، في دراسة الباحثين. تشير النتائج إلى أن استهداف إشارات البروتين PRMT5 بالتزامن مع "لينفاتينيب" قد يكون استراتيجية واعدة للمرضى.
وأشار إيزومتشينكو إلى أن "المرضى الذين يحملون بصمة جزيئية معينة مرشحون محتملون للعلاج المركب".
تسلط هذه الدراسة الضوء على التحول نحو علاجات أكثر تخصيصًا واستهدافًا لعلاج السرطان. فتطوير دواء قادر على تثبيط الأورام بشكل محدد ومستهدف أمر مثير للاهتمام. حتى لو لم يكن الدواء فعالاً كعلاج وحيد، فبدمجه مع جرعة أقل من العلاج الكيميائي، يمكن للمريض الاستفادة مع تقليل الآثار الجانبية، كما قال إيزومتشينكو.