أنت الآن في قرية «العفادرة» إحدى القاهرة التابعة لمركز ساحل سليم، التابع لمحافظة أسيوط، 450 كيلومترا جنوب القاهرة، الطريق إلى القرية ترابي، والمنازل تتكون من طابقين أو 3 طوابق على الأكثر، بينما أهالي القرية والقرى المجاورة، يتحركون في حذر شديد بعد مرور 3 ليال اشتباكات بين الشرطة ومحمد محسوب خط الصعيد وعصابته، وانتهت الاشتباكات بمقتل خط الصعيد محمد محسوب و7 من عصابته.

مشاهد الدم وأصوات إطلاق الرصاص، لا تغيب عن أهالي القرية، الذين امتنعوا عن الخروج من منازلهم وقت الاشتباكات التي وقعت بين قوات الشرطة ومحمد محسوب خط الصعيد وعصابته، تجد في عيون أهالي القرية علامات الرضا ظاهرة على وجههم وعيون بعد أن نجحت قوات العمليات الخاصة والأمن المركزي بوزارة الداخلية في القضاء على محسوب خط الصعيد الجديد وعصابته. 

خط الصعيد محمد محسوب

في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 19 فبراير الجاري، ووسط انتشار من قوات الأمن وتكثيف لقوات الأمن المركزي والعمليات الخاصة، تمّ تشييع جثامين أفراد عصابة محمد محسوب المعروف بـ«خط الصعيد الجديد»، وتمّ دفنهم في مدافن قرية العفادرة بمركز ساحل سليم في أسيوط – محل إقامتهم، وجاء ذلك بعد أن انتهت النيابة العامة، من مناظرة الجثامين، وقررت عرضها على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وتسليم الجثامين لذويهم، لدفنهم. 

هدم بيت خط الصعيد محمد محسوب 

وكانت قوات الشرطة، قد انتشرت في محيط المنزل الذى كان يختبئ فيه خط الصعيد محمد محسوب – مكان الاشتباكات – وقامت بتفتيش المنزل بعد معركة استمرت قرابة 72 واشتباكات ومواجهات مباشرة مع محسوب وعصابته استمرت 10 سنوات، انتهت بقتل خط الصعيد محسوب و7 من عصابته، وعثرت القوات على أسلحة ثقيلة، أر بي جي، 2 جرينوف، 73 بندقية آلية، رشاش متعدد، 11 بندقية خرطوش، 62 فردًا محليًا، 8 قنابل.. F1 وعدد كبير من الطلقات النارية مختلفة الأعيرة

وعقب الانتهاء من معاينة النيابة، استعانت القوات بمعدات الوحدة المحلية لمركز ومدينة ساحل سليم بمحافظة أسيوط، وقامت بإزالة منزل محمد محسوب خط الصعيد، وذلك بعد انتهاء قوات الحماية المدنية والمفرقعات من استخراج أسطوانات البوتاجاز والعبوات المتفجرة من محيط المنزل، وتمّ هدم منزل محسوب. 

خط الصعيد محمد محسوب

خط الصعيد محمد محسوب.. هو من مواليد قرية العفادرة بمركز ساحل سليم التابع لمحافظة أسيوط، قبل قرابة 28 سنة، كانت البداية، وسرق سيارة محملة بالمواشي، تحت تهديد السلاح النارية، واستمر في ارتكاب جرائم سرقة، وتوسع في عمليات السرقة وتجارة المخدرات، وسرعان ما بقي صاحب نفوذ في المنطقة، وكون تشكيلا عصابيا مسلحا لتنفيذ سلسلة من الجرائم الجنائية، وأصبح خط الصعيد، هكذا جاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، وتبين أن محمد محسوب مطلوبًا في 44 قضية متنوعة، من بينها جرائم قتل والشروع في القتل، وحيازة أسلحة نارية، ومخدرات وسرقات بالإكراه، وصدر بحقه أحكام بالسجن المؤبد بلغ مجموعها 191 عامًا، هكذا جاء في محاضر الشرطة، انتهت بقتل خط الصعيد محمد محسوب في تبادل إطلاق الرصاص مع الشرطة وانتهت الحكاية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمد محسوب خط الصعيد العفادرة وزارة الداخلية خط الصعید محمد محسوب محمد محسوب خط الصعید ساحل سلیم

إقرأ أيضاً:

رصاص ودماء.. مشاهد من معركة القصر الرئاسي بالخرطوم

حتى أبريل/نيسان 2023، كان القصر الرئاسي بالخرطوم المطل على شاطئ النيل الأزرق معلما ورمزا للسيادة وقبلة للحكام وكبار الزوار، لكنه بعد هذ التاريخ تحول إلى ساحة حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

كان الطرفان يتقاسمان المكان، حيث الجيش في الناحية الجنوبية للقصر يسيطر على البوابة الرئيسية، بينما تتمركز قوات الدعم السريع قبالة النيل وتسيطر على البوابة الشمالية.

كان ما يجمع الطرفين أكثر مما يفرقهما، فقد كانا يحرسان أهم موقع في الدولة ورمز سيادتها يجتمع جنودهما على مائدة إفطار واحدة في رمضان، الذي مثلت إحدى لياليه نقطة اللاعودة.

قوات من الجيش السوداني داخل القصر الرئاسي بعد استعادته من الدعم السريع (الفرنسية)

في وقت وجيز اندلع القتال وتحول المكان إلى ساحة حرب ما لبثت أن توسعت، فكان جنود الدعم السريع يهاجمون بأشرس المقاتلين وأقوى العتاد مقر إقامة قائد الجيش بهدف السيطرة عليه، ودارت معارك ضارية سقط فيها عديد من عناصر الحرس الرئاسي، لكن القيادة صمدت ولم تسقط طوال سنتي الحرب.

انسحبت قوات الجيش من القصر لعدم جاهزيتها، وربما بفعل المفاجأة وعدم الاستعداد للحرب، ومنذ ذلك التاريخ بقي هذا المكان تحت سيطرة الدعم السريع طوال الـ23 شهرا الماضية، قبل أن يتمكن الجيش من استعادته فجر اليوم الجمعة بعمليات عسكرية مكثفة وتطويق وحصار دام عدة أسابيع.

الرصاص والدم

بدا القصر الرئاسي -الذي كان يعد تحفة معمارية وإرثا تاريخيا- أثرا بعد عين وتحول جزء كبير منه إلي أكوام من الرماد والحجارة، وتناثر في جنباته الزجاج المحطم والأثاث المدمر بعد معارك على مدى عامين.

إعلان

كانت قوات الدعم السريع تستخدم مباني القصر ارتكازات للقناصة ومنصات لإطلاق الصواريخ المتطورة القصيرة والمتوسطة المدى لتستهدف بها سلاح المهندسين غربا والقيادة العامة جنوبا.

رغم الدمار بفعل تبادل القصف والمواجهات المستمرة طوال هذه المدة، فإن قادة الجيش يشعرون بأن استعادة القصر حدث كبير يمثل تحولا كبيرا في الحرب.

جنود الجيش السوداني يحتفلون أمام بوابة القصر الرئاسي وسط الخرطوم (الصحافة السودانية)

عشرات الجنود من الدعم السريع قتلوا بالقصر الرئاسي كما فقد الجيش عديدا من ضباطه وجنوده في المعركة، فكان المكان عنوانا للرصاص والدم.

اتبع الجيش -حسب ضباط في صفوفه- إستراتيجية النفس الطويل لتقليم أظافر الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي.

وكانت البداية الوصول إلى مناطق إستراتيجية بالمقرن، وهي منطقة حاكمة تقع غرب الخرطوم، لتسهيل عملية القصف المدفعي بهدف إرباك دفاعات الدعم السريع.

تزامن ذلك مع تقدم للجيش في مدينة بحري من الجهة الشمالية المقابلة للقصر، في وقت تحركت فيه قوة من سلاح المدرعات إلى محيط السوق العربي ووسط الخرطوم، وبذلك تم إغلاق كل المنافذ المؤدية للقصر، في حين انتشرت قوات من القيادة العامة في الشرق وباتت الخناق محكما.

كانت ثمة عوائق وألغام أبطأت تقدم الجيش بجانب وجود مبان شاهقة تحيط بالقصر من كل الاتجاهات، كان أبرزها العمارة الكويتية المطلة على النيل التي تتكون من عدة طوابق.

الجيش يقصف مواقع للدعم السريع في أم درمان (الجزيرة)

وحسب ضابط رفيع تحدث للجزيرة نت، كثف الجيش منذ نهار أمس الخميس هجماته على تلك العمارة بهدف تحييد القناصين المتمركزين فيها بكثافة مستخدما المدفعية والطيران المسير.

وأضاف الضابط -الذي فضل حجب اسمه- "بعد سيطرتنا على العمارة الكويتية، بات الأمر سهلا لدخول القصر، حيث تقدمت قوات ناحية الشرق بمحاذاة النيل، وتمكنت من الدخول عبر البوابتين الشرقية والشمالية الخاضعة لسيطرة الدعم السريع قبل الحرب".

إعلان

وقال الضابط "بعد توغلنا داخل القصر، هربت عناصر الدعم السريع جنوبا، ولاحقناهم بالسلاح الخفيف مثل الغرنوف والكلاشنكوف، وأوقعنا فيهم خسائر كبيرة". وأوضح الضابط أن من تبقى من تلك القوات لاذ بالفرار عبر أزقة السوق العربي الكثيرة، مما حال دون القضاء الكامل عليهم.

قوات من الدعم السريع (الفرنسية)

من ناحيته، يقول العقيد ركن بالجيش عبد العال الأمين إن "الجيش أثبت تفوقه العملياتي والتكتيكي، حيث تمكن من اختراق دفاعات العدو المنهارة، واستئصال بقايا فلول آل دقلو ومرتزقتهم الذين حاولوا الاحتماء خلف جدران القصر، ظنا منهم أنه سيكون معقلا دائما لهم".

دماء على بلاط القصر

مع إعلان السيطرة على القصر، اندفع الجنود وكاميرات الصحفيين للاحتفال بالحدث الذي كانت تتحدث عنه وتتوقعه وسائل الإعلام طوال الأيام الماضية. وكان في مقدمتهم الإعلام الرسمي ممثلا في التلفزيون القومي.

وبينما كان الجميع يحتفل فرحا بالنصر في باحة القصر باغتتهم مسيرة انتحارية للدعم السريع، فقتلت عددا منهم، بينهم صحفيون بتلفزيون السودان وضباط في الإعلام العسكري للجيش السوداني، قبل أن تستأنف وسائل إعلام إقليمية ودولية نقل احتفالات جنود الجيش وضباطه.

خريطة الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري (الجزيرة) جيوب حول القصر

ولا تزال المنطقة حول القصر وبعض مناطق السوق العربي -حيث هربت بعض قوات الدعم السريع- غير آمنة. وهنا، يقول اللواء بالجيش محمد عبد الرحمن البيلاوي للجزيرة نت إن القوات المتبقية من الدعم السريع وسط الخرطوم محاصرة، ولا تستطيع الخروج وقد باءت كثير من محاولاتهم بالفشل ووقعوا في كمائن الجيش.

مقالات مشابهة

  • راشد عبد الرحيم: معركة القصر .. نهاية العصابة
  • ليلة دامية.. الاحتلال يشن غارات على جنوب قطاع غزة وسقوط عشرات الشهداء
  • شرطة المنصورة تطيح بعصابة تنهب الركاب داخل “باص دباب”
  • الجيش السوداني يستعيد قرية حبيبة ويطارد قائد بارز في الدعم السريع
  • قريبا داخل القلعة الحمراء.. لاعب جديد يدخل دائرة الانضمام للأهلي | من هو؟
  • رصاص ودماء.. مشاهد من معركة القصر الرئاسي بالخرطوم
  • الدعم السريع: معركة القصر الجمهوري "لم تنته بعد"
  • قوات الدعم السريع السودانية: معركة القصر الرئاسي لم تنته بعد
  • مستشار في الدعم السريع: خسرنا معركة القصر
  • أول ردة فعل من الدعم السريع بعد خسارة معركة القصر