أندريه جيد الفائز بنوبل.. لماذا منعت بعض كتبه؟
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
اشتهر أندريه جيد بكونه كاتبًا متمردًا، لم يخشَ طرح الأسئلة الصعبة أو كسر التابوهات الاجتماعية والدينية. ورغم فوزه بجائزة نوبل في الأدب عام 1947، لم تكن رحلته الأدبية سهلة، إذ واجهت أعماله معارضة شديدة وصلت إلى حدّ المنع في أوقات معينة. فما الذي جعل كتب جيد صادمة لمجتمعه؟ ولماذا خضعت بعض أعماله للرقابة؟
الصدام مع الأخلاق السائدةمنذ بداياته، لم يكن أندريه جيد مجرد كاتب روائي، بل كان مفكرًا يختبر حدود الأخلاق والتقاليد.
من أكثر الأمور التي جعلت أعمال جيد موضع جدل هو تناوله الصريح لهويته الجنسية، في كتابه “كوريه” (Corydon)، الذي نُشر لأول مرة بشكل سري عام 1911، قدم دفاعًا فلسفيًا وأخلاقيًا عن المثلية الجنسية، معتبرًا أنها جزء طبيعي من التنوع البشري.
لماذا مُنع الكتاب؟لأن طرحه كان ثوريًا ومخالفًا للقيم الأخلاقية والدينية في فرنسا مطلع القرن العشرين، واعتبرته السلطات هجومًا على الأخلاق العامة. لم يتم تداوله بشكل واسع إلا بعد عقود من صدوره.
نقد الكنيسة ومؤسسات السلطةفي روايته “القبو في الفاتيكان” (La Porte Étroite)، وجّه أندريه جيد نقدًا مبطنًا للمؤسسة الدينية الكاثوليكية، متهمًا إياها بالرياء والتناقض بين التعاليم والممارسات. لم يمر هذا النقد مرور الكرام؛ فقد شجّع رجال الدين على المطالبة بحظر الكتاب واعتباره عملًا يسيء للكنيسة.
• تداعيات النقد الديني: أدى هذا الموقف إلى وضع جيد في مواجهة مستمرة مع القوى المحافظة في المجتمع الفرنسي، ما أدى إلى تهميش أعماله لفترة.
معاداة الاستعمار: تحوّل فكري يثير الغضبفي ثلاثينيات القرن الماضي، قام جيد برحلة إلى إفريقيا الاستوائية، عاد منها بكتاب “العودة من تشاد” (Retour du Tchad)، حيث وثّق ممارسات فرنسا الاستعمارية القمعية. شكّل هذا العمل فضيحة سياسية، لأن فرنسا كانت تروج لنفسها باعتبارها قوة حضارية.
• رد فعل السلطات: واجه الكتاب محاولات للحدّ من توزيعه، خاصة في المستعمرات الفرنسية، خوفًا من تأجيج مشاعر التمرد بين الشعوب المستعمرة.
الرقابة في ظل الحرب العالمية الثانيةخلال فترة الاحتلال النازي لفرنسا (1940-1944)، كانت أعمال جيد محل رقابة صارمة بسبب مواقفه المؤيدة للحرية الفكرية وانتقاداته للأنظمة الشمولية. تم حظر العديد من كتبه أو منع إعادة طبعها، لأن النظام الفاشي اعتبره صوتًا تحريضيًا.
هل كسرت أعمال أندريه جيد حاجز الرقابة؟رغم محاولات المنع والتضييق، استطاعت أعمال جيد الصمود والتحول إلى أيقونة في الأدب الفرنسي. فبحلول منتصف القرن العشرين، أصبح صوته رمزًا لحرية الفكر والتعبير، كما مثّلت كتاباته منعطفًا مهمًا في تاريخ الأدب الذي يعبر عن الهوية الفردية دون خوف من الرقابة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جائزة نوبل الأدب أندريه جيد المجتمع الفرنسي المزيد
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تقدم خصومات تصل إلى 20% على إصدارات صلاح جاهين لمدة أسبوع
تقدم وزارة الثقافة متمثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، خصومات تصل إلى 20% على الأعمال الكاملة للشاعر الكبير صلاح جاهين، بداية من اليوم ولمدة أسبوع، في جميع منافذ بيع الكتب الخاصة بالهيئة، وذلك ضمن احتفاء الوزارة بالراحل من خلال سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية تنظمها، ضمن حرصها على تكريم رموز الإبداع المصري الذين أثروا الحياة الثقافية والفنية.
وتشارك الهيئة بإصدارات صلاح جاهين، في معرض الكتب، المقرر تنظيمه بالأوبرا على هامش الاحتفاء به.
إعادة طبع أعمال صلاح جاهينوحسب بيان وزارة الثقافة، كانت هيئة الكتاب قد أعادت مؤخرًا طبع الأعمال الكاملة للشاعر صلاح جاهين، والتي تضم: «مقالات ساخرة»، و«مسرح العرائس»، و«الأعمال المسرحية»، و«منوعات غنائية»، و«الفوازير»، و«الدواوين الشعرية»، و«هو وهي».
معلومات عن صلاح چاهينالشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين أحد أبرز أعمدة الإبداع في مصر، الذي ترك بصمة لا تُمحى في الشعر، والأدب، والفن التشكيلي والصحافة.
وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافةـ إن احتفاء وزارة الثقافة، بالراحل صلاح جاهين، يأتي تقديرًا لمسيرته الثرية وإسهاماته التي لا تزال تلهم الأجيال الجديدة، لافتًا إلى أنَّ الاحتفاء يضم مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تشمل عروضًا فنية، وندوات ثقافية، ومعارض توثيقية، بهدف إحياء تراثه وتسليط الضوء على دوره الفريد في تشكيل الوجدان المصري.