رحلوا من أراكان إلى سومطرة بحثا عن عيش كريم.. روهينغا يطلبون الإغاثة
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
بيكان بارو- إقليم رياو الإندونيسي- من ولاية أراكان غربي ميانمار بحرا إلى سواحل آتشيه، ثم برا إلى مدينة بيكان بارو بإقليم رياو وسط جزيرة سومطرة الإندونيسية، رحلة طويلة خاضها لاجئو الروهينغا المسلمة.
هم بعض من نحو 80 ألف روهينغي، حسب وسائل إعلام بنغلاديش ودراسة أعدها مركز بون الدولي لدراسة الصراعات، هُجروا من أراكان منذ شهر أغسطس/آب الماضي، في موجة نزوح جديدة، في ظل صراع مستمر في أراكان، وسيطرة جيش أراكان الذي يمثل قومية الريكاين البوذية على نحو 80% من مساحة الولاية.
والصراع في أراكان هو جزء من صراع أوسع في ميانمار بين الفصائل المسلحة المعارضة التي تمثل مختلف الأقليات القومية والدينية المعارضة والجيش الميانماري الذي يمثل حكومة العسكر في يانغون.
يتوجه أغلبية هؤلاء اللاجئين إلى بنغلاديش، وبعضهم يركب البحر نحو إندونيسيا.
الوصول إلى رياو
وشهدت الأسابيع والأشهر الأخيرة قدوم مزيد من السفن والقوارب التي تقل اللاجئين الروهينغا، سواء القادمون مباشرة من أراكان أو من بنغلاديش. حيث كانت ظروف عيشهم في المخيمات صعبة.
وبعض الذين قدموا إلى آتشيه بدؤوا التوجه برا من محافظات آتشيه المختلفة جنوبا نحو وسط جزيرة سومطرة، حيث إقليم رياو، وحطت رحالهم في مدينة بيكان بارو عاصمة الإقليم، لكن الأوضاع في رياو لم تكن مناسبة هي الأخرى.
واليوم يعيش أكثر من ألف شخص، حسب إحصاء مفصل أجراه شباب في المخيم وتسلمت الجزيرة نت نسخة منه، يعيشون في مخيم في مدينة بيكان بارو في ظروف معيشية صعبة.
جاء الشاب الروهينغي ميزان الحق قبل أكثر من عام من بنغلاديش على متن قارب إلى آتشيه، يقول، للجزيرة نت، إنه قرر وأسرته الانتقال إلى بيكان بارو بسبب سوء الأوضاع في بنغلاديش لكن الحال لم يكن كما توقعوه من حيث حالة المساكن، وشبه الافتقاد للعلاج إلا في حالات قليلة وطارئة، ومشكلة تلوث المياه، وشح المعونات الإنسانية.
إعلانوميزان الحق متطوع لتعليم أطفال المخيم تلاوة القرآن وحفظه، ويتطلع رغم كل ما يعانيه لإكمال دراسته.
وتعيش أمينة بنت رشيد أحمد و15 شخصا من الإخوة والأخوات والأبناء في خيمة بلاستيكية واحدة، تشير، في حديثها مع الجزيرة نت، إلى تلوث مياه الآبار، وإغراق مياه الأمطار خيامهم، وتسلل الأفاعي والزواحف من الحقول القريبة.
وتقول "نريد أن نعيش حياة آمنة وبسلام، وأن يجد أطفالنا تعليما"، وتطلب أمينة العون من المنظمات الدولية والإنسانية، والعدالة لأقلية الروهينغا، قائلة إنهم يتطلعون إلى أن يصبحوا مواطنين في أي بلد كان وأن يعيشوا حياة طبيعية.
حميدة بنت قاسم لجأت مع زوجها وشقيقها وأفراد أسرتها الآخرين، تقول" لا أدري من أين أبدأ كلامي، نعاني كثيرا في كل شيء". حكت حميدة كيف تعرضت والدة زوجها لإطلاق النار في ميانمار، وكيف خرجت من ميانمار إلى بنغلاديش، ومنها إلى إندونيسيا، وما تعرضوا له من قلة غذاء ومأوى ومشاكل معقدة حسب وصفها.
أما الشاب إرشاد فقد وصل إلى آتشيه عام 2023، وقضى فيها سنة، ثم تركها متجها إلى بيكان بارو قبل 3 أشهر، يتحدث، للجزيرة نت، عن تفاوت في المعونات المقدمة، حيث حصل بعض اللاجئين على معونة مالية من المنظمة الدولية للهجرة يعتقدون أنها أقل من لاجئين آخرين، أو تم خفضها في الفترة الماضية، وآخرون قالوا إن المعونة المالية الشهرية لطالما تأخرت عنهم، وفئة ثالثة تقول إنها لم تتسلم معونة مالية منذ فترة طويلة.
وحدثنا نور أمين عما يواجهه اللاجئون في المدينة السومطرية قائلا "لا نحصل على الرعاية الطبية المطلوبة، والمنظمات الدولية توفر فقط بعض المعونات المالية، ليس لدينا أي دخل آخر" وأضاف أنهم لا يستطيعون العمل في إندونيسيا، وأن المخيم غير مناسب للعيش، يشرب الناس مياها ملوثة ويطبخون بها، مما يتسبب في إصابتهم بالأمراض والحمى.
إعلانويواصل الشاب الروهينغي وصفه لاستمرار المعاناة، ويطالب بمكان مناسب للعيش، وتعليم للأطفال. ودعا نور أمين المنظمات الدولية والإغاثية للمساعدة والتحقيق في أحوالهم.
أما شفيق العلم فتحدث وعينه تذرف الدموع عن معاناة الروهينغا، والهجرة من أراكان بعد موجات الاضطهاد التي تعرضوا لها. يقول "عندما نروي قصتنا للمنظمة الدولية للهجرة يقولون اذهبوا إلى مفوضية اللاجئين، والمفوضية تعيدنا لمنظمة الهجرة أو الحكومة المحلية".
ويطالب شفيق بالحماية، وحل مشكلة الطعام، ويضيف المطالب نفسها التي يرجوها من معه في المخيم ذاته: نقل لمكان آمن، ورعاية صحية، وتعليم للأطفال…
توجهنا بشكاوى اللاجئين إلى مكتب والي مدينة بيكان بارو، وهناك التقينا روني رحمات القائم بأعمال الوالي، قال إن اللاجئين مستمرون في القدوم، لكن المكان ليس جيدا ولا مناسبا، وقد قاموا بتشييد مساكن لهم وهي ليست لائقة من الناحية الصحية والأمنية.
وأكد المسؤول المحلي على مسؤولية المنظمة الدولية للهجرة، وقال للجزيرة نت إنهم عرضوا على المنظمة أماكن بديلة في أراضٍ أخرى، في مناطق أوسع وأفضل، وقد وعدت المنظمة بتشييد مساكن للاجئين، واستدرك أن القرار لم يتخذ بعد.
وأشار روني رحمات إلى أن مسؤوليات وصلاحيات الإدارة المحلية محدودة من الناحية المالية واللوجستية، وتقتصر على توفير أراضٍ لتشييد مساكن فيها، ويمكن للمواطنين أو جمعيات غير حكومية أن تساعدهم بمعونات أو خدمات صحية، مشيرا أنها خارجة عن إطار صلاحيات الإدارة المحلية.
وأقر روني رحمات بأن وضع اللاجئين مؤسف، وأن مدينته لم ترفض قدوم اللاجئين الروهينغا، مشيرا إلى أن إدارته تواصلت مع الحكومة المركزية، بخصوص أحوالهم.
حاولنا التواصل مع المنظمة الدولية للهجرة، سواء في مدينة بيكان بارو أو في جاكرتا، لنوصل لهم شكاوى اللاجئين بخصوص طلب تشييد مساكن لهم في مكان آخر غير المخيم الذي هم فيه حاليا، وحول توفير الخدمات الأساسية لهم من مياه وإعادة توفير الرعاية الصحية الكافية، وتساؤلاتهم حول تقليص أو تأخير أو انقطاع المعونات المالية حسب رواية اللاجئين، لكن موظفي منظمة الهجرة المسؤولين عن التواصل إعلاميا اعتذروا عن إجراء أي مقابلات حتى كتابة هذه السطور.
اتجهت الجزيرة نت تحمل الحكاية وشكاواها إلى فرانسيس تيو ممثل المفوضية العليا للاجئين في إندونيسيا وكبير مسؤوليها، الذي قال إن مفوضيته تتعاون مع الحكومة الإندونيسية على المستوى المحلي والمركزي، حيث إن الأماكن التي تحدد لإسكان اللاجئين ليست من صلاحيات مفوضية اللاجئين، بل من صلاحيات الحكومة.
إعلانوأوضح المسؤول "بخصوص شكاوى اللاجئين، سننظر فيها، لأن مدينة بيكان بارو ليست من المناطق التي تم تحديدها رسميا من قبل الحكومة لتكون أماكن للإيواء، ونحن نعمل مع السلطات في محاولتنا للتعامل مع هذه القضية".
وأضاف أن "عدد اللاجئين يتزايد، وبعضهم يظن أن بيكان بارو بحال أفضل فتراهم يتجهون إليها، ولا أريد التحدث نيابة عن المنظمة الدولية للهجرة، لكننا سنعمل معا على إيجاد حل".
وصرح ممثل مفوضية اللاجئين "نتفهم الشكاوى التي يتقدم بها اللاجئون، ونحن ندرك وضعهم الصعب، نحاول التعامل مع هذه المشكلة، لكن قبل ذلك نحن نعمل مع السلطات لتحديد أين وكيف يمكن نقلهم إلى مكان أفضل وأكثر أمنا، ويمكن تحسين الخدمات المقدمة لهم هناك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المنظمة الدولیة للهجرة مفوضیة اللاجئین من أراکان فی المخیم
إقرأ أيضاً:
"القاهرة الإخبارية" تكشف تطورات الوضع في غزة
قال يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعّدت من هجماتها على مختلف مناطق القطاع، مستهدفة منازل المدنيين ومراكز الإغاثة، ما أسفر عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 21 منذ فجر اليوم، مرشحة للزيادة نتيجة الإصابات الحرجة.
وأوضح أن طائرة استطلاع إسرائيلية قصفت بيت عزاء في بيت لاهيا، ما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين، فيما شهد حي الشيخ رضوان في مدينة غزة غارة أسفرت عن استشهاد اثنين آخرين.
"الصليب الأحمر": الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار التام إكسترا نيوز: بدء تسجيل الحضور لأعمال الجمعية العمومية لنقابة الصحفيينوأضاف أن مجزرة مروعة وقعت في مخيم البريج وسط القطاع، حيث استهدفت غارة منزلًا مدنيًا، ما أسفر عن استشهاد 7 أشخاص، بينهم أطفال، بينما لا يزال البحث جاريًا عن جثث تحت الأنقاض، مشيرًا إلى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت أيضًا أراضي زراعية ومنازل في خان يونس وقيزان النجار، ما خلف مزيدًا من الضحايا، بينهم ثلاثة من عائلة واحدة.
وأكد مراسل "القاهرة الإخبارية" أن المجاعة باتت واقعًا مأساويًا في القطاع، إذ أدت ندرة الغذاء إلى انتشار حالات سطو مسلح على مخازن الجمعيات الخيرية ومطابخ الإغاثة، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر ومنع إدخال المساعدات، لافتًا إلى أن 70% من الأسر لا تجد قوت يومها، وأن معظم ما هو متوفر من طعام غير صالح للاستهلاك.