"لكنّها لا تكفي".. حزب الله يحتفظ بموارد مالية كبيرة
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
رغم لومه وتحميله المسؤولية عن جرّ البلاد إلى الحرب، إلا أنّ اللبنانيين يتّجهون مُضطرّين إلى حزب الله، الذي لا تزال موارده المالية كبيرة، وذلك بهدف مُساعدتهم في إعادة بناء منازلهم المُدمّرة.
مصاعب نقل الأموالبالمُقابل، تتصاعد مشاعر الغضب والاستياء كون أموال الحزب، وبسبب صعوبات الحصول عليها ونقلها، لا تكفي لإعادة الإعمار وتجديد المباني، وهي بالكاد تُساهم في استئجار شقق للمُتضرّرين، بينما يُعاني بعض سكان الجنوب اللبناني من عدم تمكّنهم من توفير حتى ما يكفي من الطعام.
وذكرت تقارير فرنسية أنّ الركاب القادمين من العراق يتعرّضون لعمليات تفتيش مُتزايدة في مطار بيروت الدولي وفق إجراءات صارمة تهدف إلى منع نقل الأموال الإيرانية إلى حزب الله عبر العراق، وذلك بعد أن تضررت الحركة الجوية بين طهران وبيروت في الأيّام الأخيرة بشدّة خوفاً من التهديدات الإسرائيلية إثر الاشتباه بتهريب ملايين الدولارات من إيران إلى الحزب الذي تدعمه في لبنان.
وكشفت مصادر استخباراتية أنّ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يقوم بنقل أموال سراً إلى حزب الله في لبنان عبر مطار بيروت الدولي في الأسابيع الأخيرة.
La reconstruction des zones détruites au Liban sud, dans la plaine de la Bekaa et dans la banlieue sud de Beyrouth, est un enjeu majeur pour le Hezbollah. Sa base chiite a été éprouvée par quatorze mois de guerre, qui ont fait 4 047 morts et 14 655 blessés https://t.co/kvSPnAd9j4
— Hélène Sallon (@helenesallon) February 17, 2025 دمار واسع وتحدّ كبيرورغم إضعاف حزب الله بتصفية قياداته، بما في ذلك زعيمه حسن نصر الله، إلا أنّه بادر على الفور إلى تحريك شبكته التعاونية لمُساعدة الضحايا، بدعم إيراني مُتواصل. وفي أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلن الحزب أنّه دفع 400 مليون دولار إلى نحو 140 ألف شخص.
وتُعتبر عملية إعادة إعمار المناطق المُدمّرة الواقعة في جنوب لبنان، في سهل البقاع وضواحي جنوب مدينة بيروت، تحدّياً كبيراً لحزب الله، الذي تضرّرت قاعدته الشعبية خلال 14 شهراً من الحرب، مما تسبب بـِ 4047 قتيلاً و14655 جريحاً، بالإضافة لأكثر من مليون نازح، وحجم دمار غير مسبوق يتجاوز بأضعاف ما خلّفته حرب عام 2006.
وكان البنك الدولي قد قدّر الأضرار المادية في جنوب لبنان بنحو 3.4 مليار دولار، وذلك قبل أيّام من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وفي ذات الوقت، قدّرت حينها مؤسسة جهاد البناء، التابعة لحزب الله والمسؤولة عن إعادة الإعمار، أن أكثر من 45 ألف منزل تمّ تدميره بالكامل في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها. أما عدد الوحدات السكنية التي تمّ تسجيلها مؤخراً بهدف إعادة بنائها أو ترميمها وتجديدها فقد بلغ 268.317 وحدة سكنية في 448 قرية وبلدة.
واعتماداً على حجم الأضرار التي لحقت بالمباني والمنازل، يبلغ متوسط المبلغ المطلوب للمُساعدة 2860 دولاراً لكل حالة، بحدّ أقصى 14 ألف دولار. وهذا المبلغ لا يشمل إعادة الإعمار، بل إسكان الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من القصف.
????️ [#DansLaPresse] Le Hezbollah a versé 400 millions de dollars d’aides à 140 000 personnes, selon al-Akhbar
Les détails ici : https://t.co/SqVIe7slEQ https://t.co/chDFaM6Y4c pic.twitter.com/EzrQZnBWM6
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، تمكّن البعض من سحب أموال ترميم مساكنهم من القرض الحسن، المؤسسة المالية التابعة لحزب الله، والتي أعادت بشكل جزئي تشغيل فروعها التي قصفتها إسرائيل.
وتعليقاً حول الطلبات الكثيرة من اللبنانين لإعادة إعمار بيوتهم، قال هيثم زيات، وهو مهندس مدني يُشرف على مناطق جنوب نهر الليطاني لصالح شركة "جهاد البناء"، إننا "نعمل في المساء وفي عطلات نهاية الأسبوع".
ونقلت صحيفة "لو موند" الفرنسية شهادات عن بعض سكان جنوب لبنان، قولهم إنّ حزب الله أعطى بعضهم 8 آلاف دولار لاستئجار شقق سكنية، إلا أنّ آخرين أبدوا استيائهم من بطء تنفيذ التعويضات التي وعد بها الحزب لإعادة الإعمار.
???? Soupçon de financement du Hezbollah par l’Iran :
▫️Par l'intermédiaire des Américains, Israël a informé l'État libanais qu'il ciblerait l'aéroport de Beyrouth si l’Airbus iranien de Mahan Air atterrissait au Liban.
▫️Les vols entre Beyrouth & Téhéran restent suspendus. https://t.co/qHpXGzZXf0 pic.twitter.com/zgl76PnwhU
ويشعر ممثلو حزب الله بالارتباك من عدم القدرة على التصرّف والتعامل مع السكان الغاضبين، فالدمار واسع النطاق، والحزب لا يملك ما يكفي من المال. ويشتكي مُزارعون لبنانيون قائلين "لقد قاموا بتأجيل دفع الشيكات مرّتين".
وتُعتبر مؤسسة جهاد البناء، ومؤسسة القرض الحسن، أكبر الجمعيات التي ترفع تقاريرها مباشرة إلى حزب الله، وتسعى مع جهات أخرى إلى تسريع عملية حصر الأضرار، وتقييم التكاليف، وتسديد التعويضات، إلا أنّ صعوبات وصول الأموال الإيرانية تُقيّد مساعيهم على نحوٍ كبير.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله إيران لبنان حزب الله لبنان إيران إعادة الإعمار إلى حزب الله إلا أن
إقرأ أيضاً:
دعوة أوروبية ـ عربية لإعادة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودعم جهود إعادة الإعمار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية اجتماعًا، اليوم في القاهرة، مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، لبحث التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعرب الطرفان عن قلقهما البالغ إزاء انهيار وقف إطلاق النار في غزة، وارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية الأخيرة.
وأدانا استئناف الأعمال العدائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، داعين إلى العودة الفورية لتنفيذ كامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى والمحتجزين الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة، مع التأكيد على ضرورة إحراز تقدم نحو مرحلته الثانية لتحقيق التنفيذ الكامل، بما يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة، تماشيًا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735.
وشدد المجتمعون على ضرورة الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي العام، بما في ذلك ضمان الوصول الإنساني السريع والمستدام دون عوائق، وتقديم المساعدات الإنسانية على نطاق واسع داخل قطاع غزة.
وطالبوا برفع جميع القيود التي تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية، واستعادة جميع الخدمات الأساسية في القطاع، بما في ذلك إمدادات الكهرباء، خاصة لمحطات تحلية المياه.
كما رحب الطرفان بخطة الإنعاش وإعادة الإعمار العربية التي تم تقديمها في قمة القاهرة يوم 4 مارس، والتي اعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي ورحب بها المجلس الأوروبي. وأكدوا أن هذه الخطة تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أراضيه، مع رفض قاطع لأي تهجير أو إبعاد للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، محذرين من العواقب الوخيمة لأي إجراءات تهدد بقاء الفلسطينيين على أراضيهم.
وأكد الطرفان على أهمية دعم مؤتمر التعافي وإعادة إعمار غزة المقرر عقده في القاهرة بمشاركة الجهات المعنية، داعين المجتمع الدولي إلى تعبئة الموارد اللازمة لمواجهة الوضع الكارثي في غزة.
كما شدد المجتمعون على ضرورة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت سلطة السلطة الفلسطينية، ودعم قدرة السلطة على تحمل مسؤولياتها كاملة في إدارة كلا المنطقتين، مع الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يسهم في ترسيخ الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، بما في ذلك القدس، تماشيًا مع قرارات الأمم المتحدة وحل الدولتين لضمان السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.
وأعرب الطرفان عن قلقهما العميق إزاء التوغلات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والانتهاكات غير القانونية مثل أنشطة الاستيطان وهدم المنازل وعنف المستوطنين، التي تقوض حقوق الشعب الفلسطيني وتهدد آفاق السلام العادل والدائم.
وأكدوا على مسؤولية إسرائيل كقوة احتلالية في حماية المدنيين والامتثال للقانون الدولي الإنساني، ورفضوا بحزم أي محاولات للضم أو اتخاذ تدابير أحادية لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للمواقع المقدسة في القدس.
وفي الختام، جدد الطرفان التزامهما الكامل بحل سياسي للنزاع على أساس حل الدولتين، بحيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبًا إلى جنب بسلام وأمان، استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ مؤتمر مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية، مما يمهد الطريق لتحقيق سلام دائم وتعايش بين جميع شعوب المنطقة. وأكدا في هذا السياق على دعمهما لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى في نيويورك في يونيو المقبل برعاية مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية لتعزيز هذه الأهداف.