في عام 1915، خلال الحرب العالمية الأولى، أطلقت قوات الحلفاء—بريطانيا وفرنسا—حملة عسكرية على شبه جزيرة جاليبولي في محاولة للسيطرة على مضيق الدردنيل وإضعاف الدولة العثمانية. إلا أن هذه الحملة انتهت بهزيمة قاسية للحلفاء وانسحابهم الكامل بحلول يناير 1916. فما الأسباب التي أدت إلى هذا الفشل الذريع؟

سوء التخطيط والاستخبارات

كان التخطيط للحملة مليئًا بالثغرات، حيث استهان القادة البريطانيون بالمقاومة العثمانية، وافترضوا أن المعركة ستكون سهلة وسريعة.

كما لم يتم جمع معلومات دقيقة عن التضاريس الوعرة لشبه الجزيرة، مما جعل عمليات الإنزال والتقدم في غاية الصعوبة.

 قوة الدفاعات العثمانية

كانت القوات العثمانية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك مستعدة تمامًا للهجوم، حيث استغلت الجغرافيا الصعبة ونظمت دفاعات قوية. استخدمت المدفعية والرشاشات بشكل فعال، ما جعل قوات الحلفاء تعاني خسائر فادحة منذ اللحظات الأولى.

 التضاريس الصعبة والبيئة القاسية

تتسم جاليبولي بتضاريس جبلية وعرة وساحل ضيق، مما أعاق تحركات قوات الحلفاء، خاصة مع ضعف الإمدادات والتخطيط اللوجستي غير الكافي. بالإضافة إلى ذلك، عانى الجنود من ظروف قاسية، مثل قلة الماء والغذاء وانتشار الأمراض.

فشل عمليات الإنزال والتنسيق

تم تنفيذ الإنزال البحري بشكل فوضوي، حيث هبطت بعض القوات في مواقع خاطئة، ما أتاح للعثمانيين فرصة قتل المهاجمين قبل أن يتمكنوا من ترسيخ مواقعهم. كما أن عدم التنسيق بين القوات البريطانية والفرنسية زاد من تعقيد الوضع.

استراتيجيات غير فعالة للحلفاء

اعتمد الحلفاء على القصف البحري قبل الإنزال، معتقدين أنه سيدمر الدفاعات العثمانية، لكنه لم يحقق الأثر المطلوب. كما فشلوا في تحقيق اختراق سريع، مما أعطى العثمانيين وقتًا لإعادة تنظيم صفوفهم.

طول أمد المعركة والاستنزاف

تحولت الحملة إلى معركة استنزاف طويلة، حيث لم يتمكن الحلفاء من تحقيق أي تقدم حقيقي، مما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى والجرحى بشكل كارثي، وأثار ضغوطًا سياسية لإيقاف العملية.

 الانسحاب الحتمي

بحلول نهاية عام 1915، أدركت بريطانيا وفرنسا أن تحقيق النصر في جاليبولي أصبح مستحيلًا، وقررتا الانسحاب، ليكون ذلك أحد أكبر الإخفاقات العسكرية للحلفاء في الحرب العالمية الأولى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بريطانيا الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى الحلفاء المزيد

إقرأ أيضاً:

ترامب: الحرب العالمية الثالثة ليست بعيدة لكني سأمنعها لأنني أريد السلام

(CNN)-- أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إلى الصراعات الجارية في العديد من مناطق العالم  مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا عندما حذر من أن "الحرب العالمية الثالثة ليست بعيدة جدًا"، لكنه قال إن رئاسته ستمنع حدوثها.

وأضاف ترامب خلال خطاب ألقاه في قمة مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي في مدينة ميامي بولاية فلوريدا: " أتحرك بسرعة في جميع أنحاء العالم لإنهاء الحروب وتسوية النزاعات واستعادة السلام إلى الكوكب، أنا أريد السلام، ولا أريد أن أرى الجميع يُقتلون".

وخاطب الحضور: "ألقوا نظرة على الموت في الشرق الأوسط، وما يحدث بين روسيا وأوكرانيا، سننهيه، لا فائدة لأي شخص من اندلاع حرب عالمية ثالثة، وأنتم لستم بعيدين عنها، سأخبركم الآن، أنتم لستم بعيدا جدا عنها ولواستمرت إدارة الرئيس السابق جو بايدن لمدة عام آخر، لحدثت حربا عالمية ثالثة، والآن لن يحدث ذلك".

مقالات مشابهة

  • تقرير: هجوم ترامب على زيلينسكي ينذر بنظام دولي جديد
  • أزمة الإسماعيلي تتفاقم.. «شوبير» يهاجم وأيمن رجب يكشف أسرار الهزيمة الثقيلة أمام الأهلي
  • بعد زيادة المخصصات العسكرية .. هل تستعد إيران للحرب؟
  • ترامب: الحرب العالمية الثالثة ليست بعيدة لكني سأمنعها لأنني أريد السلام
  • تعرف علي موعد مباراة مصر وبولندا في كأس الأمم العالمية
  • ترامب يحذر من اندلاع الحرب العالمية الثالثة لهذا السبب
  • أردوغان في آسيا.. استدعاء العثمانية وتعزيز النفوذ التركي
  • وزير خارجية روسيا: ممتنون للسعودية..وأمريكا أصبحت تفهم موقفنا بشكل أفضل
  • ترامب يمحو أوروبا من الشؤون العالمية الكبرى