الحلو يضحك على نفسه أم الآخرين
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
استمعت أمس لكلمة عبد العزيز الحلو في اجتماع الميليشيا و اتباعها في نيروبي، اعتقدت أن الرجل جاء للاجتماع و يحمل معه الجديد، و لكنه ألقي ذات الخطاب المكرر الذي درج عليه دون تغيير يذكر.. و وصف الحلو كل من حميدتي و أخوه عبد الرحيم " بالرفاق" و نسي الحلو أنه رفض الجلوس مع حميدتي في اجتماع في جوبا أثناء انعقاد مؤتمر "جوبا للسلام" في أغسطس عام 2020م و قال عنه في بيان صادر من الحركة الشعبية يوم 20 أغسطس 2020م ( أن الفريق أول محمد حمدان دقلو غير مؤهل لقيادة وفد الحكومة الانتقالية في مفاوضات جوبا.
قال الحلو أمام الرفاق ( أن الحرب كشفت عن جوهر الصراع في السودان، موضحا؛ أن السودان يعيش صراعا بين المركز والهامش، مركز استأثر بالسلطة والثروة والتفوق الاجتماعي، وهامش محروم من كل شيء) إذا كان بالفعل الحلو يبحث عن العدالة الاجتماعية و نهضة المجتمع.. نسأل الحلو؛ أن كاودا التي تسيطر عليها الحركة الشعبية تصدر ذهبا بملايين الدولارات، و يذهب عن طريق جوبا إلي دبي طوال سنين قبض الحلو على المنطقة لماذا لم يوزع ريع الذهب على المجتمع في جبال النوبة أو حتى كاودة فقط؟ و رغم مئات الملايين من عائد الذهب لم نرى أن الحركة قد شيدت مؤسسات خدمية " تعليم – صحة – مياه – كهرباء" و مساكن قابلة للعيش بدلا من الرواكيب و العيش في كهوف الجبال.. لكنه يسأل عن أموال المركز فقط.. هروب من الحقيقة التي لا يريد أن يقتح ملفها، و ينقال الناس لخارج حدود المنطقة التي يسيطر عليها..
يعلم الحلو يقينا أن أولاد دقلوا صدروا ذهبا إلي "دبي" بأكثر من 40 مليار دولار اليس هذا المبلغ كافي أن يجعل أقليم دارفور جنة الله على الأرض.. و الغريب أن حميدتي و أخوانه أشتروا ألاف المنازل في أغلبية أحياء الخرطوم و بحري و أمدرمان لآهلهم المقربين دون أن ينجزوا مشاريع اقتصادية تنهض بالإقليم.. و ضاعت أغلبية الثروة في أعمالهم العسكرية لإرضاء شهوة السلطة، و أيضا تنفيذا لرغبة الأمارات.. و أيضا دفعت الأمارات عشرات المليارات لشراء أسلحة و تشوين للميليشيا بهدف تدمير البنية التحية كلها في أغلبية أقاليم السودان.. لماذا لم يشير الحلو في خطابه لذلك أليس هو ضياع لثروة وطنية من حق آهل أقليم دارفور أن ينعموا بها..
من حق كل مواطن سودان يتسأل عن قضيتي الثروة و السلطة و مبدأ العدالة، و لكن الذين استطاعوا أن يجدوا لهم إقطاعيات كبيرة تدر عليهم بملايين الدولارات لماذا لا يضعوا أنفسهم تحت المسألة.. أن خطاب " المركز و الهامش" الذي جاء به الدكتور جون قرنق و فشل في ضبطه سياسيا هو أيضا أصبح وبالا على دولة جنوب السودان.. و رغم كل الإخفاقات و الفشل في أطروحات " المركز و الهامش" و شعار " الديمقراطية" الذي سقط في دولة المنشأ للشعار " جنوب السودان" و راح ضحيتها مئات الآلف من المواطنين في حروب عبثية لم تحقق الديمقراطية و لا التبادل السلمي للسلطة، و لكن عجزت كل النخب التي تحمل هذه الأطروحة في نقدها لكي تبين للشعوب لماذا فشلت؟
أن الحلو الذي ذهب مدافعا عن الرفاق، و مساعدة الحركة الشعبية بقصفه على مناطق كادوقلي و غيرها، هي محاولة لرمي المشكلة في الأخر حتى لا تستيقظ الشعوب التي تحت سلطتهم و تسأل عن حقها في الثرورة التي تحت يد الحركة الشعبة و رفاق الحلو " أبنا دلقو" و هذا بالفعل ناتج عن سوء الإدارة في المركز و عدم السيطرة على الثروة الوطنية و توزيعها التوزيع العادل عندما تغض الطرف عن مئات الأطنان من الذهب تخرج بالقنوات الرسمية و ترفع لها القبعات دون تحصيل الدولة لرسومها و دون أن تسأل عن العائد..
تعهد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال في كلمته ( بالعمل على وضع نهاية للحروب في السودان، والانخراط مع الأطراف الداعية لبناء نظام حكم جديد في البلاد( هذا حديث للإستهلاك عبد العزيز الحلو جالس على جبل من الذهب بيقول حديث غير مؤمن به تمام.. إذا كان عبد العزيز حريصا علي هذه المقولة لماذا لم يحضر إلي الخرطوم أو حتى يبعث مناديب له بعد سقوط نظام البشير في 11 إبريل 2019م لكي يسهم مع شباب الثورة في تنزيل الشعار الذي يدده على الأرض " بناء السودان الجديد " و يجعل الآخرين الذين تجربتهم متواضعة في إدارة الأزمة يناضلوا لوحدهم استخداما للتجربة بافلوفية " الخطأ و الصواب" و هل يعتقد الحلو أن آهله في زالنجى و الجنية و كتم و كبكابية و غيرها هم أيضا من آهل المركز الذين يستحقوا التطهير العرقي؟ أم أن الحلو لم يسمع بالتصفية العرقية في دارفور من قبل الرفاق دعاة اسقاط سودان 56..
هل الدولة التي يودع في بنوكها ريع الذهب لإولاد دقلو و منطقة كاودا هي التي إجبرت الكل أن تتوافق خطاباتهم من أجل مواجهة المركز.. و لا ينكر عبد العزيز الحلو بعد سقوط النظام لم يحضر إلي الخرطوم لكي يسند الثورة و الثوار، و لكنه ذهب حاجا إلي أبوظبي مثله مثل الأخرين " ياسر عرمان و بابكر فيصل و مريم الصادق و عمر الدقير و حمدوك الذي جاء منها" إليس هي التي أجبرت الفرع الثاني من المشهد " صمود" أن يشاركوا في مؤتمرها الذي عقدته في أديس أبابا أثناء انعقاد مؤتمر الاتحاد الأفريقي.. و الذي تهدف منه تبرئة نفسها من حرب السودان.. الكل أصبح في قبضة الأمارات توجههم كما تريد.. هي تخطط و كل رفاق الحلو وجب عليه التنفيذ... نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عبد العزیز الحلو الحرکة الشعبیة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل ما حدث في نيروبي .. تأجيل التوقيع على ميثاق الحكومة الموازية في السودان
في تطور لآفت للأوضاع السياسية في السودان شهدت العاصمة الكينية نيروبي اجتماعاً ضم قوى سياسية وحركات مسلحة مؤيدة لقوات الدعم السريع تمهيداً لإعلان حكومة موازية في السودان.
نيروبي ــ التغيير
و أعلن رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي الممهّد لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة القوات بناءً على طلب تقدم به رئيس الحركة الشعبية – شمال، عبد العزيز الحلو.
و ضم التحالف الجديد قوى سياسية وحركات مسلحة ورجال إدارة أهلية وقوات الدعم السريع، ويسعى لتكوين سلطة موازية للحكومة القائمة في بورتسودان.
وشارك في الترتيبات رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، وقيادات الجبهة الثورية السودانية، بجانب رئيس الحركة الشعبية – شمال، عبد العزيز آدم الحلو، وإبراهيم الميرغني، بجانب قائد ثاني قوات الدّعم السريع، عبد الرحيم دقلو.
وقال فضل الله برمة ناصر، لدى حديثه في المؤتمر نيابة عن التحالف التأسيسي: “تقديراً لمواقف رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، الوطنية وحرصاً على مضي المسيرة الجماعية، تقرر تأجيل التوقيع على الإعلان السياسي من اليوم الثلاثاء إلى 21 فبراير الجاري”.
وأوضح برمة أن الحلو أبدى رغبته في مشاركة عدد من ممثلي مؤسسات حركته المتواجدين في مناطق مختلفة من السودان في الفعالية، التي وصفها بالعظيمة.
وتحدث برمة عن مجهودات بذلها قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، لتسهيل وصول ممثلي الحركة الشعبية – شمال، إلى العاصمة الكينية نيروبي.
اللجنة التحضيريةوكشف عضو وفد الدّعم السريع المفاوض، عزالدين الصافي، أن اللجنة التحضيرية للتحالف التأسيسي طلبت إمهالها ما بين 3 إلى 4 أيام لوضع خطة كاملة بشأن التوقيع على الميثاق السياسي، على أن يكون الموعد الجديد للتوقيع هو الحادي والعشرون من فبراير الجاري.
و قال القيادي المحسوب على الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، إبراهيم الميرغني، إنه تم التوافق بين مكونات التحالف التأسيسي على تشكيل حكومة السلام، على أن يكون إعلانها من داخل السودان، دون تحديد موعد لذلك.
فيما قال عبد العزيز الحلو، لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية، إن الفعالية المنعقدة تهدف لتأسيس أكبر جبهة مدنية داعمة للتحول المدني الديمقراطي والتنمية والازدهار، ووضع أسس متينة لإنهاء معاناة المواطنين وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات الغذائية للمحتاجين.
واتهم الحلو الحكومة بإنكار وجود مجاعة في السودان وعدم إحساسها بمعاناة المواطنين.
وأشار إلى أن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان تمارس التمييز بين المواطنين عبر سنّها لقانون “الوجوه الغريبة” واعتمادها سياسة التمييز في التعليم وتداول العملة، وقال : “هذه مجموعة انفصالية تريد تقسيم السودان.. ويجب أن نقف ضدها ونبني دولة بأسس سليمة”.
ودعا إلى حرمان المجموعات التي تستغل الدين والعرق في العمل السياسي، والتوصل إلى اتفاق حول عقد اجتماعي جديد يجيب عن سؤال: كيف يُحكم السودان؟ بالإضافة إلى تأسيس دستور دائم وبناء دولة جديدة مختلفة عن الدولة القديمة المبنية على الفساد.
و أضاف: “نريد أن نضع نهاية للحروب في السودان، وعلينا أن نعترف بالتنوع والتعدد الثقافي والديني والعرقي، وأن ينعكس ذلك في هياكل السلطة والثروة والتعليم، وأن يجد كل سوداني حقه”.
ووصف الصراع الدائر الآن بأنه صراع بين المركز، الذي قال إنه يسيطر على السلطة والثروة، والهامش المحروم من كل شيء، طبقاً لقوله.
الوسومالحلو الميثاق السياسي برمة نيروبي