شيخ الأزهر: القضية الفلسطينية تظل الشاهد الأكبر على معاناة الأمة الإسلامية
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال فعاليات مؤتمر البحرين للحوار الإسلامي – الإسلامي، أن القضية الفلسطينية تظل الشاهد الأكبر على معاناة الأمة الإسلامية، محذرًا من تصاعد محاولات تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، ومشيدًا بالموقف الموحد والمشرف الذي أبدته الدول العربية والإسلامية في رفض الظلم والعدوان على غزة.
وأضاف شيخ الأزهر الشريف، أن التفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية خطر داهم يهدد وحدة المسلمين، لافتا إلى أن الجهود التاريخية للتقريب بين المذاهب كانت راسخة منذ عقود، لكن لم يتم تفعيلها عمليًا بالشكل المطلوب.
وأوضح أن دار التقريب في القاهرة، وبإشراف الأزهر الشريف، أصدرت مجلة "رسالة الإسلام" في 9 مجلدات بين عامي 1949 و1957، ضمت مقالات لعلماء من الأزهر ومراجع شيعية إمامية كبرى، بهدف ترسيخ ثقافة التقريب والوحدة الإسلامية.
وأضاف أن موضوع التقريب ظل يشغل أذهان العلماء لعقود طويلة، وكانوا حريصين على التذكير به في مختلف مجتمعات المسلمين، لكنه لا يزال مطروحًا وكأنه لم يتم بحثه من قبل، لافتًا إلى أن المشكلة تكمن في اقتصار المناقشات على الجدل النظري، دون تطبيق عملي في واقع المجتمعات الإسلامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر أحمد الطيب الإمام الأكبر المزيد
إقرأ أيضاً:
حملة «وقف الأب».. رسائل ملهمة ترسخ حراكاً وطنياً هو الأكبر عالمياً لاستدامة الخير
دبي - وام
تجسد حملة «وقف الأب» الرمضانية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين، مضامين ورسائل ملهمة، وأهدافاً فاعلة ومؤثرة، في المستويات الإنسانية والاجتماعية، حيث تنطلق الحملة من رؤية سموه الهادفة إلى تحويل العمل الإنساني والخيري إلى عمل مؤسسي مستدام وترسيخ حراك مجتمعي شامل يعزز قيم البذل والعطاء كهوية للمجتمع الإماراتي المحب للخير.
وتعكس حملة «وقف الأب»، في أول مضامينها، أهمية بالغة، في تشجيعها على واجب من أعظم الفرائض في ديننا الحنيف، وهو بر الوالدين، حيث يمثل الصندوق الوقفي للحملة صدقة جارية عن الآباء في دولة الإمارات، وتشجع المبادرة على تقديم إسهامات تشتمل في مقاصدها على ثواب بر الوالدين، مرسخة من خلال ذلك هذه القيمة السامية التي تحدث أثراً عميقاً في دعم التماسك المجتمعي، خصوصاً أن هذه الحملة تأتي تماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد».
وتترجم الحملة الرمضانية من خلال تركيزها على تقديم الإسهامات براً بالآباء، رؤية القيادة الرشيدة والتوجهات الوطنية تعزيز مزيد من التماسك المجتمعي بتفعيل أحد أهم القيم الإسلامية والمجتمعية، والإنسانية، وهي بر الوالدين، ممثلة في بر الأب، عبر هذا الوقف الخيري والإنساني، حيث يعدّ بناء المجتمع القوي والمتماسك والمستقر من المقومات الأساسية للحفاظ على الوطن المزدهر القادر على تحقيق تطلعات وطموحات أبنائه وضمان المستقبل الأفضل لأجياله.
وتسلط الحملة الضوء على الدور الكبير الذي يمثله الأب في حياة كل فرد، وفي الحفاظ على بناء واستقرار الأسرة، وبالتالي المجتمع ككل، حيث يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول: «الأب أول قدوة.. وأول سند.. وأول معلم.. مصدر القوة والحكمة والأمان في حياتنا صغاراً وكباراً»، لذلك تأتي حملة «وقف الأب» خلال شهر رمضان الفضيل، لتحقق مع نظيرتها السابقة «حملة وقف الأم» التي تم إطلاقها العام الماضي، شمولية بر الوالدين الذي أوصانا به الله تعالى في قوله: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا».
وانطلاقاً من هذه الرسالة كبيرة الأهمية، تستهدف حملة «وقف الأب»، حشد الجهود لمساعدة الأشخاص في المجتمعات الأقل حظاً وتمكينهم من الحصول على احتياجاتهم الأساسية في مجال مؤثر في حياة الجميع وهو الرعاية الصحية التي تعد حجر الزاوية في ضمان سلامة الحياة وجودتها واستقرار وتمكين الأفراد، وبالتالي تحقيق استقرار المجتمع وتنميته ورفاهه، حيث تهدف الحملة إلى استثمار ريع «وقف الأب» في توفير الرعاية الصحية والعلاج للفقراء والمحتاجين وغير القادرين ودعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً من خلال تطوير المستشفيات ودعمها بالتجهيزات الحديثة، وتأمين الأدوية والعلاجات اللازمة.
وتنسجم أهداف الحملة في دعم قطاع الرعاية الصحية، مع جهود دولة الإمارات ورسالتها الداعمة لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، إذ يمثل هدف «الصحة الجيدة والرفاه» الهدف الثالث من هذه الأهداف، ويشكل هذا الهدف أهمية كبيرة في ظل ما يواجه العالم من تحديات صحية متزايدة، فرغم ما شهده العالم من جهود دولية خلال العقود الماضية وإنجازات في القضايا الصحية بما يخدم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلا أن هذه الإنجازات بدأت بالتباطؤ في الآونة الأخيرة، وفق ما أكدته منظمة الأمم المتحدة، وخصوصاً فيما يتعلق بالوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية والحد من الصعوبات المالية الناجمة عن تكاليف الرعاية الصحية في الكثير من المجتمعات.
يعيد هذا التباطؤ الرعاية الصحة إلى صدارة القضايا الدولية الملحة، مع ما يشهده العالم من استمرار في صعوبة حصول عشرات الملايين على خدمات الرعاية الصحية بما في ذلك برامج التطعيم، وانتشار الأمراض المعدية، وارتفاع معدلات الأمراض النفسية، ولا يزال أكثر من نصف سكان العالم، حتى اليوم، محرومين من الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وتمتد أهمية استهداف حملة «وقف الأب» لاستثمار صندوق الوقف في دعم الرعاية الصحية، إلى أنها تخدم قضية مؤثرة في المستوى الدولي ككل، حيث لا يتوقف تأثير التحديات الصحية في مجتمعات بعينها، بقدر ما يشكل تأثيراً في جميع سكان العالم المترابط، حيث تتأثر صحة الأفراد في مختلف المجتمعات بالصحة العالمية، فرغم ما وفرته الزيادة في الاتصالات العالمية والتجارة والسفر من فوائد، إلا أنها أظهرت تحديات جديدة في انتشار الأمراض وانتقالها بين المجتمعات، ما يؤكد مسؤولية الجميع في التصدي للقضايا المهمة في القطاع الصحي العالمي، وهي من الرسائل الأساسية التي تهدف حملة «وقف الأب» تسليط الضوء عليها، من خلال تركيزها على إنشاء وقف مستدام لدعم قطاع الرعاية الصحية.
وتتفرد رسالة حملة «وقف الأب»، في تجديدها التأكيد على أهمية ضمان تدفق الدعم المستدام للقطاعات الحيوية، والذي يركز هذا العام على قطاع الرعاية الصحية، بعد أن كان تركيز الحملة في العام الماضي على التعليم، حيث تنطلق هذه الرسالة من الرؤية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للوقف، والتي تهدف إلى ترسيخ الوقف كأداة للتنمية المستدامة في المجالات والتخصصات والقطاعات كافة، وعند شرائح المجتمع كافة، وتحويلها إلى ثقافة مجتمعية تقود المبادرات الخيرية والإنسانية، وتعمل على تعزيز مكانة الإمارات عاصمة للإنسانية ببقاء مبادراتها الخيّرة ومساعيها لخدمة الشعوب.
ويجسد الاستمرار في حملات الوقف الرمضانية التي يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كل عام، نهج الابتكار في العطاء، الذي يسعى ضمن أهدافه إلى تغيير المفاهيم في العمل الخيري والإنساني، ليكون أكثر ديمومة وبلا حدود أو قيود، يشمل المجتمع بكل أفراده ومؤسساته، حيث يكون مفتوحاً أمام الجميع ومنفعته تعم الجميع، دون قيود جغرافية أو دينية أو عرقية، ليكون قادراً على إحداث فارق حقيقي في حياة الملايين من البشر حول العالم، انطلاقاً من رؤية سامية تضع الإنسان وتمكين وحماية وتحسين جودة حياته في صدارة الأولويات.
كما تتميز حملات الوقف الرمضانية التي يطلقها سموه بما تحدثه من حراك وطني إنساني هو الأكبر من نوعه عالمياً، يهدف إلى إشراك الجميع أفراداً ومؤسسات، في تكاتف فريد، وتعاضد على تحقيق أهداف موحدة، تعلي قيم البذل والعطاء وحب الخير للجميع، حيث تعمل هذه المشاركة المجتمعية الشاملة التي تأتي عبر استجابة مجتمعية وتفاعل كبيرين، على ترسيخ قيم المجتمع الإماراتي الأصيلة، والتعاون من أجل تحقيق أهداف إنسانية نبيلة، وترسم مشهداً استثنائياً بروح تنسجم مع فضائل شهر رمضان المبارك لتسهم في تعزيز قيم التراحم، كما تأتي هذه الحملات الوقفية في أهدافها المتكاملة لتؤكد فضيلة شهر رمضان وأهميته كفرصة لتعزيز تماسك المجتمع وروابطه والأواصر القوية في الأسرة، وترسيخ قيم الخير والبذل العطاء، واستشعار أهمية نشر معاني المحبة والسلام والتكاتف بين الجميع، والتأثير الإيجابي لهذه القيم النبيلة على تحقيق استقرار وتطور الأوطان، ومختلف المجتمعات الإنسانية.