شبكة انباء العراق:
2025-02-21@01:18:55 GMT

صورة الأرض في خرائط ترامب

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لم يتوقع المحللون ان يضع (ترامبو) ثقله كله لتشويه خارطة العالم بمعاوله التي يحملها الان فوق ظهره ليغير بها جغرافية القارات والمحيطات. .
جاءت خطوته الاولى بتغيير أسم خليج المكسيك واعتباره خليجيا امريكياً 100%، ثم قفز فجأة نحو المضايق والممرات الملاحية، فأرسل أساطيله للتحكم بحركة السفن التجارية المارة بمضيق هرمز، ومضيق تايوان، ومضيق باب المندب، وخليج العقبة، وخليج السويس، ومضيق جبل طارق، ثم طالب الحكومة البنمية بالتنازل عن ملكية قناتها الاستراتيجية الرابطة بين المحيطين (الهادي والأطلسي).

.
توجه بعد ذلك صوب كندا وطالبهم بالانضمام إلى الولايات المتحدة ليصبحوا الولاية 51، وطالبهم ايضاً بإزالة المعابر والحواجز الحدودية. وطالب حكومة الدنمارك بالتنازل عن غرينلاند وضمها إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية 52. ثم التفت نحو الشرق الأوسط مبينا رغبته بانتزاع غزة من سكانها الأصليين، واقتطاع اجزاء من خارطة الأردن وأجزاء من خارطة مصر، لترحيل سكان غزة اليها. وهو الآن يرسم خارطة حدودية جديدة لأوكرانيا، وفي نيته تجزئة 5 دول عربية إلى 14 دولة. وذلك بتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات. هي: علويستان، وسنيستان المرشحة للاندماج بإقليم سني في العراق، وكردستان السورية المرشحة للاندماج بكردستان العراق، وهذا يعني ان العراق في أطلس ترامب سوف ينشطر إلى ثلاثة اجزاء، ويفكر ترامب بتقسيم المملكة السعودية إلى خمس دويلات، وتجزئة اليمن إلى شمالية وجنوبية، وتقسيم ليبيا إلى إقليم تريبوليتانا، وإقليم سيرينايكا، وإقليم فزّان. .
اشعر انه يتناول قهوته الصباحية كل يوم ويضع أمامه صورة مجسمة ثلاثية الابعاد لسطح الكرة الأرضية، وربما لديه نافذة مرتبطة بالأقمار الاصطناعية يطل من خلالها على العالم فيرى تحركات السفن والطائرات. ويرسم في ذهنه صورة تخيلية لأطلس جديد يخلد فيه اسمه. فالملامح الجغرافية التي كانت تعكس صورة القارات عام 2024 سوف تختلف تماما عما ستؤول إليه ملامحها عام 2026. والأطلس الشامل لصورة البحار والبلدان قبل ترامب سوف يختلف تماما عن صورته بعد رحيله. .
وسوف يدرك العالم بعد حين ان المؤثرات الجغرافية لن تقتصر على المناخ والتضاريس والتربة وموارد المياه والموارد الطبيعية واتجاهات النمو السكاني، بل سوف يضاف اليها (ترامب). .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الترامبية الجديدة : امبريالية بلا تكاليف ..!!

بقلم: د. مظهر محمد صالح ..

تجدد السياسة الخارجة الامريكية نفسها والمسماة ( العصا والجزرة ) ولكن في عالم اتعبته حرب اوكرانيا وحروب الشرق الاوسط وهي حروب القرن الحادي والعشرين باسلحة القرن العشرين ، ما يسهل استخدام فلسفة العصا والجزرة في صفقة واحدة كي تحصد الولايات المتحدة الامريكية في المذهب الترامبي الجديد مزايا السيطرة الممتدة على اوروبا التي تحارب بالانابة في اوكرانيا ، واخماد روسيا ومصالحها في اوروبا والشرق الأوسط باقل التكاليف.
انها استخدام عملي لمصطلحي التهديد بالقوة او الحرب الصلبة (الحرب الفعلية) من جهة و (الحرب الناعمة) باغراءات السلام المتغطرس مرة واحدة حول مناطق القوة والنزاعات في العالم) من جهة اخرى ، لكي تحصد الترامبية الجديدة وباذرع سهلة حصاد منافعها من حول العالم .. او عّدها إمبريالية الراكب المجاني بلا تكاليف ، تقوم على صراعات مناطق أنهكتها الحروب (اوروبا وأكرانيا) و(الشرق الأوسط ومشكلاته) من لبنان ، ليبيا ، اليمن ، السودان وسوريا وايران المحاصرة والتي تحارب بالانابة ذلك الكيان الاسرائيلي (قاعدة الامبريالية المتقدمة ) .
ويظل العراق ماسكاً خيوط عقلانية سياسته الخارجية بين الحليف والجار ليحسم امره في لعبة القوة الناعمة الامريكية حتى اللحظة .
اذ يتناول المفكر السياسي الكبير ابراهيم العبادي في مقال مهم له نشرته الصحافة البغدادية على نطاق واسع بعنوان : الترامبية والعراق .. السلام بالارغام
قائلاً ((لافرق بين حليف ولا صديق !!!.قائمة اهدافه الثانية ستشمل العراق حتما ،فالعراق ليس من اهداف الدرجة الاولى ،لكن قضاياه جزء من خطة ادارة ترامب في فرض (السلام والاستقرار بالقوة !! )،والسياسة ازاء العراق مرتبطة الى حد كبير بالموقف من ايران ونفوذها ودورها الاقليمي ،والامر التنفيذي الذي وقعه ترامب باعادة سياسة الضغط الاقصى على ايران، يتضمن مراقبة ومنع استفادة ايران من النظام المالي العراقي ، ومنع ايران من تحريك (أذرعها )ووكلائها كما يردد دائما من خلال تقليص قدراتها المالية الى الحد الادنى (جعل ايران مفلسة) وتشديد العقوبات على من يساعدها في الالتفاف على العقوبات المفروضة على قطاعها النفطي)). ويواصل العبادي قائلاً:
((ان اول نتائج التشدد الترامبي سيكون الغاء الاستثناء الممنوح للعراق لاستيراد الغاز والكهرباء من ايران بما يعرض العراقيين الى ازمة طاقة ستتدحرج الى ازمات اخطر كما تعودنا ،وثاني خطوات التشدد ، ستكون الرقابة المشددة على (الدولار )العراقي لكي لايذهب شرقا او جنوبا، تحت مسمى تغطية مستوردات (مبالغ فيها طبعا ) ،وثالث الخطوات سيكون اسكات الاصوات الفصائلية المسلحة، وفرض احتكار الدولة للسلاح وتوحيد الخطاب السياسي العراقي الخارجي ،ورابع الخطوات سيكون اعادة هندسة العملية السياسية في العراق ، سيما والانتخابات القادمة على الابواب ،هذه الهندسة ستتم عن طريق الضغوط والاشتراطات المالية والاقتصادية واستثمار المزاج الشعبي ،واي اضطرابات في المنظومة الاقتصادية العراقية سيكون لها انعكاسات امنية وسياسية ، لذا فالتعامل مع الادارة الامريكية الترامبية يحتاج الى قاعدتين ذهبيتين ،الاولى فهم سيكولوجية ترامب وحكومته وادارة التعامل معه برؤية مدروسة يضعها الخبراء ليتفادى العراق الاسوأ، ولا يضعها سياسيون واعلاميون يرتجلون المواقف ارتجالا بلا تقدير للمصالح ولا فهم للحكم الشرعي (دفع الافسد بالفاسد) وهي الحكمة العملية التي افتقدناها كثيرا ، اما الثانية فهي تحديد الامكانات والممكنات والبدائل بما يوفر على العراق الانسياق مع من يريد له ان يكون كبش فداء في مشروع التضحيات المفتوح ، التضحية الاعظم ستكون حماية امن العراق وسلمه الاهلي واقتصاده ورفاه شعبه ،فمنطقتنا شهدت طوال مائة عام من السياسات ،نماذج من الفهلوة السياسية ،انتهت الى لاشيء ،سوى التطرف الديني والسياسي والاحلام الكابوسية وخراب العمران .ولايحتاج العراق الى مزيد من هذه الفهلوات )).
وبحسب رؤيتنا فأن السياسة الترامبية الجديدة، هي حرب جيو اقتصادية او تمدد امبريالي بلا تكاليف من خلال تشديد آليات الحماية وفرض التعريفات الجمركية في التعاطي التجاري مع العالم وكسر شوكة التجارة الحرة، اذ مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تمثل بنفوذها الاقتصادي اكبر قوة اقتصادية في العالم فهي باتت تعمل باتجاهين ، الاول :استمرار هيمنتها على النظام النقدي الدولي ولاسيما في تسيير نظام المدفوعات والتسويات التجارية الدولية، اذ مازال الدولار الامريكي يحتل موقع العملة الاولى في العالم في تلك التسويات التجارية والاحتياطية.
والثاني: بسبب تلك الهيمنة تعد اميركا التاجر الرئيسِ في العالم ، وان دخولها في نظام الحماية التجارية بشكل مفرط مع شركائها التجاريين ، جاء لخنق القوة التنافسية الاجنبية ازاء المنتج الامريكي وتحقيق هيمنة تجارية على العالم ولاسيما مع الصين والاتحاد الاوروبي ودولتي اتفاقية التجارة الحرة مع اميركا (نافتا) وهما كندا والمكسيك.
انه انقلاب في النظام الاقتصادي الدولي بغية ولادة تفوق للدولة القومية الامريكية على نظام العولمة وتفرد احادي قومي خطير من خلال فرض الاجراءات والتعريفات الجمركية ، ما يجعل المنتج الامريكي اقل كلفة ويشجع على النمو الاقتصادي الداخلي للولايات المتحدة الأمريكية ضمن اتجاهين ، الاول ، الاكتفاء بالمنتج الامريكي للسلع البديلة المكلفة على الميزان التجاري الامريكي والتي ستجعل من تشجيع انتاجها والطلب عليها أمريكياً من المزايا النسبية في الاسعار وبتكاليف اقل مقابل السلع المستوردة.
والثاني ، استمرار الهيمنة بنظام المدفوعات النقدية على العالم.
وهما فكان متكاملان ياكلان من حافات الاقتصاد العالمي لمصلحة اقتصاد الولايات المتحدة .وهي سياسة عميقة تحقق الازدهار الاقتصادي الامريكي وفرض نمط جديد من القوة والهيمنة الامبريالية يقوم على قلب معادلات العولمة لمصلحة الدولة القومية الامريكية والغاء بدعة تحرير التجارة العالمية، واعادة تفردها بالعالم بعد خروج اوروبا وروسيا كمنطقتين مهمتين انهكتهما الحرب والحفاظ على الصين كمنطقة خصم في تدوير زوايا الحياد في الخطاب السياسي والاقتصادي الصيني وايران محاصرة الى حين نزع سلاحها النووي.
واخيراً ، انها امبريالية مجانية الركوب وبلا تكاليف ، تقوم على نهايات نزاعات العالم لكي تعيد اميركا بناء قوتها الامبريالية العسكرية الذكية مجدداً وعلى عوالم انهكتها الحروب الفعلية او الحروب الخرساء ، و تدهور مناطق القوة في عالم ملتهب في تجربة حروب القرن الحادي والعشرين ، اذ تحاربت جميعها بأسلحة القرن العشرين التقليدية ، والتخلص منها قبل الدخول في حروب الذكاء الاصطناعي ،
وتبدل استراتيجيات المجمع العسكري-الصناعي الامريكي كأحد أقوى اللوبيات في الولايات المتحدة، الذي يربط بين الجيش و الصناعات الحربية وصناع القرار ، ودوره في تعزيز القوة العسكرية الأمريكية، وتأثيره على السياسة الخارجية للولايات المتحدة وتشجيع النزاعات المسلحة وضبط وتحريك بؤر التوتر للحفاظ على تدفق الأموال إلى قطاع الدفاع والاستعداد لعالم قادم .. عالم ما بعد
الامبريالية القومية الاميركية ولكن بأسلحة القرن الحادي والعشرين الرقمية والتلويح بها .
ختاماً ، انه عصر الامبريالية القومية الجديد ، عالم امبريالي احادي الاقطاب يضبط مناسيب الحرب الكونية عن بعد ويتعايش على مساحات تراجعها او تمددها بلا تكاليف مباشرة ، يتطلبها ولوج الحرب بنفسه لتكون اميركا اليوم (الراكب المجاني Free rider) في الهيمنة على العالم في آنٍ واحد.. وبلا تكاليف.

د.مظهر محمد صالح

مقالات مشابهة

  • انطلاق المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر» 2025 فى الشارقة
  • سوريا .. تخريج ألف عنصر شرطة بعد إتمام تدريباتهم
  • ماسك: بايدن ترك رواد فضاء عالقين لأسباب سياسية
  • د. وليد عبد الحي يرسم خارطة طريق مستقبل ترامب والإنعكاسات على الشرق الأوسط
  • جكر في ترامب.. فلسطينيون يعقدون صفقة أبدية مع غزة رفضا للتهجير
  • خبير مناخ روسي يعلق على فكرة تفجير قنبلة نووية لإنقاذ الأرض
  • صورة.. واشنطن بوست تتراجع عن إعلان "مَن الرئيس؟"
  • القلعة الحربية الأضخم في العالم
  • الترامبية الجديدة : امبريالية بلا تكاليف ..!!