الدكتور/الخضر محمد الجعري

 

منذ أن بدأ العدوان الصهيوني بعد ٧/أكتوبر /٢٠٢٣م ظلت المقاومات العربية تبلي بلاءا حسنا في الرد والثبات وايلام العدو الصهيوني رغم الفارق بين إمكانيات المقاومات في غزة ولبنان والعراق والحوثي بصنعاء..ودولة الصهاينه المسنودة ماليا وعسكري ودبلوماسيا بقوة وجبروت أمريكا وبعض دول الغرب.

.وعلى مدارى١٥ شهرا لم يحقق الكيان الصهيوني انتصارات عسكريا او يحقق اهدافه المعلنه وكل ماحققه هو قتل الأطفال والنساء والأطباء والمسعفين والصحفيين وعمال المطبخ الدولي وتدمير البنى التحتيه تماما بحيث لا يبقي شيء من مقومات الحياة حتى تكون سببا لدعوة ترامب وغيره بأن غزة لم تعد صالحه للعيش ويتم تنفيذ المخطط الذي تضمره منذ عقود دولة الصهاينة الفاشية..

وبعد أن عجزت عن تحقيق أي نصر واضح لجمهور الصهاينة في الداخل وبسبب السخط والغضب لأهالي الأسرى ؛ اضطرت دولة الصهاينة الى اللجوء للخداع والاستسلام غير المعلن تحت شعار اتفاقيات مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان..للأسف أسندت الكيان أنظمة عربية وطابور خامس من السياسيين والطامحين للسلطة في بعض البلدان العربية وسعوا جاهدون لتمكين الكيان الصهيوني من تحقيق عبر الاتفاقيات ماعجز عن تحقيقه في الحرب..

ورغم وجود اتفاقيات ووسطاء الا ان الصهاينة كعادتهم لاعهد ولا ميثاق لهم ويظلوا ينقلبوا على الاتفاقيات اويجادلوا في كل مرحلة عن تفاصيلها كما ظل قومهم يجادلون موسى حول البقرة.

هكذا ينكثون في اتفاق حماس غزة وهكذا ينكثون في اتفاق حزب الله لبنان..بقي الحوثي وحده من لم يخضع لأي اتفاقات ورهنها بحماية المقاومة في غزه ..

وهاهي بعض الانظمة العربية تضغط على المقاومات لتقديم التنازلات بينما العدو الصهيوني يقضم الأرض العربية في سوريا ولبنان ويهدد باخلاء غزة كاملا من سكانها..وينشيء وكالة لتهجير الفلسطينيين من ارضهم للخارج على غرار عكسي للوكالة اليهودية التي تجلب المستوطنين من الخارج إلى فلسطين.

أين الموقف الصريح والحاسم من الوسطاء و تلاعب الصهاينة باتفاقيات هم شهود عليها؟

أين موقف الجامعة العرببة؟

أين موقف الدول الراعيه للاتفاق في لبنان لتنفيذ قرارمجلس الأمن ؟

أين موقف مجلس الأمن رغم الاتفاق على تنفيذ قراره بينما الصهاينه ينفذون يوميا عمليات عدائية وخروقات متواصلة للاتفاق؟

الا يفكر قادة الدول العربية بأن بلدانهم هي على مخطط اليوم التالي في المخطط الصهيوني بعد غزة ولبنان وسوريا..

الا يفكروا بان المقاومة الفلسطينية هي الخندق المتقدم في مواجهة المشروع الصهيوني الذي لا يعرف الحدود..بل هي آخر المواقع دفاعا عن الأمة العربية ..بل وعن الأنظمة العربية ذاتها..

وان الهدف من الاتفاقيات وتنفيذ القرارات يعني تحويل أنظمة عربية أخرى وجيوش عربية أخرى الى جبهات وجيوش لا تحمي شعوبها وسيادة بلدانها بل لحماية الكيان الصهيوني ومستوطناته عبر ربطها باتفاقيات دولية ملزمة بعد ان تنزع عن المقاومة الحق في قتال المحتل وتحرير الأرض ..

ان امريكا التي يتكلم وزير دفاعها الترامبي الجديد بكل عنجهية وصلافة بان الصهيونية والترامبية الامريكية هي جبهة مضادة للاسلام والعلمانية ومعاداة السامية..

ماذا ينتظر القادة العرب من الوضوح اكثر من هذا في شرح ماهية الصراع ومستقبلة؟..

ان أمريكا التي تخشى الأنظمة العربية من سطوتها هي دوله هشه من الداخل تنخرها التناقضات الداخلية والعنصرية والفساد المستشري الذي سيكون سببا من أسباب سقوطها ولو بعد حين..

لقد كشف الملياردير الامريكي ايلون ماسك عن الفساد المهول الذي ينخر جسد أمريكا.. بل تفوقت على بلدان العالم الثالث في الفساد..

فقد كشف ماسك في تقريره للرئيس ترامب بالأرقام حجم الفساد في كل مؤسسة من المؤسسات. الامريكية التي وصلت يده إليها حتى الآن ؛ ولازال الحبل على الجرار للوصول إلى بقية المؤسسات.. يهدف ماسك الى خفض الدين الامريكي بمقدار تريليون..من خلال تحجيم الانفاق لمؤسسات الفساد وإيقاف المعونات للخارج..

لكن المستغرب لماذا لم يكشف الرئيس ترامب في دورة رئاسته الأولى عن هذا الفساد ولماذا الآن في دورته الرئاسية الثانية؟!!!!!

ان ماتحتاج اليه الانظمة العربية اليوم بعد ان أوضح وزير دفاع ترامب موقفه المعادي للعرب والاسلام هو الوقوف بحزم في وجه المشروع الصهيوني الامريكي الذي يتهدد العرب والاسلام كأمه ودين..بعد ان أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث عن عنوان حربه القادمة و مخططه المستقبلي وعازم على تنفيذه صراحة بعد حرب غزة.. كما نفذ جورج بوش الإبن مخططة بعد احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م في خلق موجة الاسلاموفوبيا في العالم وعلى ما أسماها يومها بالحرب على الإرهاب ..

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

الغدر والمكر والخيانة طبع اليهود الصهاينة

 

 

سالم البادي (أبو معن)

أُمة بني إسرائيل هي أشد الأمم عداوة للإسلام والمسلمين وأشهرها في الخيانة والغدر ونقض العهود والمواثيق، فلا يعاهدون عهدا إلا نقضوه، ولا يسالمهم قوم إلا غدروا بهم، وقد قال الله تعالى عنهم: " أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" (البقرة: 100)، وحالهم مع أنبيائهم: "كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ" (المائدة: 70).

الخيانة رذيلة اليهود على مر الأزمنة والعصور، وما  نشاهده اليوم على أرض الواقع من سلوكيات الصهاينة الإسرائيليين مع كل شعوب أهل الأرض لتؤكد بأنهم قومُ خيانةٍ وغدر ولا عهد لهم، وأنهم قد جُبلوا على هذه الرذائل.

وما يفعلونه في أهل غزة اليوم من تنكيل ودمار وإبادة وتدمير لكل مظاهر الحياة فيها، وعدم التزامهم بالعهود، ومراوغتهم ومكرهم في تنفيذ اتفاقياتهم لوقف الحرب في غزة لأكبر دليل على بشاعة حقيقتهم القذرة وأكبر دليل يمكن أن يشاهده المسلم الواعي لدينه والمتمسك بكتاب ربه، منهجًا له في حياته، وتعاملاته مع بني صهيون.

أغلب شعوب العالم أدركت خساسة اليهود ومكرهم وغدرهم وخبثهم؛ لذلك فهم يدفعونهم في بلادهم للهجرة إلى فلسطين للتخلص منهم، وفي نفس الوقت يحاربون بهم الإسلام والمسلمين، وليشعلوا الحروب في بلاد المسلمين وينهبوا ثرواتهم بحجة الحفاظ على استقرار الأوضاع في بلاد المسلمين.. ألا لعنة الله عليهم أجمعين.

إنّ من يتأمَّل ويقرأ التاريخ جيدا على طول مداه وما احتواه، ويتأمل في أحوال الأمم وأخلاقها ومعاملاتها وسلوكياتها يجد أن أسوء الأمم خُلقا وأشرَّها معاملة أمةُ اليهود تلك الأمة الغضبية الملعونة، أمّة الكذب والطغيان والفسوق والعصيان والكفر والإلحاد، أمّةٌ ممقوتة لدى العالم لفظاظة قلوبهم وشدّة حقدهم وحسدهم ولعِظم بغيهم وطغيانهم، أهل طبيعة وحشية وهمجيّة لا يباريهم فيها أحد، كلّما أحسوا بقوةٍ ونفوذٍ وتمكنٍ وقدرة هجموا على من يعادونه هجوم السبع على فريسته، لا يرقبون في أحد ولا ذمة، ولا يعرفون ميثاقًا ولا عهدا، لا يُعرف في الأمم جميعها أمةٌ أقسى قلوبا ولا أغلظ أفئدة من هذه الأمة، قد التصق بهم الإجرام والظلم والعدوان والجور والبهتان من قديم الزمان؛ حيث يقول الله تعالى: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً" (المائدة: 13)، ويقول الله تعالى: "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً" (البقرة: 74).

ولا غرابة أن كان عداء اليهود للإسلام شديدًا؛ فالإسلام جاء هادمًا لكل ما لديهم من زيف وبهتان وباطل، ومناقضا لكل ما عندهم من جنوح وانحراف وضلال؛ فالإسلام جاء ليدعو إلى الإيمان والتوحيد والإخلاص، واليهود يدعون إلى الكفر والإلحاد والتكذيب والإعراض، وجاء الإسلام يدعو إلى مُثُلٍ عليا وقِيم رفيعة وإلى الرحمة والخير والإحسان، بينما اليهود يدعون إلى القسوة والإجرام والوحشية والعدوان والظلم والبهتان.

الإسلام يحفظ الحقوق ويحترم المواثيق ويحرِّم الظلم، واليهود لا يعرفون حقّا ولا يحفظون عهدًا ولا ميثاقًا ولا يتركون الظلم والعدوان، والإسلام يحرِّم قتل النفس بغير الحق ويحرِّم السرقة والزنا، واليهود يستبيحون سفك دماء غير اليهود وسرقة أموالهم وانتهاك أعراضهم.

لقد نقضوا ميثاقهم مع الله... قتلوا أنبياءهم بغير حق، وبيتوا نية القتل والصلب لعيسى عليه السلام "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" (النساء: 157)، وهو آخر أنبيائهم، وحرفوا كتابهم- التوراة- ونسوا شرائعها فلم ينفذوها، ووقفوا من خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام موقفًا لئيمًا ماكرًا عنيدًا، وخانوا مواثيقهم معه، فباءوا بالطرد والخسران.

القرآن الكريم هو منهج هذه الأمة ومرشدها ورائدها على طول الطريق يكشف لها عن حال أعدائها معها، وعن جبلتهم وعن تاريخهم مع هدى الله كله، ولو ظلت هذه الأمة ترجع لقرآنها؛ وتسمع توجيهاته؛ وتقيم قواعده وتشريعاته في حياتها، ما استطاع أعداؤها أن ينالوا منها في يوم من الأيام كما يحدث في زماننا هذا.. والله المستعان على ما تصفون.

يجب أن يدرك جميع العرب والمسلمين والعالم أنَّ عدوان اليهود على "قطاع غزة والضفة الغربية" في فلسطين المحتلة ليس مجرد نزاعٍ على أرض، وأن ندرك أن قضية فلسطين قضيةٌ إسلامية يجب أن يؤرِّق أمرها بال كل مسلم، ففلسطين موطن أنبياء ورسل الله وفيها ثالث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الأولى، وهي مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وليس لأحدٍ فيها حقّ إلا الإسلام وأهله؛ والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.

ويجب أن ندرك أنَّ تغلب هذه الشرذمة الصهيونية المرذولة والفئة المخذولة الخبيثة النتنة وتسلطهم على المسلمين إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي وإعراض كثير من المسلمين عن دينهم الذي هو سبب عِزهم وفلاحهم ونجاحهم ونصرهم ورفعتهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" (الشورى: 30).

ولا بُد من عودةٍ صادقة وأوبة حميدة إلى الله جلّ وعلا فيها تصحيحٌ للإيمان وصلةٌ بالرحمن وحفاظ على الطاعة والإحسان، وبُعدٌ وحذرٌ من الفسوق والعصيان لينال المؤمنون الصادقون العزّة والتمكين والنصر والتأييد من الله سبحانه وتعالى.

‏اللهم انصر إخواننا المستضعفين من المسلمين في فلسطين وفي كل مكان، اللهم داو جرحاهم، وعافِ مبتلاهم، وارحم شهداءهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم اخذل اليهود الغاصبين، وأنزل غضبك ومقتك عليهم، وأرنا فيهم يومًا أسود، واشفِ صدور قومٍ مؤمنين، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • خطط إسرائيلية لاحتلال غزة لمدة طويلة.. واقتراب التنفيذ بفضل ترامب
  • بنك عدن المركزي يتماهى مع الأجندة الأمريكية – الإسرائيلية لكسر الحصار البحري على الكيان الصهيوني
  • اليمن.. معادلة الرعب الجديدة في قلب الكيان الصهيوني
  • صفارات الإنذار تدوي في “تل أبيب” والقدس.. صاروخ يمني يثير الذعر في عمق الكيان الصهيوني
  • المشاركون في مؤتمر فلسطين الثالث يؤكدون حرمة التطبيع مع الكيان الصهيوني
  • الشخص الذي تولى منصب أكرم إمام أوغلو بات معروفًا.. فصل جديد يبدأ في اتحاد بلديات تركيا
  • مبعوث ترامب: حماس مسؤولة عن عودة الحرب في غزة
  • الغدر والمكر والخيانة طبع اليهود الصهاينة
  • سفير الصومال في القاهرة يؤكد أهمية الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية
  • زيلينسكي يزور جبهات القتال المشتعلة في دونيتسك شرقي أوكرانيا (شاهد)