نداء الحجيلان «يمن بلا دماء»
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
لطفي فؤاد نعمان
شقي «اليمن السعيد» بحروبٍ وفتنٍ هوجاء، أبقته حياً في ذاكرة الكبار جميعاً… الكبار سنّاً ومكاناً ونفساً وعلماً وتاريخاً، ممن كانوا ولا يزالون يأملون له ويعملون ويقولون خيراً.
ويصادف أن تُشَكِل «اليمننة» ماضياً وحاضراً -وربما مستقبلاً- منطلق حضورٍ أكثر فاعلية لشخصيات تاريخية تتصدر المشهد عامةً.
من أهم الشخصيات العربية الذين صادف تفاعل حياتهم المهنية مع الأحداث اليمنية، الوزير الشيخ جميل بن إبراهيم الحجيلان؛ ناهيك بمتابعته تداعياتها وهو أول سفير للمملكة العربية السعودية لدى دولة الكويت -أول دولة خليجية تعترف بالجمهورية العربية اليمنية- بعد فترة ابتعاث إلى إيران وباكستان تخللتها مرحلة عمل إعلامي، تتغذى بدراية ودراسة قانونية تأهَّل بها لمهام جسام لَمّا تُرهِق صحتَه، كوزارةِ الصحة التي عمل وزيراً لها 4 سنين، إلى أن انتعشت روحه بالرجوع إلى الحقل الدبلوماسي سفيراً لدى ألمانيا ثم فرنسا لعقدين ونيف، حتى اختير أميناً عاماً لمجلس تعاون دول الخليج العربية لفترتين حتى عام 2002.
ومن المصادفات أيضاً أن أول قمة للملوك والسلاطين والرؤساء والأمراء، شهدها الأمين الحجيلان في ديسمبر (كانون الأول) 1996، ناقشَت «طلب انضمام الجمهورية اليمنية إلى المجلس».
في «مسيرة مع سبعة ملوك» -المذكرات التي توّجت إصدارات (دار «رف» للنشر، 2024)- سطَّر الجميل أولى آيات ارتباط الحوادث اليمنية -«اليمننة» فيما مضى- بأهم محطات سيرته ومسيرته الحافلة… الشاهد هنا «لقاء العمر» مع الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود خلال شهر مارس (آذار) 1963، يوم استُدعي «سعادة السفير» كي يتلقى عرض ترقيته إلى «معالي الوزير» وتكليفه بإنشاء وزارة الإعلام، فيتصدر الدفاع أمام اندفاع الهياج الإعلامي الموجَّه ضد السعودية.
فترة الحجيلان الإعلامية شهدت تطورات عربية مختلفة، أشدها قسوةً على النفس نكسة يونيو (حزيران) 1967… وثبات السعودية ورسوخ سياستها بمراعاة ظروف الآخرين. مد يد الإخاء والصداقة والعون الخالص؛ مع السمو بالصمت البليغ عن الإساءة، وتكثيف عمليات بناءٍ داخلي يسّرت لـ«صانع الألق» -حسب الأستاذ سمير عطا الله- أن يعكسَ ذلكم النهج وهو واثقُ الكلمةِ يحكي سَلِساً عن سلامة سياسة بلاده.
عبر وسائل التواصل المتاحة يومئذٍ، كتب الوزير الحجيلان مواكِباً تطورات و«تدهورات» عكَّرت الأجواء العربية، وعطَّلت الأهداف المتوخَّاة من لقاء الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر في جدة 22 – 24 أغسطس (آب) 1965 الذي تمخض عنه «اتفاق جدة حول اليمن» في بيانٍ ألقاه الوزير الحجيلان على الملأ، وهو الذي ألقى معظم البيانات المهمة عن تحولات مفصلية تخصُ بلاده…. قِبلة العالم كله.
ضِمنَ كتابه الأول: «الدولة والثورة»، (الدار السعودية للنشر – 1967)، خطَّ مقالاً يستنكر فيه مُخالفةَ المنطق السليم ومخافةَ أو «مهابة مواجهة الحقائق»؛ ووجّه نداءً يدوّي صداه حتى الآن، هو «يمن بلا دماء»، معبِّراً عن كل المؤمنين باستقلال اليمن وشراكة اليمنيين كافة في وطنهم:
«… لم يكن اليمن يوماً من الأيام مِلكاً لأحد.
وسيبقى اليمن كما أراد الله لأهله… ونحن أيضاً نريده يمناً لأهله.
لا يمناً روسياً، ولا يمناً صينياً، ولا يمناً مصرياً، ولا يمناً سعودياً…
بل يمن يمانيّ… يمن يبني ويسعد. يمن بلا دماء».
مثلما قال الشيخ الحجيلان في الأمس: «اليمن لأهله»، نقول اليوم: «اليمن لكل اليمنيين»… ومتى ما صادف وقرر بعض اليمنيين صناعة وبناء #السلام_لليمن فلن يضلوا السبيل إلى «يمنٍ بلا دماء». عسى ولعل سيقررون؟
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
رفضوا التهجير وأيدوا إعمار غزة.. اللجنة العربية الإسلامية والاتحاد الأوروبي: المؤتمر الدولي برئاسة السعودية وفرنسا ضروري لحل الأزمة الفلسطينية
البلاد – القاهرة
جددت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المعنية بغزة والاتحاد الأوروبي التزامهما بعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى تحت رعاية الأمم المتحدة في يونيو المقبل بمدينة نيويورك، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، بهدف دفع الجهود السياسية نحو تسوية شاملة للقضية الفلسطينية، وتحقيق حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأعربت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المعنية بغزة ومسؤولة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، خلال اجتماع مشترك في القاهرة أمس (الأحد)، عن قلقهم البالغ إزاء انهيار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما تبعه من تصعيد عسكري أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. ودعت الأطراف إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وإنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم، مع الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وأكد الاجتماع ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، ورفع جميع القيود المفروضة على الإمدادات الحيوية، بما في ذلك الكهرباء والمياه. كما شدد المشاركون على أهمية استعادة جميع الخدمات الأساسية بشكل فوري لضمان استقرار الأوضاع المعيشية في القطاع.
ورحب الاجتماع بخطة التعافي وإعادة الإعمار العربية التي طُرحت في قمة القاهرة واعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي، وحظيت بدعم المجلس الأوروبي. وأكدت الأطراف المشاركة أن هذه الخطة تضمن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم، ورفضوا رفضاً قاطعاً أي عمليات ترحيل أو نقل قسري للسكان في غزة أو الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، محذرين من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الممارسات.
وشدد المجتمعون على ضرورة توحيد غزة والضفة الغربية تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنحها جميع الصلاحيات لممارسة مهامها في القطاع بفعالية. كما جددوا التأكيد على أهمية احترام وحدة وسلامة الأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبار ذلك عنصراً رئيسياً في تجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 1967، بما يشمل القدس، وفقاً لحل الدولتين.
وأعرب الاجتماع عن القلق العميق إزاء استمرار التوغلات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، والأنشطة الاستيطانية غير القانونية، وهدم المنازل، وعنف المستوطنين، التي تقوض حقوق الفلسطينيين وتعرقل فرص تحقيق السلام. وأكدت اللجنة الوزارية والاتحاد الأوروبي ضرورة التزام إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بحماية المدنيين والامتثال للقانون الدولي الإنساني.
وأكد المشاركون التزامهم بالتسوية السياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية. كما شددوا على أهمية انعقاد المؤتمر الدولي في يونيو المقبل بنيويورك، برئاسة السعودية وفرنسا، لدفع الجهود الدبلوماسية وتوفير آليات عملية لتحقيق سلام عادل ودائم، يضمن التعايش السلمي بين جميع شعوب المنطقة.
وضم الاجتماع الذي استضافته وزارة الخارجية المصرية، الأحد، كايا كالاس الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، ومحمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، وهاكان فيدان وزير الخارجية التركي، وعبد اللطيف الزياني وزير الخارجية البحريني، وخليفة شاهين المرر وزير الدولة بالخارجية الإماراتية، وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية وحسين إبراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وممثلي دولتي إندونيسيا ونيجيريا.