خطة القاهرة بشأن غزة جاهزة لقمة الرياض
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
القاهرة (زمان التركية)ــ قبيل اجتماع عربي محدود لمناقشة مستقبل غزة، من المقرر أن يفتتح يوم الجمعة في العاصمة السعودية الرياض، دفعت مصر قدما في صياغة خطة لإعادة إعمار غزة بعد الدمار المدمر الذي خلفته الحرب الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرا، واستمرت في الضغط من أجل الحصول على الدعم.
ونقلت صحيفة الأهرام المصرية عن مصدر سياسي مطلع، إن المسودة النهائية من المقرر أن تكون جاهزة لاجتماع الرياض، وأضاف أنها نتيجة مشاورات ضمت الدول الخمس المشاركة في الاجتماع العربي المحدود وبقية الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وكان من المقرر عقد الاجتماع يوم الخميس، حيث كان من المقرر في البداية أن تحضره مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، ولكن تم تأجيله بعد ذلك لمدة 24 ساعة، للسماح بحضور المزيد من المشاركين والمزيد من الوقت لصياغة الخطة.
وكان من المفترض أن يلي اجتماع الرياض قمة عربية طارئة تستضيفها مصر في 27 فبراير/شباط، لكن بحسب بيان للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية تم تأجيل القمة إلى الرابع من مارس/آذار.
وقال المصدر السياسي إن “إعادة الجدولة” تتعلق “جزئيا” بالحاجة إلى مزيد من المشاورات بين العواصم العربية حول بعض عناصر الخطة المصرية. ومن المفترض أن تُعرض الخطة على واشنطن باعتبارها الإجابة “العربية الجماعية” على مستقبل غزة، مع التركيز على أمن إسرائيل بعيدا عن تشريد نصف سكان غزة على الأقل لتلبية المطالب الأمنية للحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل.
وبحسب مصادر مصرية رسمية فإن الخطة التي تعمل القاهرة على صياغتها تتألف من مرحلتين، الأولى تستمر من 10 إلى 20 عاما، والثانية تتعلق بحل الدولتين على المدى الطويل.
وتقول المصادر إن المرحلة الأولى تشكل جوهر الخطة، وهي لم تحظ بعد بالدعم الكامل من العواصم العربية. وهي تتضمن الإيقاف الكامل لأي دور إداري أو سياسي أو مقاوم لحماس وغيرها من حركات المقاومة المسلحة، وعملية إعادة إعمار بتمويل خليجي لا تتطلب تهجير المواطنين من القطاع. ويتعلق العنصر الثالث بالإدارة الإدارية والأمنية لقطاع غزة واستمرار تنفيذ متطلبات اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في حين يتعلق العنصر الرابع بالمطالب الأمنية الإسرائيلية والاقتصاد الغزّي الأوسع.
وتقول المصادر إن حماس مستعدة للالتزام بهدنة طويلة الأمد، لكنها غير مستعدة للموافقة على استبعادها بالكامل من المشهد السياسي في غزة أو الالتزام بالخضوع للتدقيق من أجل نزع السلاح.
وفي تصريحات صحفية هذا الأسبوع، قال أسامة حمدان، أحد الشخصيات البارزة في حماس، إن حركة المقاومة الإسلامية المسلحة لن تقدم تنازلات في مقابل إعادة إعمار غزة، وأن هذا ليس من النوع الذي يمكن لشعب غزة أو فصائل المقاومة أن تقبله. وأشار شخصيات أخرى في حماس إلى أن أقصى ما يمكن أن توافق عليه حماس هو الانسحاب مؤقتًا من الإدارة الأمنية في غزة.
تسيطر حماس بشكل كامل على غزة منذ عام 2007، عندما حاولت السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح ومقرها رام الله تجاهل نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2006 والتي منحت حماس فوزاً ساحقاً في القطاع. وتقول المصادر إن حماس مستعدة اليوم للموافقة على تولي لجنة غير حزبية من غزة المسؤولية الإدارية عن غزة خلال المرحلة الأولى من الخطة المصرية، ولكنها غير مستعدة لتسليم القطاع للسلطة الفلسطينية.
وهذا الموقف تدعمه قطر التي ترى أنه من غير الممكن إقصاء حماس بالكامل. وطبقاً للرؤية القطرية، فإنه من الممكن إعادة صياغة حماس ودمجها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن من غير الواقعي مطالبة حماس بالخروج من المشهد.
وتستضيف قطر اجتماعات بهدف ضم حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية، لكن حركة فتح، برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تعارض بشكل قاطع أي سيناريو لا يتضمن سيطرة السلطة الفلسطينية الحصرية. ويحظى موقف السلطة الفلسطينية بدعم الإمارات العربية المتحدة، التي تريد إبعاد حماس عن الصورة.
ويصر مسؤولو السلطة الفلسطينية على أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يضمن بقاء غزة تحت سيادة السلطة الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقلة.
قال المتحدث باسم حركة فتح حسين حمايل إن “حركة فتح لن تقبل بأي ترتيبات دولية أو إقليمية تسعى لإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.
وبحسب المصادر الرسمية ذاتها، فإن المشاورات جارية لإيجاد صيغة مقبولة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، وتجنب المقترحات التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق من هذا الشهر لتهجير نحو نصف سكان غزة. وتضيف المصادر أن مصر “تعمل” مع إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الخطة باعتبارها أفضل إجابة على “حقوق الفلسطينيين ومخاوف إسرائيل”.
وهناك حاجة أيضا إلى التوافق على العناصر الأخرى للمقترح المصري لتوفير بديل لخطة ترامب للتهجير، والتي يصر جميع المصادر الخمسة الذين تحدثوا إلى الأهرام ويكلي على أنها لا تزال على الطاولة على الرغم من معارضة العواصم العربية والإقليمية والعالمية.
وفي هذا الأسبوع، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي كان في إسرائيل في أول محطة من جولته في الشرق الأوسط التي تشمل أيضا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عن دعمه لخطة ترامب. وقال المحلل السياسي الفلسطيني راسم عبيدات لصحيفة ويكلي إن زيارة روبيو كانت جزءا من الجهود المبذولة لتحويل خطاب ترامب بشأن التهجير القسري إلى خطوات عملية. وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضغط على حلفائه في الائتلاف الحكومي لتحويل رؤية ترامب إلى حقيقة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثاته مع روبيو، وصف نتنياهو خطة ترامب بأنها “رؤية جريئة” وقال إن إسرائيل والولايات المتحدة ستعملان على جعل هذه الخطة “واقعًا”. وفي وقت لاحق، قال إنه لن يسمح لحماس، أو السلطة الفلسطينية، بالسيطرة على غزة. وأضاف أنه ملتزم بتنفيذ خطة ترامب.
وقال عبيدات إن تصريحات روبيو ونتنياهو تؤكد عدم اهتمامهما بنجاح أو استمرار المفاوضات لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار واستكمال تبادل الأسرى، وأن تصرفات إسرائيل توضح نيتها تقويض المفاوضات وتمهيد الطريق لتطبيق رؤية ترامب.
خلال المؤتمر الصحفي المشترك بينهما، لم يستبعد روبيو ولا نتنياهو إمكانية تجدد الهجمات الإسرائيلية على غزة والتي قد تشمل “فتح أبواب الجحيم” – كما هدد ترامب نفسه الأسبوع الماضي.
وتتفق مصادر رسمية مصرية على أن أحد أهداف المضي قدماً في خطة القاهرة لمستقبل غزة هو تجنيب وقف إطلاق النار الهش من الانهيار، لأن أي استئناف للحرب، كما يحذرون، سوف يصاحبه نزوح قسري للفلسطينيين من القطاع.
وتقول نرمين سعيد، الباحثة في وحدة دراسات فلسطين وإسرائيل في المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، إن التعبئة العسكرية الإسرائيلية على طول حدودها مع غزة تشير إلى أنها تستعد لانهيار اتفاق وقف إطلاق النار. وهو السيناريو الذي تعزز بوصول شحنات قنابل جديدة إلى إسرائيل من الولايات المتحدة، ويتماشى مع رفض إسرائيل السماح بدخول المعدات الثقيلة والبيوت المتنقلة إلى غزة بموجب البروتوكول الإنساني للهدنة.
في هذه الأثناء، تواصل إسرائيل عملياتها ضد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، حيث هدد مسؤولون إسرائيليون، بمن فيهم عضو مجلس الوزراء بتسلئيل سموتريتش، بمواصلة التصعيد واحتمال “مصير مشابه لقطاع غزة”. وقال سموتريتش إنه سيطلب من مجلس الوزراء الإسرائيلي التصديق على خطة ترامب.
وبحسب مصدر سياسي مصري مطلع، فإن الأمور باتت واضحة. “إن اليمين المتطرف في إسرائيل، بما في ذلك نتنياهو، يخطط لإعادة ضم الضفة الغربية وإخلاء غزة من سكانها. وسوف يكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للأردن وأزمة ضخمة بالنسبة لمصر”.
Tags: خطة مصر بشأن غزةغزةفلسطينمصرالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: خطة مصر بشأن غزة غزة فلسطين مصر السلطة الفلسطینیة من المقرر خطة ترامب حرکة فتح
إقرأ أيضاً:
بـ 20 مليار دولار..الخطة العربية لإعمار غزة لمواجهة خطة ترامب
توقع مصدران أمنيان مصريان، أن يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرياض يوم الخميس، حيث من المقرر أن يناقش خطة عربية لإعادة إعمار غزة قد تشمل مساهمات مالية من دول المنطقة بما يصل إلى 20 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تناقش دول عربية خطة لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب لمواجهة اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتطوير القطاع تحت السيطرة الأمريكية وتهجير الفلسطينيين.وقالت أربعة مصادر مطلعة إن الإمارات، والسعودية، ومصر، والأردن، وقطر ستراجع وتناقش الخطة العربية في الرياض قبل طرحها على قمة عربية في القاهرة في 4 مارس (آذار).
ومن المتوقع عقد اجتماع لقادة دول عربية من بينها الإمارات، والأردن، ومصر، وقطر، يوم الجمعة في السعودية التي تقود الجهود العربية لمواجهة خطة ترامب. ماذا يريد أهل غزة؟ - موقع 24أظهر استطلاع للرأي أجراه الباحثان سكوت أتران وأنخيل غوميز من مؤسسة آرتيس إنترناشيونال البحثية الأمريكية المتخصصة في دراسة الصراعات والإرهاب رؤى جديدة حول مشاعر سكان غزة تجاه حماس والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأبدت الدول العربية رفضها لخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، وإعادة توطين معظمهم في الأردن ومصر، وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهي فكرة رفضتها القاهرة وعمان على الفور واعتبرتها معظم دول المنطقة مزعزعة للاستقرار بشدة.
وينص المقترح العربي، الذي يستند في معظمه إلى خطة مصرية، على تشكيل لجنة فلسطينية لحكم غزة دون مشاركة حركة حماس، وعلى مشاركة دولية في إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه.
وقال الأستاذ الجامعي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن مساهمة الدول العربية بنحو 20 مليار دولار، وهو رقم محتمل ذكره مصدران، في جهود إعادة الإعمار قد تكون حافزاً جيداً لترامب لقبول الخطة.
وأضاف عبد الله "ترامب رجل معاملات مالية، لذا فإن مبلغ 20 مليار دولار سيكون له صدى جيد عنده، وهذا سيفيد الكثير من الشركات الأمريكية والإسرائيلية".
وقالت مصادر مصرية لرويترز إن المناقشات لا تزال جارية حول حجم المساهمات المالية التي ستدفعها دول المنطقة.
وأضافت المصادر أن الخطة تنص على إعادة إعمار القطاع خلال3 سنوات.
وقال السناتور الأمريكي ريتشارد بلومنثال لصحافيين في تل أبيب خلال زيارة لإسرائيل أمس الإثنين: "محادثاتي مع الزعماء العرب وآخرهم الملك عبد الله أقنعتني أن لديهم تقييماً واقعياً حقاً لما يجب أن يكون عليه دورهم".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن تل أبيب تنتظر تقييم الخطة فور طرحها، لكنه قال إن أي خطة تستمر فيها حماس في حكم غزة لن تكون مقبولة، وأضاف "عندما نسمع بأمر الخطة، سنعرف كيفية التعامل معها".