هل تتحسن صحة أطفالنا بفعل تعديل الجينوم؟ هناك شكوك.
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
ذهب فريق من علماء الأحياء وخبراء الأخلاق إلى أن خطر التعرض للكثير من الحالات الصحية الشائعة يمكن تقليصه بدرجة كبيرة من خلال إجراء عشرات التعديلات على جينومات الأشخاص وهم لا يزالون في مرحلة الجنين. صحيح أنهم يقولون: إننا لا نملك حتى الآن التكنولوجيا اللازمة للقيام بذلك على نحو آمن، ولكن علينا أن نبدأ التفكير في ما إذا كان ينبغي لنا استخدام هذه التكنولوجيا عندما تتاح لنا.
غير أن بحثهم قوبل بجحيم من انتقادات علماء أحياء آخرين يقولون: إننا لا نعرف غير قدر قليل للغاية لا يكفي للتنبؤ بتأثيرات هذا التعديل بأي قدر من اليقين وأن طرح مزاعم «قائمة على الإفراط في التخمين» أمر لا يتسم بالمسؤولية.
يقول كيفن ميتشل من كلية ترينيتي في دبلن بأيرلندا، وقد كتب بمشاركة آخرين نقدا للورقة البحثية: إن «من يروجون أجندة تحسين النسل سوف يتبنون هذا الطرح على نحو غير متطور».
من المعروف أن الجينومات دائمة التحور، ولهذا فإنه يوجد قدر هائل من التنوع في البشر. وقليل من هذه المتغيرات أو الطفرات هو الواضح الضرر، إذ يتسبب في حالات وراثية من قبيل التليف الكيسي.
أما تأثير معظم المتغيرات فهو أقل وضوحا بدرجة كبيرة. ومن أجل التحقق من ذلك التأثير، يبحث علماء الأحياء عن روابط بين متغيرات معينة وخطر الإصابة بأمراض القلب على سبيل المثال.
وقد كشفت هذه الدراسات عن متغيرات يبدو أنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض معينة. غير أن الأكثر شيوعا منها ليس له غير تأثير ضئيل، أما بعض المتغيرات الوقائية النادرة فهي ذات تأثير أكبر. فعلى سبيل المثال، تقل مستويات الكوليسترول كثيرا عند بعض الأشخاص بسبب متغيرات في جين يسمى PCSK9.
والآن قدَّر بيتر فيشر من جامعة كوينزلاند في أستراليا وزملاؤه الفوائد المحتملة لاستخدام تعديل الجينوم في إعطاء الأفراد عشرات أو حتى مئات من متغيرات نادرة لكلٍّ منها تأثير وقائي كبير نسبيا. وسيتم إجراء هذا التعديل في مرحلة الجنين بحيث ترث كل خلية في الجسم التعديلات وتنتقل إلى أي أطفال.
انخفاض معدل انتشار السكري
وفقا لتقديراتهم، يمكن لإجراء قرابة عشر تعديلات في الأجنة أن يقلل انتشار مرض السكري من النوع الثاني بما يصل إلى ستين مِثلا مما هو عليه الآن. ويمكن أن يؤدي إجراء عشر تعديلات مختلفة إلى تقليل انتشار أمراض القلب بما يصل إلى ثلاثين مثلا، ومرض الزهايمر بنحو عشرة أمثال، وهكذا.
وقد يقلل إجراء أربعين تعديلا في وقت واحد من خطر إصابة الفرد طوال حياته بأمراض الزهايمر والفصام والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب إلى أقل من 0.2% لكل حالة. يقول فيشر: إن «الناس ينزعون إلى التقليل من شأن القوة المحتملة لهذا النوع من تعديل الجينات».
ليس من الممكن حاليا إجراء العديد من التغييرات بأمان في وقت واحد. ولكن فيشر وزملاءه يعتقدون أن هذا سوف يتيسر في غضون ثلاثة عقود أو نحو ذلك، ولذلك ينبغي أن نبدأ التفكير الآن في ما إذا كان ينبغي لنا أن نستخدمه، وكيفية ذلك.
لكن ثمة مشاكل في تقديرات الفريق بحسب ما يقول ميتشل. فعلى سبيل المثال، قد يكون السبب في عدم شيوع هذه المتغيرات هو أنها تحمي من حالة واحدة ولكنها تزيد من خطر الإصابة بحالات أخرى. ويقول: «إن ثمة تجاهلا لحقيقة صارخة مفادها أن عدم الشيوع هذا له أسبابه».
كما أن دراسات الارتباط لا تستطيع اكتشاف أي المتغيرات يكون السبب المباشر للتأثيرات المرتبطة به، فالأمر أشبه بوجود أسباب للشك في علاقة عصابة ما بسلسلة من جرائم القتل مع عدم التأكد من الفرد المعين الذي ضغط على الزناد.
ويعترف فيشر وزملاؤه بكل هذه الحدود في ورقتهم البحثية ويناقشون أيضا العديد من القضايا الأخلاقية، ولكن ميتشل يعتقد أنهم لا يتعمقون بالقدر الكافي. ويقول ميتشل: إنه «ما من ضامن لهذه النماذج التبسيطية عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بالأفراد الذين سوف يتعرضون لتدخل التعديل الجيني ولا بد من تحمل مسؤولية عدم إلحاق الأذى بهم».
مايكل لو بيج
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
النفط يرتفع بفعل تعطل الإمدادات من قازاخستان
ارتفعت أسعار خام برنت، اليوم الثلاثاء، معززة مكاسب الجلسة السابقة بعد هجوم بطائرة مسيرة على محطة ضخ نفط في روسيا، مما قلص التدفقات من قازاخستان، لكن المكاسب كانت محدودة بسبب احتمالات ارتفاع الإمدادات قريباً.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 15 سنتاً أو 0.2% إلى 75.37 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 67 سنتاً عن إغلاق يوم الجمعة الماضي عند 71.41 دولار للبرميل. ولم تكن هناك تسوية لخام غرب تكساس الوسيط، أمس الإثنين، بسبب عطلة يوم الرؤساء في الولايات المتحدة.
Oil prices extend gains after Ukraine drone strike hits Kazakh supply https://t.co/TLUuNBm5bM
— The Globe and Mail (@globeandmail) February 18, 2025وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق لدى (آي.جي) في رسالة بالبريد الإلكتروني: "الموضوع الرئيسي الذي يحرك أسعار النفط في الآونة الأخيرة هو توقعات العرض. ومع ضعف الأسعار على مدى الأسابيع الماضية، كانت أنباء ضربة بطائرة مسيرة على خط أنابيب التصدير القازاخستاني في روسيا، محفزاً لتخفيف بعض المشاعر النزولية".
وقال محللو (بي.إم.آي) في مذكرة، إنهم يتوقعون أن يبلغ متوسط أسعار برنت 76 دولاراً للبرميل في 2025، بانخفاض 5% عن متوسط 2024، بسبب فائض المعروض في السوق والرسوم الجمركية والتوتر التجاري.
وفي غضون ذلك، أفاد تقرير إعلامي روسي رسمي بأن منتجي أوبك+ لا يفكرون في تأخير سلسلة من الزيادات الشهرية، في إمدادات النفط المقرر أن تبدأ في أبريل (نيسان) المقبل.
وكانت أوبك أرجأت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خطة لبدء زيادة الإنتاج إلى أبريل (نيسان) المقبل، بسبب ضعف الطلب وارتفاع العرض خارج المجموعة. كما تنتظر الأسواق لمعرفة ما إذا كانت محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا ستؤتي ثمارها، إذ يجتمع مسؤولون أمريكيون وروس لإجراء محادثات في السعودية في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.
وقال نيل كروسبي المحلل لدى سبارتا كوموديتيز "هناك الكثير مما يدعو إلى التفاؤل في سوق الخام على ما يبدو، والعامل الأكبر الآن هو نتيجة مفاوضات أوكرانيا. قد يعود النفط الروسي جزئياً إلى السوق المشروعة".