كندا ترفض فكرة عودة روسيا إلى مجموعة السبع
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أن كندا ترفض رفضا قاطعا فكرة عودة روسيا إلى مجموعة الدول السبع.
وقالت جولي خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء: "أما بخصوص جعل روسيا جزءا من مجموعة السبع، فقد قلت إن هذا لا يمكن أبدا".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في 13 فبراير الجاري في أعقاب اتصاله الهاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يجب إعادة روسيا إلى مجموعة السبع، وأن استبعادها من المجموعة كان "خطأ".
يذكر أن روسيا لم تشارك في اجتماعات مجموعة السبع (مجموعة الثماني سابقا) منذ عام 2014، بعد انضمام القرم إلى روسيا وفرض الدول الغربية عقوبات على روسيا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كندا فكرة عودة روسيا مجموعة السبع وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي مجموعة السبع
إقرأ أيضاً:
مدرسة الحوليات الفرنسية و فكرة كسر حلقات الدوائر الخبيثة في السودان و الشب عن طوقها
كثر حديث النخب السودانية في الآونة الأخيرة عن الدائرة الخبيثة و خاصة دائرهتم الخبيثة التي قد أصبحت كمثلث برمودا ديمقراطية هشة ثم إنقلاب عسكري و الغريب كل مقارباتهم لها لم تفارق حواف عقل الحيرة و الإستحالة و خوفهم المرضي من سبر غورها بتجربة الإنسانية و قد أصبحت تراث إنساني يمكننا الإستفادة منه بعد أن أصبحت ذاكرتهم المحروسة بالوصاية عاجزة عن التفكير و عاجزة عن إدراك تجربة الإنسان و ضمير الوجود في تحليله لظاهرة المجتمع البشري كما يقول الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني.
لي ملاحظة و هي أن الدائرة الشريرة التي يتحدث عنها أغلب النخب السودانية ديمقراطية هشة يعقبها إنقلاب عسكري ما هي إلا إستلاف بغير ضمان على الرهان عليه و هو إستلاف لها من من حقل التنمية الإقتصادية و نظرياتها و جلبها الى حيز السياسة السودانية التقليدية. و كالعادة أن السياسي التقليدي السوداني يغيب عن أفقه الشرط الإنساني الذي يمثل الفلسفة السياسية التي تعطي إمكانية أخذ القرار و الإختيار لنظام سياسي يتخذ من الديمقراطية الليبرالية سبيل لتحقيق إستقرار سياسي و توازن إجتماعي.
و للأسف أغلب النخب السودانية مر عليها زمان كانت كما يقول الدكتور منصور خالد في توهّم جماعي بأن أقصر الطرق للتنمية الإقتصادية هو طريق الحزب الواحد و طريق الإشتراكية و هيهات و منصور خالد يعد من النابهين لذلك إنتبه لهذا الخطاء الجماعي القاتل الذي أخذ من النخب عقود و هي تقيم في ضلالها القديم و لكن إنتباه منصور خالد للوهم الجماعي كان بعد فوات الأوان و بعد أن غاص السودان بأكمله في وحل الفكر الديني و أصبحت ساحة الفكر محروسة بعقل نخب سودانية محروسة بالوصاية و ممنوعة من التفكير الذي يجسد فكر مجد العقلانية و إبداع العقل البشري و يبتعد عن أفكار عقل الأنوار و الإجابة على سؤال ما التنوير؟
الذي يمنعك أي سؤال ما التنوير و الإجابة عليه بألا يفكر بدلا عنك امام أو ختم أو مرشد أو لجنة مركزية للحزب الشيوعي بنسخته التقليدية السودانية. على أي حال إستلفت النخب السودانية فكرة الدائرة الشريرة من حقول نظريات التنمية الإقتصادية في حديثها عن الدوائر الخبيثة و محكمة الإغلاق و للأسف أهملت النخب السودانية كيف تقدم نظريات التنمية إمكانية كسر هذه الحلقات و الشب عن طوقها كعادة النخب السودانية في وقوفها في المنتصف دون وصولها لآخر الشوط كما تفعل مراكز البحوث.
و بالتالي أصبح حديثهم عن الدائرة الشريرة حديث معلّق و في أحسن أحواله حديث ود البلد في عقله التقليدي الذي يهاب أن يصل بالمعادلات لحلول تنتج توازن إجتماعي و توازن إقتصادي في معادلات سلوكية للفرد في علاقته المباشرة بمفهوم الدولة الحديثة و دورها في تحقيق فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد.
و بالمناسبة وقوف عقل النخب السودانية في محطة عقل ود البلد الذي يعالج أكثر المشاكل المعقدة بعقل ود البلد سببه ضعف مناهجهم لذلك جاءت أغلب مقارباتهم لمشاكل المجتمعات الحديثة أي مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية مقاربات تقربهم يوما بعد يوم من الخروج من التاريخ و هذا سببه أن ضعف مناهجمهم كما قلت و هي مناهج لا يمكن أن تقدم لنا مفكر يكون في نفس الوقت فيلسوف و مؤرخ غير تقليدي و إقتصادي و عالم إجتماع مثلا كما نجد ريموند أرون يتصف بأنه عالم إجتماع و إقتصادي و مؤرخ و فيلسوف لذلك جاءت أفكاره تغطي مساحة واسعة لحقول مختلفة و هذا هو الغائب في جهود النخب السودانية مثلا نجد المؤرخ التقليدي السوداني يجهل النظريات الإقتصادية و تاريخ الفكر الإقتصادي و نظريات التنمية.
و بالتالي تجد كتابات المؤرخ التقليدي السوداني سرد لوقائع و حكي عن سير لأشخاص و سرد أحداث و حقب جيل عبر جيل في تراكم كمي يسد أمامك الأفق في وقت نجد أن المؤرخ في مدرسة الحوليات الفرنسية فارق سرد الوقائع و السير لأشخاص جيل عبر جيل و عبر سيره نظر للتاريخ على المدى الطويل و أدرك أن التاريخ على المدى على الطويل يتحول الى علم إجتماع لذلك كانت ركائز مدرسة الحوليات الفرنسية أنها فارقت الوثيقة المقدسة و المنهجية التاريخية التي نجدها ما زالت مقدسة عند المؤرخ التقليدي السوداني.
و لهذا السبب ما زالت ساحتنا السودانية أغلب كتابها من فصيلة المؤرخ التقليدي و رجال الدين و العسكر و الدبلوماسيين و لمن يريد أن يتأكد عليه أن ينظر نظرة سريعة على قوائم الكتاب السودانيين سيجد كتاب من العسكر و الدبلوماسيين و رجال الدين و المؤرخيين التقليديين و غياب تام و إهمال كامل لدراسة التاريخ الإجتماعي و التاريخ الإقتصادي بعيدا عن المنهجية التاريخية و بعيدا عن تقديس الوثيقة التاريخية كما نجدها في كتابات المؤرخيين السودانيين التقليديين لذلك لم يخرج من بين المؤرخيين التقليديين السودانيين عالم إجتماع البتة لأن أفقهم لم تلوح فيه فكرة مدرسة الحوليات أي أن التاريخ و أحداثه و دراسته على المدى الطويل يصير علم إجتماع.
و لهذا السبب كسد الفكر في الساحة السودانية و عندما تستلف النخب السودانية الدائرة الشريرة من حقل التنمية الإقتصادية تعالجها بفكر ود البلد و ليس بمنهج مدرسة الحوليات في بحوثها عن التاريخ الإجتماعي و التاريخ الإقتصادي. و يمكنك أن تقول نفس ما قلت عن إستلافهم لفكرة المركز و الهامش من حقول النظريات الإقتصادية أي ما قلته عن إستلالفهم الفاشل لفكرة الدائرة الشريرة من حقول التنمية الإقتصادية و كذلك جاءت مقارباتهم لا علاقة لها بهموم المجتمع الحديث و خاصة أن تاريخ الإنسانية قد أصبح لأول مرة تاريخ واحد لكافة الإنسانية بعد الثورة الصناعية و المضحك ان أغلب النخب السودانية تتحدث عن خصوصية لمجتمعنا و كأننا في جزيرة معزولة عن العالم.
و لكي أوضح أكثر مثلا في كتابات المؤرخ التقليدي السوداني أو الكاتب من العسكر أو الدبلوماسي السوداني أو رجل الدين يغيب ثالوث المقاربة بين الفلسفة و السياسة و علم الإجتماع و هذا نادر في كتابات النخب السودانية أو ثالوث القانون و السياسة و الديمقراطية كما نجده في كتابات هابرماس و نجد مثله في كتابات الدكتور عبد الله النعيم لذلك نجد أن الدكتور عبد الله النعيم في مقارباته للفكر الليبرالي أقرب لعالم الإجتماع من القانوني التقليدي السوداني و عبد الله النعيم يختلف عن القانونيين السودانيين التقليديين لأن مقارباته كانت في ثالوث حقول القانون و السياسة و الديمقراطية لذلك نجد الدكتور عبد الله النعيم متقدم جدا مقارنة بالجمهوريين السودانيين لأنه قد وصل بفكر الأستاذ محمود محمد طه الى آخر الشوط و فتح له على الفكر الديمقراطي الليبرالي و متقدم جدا على القانونيين السودانيين التقليديين.
و بالتالي يكون عبد الله النعيم في مقارباته و جهود الفكرية عالم إجتماع ستقّدر جهوده الفكرية الأجيال القادمة و يظهر تقدمه أي عبد الله النعيم في حديثة عن الديمقراطية الليبرالية الذي يجعله متقدم جدا على القانونيين السودانيين التقليديين و ظهر كسادهم الفكري في الوثيقة التي فتحت للشراكة مع العسكر إذاما ما قارناها بفكر عبد الله النعيم و حديثه عن الفكر الليبرالي.
في ختام هذا المقال نقول أن إمكانية كسر الدائرة الشريرة في السودان لا تكون بغير إستلافنا من تراث الإنسانية و فكر مدرسة الحوليات الفرنسية و من قبل قرن من الزمن أكّدت أي مدرسة الحوليات على أن دراسة التاريخ الإجتماعي و التاريخ الإقتصادي بمناهجها و ليس بمنهج المؤرخ التقليدي السوداني هو ما يمكّننا من كسر الدائرة الشريرة لأن أحداث التاريخ على المدى الطويل تصبح علم إجتماع يفتح على فكرة الشرط الإنساني و يصبح فيه القرار و الإختيار للنظام الليبرالي ممكن.
و بالتالي يصبح الفكر الليبرالي ليس نظام حكم فحسب بل فلسفة لتجسيد فكرة العيش المشترك و تصبح الديمقراطية و الفكر الليبرالي بديلا عن الفكر الديني و خاصة أن مدرسة الحوليات في أفكارها لم تترك للدين و الفكر الديني أي دور بنيوي في السياسة و الإجتماع و الإقتصاد بل يصبح الدين شأن فردي و أفق الرجاء بين الفرد و ربه بعيدا عن تجار الدين من كل شاكلة و لون. أما صراع الفرد مع مجتمعه فتحكمه معادلات سلوكية تفترض عقلانية و أخلاقية الفرد و عقلانيته أي الفرد تجعله يؤمن بحرية الأخريين و أنهم مساويين له في ظل فصل الدين عن الدولة.
قليل من التوضيح لمحنة النخب السودانية نضرب مثلا بعالم الإجتماع العراقي علي الوردي في رده على منتقدية في إستعجالهم لنقد فكره و ذكروا أن على الوردي في كتاباته قد أصبح أقرب للمؤرخ من عالم الإجتماع و كان رده مثلما ما قالت به مدرسة الحوليات الفرنسية أي أن التاريخ و أحداثه على المدى الطويل يصبح علم إجتماع لذلك كان على الوردي مؤرخ غير تقليدي و عالم إجتماع لذلك أوصى بأن الليبرالية هي أسلم طريق لتحقيق التنمية الإقتصادية و الإزدهار المادي في العالم العربي و قال لو فوّتت الفرصة ستحتاج المنطقة لعقود حتى تعود الفرصة من جديد و صدق علي الوردي و ها هي عقود تمر و الشعوب العربية تدفع بجهدها العرق و الدم و الدموع و ما زالت تسير ببطء نحو التحول الديمقراطي الذي يلوح في أفق بعيد.
علي أي حال مدرسة الحوليات بداءت في عام 1929 و تزامنت مع ظهور الكساد الإقتصادي العظيم و طوّرت أفكارها و لكي تصل أفكارها لمراكز البحوث و تنتصر و تتسيّد على المشهد إحتاجت لعقود و لذلك نقول للنخب السودانية تلزمكم مراكز بحوث تبداء بطرح ما يساعد الشعوب على التغلب على النهضة العرجاء التي جاء بها رجال الدين في العالم العربي و الإسلامي التقليدي و بعدها تعرف الشعوب طريق المستقبل الزاهر بفكر غير تقليدي و عبره يتم إستشراف المستقبل المزدهر ماديا للشعوب.
في الختام نقول أن كسر طوق الحلقة الشريرة و الشب عنه لا يتم عبر الكتابات الموسمية التي تقوم بها النخب السودانية و هي متسلحة بعقلها التقليدي عقل ود البلد بل تحتاج لفكر مراكز بحوث يقودها مفكريين بمنهج عريض و واسع و كل منهم يمكنك وصفه بأنه عالم إجتماع و مؤرخ و إقتصادي و فيلسوف تسود فكره العقلانية و الأخلاق و هدفه إعادة خلق مجتمع من أفراد كل فرد فيه يتصف بأنه ناخب رشيد و مستهلك رشيد في حيز معادلة الحرية و العدالة.
taheromer86@yahoo.com