استمرار احتلال التلال الخمس: تداعيات ومخاوف
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
كتب عماد مرمل في" الجمهورية": أصرّت تل أبيب على مواصلة سياسة التشاطر والتحايُل على اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 ، واحتفظت بخمسة مواقع استراتيجية في المنطقة الحدودية، تحت ذريعة أنّ بقاء جيشها في هذه النقاط هو ضروري لحماية مستوطنات الشمال وإشعار قاطنيها بالطمأنينة، الأمر الذي دفع أحد السياسيِّين إلى التساؤل: «ما دام الإسرائيليّون يُروّجون بأنّهم انتصروا على «حزب الله »، فما هو مبرّر استمرار كل هذا القلق لديهم، ولماذا يشعر المستوطنون بالخوف من العودة إلى مستعمراتهم الأمر الذي دفع قيادتهم إلى اتخاذ قرار بالبقاء في التلال الخمس لطمأنتهم وتحفيزهم على العودة؟ .
النسبة إلى لبنان، فإنّ إطالة أمد الوجود الإسرائيلي على بعض المرتفعات تعني أنّ الاحتلال مستمر بمعزل عن مساحة انتشاره، ذلك أنّ السيادة هي كلٌ لا يتجزّأ، ولو كان هناك متر واحد تحت السيطرة الإسرائيلية فهو يعادل ال 10452 كلم 2.
وبقاء قوات الاحتلال في التلال الخمس سيترك، وفق العارفين، التداعيات الآتية: - إضعاف المنطق المنادي بوجوب الاحتكام حصراً إلى الخيار الديبلوماسي والشرعية الدولية لتحرير الأرض وحماية لبنان من المخاطر الإسرائيلية.
« شحوب » حجج الداعين إلى سحب سلاح «حزب الله » في هذا التوقيت، على قاعدة أنّ سلاح المقاومة يكتسب تلقائياً مشروعيّته من استمرار الاحتلال لأراضٍ لبنانية، ومن الشرائع والمواثيق الدولية والإنسانية التي تكرّس الحق في مواجهة الاحتلال.
- إفساح المجال أمام احتمال ظهور أشكال وأنماط متعدّدة للمقاومة قد تتجاوز «حزب الله » إلى جهات أخرى، في استعادة لتجارب تلت الاجتياج عام 1982 . وكان لافتاً في هذا السياق أنّ الفقرة الأخيرة من البيان الصادر عن اجتماع الرؤساء الثلاثة تضمّن تمسّك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كل أراضيها، والتأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي.
- إبقاء الواقع في المنطقة الحدودية غير مستقر، وترك فتيله قابلاً للاشتعال.
- تأخير تثبيت عودة النازحين إلى عدد من البلدات الجنوبية المتاخمة للمراكز التي لم ينسحب منها العدو، مع ما يُرتبه مثل هذا الأمر من تحدّيات وأعباء.
- تصدّع صدقية لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ورئاستها الأميركية التي كان ينبغي أن تمثل ضماناً للانسحاب الكامل إنطلاقاً من أنّ واشنطن هي الوحيدة التي تستطيع الضغط على الإسرائيليِّين لإلزامهم باحترام التزاماتها، فإذا بها تتناغم مع موقفهم المخالف للاتفاق.
- زرع لغم إسرائيلي في أرضية عهد الرئيس جوزاف عون وفي مسيرة حكومة الرئيس نواف سلام، ذلك أنّ أسوأ سيناريو بالنسبة إلى هاتَين الشخصيّتَين هو أن تنطلق تجربتهما في الحُكم في ظل وجود الاحتلال الذي من شأنه خربطة أولوياتهما واستنزاف الزخم الذي أتيا به إلى السلطة.
- مضاعفة المسؤوليات الملقاة على الجيش اللبناني الذي بات في المرحلة الجديدة المعني الأول بمواجهة تحدّي استمرار الاحتلال لجزء من الأرض والانتهاكات للسيادة اللبنانية، وإّ لّا فإنّ الخطاب الداعي إلى حصر السلاح فيه وحده سيفتقر إلى قوة الإقناع ما لم يكن مرفقاً بمقدار من القوة الميدانية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تايمز: العقبات الخمس أمام اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا
نشرت صحيفة تايمز البريطانية تقريرا قالت فيه إن نتائج اجتماع الرياض يوم غد الاثنين لمناقشة وقف إطلاق النار بأوكرانيا ستعتمد على استعداد الجانبين لتقديم تنازلات، لكن مواقفهما ستتضح أكثر خلال هذا الاجتماع.
وحدد الصحفي البريطاني مارك أوربان، في تقريره، 5 عقبات رئيسية قال إنها قد تُحدد نجاح المفاوضات أو فشلها:
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: لماذا يتسامح العالم مع فظائع إسرائيل في غزة؟list 2 of 2إعلام إسرائيلي: قريبون من حرب أهلية وسنصل إلى الهاوية بسبب نتنياهوend of list أولا- تفاصيل وقف إطلاق النارالهدف الرئيسي من المحادثات هو توضيح المواقع، مثل محطات الطاقة ومستودعات النفط، التي ستكون محظورة على الضربات بعيدة المدى.
كما ستتطرق المفاوضات لرغبة روسيا في حماية أسطولها في البحر الأسود وبنيتها التحتية للطاقة، وكذلك مطالبات أوكرانيا بحماية أوسع، بما في ذلك منع روسيا من استئناف العمليات الهجومية.
ثانيا- حلف الناتو والضمانات الأمنية
تُصرّ أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية من حلفائها الغربيين، بما في ذلك إمكانية إنشاء قواعد تدريب عسكري في أوكرانيا، بينما ترفض روسيا نشر قوات غربية. وسيتعين على كلا الجانبين التعامل مع قضايا أمنية حساسة لضمان دفاع أوكرانيا مع معالجة مخاوف روسيا.
ثالثا- التنازل عن الأراضيترفض أوكرانيا الاعتراف بسيطرة روسيا على 20% من أراضيها المحتلة حاليًا، قد تتضمن تسوية محتملة الاعتراف بخطوط المواجهة الحالية كحدود فعلية، مع عدم تحديد وضع الأراضي المحتلة بعد. ومع ذلك، يُنذر هذا بتكرار اتفاقيات سابقة فاشلة، ولا تزال أوكرانيا حذرة من طموحات روسيا الإقليمية طويلة الأمد.
إعلان رابعا- حجم جيش أوكرانيا والأسلحة الغربيةتُطالب روسيا بتقليص حجم الجيش الأوكراني ووقف شحنات الأسلحة الغربية، ومع ذلك، يعتمد أمن أوكرانيا المستقبلي على جيش قوي ومُحدّث، ويمكن اعتبار أي قيود مؤشرًا على تخطيط روسيا لغزوات مستقبلية، ومن المرجح أن ترفض أوكرانيا والقادة الأوروبيون هذه المطالب.
خامسا- نوايا روسيا طويلة الأمد
بينما تسعى روسيا إلى هدنة قصيرة الأمد للتعافي من الحرب، تشعر أوكرانيا وحلفاؤها بالقلق إزاء هدف روسيا طويل الأمد المتمثل في إعادة استيعاب أوكرانيا في دائرة نفوذها. والسؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الخسائر الاقتصادية والعسكرية التي تكبدتها روسيا ستجبرها على تخفيف موقفها بشأن استقلال أوكرانيا وأمنها.
وفي نهاية المطاف، تتوقف المفاوضات على ما إذا كانت روسيا مستعدة لقبول سيادة أوكرانيا وأمنها مع تقديم التنازلات، وخاصة فيما يتصل بالحجم العسكري والسلام الإقليمي، أو ما إذا كانت ستواصل طموحاتها التوسعية.