متى سنستخدم أسباب قوتنا لمواجهة العربدة الأمريكية؟
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
متى سنستخدم أسباب قوتنا لمواجهة #العربدة_الأمريكية؟
كتب م.علي أبو صعيليك
صحيح أن أمريكا تمارس عربدة غير مسبوقة على العديد من دول العالم في مختلف القارات وأولهم شركائها الأوربيين وحلفائها بشكل عام، ولكن ما يهمنا في الأساس هي عربدتها في منطقتنا العربية خصوصاً فيما يتعلق بقضيتنا المركزية وهي احتلال #فلسطين حيث جاء ترامب إلى #السلطة في #أمريكا بدعم صهيوني كامل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال #تهجير أهل الضفة الغربية وقطاع #غزة خارج فلسطين في مخطط وضيع منفصل عن الواقع، يتحدث عنه بشكل شبه يومي متكرر ويركز كثيراً على تهجير سكان قطاع غزة وكأنه يمتلك القرار في ذلك متناسياً أن قطاع غزة يسكنه أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف مواطن عاش أجدادهم في هذه البقعة الجغرافية منذ آلاف السنين، وأمريكا التي قامت أصلاً على فكرة تهجير سكانها الأصليين تريد تهجير الشعب الفلسطيني، أي سخافة وذلة وهراء نعيش؟!
المتتبع لعربدة الرئيس الأمريكي في شؤون الآخرين يجد أن هناك رفض شديد اللهجة من الآخرين لما ينطق به من تصريحات وما يتبعها من إجراءات، كندا والدنمارك وبنما والمكسيك والاتحاد الأوروبي والقضية الرئيسية وهي حرب أوكرانيا وروسيا، وفي جميع هذه التفاصيل كان هناك ردود فعل قوية من جميع الأطراف باستثناء أوكرانيا التي ارتضت على نفسها أن تتحكم أمريكا وأوروبا بقرار دخولها حرب غير متكافئة مع روسيا التي كان من الممكن أن تنهي مهمتها مبكراً لولا الدعم الأمريكي والأوروبي لها وعندما استغنت عنها أمريكا أصبحت أوكرانيا في مهب الريح، أمريكا لا تعترف بالصداقة الدائمة، المصالح تتغير ومعها الدول والدعم!
مقالات ذات صلةأما العربدة الأمريكية على القضية الفلسطينية فتأخذ شكلاً آخر، حيث يقرر ترامب بأنه سيقوم بتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة “بشكل طوعي” ويبرر ذلك بأن أمريكا تمتلك هذا الحق! بعد واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ البشري التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني ومرتزقتهم وبدعم عسكري معلن عنه من عدة دول غربية على رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وكذلك بعد صمود الشعب الفلسطيني الإسطوري لما يزيد عن سبع وسبعين عامًا من الاحتلال وتمسكه بأرضه بعد بحر جاري مستمر من الدماء الطاهرة التي روت أرض فلسطين يأتي هذا “الشيء” ويتحدث بشكل أرعن بما تحدث به وكأنه يمتلك الأرض كلها ويقرر ما يشاء وقتما يشاء بما يشاء، ولا تقوم الدول العربية ولا الإسلامية بلجمه وإعادته إلى حضيرته التي جاء منها، فما هو السر في ذلك، وهل نحن ضعفاء ومعدومين الإرادة لهذا الحد من الوهن، وهل خسرت المقاومة الفلسطينية لكي يصرح هذا “الشيء” بما صرح به؟!
ما يثير الاشمئزاز لغاية الآن هو عدم استخدام الأمتين العربية والإسلامية ما تمتلكه من أسباب القوة ومنها المال والقوة البشرية وكلاهما مغيب تمامًا بل وأكثر من ذلك، فقد أصبحت ثروات العديد من دول العالم العربي والإسلامي في خدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وهي الداعم الأول لوجود الكيان الصهيوني المحتل في خاصرتنا؟!؟ أما القوة البشرية العربية فحدث ولا حرج فيما وصل له الحال بانعدام تأثير الشارع العربي في قضاياه المصيرية؟!
الحقيقة أن الغرب عمومًا تفاجئ بقدرات المقاومة الإسلامية الفلسطينية، فكيف لهؤلاء العرب أن يصنعوا هذه القوة؟ متى صنعوها ومن اعطاهم الحق بصناعتها؟ هذه الأسئلة تحدث بها العديد من السياسيين الغربيين بما يكشف حقيقتهم “الفوقية” التي لا ترى العربي يمتلك الحق في امتلاك أسباب قوته، وجاء إدارة ترامب لتؤكد هذه “الفوقية” عندما يقول أنه لا مكان لحماس عسكريًا ولا سياسيًا في مستقبل غزة، فكيف سيحقق هدفه ويقصي المقاومة التي صمدت أكثر من خمسة عشر شهرًا؟ وهل سيكون للعرب دورًا في ذلك خصوصًا بعد تصريحات القيادي في حركة حماس “أسامة حمدان” مؤخرًا بأنهم ستعاملون مع أي قوة تأتي إلى غزة وكأنها قوة احتلال؟ هي تصريحات خطيرة جدًا وكأنها عنوان المرحلة القادمة.
وهل يعقل أن تستمر المقاومة الفلسطينية وحيدة في مواجهة هذا العالم الهمجي دون دعم؟ ولماذا الاستمرار في تجاهلها من النظام الرسمي العربي؟ على الرغم أن المقاومة في غزة ليست قوة عسكرية فحسب بل هي أغلبية المجتمع الذي ما زال يرفض الاحتلال ويقاوم وجوده وأثبتت من خلال العديد من التفاصيل أن شمسها لا يمكن أن تغيب عن المشهد في غزة، ونتساءل كيف للبعض أن يرى أن الحياة ستكون أفضل للعرب بسيطرة الصهاينة واختفاء المقاومة عن المشهد؟
صحيح أن المنطقة تمر بفترة عصيبة جدًا بسبب البَدْء في تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية بكل وضوح ولكن في عالم تحكمه النظريات المادية ولا يوجد فيه قيم حقيقية فإننا يجب أن نعود للمربع الأول بأن للكون إله واحد لا يرضى بالظلم وقدرته تفوق كل شيء.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: العربدة الأمريكية فلسطين السلطة أمريكا تهجير غزة العدید من
إقرأ أيضاً:
هذه هي أسباب عدم فتح حزب الله حرب إسناد جديدة لغزة
عندما قرّرت إسرائيل الردّ بقساوة وعنف غير مسبوقين على عملية "طوفان الأقصى" وأنزلت على قطاع غزة، بدءًا من شماله"، آلاف الأطنان من الحديد والبارود، سارع "حزب الله" في اليوم التالي، أي في 8 تشرين الأول، إلى فتح جبهة الجنوب اللبناني بدافع إسناد أهل القطاع ومقاومته. وترافق ذلك مع إطلالات متكررة للأمين العام السابق الشهيد حسن نصرالله ليؤكد في كل إطلالة له استمرار مساندة فلسطينيي غزة، وما تؤدي إليه جبهة الجنوب الاسنادية من تخفيف الضغط على الغزاويين، وما تتسبب به من أضرار مباشرة في أكثر من موقع ومستوطنة في شمال إسرائيل.هذا الامر أجبر سكان هذه المستوطنات إلى النزوح نحو الجنوب الإسرائيلي، إلى أن بدأت الحرب بمفهومها الشامل والمدّمر، التي بدأتها تل أبيب على لبنان بتفجير "البيجر" في 17 أيلول من العام الماضي، ولم تنتهِ، ولو مؤقتًا، إلاّ بعد التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لا تزال إسرائيل تخرقه بعدما رفضت الانسحاب من أكثر من خمسة مواقع حدودية تعتبرها مهمة واستراتيجية بحجّة حماية أمنها الشمالي.
أمّا وقد عاد القصف الإسرائيلي من جديد على قطاع غزة وبعنف أشدّ قساوة ودمارًا من المرّة السابقة فإن "حزب الله" لم يبادر إلى مساندة اهل غزة، الذين يتعرّضون لإبادة جماعية، كما فعل في المرّة السابقة، ولم يفتح الجبهة الجنوبية وسط تكهنات عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة لعدم زج لبنان في حرب قد أثبتت التجربة السابقة أنها لم تكن متكافئة أقّله من حيث التفوق الإسرائيلي تكنولوجيًا واستخباراتيًا. وهذا ما أدّى إلى نجاح ضرباتها، التي استهدفت كبار قادة "المقاومة الإسلامية"، وفي مقدمهم الشهيدان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
وفي التحليل فإن الرأي السائد لدى معظم المنظرين المنتمين إلى محور "الممانعة" يعيد أسباب عدم انغماس "حزب الله" في حرب إسناد جديدة إلى سبب واحد، وهو التزامه الطوعي باتفاق وقف النار على رغم الاستفزازات المتكررة، التي يقوم بها العدو عبر استهدافه مناطق لبنانية في جنوب الليطاني وفي شماله وصولًا إلى الهرمل. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن صبر القيادة الحزبية سيطول، وذلك إفساحًا في المجال أمام المساعي الديبلوماسية، التي تقوم بها الحكومة مع المجتمع الدولي ومع كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، من أجل الضغط على إسرائيل لإجبارها على تطبيق اتفاق الهدنة ووقف أعمالها الاستفزازية، التي ستؤدّي في نهاية الأمر إلى انهيار هذه الهدنة الهشّة، التي لم تلتزم بها تل أبيب منذ اليوم الأول لإبرامها.
أمّا المحّللون والمنظّرون في الجهة المقابلة لمحور "الممانعة" فيعيدون أسباب عدم انجرار "حزب الله" هذه المرّة إلى حرب مساندة جديدة إلى سبب واحد وحيد لا ثانٍ له، وهو أن "الحزب" غير قادر على خوض غمار الحرب بعدما تكبّد خسائر فادحة في ترسانته العسكرية في الدرجة الأولى، وبعد فقده أمينه العام السابق، الذي كان يشكّل له ضمانة معنوية كبيرة لم تعد حاضرة مع القيادة السياسية الحالية الممثلة بالشيخ نعيم قاسم، الذي يفتقد إلى المواصفات الكاريزمية التي كان يتمتع بها الشهيد نصرالله.
ويُضاف إلى هاتين الخسارتين خسائر أخرى. وقد يكون انهيار نظام حزب "البعث" في سوريا من بين أهم الأسباب، التي تجعل "حزب الله" يفكر ألف مرّة قبل أن يتورط في حرب جديدة مع إسرائيل، بعدما فقد أهم شريان امدادي حيوي كان يصل طهران بالضاحية الجنوبية عبر الأراضي السورية، فضلًا عمّا لقيه من خيبة أمل من عدم قيام النظام الإيراني بمساندة "المقاومة الإسلامية" في حربها غير المتكافئة مع عدو وصلت اعتداءاته إلى قلب إيران، مع تصاعد لهجة تهديداته بضرب تجهيزاتها النووية في حال لم تنجح المحاولات المزدوجة الأميركية والروسية هذه المرّة لجرّ طهران إلى طاولة مفاوضات غير مشروطة بدأت تأخذ منحىً تصعيديًا بعد تلقيّ القيادة الإيرانية رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصفتها المرجعيات السياسية والروحية في طهران بأنها غير مقبولة، والتي قال عنها وزير الخارجية عباس عراقجي بأنها تحمل تهديدات، وأن الردّ عليها سيكون في الوقت المناسب.
وبالتوازي فإن الوضع في اليمن في ضوء ما تتعرض له اليمن من عمليات عسكرية أميركية، وما يقوم به الحوثيون من ردّ مباشر يستهدف العمق الإسرائيلي كما البوارج الأميركية في البحر الأحمر ينذر بعواقب وخيمة، لا سيما أن لمضيق هرمز وباب المندب أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة إلى التجارة العالمية، خصوصًا أن ثمة قرارًا أميركيًا قد اتخذ لتحرير هذين المضيقين من القبضة الإيرانية.
المصدر: لبنان24 مواضيع ذات صلة "حماس" تعلن "إسناد حزب الله"! Lebanon 24 "حماس" تعلن "إسناد حزب الله"!