نهاية المهدية الثالثة بغرق حزب الأمة في البرمة
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
أسس الإمام محمد أحمد بن عبد الله الحركة المهدية في القرن التاسع عشر. وكانت المهدية الأولي ذات نزعة ثورية معادية للمستعمر. وكانت تركة الإمام المهدي هي طرد المستعمر ومات سريعا بعد تحرير الخرطوم. لذلك أن ما يسمي بالدولة المهدية كنظام حكم لا علاقة له بالمهدي ولذلك الصحيح هوالحديث عن ثورة مهدية أعقبتها دولة تعايشية وليس دولة مهدية كما تقول الكتب.
وبعد إنقطاع أعقب عودة الإحتلال الإنجليزي أسس الإمام عبد الرحمن المهدية الثانية التي ركزت علي إستقلال السودان بعد أن أعاد الإمام المهدية للحياة وهي رميم. وفتح الإمام عبد الرحمن الحركة المهدية حتي استوعبت شرائح واسعة من المتعلمين من خارج دائرة الولاء لطائفة الأنصار. وهكذا وسع الإمام عبد الرحمن المظلة لتشمل الأنصار وغير الأنصار في خيمة حزب الأمة الواسعة.
بعد وفاة الإمام عبد الرحمن تولي القيادة الإمام الصديق ولكنه توفي سريعا ولم يسعفه الزمان ليترك بصمة واضحة مثل بصمتي الجد والاب.
ثم أتي دور الإمام الصادق، مؤسس المهدية الثالثة التي سعت لإلحاق الحركة بركب الحداثة والتنوير الذي يوازن بين العصرنة وإحترام التراث. كما أبطل الإمام الصادق النزعة الجهادية الخطرة في الحمض النووي للحركة المهدية وقربها لمفاهيم السلمية والمدنية علي المستوي النظري.
ومع بعض التناقضات علي المستوي العملي هنا وهناك، كما هو الحال في السياسة، إلا أن الإمام الصادق من ألذين أرسوا قواعد السلمية وهو الرجل الذي كان لو غضب غضب له مئات الآلاف من الجهادية المستعدين بحرابهم للقتال ولا يهمهم لماذا غضب الإمام.
وبعد وفاة الإمام الصادق دخل حزب الأمة في حيص بيص واصابه إضطراب الهوية. وتولي قيادته جنرال هو الاب الروحي لفكرة الجنجوة بتسليح قبائل دارفور العربية لمحاربة الحركة الشعبية في ثمانينات القرن الماضي حين كان وزيرا للدفاع. وهو نفس الجنرال الذي صرح بإعجابه بهتلR كقائد عسكري وسياسي فذ .
دخول الجنرال في حكومة الجنجويد الموازية نهاية طبيعية وهو الاب الروحي الذي ولد مفهوم الجنجوة من جعبته وهو المفتون بهتلR:
سقوط الجنرال في برمة حكومة الجنجويد يؤذن بنهاية حقبة المهدية الثالثة التي لا يعلم أحد ما سيعقبها. ولكن تبدو سماء الأمة ملبدة في غياب الوحدة والقيادة القوية وتفاقم التحديات بعد أن تغيرت الخارطة السياسية في أرجاء نفوذ الحزب في دارفور وكردفان بسبب الحروب وعلو الولاء القبلي والميليشي علي حساب الولاء لطائفة الأنصار.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الإمام عبد الرحمن الإمام الصادق
إقرأ أيضاً:
ملك البحرين يستقبل شيخ الأزهر ويؤكد دور فضيلته في خدمة قضايا الأمة
استقبل جلال الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، اليوم الأربعاء في قصر الصخير الملكي، فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، بمناسبة زيارة فضيلته للبلاد، للمشاركة في مؤتمر "الحوار الإسلامي ـ الإسلامي" تحت شعار" أمة واحدة ومصير مشترك".
وفي بداية اللقاء، رحب ملك البحرين بفضيلة الإمام الأكبر، ومشاركته في هذا المؤتمر الإسلامي المبارك، متمنيًا لفضيلته التوفيق والسداد من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، بما يخدم قضايا الأمة، ويعزز قيم التضامن والتلاحم والتكاتف في مواجهة التحديات الراهنة.
وأشاد جلالته بالجهود والمساعي الخيرة لشيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش والحوار، وتحقيق التعاون بين الشعوب من مختلف الديانات والثقافات، وبالمكانة الرفيعة التي تبوأها الأزهر الشريف في نشر سماحة الإسلام، وقيمه العظيمة في الاعتدال والتسامح والمحبة.
من جانبه، أعرب فضيلة الإمام الأكبر عن تقديره لاستضافة مملكة البحرين لمؤتمر "الحوار الإسلامي ـ الإسلامي"، ولجهود ملك البحرين في خدمة قضايا الأمة، وتعزيز قيم السلام، والتعايش، والمحبة، والتعاون بين الشعوب، والثقافات المختلفة.