بنطلحة الدكالي: لأسباب ردعية المغرب يستعد لشراء دبابات “ميركافا” الإسرائيلية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
الدكتور محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والابحاث حول الصحراء
بعد أن تسلم المغرب أولى شحنات نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي “باراك أم إكس” بقيمة مالية تتجاوز 500 مليون دولار أميركي، يستعد لشراء 200 دبابة “ميركافا” من تل أبيب في صفقة نوعية جديدة تدخل في إطار التعاون العسكري الوثيق بين البلدين.
من جهته قال موقع “ديفانس ويب” المتخصص في أخبار التسلح والدفاع في العالم إن الجيش المغربي مقبل على تعزيز قدراته العسكرية بدبابات “ميركافا”، بعد إبرام صفقات مع إسرائيل لحيازة طائرات مسيرة وأجهزة الرادار وراجمات صواريخ وأنظمة دفاعية أخرى.
وتطرق بدوره منتدى “فار ماروك”، المتخصص في أخبار الجيش المغربي، إلى موضوع صفقة “دبابات ميركافا” الإسرائيلية، مبرزاً أن “سلاح المدرعات للقوات المسلحة المغربية يعيش فترة طفرة نوعية في قدراته القتالية والرفع من كفاءاته البشرية، عبر تكوينات مختلفة محلية وبالخارج للضباط والجنود”.
ووفق المصدر ذاته فإن تطوير سلاح المدرعات المغربي يرتكز على اقتناء عتاد قتالي جديد وتأسيس وحدات جديدة، وتطوير وسائل التدريب لأفراده، بخاصة عبر تعميم أجهزة المحاكاة والتكثيف من التمارين الميدانية بمختلف القطاعات العسكرية العملياتية.
و في هذا الشان أوضح محمد بنطلحة الدكالي إن القوات المسلحة المغربية تسعى إلى تطوير عتادها وتحسين كفاءاتها البشرية، بل والدخول في مرحلة التصنيع العسكري، سواء في ما يتعلق بتطوير قدراتها الدفاعية والهجومية، أو من حيث تبادل الخبرات مع الحلفاء الدوليين من أجل مواكبة التطور المتسارع للمنظومة العسكرية والأمنية على المستوى العالمي. واضاف بنطلحة الدكالي بأنه من أجل تعزيز ترسانته العسكرية بأحدث الأسلحة أبرم المغرب صفقات عدة مع دول ذات باع في هذا المجال من بينها إسرائيل، إذ أنشئت في هذا الصدد لجنة لمتابعة هذا التعاون الثنائي، لا سيما في المجالات اللوجيستية والتدريبات، وكذلك اقتناء وتحديث التجهيزات والعمل على خلق صناعة عسكرية، والتزود بمجموعة من الوسائل التكنولوجية الحربية.
كما أن المغرب يتابع بنطلحة الدكالي يقترب من شراء دبابات “ميركافا” الإسرائيلية، وهي المرة الأولى ستبيعها تل أبيب لبلد خارجي، كما أنها تنتمي إلى الجيلين الثاني والثالث، وتتميز بتدريع جيد ومدفع من عيار 120 مليمتراً يلائم حاجات سلاح القوات المسلحة المغربية. و”قد يصل عدد هذه الدبابات التي سيحصل عليها المغرب إلى 200 دبابة، وزن الواحدة منها 65 طناً، وتحتوي على محرك في مقدمة الهيكل لزيادة الحماية إلى أقصى حد، ومجهزة بنظام الحماية النشط لاعتراض المقذوفات المضادة للدبابات، ويتم تسليحها بمدفع قوي (هاون 60 مليمتراً)، يتم تشغليه عن بعد للاشتباك مع المشاة أو إطلاق قذائف الدخان”.
وذكر محمد بن طلحة الدكالي أيضاً إلى أن “الجيش المغربي يعد أحد الجيوش الأكثر احترافية وتنظيماً في العالم ويتوفر على أحدث الأسلحة، ويسعى إلى تحقيق توازن عسكري في المنطقة باعتباره قوة إقليمية صاعدة”، منبهاً إلى أن “هذا التفوق العسكري يعزى إلى أسباب دفاعية وردعية بحتة.
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
المغرب لم يعثر بعد على مدخل لنفق الحشيش على التراب المغربي في الحدود مع سبتة
دخلت مرحلة البحث في نفق المخدرات على الحدود مع سبتة، منعطفًا غريبًا، فهذا الممر السري على عمق 15 مترا تحت الأرض، لم يجر حتى الآن اكتشاف مدخله على الجانب المغربي.
السؤال الأهم الآن هو: إلى أين ينتهي هذا النفق؟ يرى الإسبان أن الجواب يعتمد على تدخل السلطات المغربية. فعند النظر إلى المنطقة المحيطة بالمستودع حيث عُثر على النفق، من الجهة الخلفية للحدود، يمكن ملاحظة وجود مساكن صغيرة وقاعدة عسكرية مغربية مخصصة لمراقبة السياج الحدودي.
من الضروري الآن تحديد النقاط التي يربطها هذا النفق بهدف تسهيل تهريب المخدرات من المغرب إلى سبتة، وهو أمر سيتم بالتنسيق بين سلطات البلدين.
يتوقف مصير عملية البحث التي دشنتها السلطات المغربية في محيط معبر باب سبتة، على المعلومات التي يقدمها الإسبان بخصوص مسار النفق. إلا أن السلطات المغربية لا تنظر باطمئنان إلى المعلومات التي تقدم إليها. فحتى الآن، لم يجر العثور على أي شيء بخصوص المواقع المحتملة لمدخل النفق على الجانب المغربي وفق الإرشادات التي بدت للمسؤولين المشرفين على البحث، غير موثوقة. شدد مسؤول مغربي على أن المعلومات التي سُلمت من لدن الإسبان لم تساعد في الوصول إلى نتائج.
خاوية الوفاض، عادت فرق البحث المغربية التي عملت على تمشيط المساحات القريبة من الحدود، بعدما « تعذر العثور على مدخل ». مع ذلك، فإن « البحث متواصل »، كما يذكر مصدرنا. يشير الإسبان إلى المواقع المحتملة لمدخل النفق على الجانب المغربي، فقد يكون منزلا أو بناء، لكن تنفيذ عملية تفتيش واسعة في تلك المنطقة يتطلب الكثير من التوجيهات والقواعد، وأيضا معلومات موثوقة.
عمل هندسي محكم
لم يكن هذا النفق مجرد عمل للهواة، وبالتأكيد لم يكن مجرد مشروع غير متقن. فقد كشفت الحرس المدني الإسباني في سبتة، خلال المرحلة الثالثة من العملية الأمنية لمكافحة المخدرات بقيادة وحدة الشؤون الداخلية، عن نفق تم بناؤه بدقة متناهية بهدف تهريب المخدرات. ويؤكد تقرير نشرته صحيفة El Faro أن هذا النفق هو من تنفيذ متخصصين، دون ترك أي مجال للأخطاء.
يشتبه المحققون في أن النفق كان يعمل بكامل طاقته. فهو ليس بناءً قديماً ولا إعادة استخدام لمنشأة سابقة، بل تم إنشاؤه خصيصًا لنقل الحشيش من المغرب إلى سبتة عبر هذا الممر السري، ليتم بعد ذلك شحن المخدرات في شاحنات ومقطورات ونقلها إلى إسبانيا.
كانت تلك المركبات تمر عبر الحدود بتواطؤ من عناصر في الحرس المدني الإسباني، الذين كانوا يتغاضون عن عمليات التفتيش. وأسفرت العملية عن اعتقال 14 شخصًا، من بينهم السياسي وموظف السجون محمد علي دواس.
حتى اللحظة، تم اكتشاف مدخل واحد للنفق، وهو ما يمكن رؤيته من الجانب الإسباني. لكن الجوانب الأخرى من التحقيق تحتاج إلى تدخل السلطات المغربية، حيث تقع مسؤولية الكشف عن منافذ النفق على عاتق الأجهزة الأمنية المغربية، نظرًا لأن الحرس المدني الإسباني لا يملك صلاحية العمل داخل الأراضي المغربية.
إحدى أهم نقاط التحقيق تتعلق بمعرفة ما إذا كان للنفق مخرج واحد أو عدة تفرعات، وأين تقع تلك المخارج بالضبط. وهنا تأتي أهمية التعاون المغربي، والذي سيتم وفقًا للتوجيهات والطلبات التي سيرسلها القاضي المسؤول عن القضية من المحكمة الوطنية الإسبانية، وتحديدًا من الدائرة المركزية رقم 3 المشرفة على التحقيق.
المستودع الذي يحتوي على مدخل النفق يخضع لحراسة مشددة من قبل الحرس المدني الإسباني، حيث يُمنع أي شخص، وخاصة الصحفيين، من الاقتراب من موقعه أو محاولة الدخول إليه.
كلمات دلالية المغرب تهريب حدود سبتة مخدرات نفق