قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن "إدارة دونالد ترامب قد عيّنت خبيرا في مكافحة الاحتيال، بشكل مؤقت، مسؤولا عن إدارة الضمان الاجتماعي التي تشكّل وجهة للإنفاق الحكومي لم يكن المساس بها ممكنا"، وذلك عقب استقالة مديرتها بسبب خلافها مع فريق إيلون ماسك المكلّف بخفض التكاليف.

وأوضحت عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرّقة أنّ "استقالة القائمة بأعمال مفوض الضمان الاجتماعي، ميشيل كنغ، هي الأحدث لمسؤول كبير في مواجهة إدارة الكفاءة الحكومية التابعة لماسك، وإن لم تتضح حيثياتها".



وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن "ميشيل كنغ استقالت لأن موظفي ماسك حاولوا الوصول إلى بيانات حساسة في إدارة الضمان الاجتماعي"، مشيرة إلى أنها "عُينت في المنصب بالإنابة، إلى حين تثبيت فرانك بيسينيانو مرشح الرئيس ترامب".

وجوابا عن سؤال يرتبط باستقالة كنغ، قال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، هاريسون فيلدز، لوكالة "فرانس برس": "في غضون ذلك، سيدير الضمان الاجتماعي خبير محترف في مكافحة الاحتيال". 


أما بخصوص الخبير في مكافحة الاحتيال، الذي تمّ تعييه بدلا عن كنغ، بيّنت  صحيفة "واشنطن بوست" ووسائل إعلام أخرى، أنّه "ليلاند دوديك، الذي ترأس سابقا مكتب مكافحة الاحتيال في الضمان الاجتماعي".

إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إنّ: "ترامب طلب من ماسك الكشف عن حالات الاحتيال"، مردفة في حديثها إلى شبكة "فوكس نيوز" بأنهم: "يشكّون في وجود عشرات الملايين من المتوفين الذين يتلقون مدفوعات الضمان الاجتماعي من طريق الاحتيال". فيما حذّر عدد من الخبراء من أنّ "بيانات الضمان الاجتماعي حساسة جدا، وعبروا عن مخاوف من قيام ماسك بتوجيه ضربة قوية للإدارة".

من جهتها، أبرزت رئيسة مجموعة المناصرة ذات الميول اليسارية Social Security Works، نانسي ألتمان، أن: "إدارة الضمان الاجتماعي لديها سجلات طبية شاملة للمواطنين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات الإعاقة".

وتابعت ألتمان: "لديها معلوماتنا المصرفية ومداخيلنا وأسماء وأعمار أطفالنا، وأكثر من ذلك... مهما قلنا لن نبالغ في التحذير من خطورة ما يحدث".

تجدر الإشارة إلى أن الإدارة التي يتولاها ماسك، تتعرٍّض إلى جُملة من الانتقادات الواسعة، لكونها تدخل إلى كل المؤسسات الحكومية، وتقوم بخفض عدد الموظفين والبرامج التي تجادل بأنها احتيالية ولا تتوافق مع أجندة الرئيس.


وفي خضمّ ذلك، أبرزت عدد من التقارير الإعلامية أنّ "الحملة قد واجهت مقاومة". حيث استقال كبير موظفي الخدمة المدنية في وزارة الخزانة، ديفيد ليبريك في كانون الثاني/ يناير بعد رفضه إتاحة وصول موظفي إدارة الكفاءة إلى نظام المدفوعات الحكومي الكبير.

وفي السياق نفسه، أكدت "واشنطن بوست"، الثلاثاء، أنّ "المدعي العام الفدرالي قد استقال بعد رفضه الامتثال لتحرك البيت الأبيض لإلغاء 20 مليار دولار من المنح التي خصصتها الإدارة الديموقراطية السابقة لمشاريع المناخ والطاقة المتجددة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية البيت الأبيض ترامب ماسك واشنطن الولايات المتحدة واشنطن البيت الأبيض ترامب ماسك المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضمان الاجتماعی مکافحة الاحتیال البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

اللقاء الأمريكي – الحمساوي: تسوية منتظرة أم فخ سياسي منسّق؟

#اللقاء_الأمريكي – #الحمساوي: #تسوية_منتظرة أم #فخ_سياسي منسّق؟
د. #هشام_عوكل – أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية


في ظل تصاعد الحرب على قطاع غزة، جاء اللقاء الذي جمع ممثلين عن حركة “حماس” مع مسؤولين أمريكيين كمفاجأة سياسية غير متوقعة، خاصة أنه تزامن مع حراك إقليمي ودولي لإيجاد مخرج للأزمة الإنسانية والأمنية المتفاقمة. اللقاء، رغم غموض تفاصيله، اعتبره كثيرون بمثابة فرصة لإعادة خلط الأوراق، وفتح نافذة تفاوضية قد تؤدي إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، أو على الأقل، هدنة تسمح بإدخال المساعدات وإعادة ترتيب الأولويات السياسية في القطاع.
فرصة سياسية لحماس أم نافذة تكتيكية؟
تعاملت حركة حماس مع هذا اللقاء كفرصة لكسر العزلة السياسية، وتثبيت حضورها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات قادمة تخص غزة. رأت في هذا الانفتاح الأمريكي – ولو غير مباشر – احتمالاً لتغيير في المزاج الدولي، أو على الأقل، إقرارًا بواقع ميداني لا يمكن تجاهله. كما دعم هذا الشعور حديث بعض الأطراف العربية عن خطط لإعادة الإعمار وفتح المعابر، مما أعطى انطباعًا أوليًا بأن هناك توافقات إقليمية تُبنى بصمت.
رد إسرائيلي حاسم: قصف ومعابر مغلقة
إسرائيل سارعت لاستباق نتائج اللقاء بخطوات ميدانية مباشرة: قصف مكثف، إغلاق شامل للمعابر، ووقف فوري لدخول المساعدات الإنسانية. هذا الرد أُدرج ضمن سياسة إسرائيلية تقليدية تعتمد على تعطيل أي مسار تفاوضي خارج سيطرتها، وتوظيف الحصار كأداة ضغط ثابتة ضمن معادلة العقاب الجماعي التي تُمارسها منذ سنوات على سكان القطاع.
المبعوث الأمريكي ويدكوف: عرض مرفوض وخط أحمر معلن
ستيفن ويدكوف، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، قدّم عبر وسطاء مقترحًا لحماس خلال القمة العربية تضمن إشراكها في إدارة مؤقتة للقطاع ضمن ترتيبات عربية. إلا أن الحركة رفضت هذا العرض في اليوم التالي، معتبرةً إياه مساسًا بشرعيتها. ليرد ويدكوف بعدها بتصريح واضح: “عودة حماس إلى حكم غزة خط أحمر”. رغم الهدوء الذي ميّز خطابه، فإن الموقف الأمريكي يعكس توجهًا ثابتًا لإعادة تشكيل إدارة غزة من دون حماس، تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وبرعاية عربية ودولية، وربط ملف الإعمار بهذه المعادلة الجديدة.
نتنياهو والمكاسب السياسية من التصعيد
في خلفية المشهد، يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كأكثر المستفيدين من استمرار التوتر. فبين أزمات داخلية، وانقسامات سياسية، وضغوط من عائلات المحتجزين، يشكل التصعيد المستمر أداة لتأجيل الاستحقاقات، وإعادة تصدير نفسه كقائد أمني يواجه “التهديدات الوجودية”. ليس مستبعدًا أن يواصل هذا النهج حتى موعد الانتخابات المقبلة أو لإفشال أي مبادرات دولية لا تحقق له مكاسب سياسية واضحة.
خاتمة: بين انسداد الأفق وتآكل الخيارات
“تحدث بلطف، واحمل عصاً غليظة”
“Speak softly and carry a big stick.”
وبما أن هذا المفهوم ينطبق بشكل مباشر على السياسة الأمريكية في عهد ترامب – التي جمعت بين دبلوماسية مباشرة ولكن مشروطة بالتهديد بالعقوبات أو القوة يُضيف بعدًا استراتيجيًا واضحًا
اللقاء الذي بدأ كفرصة لتخفيف التصعيد وفتح أفق تفاوضي، انتهى إلى مزيد من الغموض والتعقيد. حتى الجانب الأمريكي، الذي سعى من خلال هذا الحوار إلى تحقيق اختراق إنساني محدود عبر الإفراج عن رهائنه من أصحاب الجنسيات المزدوجة، لم يفلح في ذلك. وبقي ملف تبادل الأسرى والرهائن معلّقًا على هامش التفاوض، بلا تقدم يُذكر. كما أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق – التي تتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار وتوسيع نطاق المساعدات – لا يزال في عالم الغيب، رهينة الحسابات السياسية والأمنية المتضاربة.
وفي خضم هذا الانسداد، يبرز السؤال الكبير: هل تموت فلسطين وتبقى حماس؟ وهل تدرك الحركة أن الرأي العام الدولي – وعلى رأسه الولايات المتحدة والدول الغربية – لا يمكن أن يدعم أي خطة لإعادة الإعمار أو إدارة سياسية للقطاع في ظل وجودها؟ لماذا تصر حماس على البقاء في المشهد السياسي، ولو على حساب أرواح الآلاف من الشهداء الذين سقطوا في غزة؟ هل وصلت الحركة إلى مرحلة ترى فيها أن الغياب عن السلطة يُساوي الفناء؟
لماذا هذه المقامرة المفتوحة من حماس؟ ولماذا لا تُراجع حساباتها في ظل الإجماع الدولي، وحتى العربي، على ضرورة إدارة جديدة للقطاع؟ إلى متى ستبقى الحركة تتمسك بخيارات تُكلّف الشعب الفلسطيني المزيد من الدماء والدمار؟ على ماذا تراهن حماس اليوم؟ هل تملك فعلاً أوراقاً قادرة على تغيير المعادلة، أم أن رهاناتها قد استُهلكت بالكامل في واقع سياسي بات يرفضها من كل الجهات: صديقًا، وقريبًا، وعدوًا؟
ربما حان الوقت لتساؤل أكثر عمقًا داخل الحركة ذاتها: هل أصبحت حماس جزءًا من المشكلة بدلًا من أن تكون جزءًا من الحل؟ وإذا كان المستقبل لا يقبل بها كفاعل سياسي، فهل ستقبل بدور وطني مختلف، أم ستواصل سياسة “إما نحن أو لا أحد”؟
أسئلة مفتوحة، لكن الزمن وحده لم يعد كافيًا للإجابة. الزمن في غزة بات يُقاس بالدم

مقالات مشابهة

  • استقالة مرتقبة في قلب البيت الأبيض بعد إدراج صحفي بالخطأ في مجموعة تناقش خطة الحرب على الحوثيين
  • عاجل | بوليتيكو عن مسؤول أميركي: مساعدان رفيعا المستوى في البيت الأبيض طرحا فكرة استقالة والتز لمنع إحراج ترامب
  • الحزب القومي الاجتماعي يدين العدوان الأمريكي السافر على الأحياء السكنية
  • الحزب القومي الاجتماعي يدين استمرار العدوان الأمريكي على اليمن
  • ماسك: أعضاء إدارة الكفاءة الحكومية يتلقون يومياً تهديدات بالقتل
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • كواليس الاحتيال والخسائر المليونية في منصات العملات المشفرة الوهمية
  • اللقاء الأمريكي – الحمساوي: تسوية منتظرة أم فخ سياسي منسّق؟
  • “إدارة ماسك” تخفض إنفاق “ناسا” بمقدار 420 مليون دولار خلال أسبوع
  • خلال أسبوع.. إدارة ماسك تجبر ناسا على تخفيض إنفاقها بـ420 مليون دولار