نشرت صحيفة "إل باييس" الاسبانية، تقريراً، حول بدء الولايات المتحدة وروسيا لمحادثات دبلوماسية بشأن مستقبل النزاع في أوكرانيا، في خطوة تستبعد كييف والاتحاد الأوروبي من مسار التفاوض.

وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أنّ: "وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، عقدا اجتماعاً، اليوم الثلاثاء، في السعودية، تمهيداً لقمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والتي قال ترامب إنه يتوقع انعقادها: قريباً جداً".



وقالت الصحيفة إنّ: "ترامب كان قد وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا "من اليوم الأول" لولايته الثانية، وهو تعهد لم يتحقق، لكنه بدأ تحركات دبلوماسية تعكس رغبته في إعادة رسم مسار الصراع". 

وأضافت: "تأتي هذه المحادثات عقب مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع بوتين الأسبوع الماضي، ما يشير إلى انفتاح واشنطن على تسوية محتملة دون إشراك أوكرانيا أو حلفائها الأوروبيين".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "الوفد الأمريكي في السعودية يضم شخصيات بارزة، من بينها المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، مايك والتز. في المقابل، يترأس الوفد الروسي وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ويضم الدبلوماسي المخضرم، يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين وأحد أبرز مهندسي السياسة الخارجية الروسية".

"أثار غياب ممثلي كييف وبروكسل عن هذه المحادثات قلقاً متزايداً في الأوساط الأوروبية والأوكرانية، خاصة بعد أن لعبت الولايات المتحدة دور الداعم الرئيسي لكييف خلال سنوات الحرب" بحسب الصحيفة نفسها.

وأردفت: "تخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يمنح ترامب تنازلات لموسكو قد تكون على حساب مصالحهم الإستراتيجية، في وقت تقترب فيه الذكرى الثالثة للغزو الروسي".


ماكرون يدعو لاجتماع طارئ وزيلينسكي يرفض أي اتفاق دون أوكرانيا
أفادت الصحيفة بأن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دعا الإثنين إلى اجتماع أوروبي طارئ في باريس بهدف تنسيق الموقف المشترك حول مفاوضات السلام في أوكرانيا وتعزيز السياسات الدفاعية، وسط تصاعد المخاوف من استبعاد كييف.

من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارته لأبوظبي، رفض بلاده لأي تسوية دون مشاركتها المباشرة، مضيفاً: "لن نقبل أو نعترف بأي اتفاق يتم إبرامه دون أوكرانيا".

أول لقاء دبلوماسي بين واشنطن وموسكو منذ أشهر
ذكرت الصحيفة أن هذا الموقف يأتي قبل اجتماع دبلوماسي مرتقب، اليوم الثلاثاء، في الرياض، حيث تلتقي الوفود الأمريكية والروسية، لأول مرة، بعد فترة من الجمود في العلاقات. ويسعى الطرفان لاستكشاف إمكانية إنهاء النزاع، في وقت يُستبعد فيه ممثلو أوكرانيا والاتحاد الأوروبي من المحادثات.

وبيّنت الصحيفة أنه: "في محاولة لاحتواء التوقعات، صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن: عملية السلام لن تُحسم في اجتماع واحد"، مؤكداً في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" أن "الحرب في أوكرانيا معقّدة وطويلة ودموية ومكلفة"، وأنه: لا يمكن إنهاؤها بسهولة". 

وأضاف: "هناك أطراف أخرى معنية، مثل الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات، وأوكرانيا التي تقاتل على أرضها. لذلك، لن يكون هذا الاجتماع حلاً نهائياً، لكنه خطوة نحو الأمام. الرئيس ترامب أوضح رغبته في إنهاء الحرب، وسنستغل أي فرصة لدفع هذا المسار إلى الأمام".

موسكو ترى المفاوضات جزءًا من إعادة ترتيب النظام العالمي
بحسب الصحيفة فقد أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن الهدف من اجتماع الرياض هو "تقييم جدية الجانب الروسي بشأن إنهاء النزاع ومعرفة ما إذا كان بالإمكان بدء مفاوضات أكثر تفصيلاً"، مضيفة أن "الجميع يريد معرفة ما إذا كان هناك مجال لتحقيق تقدم حقيقي".

أما موسكو، فقد أوضحت أن الحوار مع واشنطن يتجاوز الملف الأوكراني ليشمل ترتيبات أوسع للعلاقات الدولية. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن "اللقاء سيركز أولاً على إعادة بناء العلاقات الروسية-الأمريكية، كما سيتناول التحضير لمفاوضات حول أوكرانيا وتمهيد الطريق لاجتماع محتمل بين بوتين وترامب"، مشيراً إلى أن القمة المرتقبة بين الزعيمين قد تُعقد أيضاً في السعودية قريباً.


أوروبا خارج المفاوضات وروسيا تتمسك بمكاسبها الإقليمية
لفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، رفض بشكل قاطع مشاركة الاتحاد الأوروبي في أي مفاوضات بشأن مستقبل أوكرانيا، معتبراً أن دوره غير ضروري. 

وقال لافروف، عقب لقائه نظيره الصربي، ماركو دوريتش، في بلغراد، الاثنين: "لا أرى سببًا لوجودهم على طاولة المفاوضات. إذا كانوا يهدفون إلى الترويج لفكرة تجميد الصراع بينما يخططون سراً لمواصلة الحرب، فما الجدوى من إشراكهم؟".

إلى ذلك، جاءت تصريحات لافروف رداً على الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستوب، الذي شدد خلال مؤتمر ميونيخ للأمن على أن "المرحلة الأولى من التفاوض هي ما قبل التفاوض، وتتطلب تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية وزيادة الضغوط على روسيا عبر العقوبات".

وبينت الصحيفة أنه في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن مشاركة أوكرانيا والدول الأوروبية في المفاوضات أمر لا مفر منه للوصول إلى تسوية فعلية. 

وقال روبيو، الأحد الماضي: "إذا دخلنا مرحلة التفاوض الجاد، فإن أوكرانيا يجب أن تكون طرفاً رئيسياً، لأنها الدولة التي تعرضت للغزو. كما أن الأوروبيين يجب أن يكون لهم دور، لأنهم فرضوا عقوبات على روسيا وكانوا جزءاً من هذا النزاع. لكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد".

موسكو تتذرع بفشل اتفاقيات مينسك وتهاجم الموقف الأوروبي
لطالما بررت موسكو غزوها لأوكرانيا بفشل اتفاقيات مينسك، الموقعة عام 2015، والتي كانت تهدف إلى إنهاء الحرب بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا في إقليم دونباس. وتتهم روسيا ألمانيا وفرنسا، الضامنتين للاتفاق، بعدم الضغط على الحكومة الأوكرانية لتنفيذ التزاماتها، خصوصاً فيما يتعلق بمنح الحكم الذاتي لمقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.

غير الكرملين يتجاهل أن الاتفاق نصّ أيضاً على إعادة السيطرة على الحدود إلى كييف وانسحاب القوات والمعدات العسكرية الروسية من المنطقة، وهي بنود لم تلتزم بها موسكو.


لافروف يرفض التنازلات الإقليمية رغم إشارات ترامب
ذكرت الصحيفة أنه: "فيما ترفض موسكو أي هدنة قد تسمح لكييف بإعادة تسليح نفسها، رحب لافروف بتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي ألمح فيها إلى احتمال قبول أوكرانيا بالتخلي عن جزء من أراضيها في إطار تسوية مستقبلية".

وقال لافروف: "بدأنا نسمع في واشنطن حديثاً عن التنازلات الإقليمية في الملف الأوكراني"، لكنه أكد أن "أي انسحاب روسي من الأراضي التي ضمتها موسكو غير مطروح على الإطلاق".

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه: "على الرغم من الاستعدادات لعقد محادثات في الرياض، فقد أشار يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين وعضو الوفد الروسي، إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي تسوية محتملة. 

واستطردت بالنقل عن وكالة "ريا نوفوستي" قوله: "نتعامل مع اجتماع الرياض بجدية، لكن الولايات المتحدة لم تعين حتى الآن مفاوضاً رسمياً للتعامل مع الملف الأوكراني"، في إشارة إلى أن موسكو لا تزال بانتظار خطوات أكثر وضوحاً من واشنطن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية كييف واشنطن موسكو واشنطن موسكو اوكرانيا كييف مفاوضات سرية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخارجیة الأمریکی وزیر الخارجیة فی أوکرانیا الصحیفة أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

لافروف: العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس المصالح المتبادلة

في تصريح لافت يعكس مرونة موسكو الدبلوماسية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس "المصالح المتبادلة"، مشيرًا إلى أن بلاده مستمرة في السعي لتطوير العلاقات الثنائية رغم التوترات السياسية المتصاعدة بين الطرفين.

وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو، حيث أوضح أن روسيا لا تسعى إلى القطيعة مع الولايات المتحدة، بل تعتبر أن هناك مجالات عديدة يمكن من خلالها تحقيق تقدم يخدم مصالح البلدين، خاصة في قضايا الأمن الاستراتيجي، ومكافحة الإرهاب، والاستقرار العالمي.

لافروف: روسيا مستعدة لتخزين المواد النووية الإيرانية المخصبةلافروف: نخب أمريكية تعرقل جهود ترامب لتطبيع العلاقات مع روسيا

وأضاف لافروف أن روسيا لا تغلق أبواب الحوار، بل تُبقي قنوات الاتصال مفتوحة على مختلف المستويات، رغم ما وصفه بسياسات واشنطن "العدائية" أحيانًا تجاه موسكو. وشدد على أن استمرار الحوار ضروري لتفادي مزيد من التصعيد، ولإيجاد حلول عقلانية للأزمات الدولية.

وفي إشارة إلى التحديات، أشار لافروف إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأثرها على العلاقات، معتبرًا أن هذه الإجراءات تُعقّد التعاون وتؤثر على الثقة المتبادلة. لكنه أكد أن روسيا قادرة على التكيف وتجاوز الضغوط من خلال تعزيز شراكاتها مع قوى دولية أخرى، دون التخلي عن السعي لعلاقات متوازنة مع واشنطن.

يُذكر أن العلاقات الروسية الأمريكية شهدت توترًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، خاصة على خلفية الصراع في أوكرانيا، والتجاذبات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. ورغم ذلك، ترى موسكو أن التعاون مع الولايات المتحدة لا يزال ممكنًا، بل وضروريًا، في عالم يواجه تحديات أمنية واقتصادية متشابكة.

تصريحات لافروف تعكس رغبة روسية في إبقاء الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية، في وقت تزداد فيه الحاجة العالمية إلى الاستقرار والحوار البنّاء.

طباعة شارك موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة روسيا واشنطن

مقالات مشابهة

  • استثمارات كبيرة.. زيلينسكي يشيد باتفاق المعادن مع واشنطن
  • لاوتارو مارتينيز خارج الحسابات لمواجهة برشلونة
  • فانس: واشنطن ستسعى إلى محادثات مباشرة بشأن أوكرانيا خلال المئة يوم المقبلة
  • محادثات سرية أمريكية مع الصين لوقف حرب الرسوم.. هل تتراجع واشنطن؟
  • وزير الخزانة الأمريكي: صفقة المعادن تظهر التزام موسكو وواشنطن بعملية السلام
  • واشنطن توسع نفوذها في أوكرانيا وتوقع اتفاقا للاستفادة من الموارد الطبيعية
  • صفقة لحماية أموالنا.. أول تعليق من ترامب على اتفاق المعادن مع أوكرانيا
  • الخزانة الأمريكية: واشنطن جاهزة لتوقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا اليوم
  • واشنطن وكييف بصدد توقيع اتفاقية المعادن
  • لافروف: العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس المصالح المتبادلة