تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق _ لوحة الغلاف على كتابي من أعمالي الفنية بتقنية الطباعة البارزة الملونة_ «الطبعة الفنية فكرٌ وجماليات» بداية لاستكشاف المؤثرات الابداعية للفنان التشكيلي_ الدراسات النقدية مقياس راصد لحركة التشكيل المصري.. وعودتها للمعرض العام قرار سديد_ التأثير بين الأدب والفن التشكيلي متبادل _ الإقبال على شراء الكتب الفنية وارتياد المعارض يجب أن يتضاعف

 

أكد الفنان شادي أبو ريدة أهمية دراسة مراحل تطور التشكيل البصري؛ مشيرًا إلى أن لكل فن أصيل أصولًا وجذور، يستمد منها غذاءه البصري والفكري، ثم يختلط هذا الفن ببصمة الفنان.

وأضاف أن كتابي «الطبعة الفنية.. فكرٌ وجماليات»، الذي شارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب العام الحالي هو بداية طريق لاستكشاف التأثيرات والمكونات التي أثْرَت خيال فناني الطبعة الفنية، وساهمت في تشكيل وجدانهم.. حول الكتاب وآفاق وقضايا الفن التشكيلي؛ وهل حظيت الكتب الفنية على اهتمام رواد المعرض هذا العام؟ التقت «البوابة نيوز» أبو ريدة وكان الحوار التالي. 

 

 

■ حدثنا عن كتابكم الجديد المُعَنْوَن «الطبعة الفنية فكرٌ وجماليات»؟

- لقد سعيت أن يكون كتابي «الطبعة الفنية.. فكرٌ وجماليات» بداية لاستكشاف كل المؤثرات الفكرية التي أثْرَت خيال فناني الطبعة الفنية، وساهمت في تشكيل وجدانهم، وتحفيز ملكاتهم الإبداعية؛ وكذلك دراسة تاريخ التطور التشكيلي والبصري للطبعة الفنية حتى وصلت إلى صورها المعاصرة، فلكل فن أصيل أصولٌ وجذور، يستمد منها غذاءه البصري والفكري، ثم يختلط هذا الفن ببصمة الفنان الوراثية الفنية الفريدة، ليُزهر ألوانًا وأشكالًا جديدة غير مستنسخة، فالفن المتفرد فكرًا وتناولًا وعرضًا يثير الدهشة والإعجاب، أما الأشكال والصياغات الفنية المكررة، وإن كانت جميلة ومتقنة، تفقد جمالها وتأثيرها شيئًا فشيئًا مع كل تكرار لها، حتى تفقد طاقة الجذب، وتُشحن بطاقة التنافر والنفور، وكذلك الفن الهش المبتور، مجهول المصدر والأصل، ربما يلفت الانتباه لحظيًا، لكنه سرعان ما يسقط ويزول، لأنه لا يمتلك مقومات الحياة.

وقد طمحتُ لهذا الكتابِ أن يكون لَبِنةً متماسكة في بناءِ المكتبةِ العربيةِ، وبخاصة في ركنه التشكيلي الفكري، محاولًا الجمعَ بين الشمولِ والإيجاز، متتبعًا الإرهاصات الأولى للمؤثرات الفكرية منذ أن طبع الإنسانُ البدائي بيديه على جدران الكهوف، تمهيدًا لدراسة المؤثرات الفكرية في الطبعة الفنية منذ أن أصبحت عملًا فنيًا قائمًا بذاته، وانعكاسات تلك المؤثرات على المضمونِ الفكري للعملِ الفني المطبوع، وتنوعهِ التقني والأسلوبي.. وقد كانت الغاية الرئيسة لهذا الكتاب، أن يتوجه إلى عمومِ القراء، وبخاصة المهتمين بالشأن التشكيلي منهم، لتعريفهم بهذا الفن الفريد، وإلى المتخصصين في الطبعة الفنية وفنون الجرافيك على وجه الخصوص، ولذلك فقد حَاولت الجمعِ بين سلاسةِ الكتابة وبساطة التناول والطرح، مع الحفاظ- قدر المستطاع- على الإطار والأسلوب الأكاديمي والمنهج العلمي، عسى أن يجدَ قبولًا لدى كل مهتم، وأن يكون التوفيق قد حالفني في تحقيق ما طمحت وسعيت إليه. 

■ هل يوجد إقبال ملحوظ على شراء الكتب الفنية؟

- بالنسبة لكتب الفنون التشكيلية فهي كتب متخصصة بصورة ما، لكنها- في تصوري- مفيدة وداعمة لكثير من التخصصات الأخرى، العلمية والأدبية، فبالنسبة للتخصصات العلمية فهي لا تخرج في أغلب صورها عن النطاقات المحددة الصارمة كمدخلات ومخرجات، معادلات مُدَقَّقَة، أو مسائل حسابية مضبوطة. لذا، فالمشتغلون بالحقل العلمي يتواجدون في مساحات جافة، وفضاءات في أغلبها مغلقة ومقيَّدة، يشعرون من حين لآخر برغبة مُلِحَّة في التحرر من تلك القيود والحقائق، ليأخذوا نزهة فنية جمالية إبداعية، داخل كتابٍ فني أو عملٍ تشكيلي، فالعقل يحتاج إلى روح ليظل حيًا قادرًا على الإتيان بالجديد المفيد، والفن هو روح العقل.. أما إذا انتقلنا إلى التخصصات الأدبية، فحاجتها للفنون التشكيلية أشدُّ وأعمق، فالأدباءُ شعراءٌ وروائيون وقصَّاصون ونقاد ومقاليون.. إلخ، يعتمدون اعتمادًا كبيرًا على الخيال في كتاباتهم الإبداعية، ولن يجدوا أفضل من الفن التشكيلي لإثارة خيالهم، وتوسيع مداركهم إلى أبعد الأمدية، والولوج في فضاءات بكر غير مألوفة.. ولا شك أن التأثير بين الأدب والفن التشكيلي هو تأثير متبادل، وأود الإشارة هنا إلى أن آخر معرض فني لي معرض «طَيْشُ الفَرَاش»، كان بعنوان: الشعر كمثير إبداعي في الطبعة الفنية المعاصرة، قصيدة مقبرة الفراشات نموذجًا «العنوان العلمي للمعرض»، وقد استلهمت جميع الأعمال الفنية فيه من قصيدة النثر البديعة لصديقي الشاعر الكبير د. الضوي محمد الضوي.. وبناءً على ما قَدَّمْتُ، أرى أن الإقبال على شراء الكتب الفنية وارتياد معارض الفن التشكيلي يجب أن يتضاعف أضعافًا كثيرة، وأن تنتشر تلك الثقافة، التي هي محورٌ لقيام الحضارة، فلا نهضة ولا حضارة بلا فنون وعلوم إنسانية، ومن يرغب في التأكد من هذه الحقيقة فليتتبع تاريخ الحضارات من أقدمها إلى أحدثها.

■ ما رأيك في عودة الدراسات النقدية المصاحبة للمعرض العام ٢٠٢٥م؟

- منذ انطلاق دورته الأولى في الخامس من شهر مايو عام ١٩٦٩م، كان للمعرض العام خصوصية وميزة نسبية ميزته عن سائر فعاليات عرض الفنون التشكيلية في مصر، حيث يعد ملخصًا سنويًا للحراك الفني المصري، وثمارًا من أزكى ثماره، وخلاصة للوعي الفكري والجمالي والإبداعي لعدد كبير من أهم فناني مصر، ومن يرغب في الحصول على تلك الثمار واقتنائها، أو الاستمتاع بمشاهدتها، دون الحاجة لمتابعة الغرس والإثمار أو الثمار غير الناضجة أو التالفة، فمقصده الطبيعي والمنطقي هو قاعات المعرض العام. لذا، فمن الواجب والضروري المحافظة على تلك الخصوصية والميزة النسبية بكل جهد وإخلاص، من قبل المختصين بهذا الشأن والقائمين عليه والداعمين له.. ولا شك أن قرار عودة الدراسات النقدية المصاحبة للمعرض العام -كتقليد كان متبعًا في العديد من الدورات السابقة- هو قرار سديد، حيث تمثل تلك الدراسات مقياسًا راصدًا لحركة المؤشر الفني التشكيلي المصري، صعودًا أو ثباتًا أو هبوطًا، من خلال نموذج من أهم نماذجه، سعيًا لتحديد المستويات الفكرية والجمالية والتقنية والفنية لمبدعي مصر، وأماكن تموضوعهم وتحركاتهم النشطة أو الخاملة داخل فضاءات الحركة الفنية التشكيلية العالمية، وكذلك موقفهم من التعامل والتعاطي مع قضايا الهُوية والأصالة من جانب والعولمة والمعاصرة من جانب آخر.

■ ما القضايا والموضوعات الهامة التي يجب على الفنانين تناولها فى أعمالهم الفنية في الفترة الراهنة؟

- في اعتقادي أن الفنان الصادق لا يختار موضوع عمله الفني، لكن الموضوع والمحتوى يتشكلان تلقائيا، ويفرضان معطياتهما على الفنان، فالفنان يعيش داخل مؤثرات خارجية تحيط به، وتعيش بداخله مؤثرات أخرى داخلية يحيط بها، وبين تصارع الداخل والخارج أو تفاعلهما، يتكون المحتوى الفكري برمزيته ودلالاته أو تعبيريته أو غير ذلك، داخل بوتقة العمل الفني، وربما يكون المحتوى جماليا صرفا، بلا مرجعية فكرية أو رسائل ضمنية بالمعنى المعتاد، بل تكون المرجعية هنا الطبيعة والكون، والتأثر بالبيئة المحيطة بمعزل عن التعبير عن أفكار معينة، والهدف هنا يكون الجمال لذاته.

 

 ■ حدثنا عن لوحة غلاف كتابكم الجديد «الطبعة الفنية.. فكرٌ وجماليات»؟

- لوحة الغلاف هي عمل فني من أعمالي، بعنوان: منظر طبيعي رقم «٧»، منفذ بطريقة الطباعة البارزة الملونة من القالب الخشبي طولي المقطع «قوالب متعددة» على ورق أبيض، مساحة القالب الطباعي  ٤٠.٦ × ٤٠.٦ سم، من إنتاج عام ٢٠١٩م، ضمن مجموعة من الأعمال تضم ثلاثة عشر عملا فنيا ملونا، وعملين بالأسود والأبيض، في مساحة مربعة الشكل، وهي امتداد للمرحلة التي سبقتها، مع تطور في الصياغة التجريدية الهندسية، وهي مجموعة من المناظر الطبيعية الساحلية لمدينة رشيد التاريخية، وهي المدينة التي نشأت فيها وتأثرت بمفردات بيئتها الثرية وتاريخها العريق، وقد استخدمت الألوان الساخنة كالأصفر والبرتقالي الناتجة عن تأثير أشعة الشمس، لتحقيق شعور بالديناميكية، التي تتلاشى لحظة انصهارها في ألوان مياه النيل التي تتلون بألوان الأشجار والنباتات الخضراء على الضفة الأخرى حينا، أو بلون السماء الزرقاء الباردة حينا آخر، فأحدثت أجواء متناغمة بين الحركة والدفء والسكون، بمساعدة اللون الأسود بخطوطه ومساحاته القوية، والذي يلعب دور حلقة الوصل والتواصل بين الألوان الساخنة والباردة تارة، ودور الفصل في الصراع بينها تارة أخرى، كما يمثل الظلال التي تنشأ عن سقوط أشعة الشمس على عناصر الطبيعة، فيحتوي ويظلل المساحات اللونية ويزيدها قوةً وتماسكًا.

■ ما مصدر إلهامك لإنتاج لوحة غلاف الكتاب؟

- استلهمت أبرز عناصر هذا العمل الفني من صناديق تربية الأسماك المنتشرة بشكل كبير على سطح النيل بمدينة رشيد،  والأكشاك الخشبية التي يبنيها الصيادون فوق تلك الصناديق لرعاية أسماكهم الصغيرة وإطعامها، وكنت أصل إلى تلك الصناديق بواسطة قارب صغير، وأجلس مع الصيادين وبعض الأصدقاء في تلك الأكشاك التي تتحرك برفيق وفق حركة المياه، فعلقت هذه المشاهد في مخيلتي وتأثرت بها، وتحولت إلى صور ذهنية قمت باستدعائها لحظة رسم الرسوم التحضيرية لهذا العمل الفني.

 كتابى «الطبعة الفنية.. فكر وجماليات» بداية اكتشاف المؤثرات الإبداعية للفنان التشكيلى  الإقبال على شراء الكتب الفنية وارتياد المعارض يجب أن يتضاعف التأثير بين الأدب والفن التشكيلى متبادل

سطور من مسيرة أبو ريدة

الدكتور شادى أبوريدة.. هو أحد أبناء مدينة رشيد، فنان وناقد فنى، مدرس بقسم الجرافيك، كلية الفنون الجميلة، جامعة المنيا، والحائز على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون لعام ٢٠٢٤م، فرع الطبعة الفنية اليدوية «جرافيك»، بالمجلس الأعلى للثقافة، وجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي «المركز الأول»، الدورة الرابعة عشرة ٢٠٢٣م، تحت عنوان دور الترجمة في النقد التشكيلي الحديث، عن بحث بعنوان ترجمة الفن وفن الترجمة بين الإمتاعية واللإمتاعية، كما شارك في العديد من المعارض الفنية التشكيلية، الفردية والجماعية، في مصر والعالم، أعماله الفنية مقتناة لدى متحف الفن المصري الحديث، والعديد من الجامعات والمؤسسات والفنانين والأفراد، قام بنشر العديد من الأبحاث والكتب والمقالات.

له أعمال فنية أخرى مستلهمة من المناظر الطبيعية الساحلية لمدينة رشيد والتجريدية ٢٠ منظرا طبيعيا للسفن ومراكب الصيد وصناديق الأسماك والصخور وعناصر البيئة الساحلية ومنظر طبيعى لمسجد أبو مندور الأثري مستخدم فيه ألوان أكريليك على توال.

كل هذا الزخم الفنى لم يجعله يتوقف عن توثيق خبرته الفنية ومعلوماته الثرية لمحبى الفن التشكيلى والمهتمين من طلاب وهواه، فقد أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة، كتابة «الطبعة الفنية.. فكر وجماليات» ضمن إصدارات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى الدورة الـ٥٦.

 

 أمل نصر: «الطبعة الفنية يلقى الضوء على المؤثرات الفكرية فى العملية الإبداعية»

في تقديم الكتاب تقول د. أمل نصر، رئيس تحرير سلسلة آفاق الفن التشكيلي: حرص الدكتور شادي أبوريدة مؤلف الكتاب على الجمع بين سلاسة الكتابة وبساطة التناول والطرح، مع الحفاظ على الإطار والأسلوب الأكاديمي والمنهج العلمي، متتبعًا المؤثرات الفكرية في العصور البدائية والقديمة التي اعتبرها المحطة الأولى في رحلة فن الطبعة الفنية منذ أن بدأ البدائي بطباعة بصماته على جدران الكهوف واكتشافه السطح بشكل عفوي؛ ليكون حاملا مشاعره ومخاوفه الأولى ومحاولاته لخلق التوازن مع ما حوله من ظواهر عليه أن يواجهها.

ويهدف الكتاب إلى الكشف عن المؤثرات الفكرية منذ بدايات الطبعة الفنية، وانعكاساتها على المضمون البصري للعمل الفني المطبوع، وتنوعه التقني والأسلوبي، ودور هذا الفن في تنمية وتطوير الثقافة البصرية. 

كما يُلقي الكتاب الضوء على التراث والدين والأدب والسلطة باعتبارها من العوامل الأساسية التي تؤثر في العملية الإبداعية. وهذا ما يوضحه مؤلفه الدكتور الفنان شادي أبوريدة الذي أشار إلى تداخل هذه العوامل وتأثيراتها المتبادلة في تقديم أعمال إبداعية تجمع بين الأصالة والتجديد، والتقاليد والحداثة، والتعبير الذاتي والتفاعل مع المحيط الثقافي والاجتماعي؛ مسترشدا بفناني الطبعة الفنية الذين تأثروا بهذه العوامل من خلال رؤى واتجاهات فنية مختلفة.

يذكر أن سلسلة آفاق الفن التشكيلي، سلسلة فصلية تعني بنشر الثقافة المتعلقة بالفن التشكيلي، وتصدر برئاسة تحرير د. أمل نصر، مدير التحرير د. إنجي عبد المنعم، والغلاف تصميم سمر أرز.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدراسات النقدية الفن التشكيلي الكتب الفنية الدراسات النقدیة الفن التشکیلی للمعرض العام هذا الفن شادی أبو

إقرأ أيضاً:

حوارات ثقافية| أحمد فضل شبلول لـ «البوابة نيوز»: «أدب الأطفال في الوطن العربي قضايا وآراء».. وقفة حول الشكل الجديد والمؤثر فى عالم الطفل تابعت جهود 22 شاعرا عـربيا قدموا 525 نصًّا شعريَّا للصغار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

 

_دور التكنولوجيا فى صنع أدب جديد للأطفال العرب أحد محاور الكتاب

 

_ المسيرة الحقيقية لأدب الطفل بدأت من الشاعر أحمد شوقى

يشير الشاعر والكاتب أحمد فضل شبلول إلى أن الاهتمام بالكتابة إلى الطفل في العصر الحديث بدأ منذ سفر رفاعة الطهطاوي إلى باريس حيث لاحظ الاهتمام بأدب الطفل هناك، فحاول ترجمة ما كتب وتقديمه للأطفال في مصر بعد عودته، ولكن مشروعه هذا لم يتم.

ثم جاء بعده محمد عثمان جلال وإبراهيم العرب، وجبران النحاس ثم الشاعر أحمد شوقي الذي تبدأ من عنده المسيرة  الحقيقية لأدب الأطفال والشعر الموجه إليهم، حيث تأثر شوقي بقصص الحيوان عند لافونتين الفرنسي، أكثر مما تأثر بكليلة ودمنة.

«البوابة نيوز» التقت الشاعر والكاتب  أحمد فضل شبلول، لمعرفة الكثير عن تاريخ أدب الطفل، وللحديث عن تفاصيل كتابه الجديد «أدب الأطفال في الوطن العربي قضايا وآراء»، مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:

 

 

 

 

 

■ متى جاء الاهتمام في المؤسسات الثقافية الرسمية أو غير الرسمية بأدب الأطفال؟

- حتى وقت قريب،  قبل منتصف السبعينيات تقريبا ، لم يكن هناك اهتمام حقيقي في المؤسسات الثقافية الرسمية أو غير الرسمية بأدب الأطفال، ولكن يلاحظ أنه منذ منتصف السبعينيات حدث في العالم كله اهتمام كبير بأدب الطفل وتنميته، فتكونت الجمعيات والمجالس المتخصصة والمكتبات والمعارض والمهرجانات، وأنشئت الجوائز.

واهتم الأكاديميون وعدد لا بأس به من الأدباء بهذا الأدب الوليدـ أو بهذا الأدب القديم الجديد ـ وبدأت تظهر إلى النور سلاسل من الكتب والمجلات الجديدة للأطفال، ومما لا شك فيه أن هذا سوف يثري حركة أدب الطفل والطفولة في عالمنا العربي. 

وهذا الأمر أدَّى إلى وجود اهتمام متزايد بأدب الأطفال الذي صارت له أبحاثه العلمية، وأقسامه الأكاديمية في بعض الكليات والجامعات العربية، الأمر الذي أدى إلى وجود رصيد نقدي وتأليفي وثقافي حول هذا الأدب، ولكن من ناحية أخرى لوحظ أن هناك بعض الكتاب والباحثين يكـررون جهود من سبقوهم في هذا الميدان.

وأن هناك فريقا آخر يبدأ دائما من الصفر، وكأنه لا وجود لكتابات وأبحاث أجريت قبلهم، وهم عادة يلجأون ـ في جانب كبير من مؤلفاتهم ـ إلى الجانب التنظيري، وإلى تأكيد الحاجة إلى وجود أدب للأطفال (مع أنه أصبح حقيقة واقعة لا مراء فيها) وإلى وضع شروط يجب توافرها فيمن يَكتب للأطـفال، وفيما يُكـتب للأطفال، ناسين أن مبدعينا الأوائل حينما كتبوا للأطفال ـ بنجاح كبير ـ لم يضعوا مثل هذه الشروط التي يضعها ـ بصرامة ـ بعض مؤلفينا الآن.

لقد كتب الأوائل من أمثال: محمد عثمان جلال وأحمد شوقي ومحمد الهراوي وكامل كيلاني، ومحمد سعيد العريان ومحمد أحمد برانق وغيرهم ـ بحس داخلي، وقناعة أكيدة بضرورة وجود هذا اللون من ألوان الأدب الموجَّه لأطفالنا، فأبدعوا في هذا المجال، وأعطوه ما يسـتحق من الرعاية والاهتمام.

 

■ كيف جاءت فكرة  كتابك "أدب الأطفال فى الوطن العربي _ قضايا وآراء"؟

- قمت بتأليف كتاب سابق على كتاب "أدب الأطفال في الوطن العربي قضايا وآراء"، بعنوان: "جماليات النص الشعري للأطفال" تابعت فيه جهود اثنين وعشرين شاعرا عـربيا قدموا أكثر من ٥٢٥ نصًّا شعريَّا لأحبائنا الصغار، وذلك من خلال اثنتين وعشرين دراسة في نصوصهم قدموها عبر دواوينهم المختلفة.

ومع مزيد من القراءات المتتابعة حول أدب الأطفال، وحول الدراسات التي قُدمت إلى المكتبة العربية في هذا المجال، وخصوصا أثناء عملى في إعداد معجم شعراء الطفولة في الوطن العربي خلال القرن العشرين.

ومع مزيد من التأمل في عالمنا المعاصر بتقنياته المؤثرة، ومفرداته التكنولوجية الجديدة، وجدت أن لأدب الأطفال (بمعناه الشامل أو الواسع) نصيبًا كبيرًا من هذا التقدم التكنولوجي الذي أخذ يزاحم الكتاب المطبوع على الورق، لذا رأيت أن تكون هناك وقفة حول الشكل الجديد والمؤثر في عالم الطفل وأدبه وثقافته الجديدة.

■ كتاب "أدب الأطفال في الوطن العربي – قضايا وآراء" يناقش ثلاثة محاور.. اشرح لنا ذلك؟

- القسم الأول: وضعت فيه بعض المقالات والدراسات التي كتبتها حول أدب الأطفال، وبخاصة الشعر المكتوب لهم مثل: تجربته مع معجم شعراء الطفولة في الوطن العربي خلال القرن العشرين، وأحمد شوقي في عيون دارسي أدب الأطفال، وجدل أدبي حول ريادة شعر الأطفال.

القسم الثاني: عرضت فيه لبعض الكتب التي تناولت أدب الأطفال في بعض البلاد العربية، والتي تخللها بعض القضايا والآراء حول هذا الأدب، مثل: شعر الأطفال لعبدالتواب يوسف، وأدب الأطفال في ضوء الإسلام لنجيب الكيلاني، وأساسيات في أدب الأطفال لمحمود شاكر سعيد، والأسلوب التعليمي والتهذيبي في كليلة ودمنة لمحمد علي حمد الله، ورواد أدب الأطفال.

وأدب الطفولة بين كامل كيلاني ومحمد الهراوي لأحمد زلط، وأطفالنا في عيون الشعراء لأحمد سويلم، ودراسات في أناشيد الأطفال وأغانيهم لعبد الفتاح 

أبومعال، وأدب الطفل وبحوثه وثقافته في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لعبدالرحمن الربيع وأحمد زلط، والإنتاج الفكري المطبوع للطفل في المملكة العربية السعودية لهدى با طويل.

القسم الثالث: تحدثت فيه عن دور التكنولوجيا في صنع أدب جديد للأطفال العرب وثقافتهم، وعرضتُ فيه لبعض القصص الإلكترونية التي أنتجت للأطفال على شرائط الـ c.d سواء كان الإنتاج مباشرا مثل قصة "الطاووس المغرور، أو بعد تحويل القصة الورقية إلى قصة إلكترونية مثل قصة "القرد والغيلم" المأخوذة من كتاب كـليلة ودمنة.

وكان لا بد من الحديث في هذا القسم من الكتاب حول خصائص  البرنامج الإلكتروني الموجَّه  للأطفال، والذي به اختتم فصول هذا الكتاب وأقسامه.

ومن القضايا أو الملاحظات العامة التي لاحظتها، وتحدثت عنها في كتابي الذي صدرت طبعته الثانية منذ أيام، أنه لا تزال الشواعر العربيات اللواتي يكتبن للأطفال بعامة، عددهن أقل بكثير عن الشعراء.

وهي الملاحظة التي لاحظتها أيضا أثناء إعدادي لمعجم "شعراء الطفولة في الوطن العربي خلال القرن العشرين" في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، ولا يزال الوضع على ما هو عليه. ولا تزال الإجابات غامضةً حول هذا الشأن.

■ ما أهدافك الأساسية من هذا الكتاب ؟                                                                                

أمل أن يكون بكتابى هذا، قد أضفت حجرًا جديدًا في صرح أدب الأطفال في وطننا العربي.

484282955_1833741304080027_3465744741681073941_n

مقالات مشابهة

  • أخبار التوك شو.. الرئيس السيسي: الدولة لن تمنع الفن والإعلام ونعيد صياغتهما حفاظ على الذوق.. أحمد موسى: التاريخ المصري في السينما والدراما يجعلها الأولى بالمنطقة بلا منازع
  • هالة السعيد تناقش تحديات الاقتصاد المصري ومستقبل التنمية في بودكاست "بداية جديدة"
  • حوارات ثقافية| أحمد فضل شبلول لـ «البوابة نيوز»: «أدب الأطفال في الوطن العربي قضايا وآراء».. وقفة حول الشكل الجديد والمؤثر فى عالم الطفل تابعت جهود 22 شاعرا عـربيا قدموا 525 نصًّا شعريَّا للصغار
  • مصدر لـ "البوابة نيوز": زيزو لم يوقع للأهلى ولكن فرصة ضمه كبيرة
  • شادي محمد : ستاد الأهلي أصبح واقعا نعيشه
  • "البوابة نيوز" تنشر أبرز ملامح مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض
  • الروائى أحمد طوسون فى حواره مع «البوابة نيوز»: أدب الطفل أصعب أشكال الكتابة.. «209» رواية تجمع بين الخيال والمغامرة
  • أحمد طوسون لـ «البوابة نيوز»: «بائع المناديل» تتناول قضية أطفال الشوارع.. وتصلح للكبار واليافعين
  • زينة لـ "البوابة نيوز": فيلم الجزيرة علامة فارقة في مسيرتي الفنية
  • بعد افتتاحه قجر اليوم.. عدسة البوابة نيوز ترصد ملامح تطوير مسجد السيدة نفيسة