فاينانشال تايمز: التساؤلات الخفية بخصوص خليفة شي جين بينغ تتصاعد في الصين
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تقريرًا، يسلّط الضوء على قضية خلافة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، مؤكدة أنه: "في غياب أي مؤشرات حول هويّة الرئيس المقبل، تتفاقم التساؤلات داخليا وخارجيا بشأن استقرار النظام السياسي في الصين من بعده".
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونغ، لا يواجه أي تحدٍ مباشر لسلطته بعد أكثر من عقد من إقصاء المنافسين والتفرد بالحكم، في ظل إشارات إلى نيته بالبقاء في الرئاسة إلى أجل غير مسمى".
واعتبرت الصحيفة أنه: "مع بلوغ شي جين بينغ (71 عاما) منتصف ولايته الثالثة التي تمتد لخمس سنوات، أصبحت مسألة خلافة الرجل الذي يقود الحزب الشيوعي الحاكم منذ أواخر سنة 2012 أكثر إلحاحًا، سواء داخل الصين أو خارجها".
توازن دقيق
أشارت الصحيفة إلى أن: "شي يهيمن على الحزب الحاكم بشكل مطلق ويهمش أي منافس محتمل، لكنه يحتاج رغم ذلك إلى إدارة توازن دقيق في أعلى هرم السلطة للحفاظ على استقرار نظامه، ويتضمن هذا التوازن ضرورة تنظيم مسألة خلافته، وهو أمر قد يهدد حكمه".
ويرى الخبير في الشأن الصيني، جوزيف توريغيان، أنّ: "الخلافة مسألة محورية ومعضلة تثير هواجس كل رؤساء الصين، حيث يتعلق الأمر بسلامتهم الشخصية وإرثهم السياسي، مضيفا أن هذه المسألة هي المعضلة المركزية للحزب الشيوعي منذ إعلان ماو تسي تونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية".
إلى ذلك، في غياب أي إشارات علنية حول هوية الرئيس المقبل، توضح الصحيفة أنّ: "المحللين يعملون على مراقبة بعض المعطيات الأخرى، ويتضمن ذلك دراسة ديناميكيات السلطة داخل القيادة العليا للحزب (هي لجنة مكونة من سبعة أعضاء)، ومراقبة تاريخ شي في منح الترقيات، وتحليل الصور ومقاطع الفيديو والخطابات ووثائق الحزب لمعرفة أبرز المقربين من الرئيس".
وتشير هذه التحليلات إلى القادة المستقبليين المحتملين من بين الكوادر التي ساهمت في تحقيق أهداف شي الاستراتيجية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الشخصيات في الخمسينات وأوائل الستينات من العمر.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي صيني، قوله إنّ: "الخطاب الرسمي للحزب يشير إلى أن شي يخطّط للبقاء إلى أجل غير مسمى، وأنه يهيئ الأمة لأوقات عصيبة". فيما أبرزت الصحيفة أن: "الهاجس الأكبر هو أنه تأجيل البت في مسألة الخلافة قد يؤدي إلى دخول الحزب والبلاد في حلقة من الفوضى السياسية".
القضاء على المنافسين
وأوضحت الصحيفة أنّ: "إحدى السمات المميزة لعهد شي هي القضاء التام على خصومه السياسيين، من خلال حملة لمكافحة الفساد داخل الحزب الحاكم تُعرف بحملة إسقاط "النمور والذباب"، والتي استمرت لسنوات".
وتابعت: "قد منحه ذلك غطاءً مثاليًا للتخلص من المنافسين والقضاء على أي معارضة وفرصة للوصول إلى أعلى هرم السلطة. كما قام شي باستغلال مركزية السلطة مستخدمًا نظام التعيينات في الحزب لفرض شروط سن التقاعد وحدود مدة الولاية وفق ما يناسبه".
وذكرت الصحيفة أنه: "لا يوجد الآن بين أعضاء اللجنة الدائمة الحاليين من يعتبر منافسًا جديًا للرئيس شي، خاصة أن معظم القيادات العليا الحالية ستضطر للتنحي في سنة 2027 بحكم السن".
وأضافت أنّ: "شي قد ابتعد أيضًا عمّا يسمى بالقيادة الثنائية التي تم تطبيقها في حقبة ما بعد الرئيس دينغ، حيث كان الرئيس يتقاسم السلطة مع رئيس وزراء قوي".
ويرى دبلوماسيون ومراقبون أنه إذا تعرّض شي لحالة صحية طارئة أو أُجبر على الانسحاب فجأة، فإن قيود الحزب الرسمية المتعلقة بالخلافة ستكون على المحك في خضم الصراع الحتمي على السلطة، وضمن هذا السيناريو، سيكون الأعضاء الحاليون في اللجنة الدائمة للحزب الحاكم أكثر تأثيرًا في تقرير الخلافة.
ويوضح الخبير بمعهد شرق آسيا في جامعة سنغافورة الوطنية، فرانك بيكي، أنّ: "هذا قد يؤدي إلى سيناريو شبيه بما حدث في الاتحاد السوفييتي بعد وفاة ستالين".
شخصية محورية
نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنّ: "أحد الشخصيات الرئيسية في تحديد هوية الرئيس القادم هو تساي تشي، ويبلغ الرجل من العمر 69 عاما، ويُعتبر أحد أقرب حلفاء شي، وهو مدير المكتب العام للجنة المركزية". وحسب وسائل الإعلام الحكومية، فإن تساي تشي يسافر بشكل مستمر مع شي ويحضر اجتماعاته.
ويشير المتخصص في السياسة الصينية بجمعية آسيا، وهي مركز أبحاث أمريكي، نيل توماس، إلى أنّ: "تعيين زعيم جديد للحزب وفقًا للقواعد الداخلية يتطلب الحصول على دعم أغلبية أعضاء اللجنة المركزية البالغ عددهم 376 عضوًا، بما في ذلك أكثر من نصف أعضاء المكتب السياسي البالغ عددهم 24 عضوًا".
ويضيف توماس أنه: "يمكن لتساي في مثل هذه الظروف أن يدفع بـ"تفسير فضفاض" للمادة 23 من ميثاق الحزب التي تسمح للأمانة المركزية بالدعوة إلى اجتماع المكتب السياسي لاختيار زعيم جديد".
دور الجيش
كذلك، نقلت الصحيفة عن دبلوماسيون وخبراء آخرين أنه: "إذا أُجبر شي على التنحي بشكل غير متوقع، فإن جيش التحرير الشعبي سيصبح له دور محوري".
ويوضح توماس أنّ: "الحزب هو من يمسك بزمام الأمور، لكن أي خليفة سيحتاج لأن يحظى بقبول قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني"، مضيفا أنه "إذا حدثت أزمة خلافة، فقد يرمي تشانغ يوشيا، نائب شي في اللجنة العسكرية المركزية، بثقله خلف أحد الموالين لشي لتخفيف حدة التوتر السياسي على الجيش".
وكان والدا تشانغ وشي رفيقين وقائدين ثوريين خلال الحرب الأهلية الصينية، مما يجعل من تشانغ البالغ من العمر 74 عاما شخصًا موثوقًا به بعد سنوات من تصفية المنافسين المحتملين من كبار المسؤولين في الجيش.
قيادات صاعدة
أشارت الصحيفة إلى أنّ: "الباحثين والدبلوماسيين الذين يحاولون التنبؤ بالزعيم القادم للصين يسلطون الضوء أيضا على جيل أصغر من مسؤولي الحزب، ومعظمهم في الخمسينات أو أوائل الستينات من العمر".
ومن بين المرشحين في هذه الفئة رئيس الحزب في بكين يين لي (62 عاما)، وتشن ون تشينغ (65 عاما) وهو ضابط مخابرات سابق يشرف الآن على النظام القانوني في الصين.
ويُعدّ يين وتشن من المسؤولين الذين عملوا مع شي لسنوات، كما أنهما يظهران بانتظام في وسائل الإعلام الحكومية، ويُسمح لهما بلقاء المسؤولين الأجانب في الصين وخارجها، وهي علامات جديرة بالملاحظة بالنسبة للخبراء الذين يقيّمون الشخصيات التي قد يقوم شي بترقيتها في المستقبل.
وأضافت الصحيفة أنّ: "المراقبين لسياسات الحزب يركزون على الكوادر الصاعدة التي تعكس مسيرتها المهنية أولويات سياسة شي المتمثلة في ضمان استقلال الصين تكنولوجيا وتعزيز قوتها العسكرية في مواجهة الغرب، وكذلك إدارة الديون الحكومية".
يقول وو غوغوانغ، الذي عمل مستشارًا لرئيس الوزراء الصيني السابق تشاو زيانغ، ويعمل الآن باحثا في جمعية آسيا، إنّ: "شي لديه سجل حافل بتعيين رجال ذوي خبرة في التكنولوجيا والتمويل والدفاع في مناصب قيادية".
ومن بين هؤلاء نائب حاكم مقاطعة آنهوي تشانغ هونغ وين، وتشين جينينغ رئيس الحزب في شنغهاي، وعمدة بكين يين يونغ. فيما يوضّح وو أنهّ: "عند النظر إلى سيناريو الخلافة على المدى المتوسط، فإن شخصيات مثل تشانغ ستكون لها أهمية بالغة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الصيني شي جين بينغ رؤساء الصين الصين شي جين بينغ رؤساء الصين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة أن فی الصین من العمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
مكتب نتنياهو ينفي علمه بالتحقيق ضد بن غفير والأزمة الداخلية تتصاعد
قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الادعاء بأن نتنياهو سمح لرئيس جهاز الأمن الداخلي (شاباك) رونين بار بفتح تحقيق ضد الوزير إيتمار بن غفير كاذب، وسط تصاعد للأزمة الداخلية في إسرائيل.
وأضاف الديوان أن الوثيقة بشأن توجيه رونين بار لجمع أدلة ضد القيادة السياسية تقوض أسس الديمقراطية وتهدف إلى الإطاحة بحكومة اليمين.
وفي وقت سابق، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن جهاز الشاباك نفى إجراء تحقيق بشأن بن غفير، ردا على ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية بأن الشاباك فتح تحقيقا قبل شهور ضد جهاز الشرطة ومقربين من بن غفير يهدف لمنع تغلغل منظمات إرهابية يهودية في جهاز الشرطة.
ووفق تحقيق القناة 12 فإن تحقيقات الشاباك كانت تدور حول مقربين من بن غفير وعناصر سابقين في منظمة كاخ المتطرفة. وقد وجه رئيس الشاباك بجمع الأدلة والشهادات عن تورط المستوى السياسي في عمل المستوى الأمني بخصوص استخدام القوة بطريقة مخالفة للقانون، حسب تعبيره.
ونقلت القناة 12 عن الشاباك أن منظمتي "كاخ" و"كاهانا حاي" مصنفتان إرهابيتين وأن الجهاز يعمل لإجهاض نشاطاتهما.
بن غفير يردوردّ مكتب بن غفير بأن التحقيق ذو خلفية سياسية ويهدف لتنفيذ انقلاب ضد إرادة الشعب الإسرائيلي، مضيفا "أصبح من المفهوم لماذا لا يجوز إبقاء بار على رأس جهاز الشاباك حتى ولو لدقيقة واحدة".
إعلانوأوضح مكتب بن غفير أن بار "رئيس منظمة سرية تبادر بالتحقيقات وتجمع المواد ضد المسؤولين المنتخبين"، وأن الشاباك حدد مسبقا هدف "جمع الأدلة والشهادات حول تورط المستوى السياسي".
وقال إن "تحقيقات الشاباك تشكل خطرا مباشرا على الديمقراطية ويجب على بار الاستقالة على الفور من أي منصب ومن غير المعقول أن تقوم منظمة أمنية بتقويض الحكومة وإجراء تحقيق سياسي بهدف تنفيذ انقلاب سياسي ضد إرادة الشعب".
غليان متصاعدفي غضون ذلك، تواصل الغليان الشعبي إذ تظاهر آلاف الإسرائيليين قبالة المقار الحكومية في القدس المحتلة بعدما صدقت الحكومة بالإجماع على حجب الثقة عن المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.
وقد اعتقلت الشرطة متظاهرين حاولوا اقتحام حواجزها قرب مقر إقامة نتنياهو. ويطالب المحتجون بالعدول عن إقالة رئيس الشاباك وقرارِ حجب الثقة عن ميارا وبإعادة الأسرى في غزة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن متظاهرين دعوا للعصيان المدني.
وكانت المحكمة العليا في إسرائيل أعلنت يوم الجمعة الماضي تعليق قرار حكومي بإقالة بار في انتظار مراجعة الاستئنافات التي قُدمت إليها ضد عزله.
ونقلت صحيفة معاريف عن زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان أنه يجب تكثيف النضال ضد الحكومة لتصل إلى خيار الانتخابات وعلينا الانتقال من الاحتجاج إلى المقاومة وشل الاقتصاد والخدمات.
وقال إن "هذه الحكومة لن تتغير، إنها حكومة دمار وخراب ويجب إرسال نتنياهو إلى بيته فهو مجرم يجب أن ينشغل بمحاكمته فقط ولا يمكن أن يكون رئيسا للوزراء".
وطالب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ النخب السياسية بالتوقف عن الحديث عن إمكانية وقوع حرب أهلية، كما دعا إلى عدم معارضة قرارات المحكمة حتى لا تلحق الضرر بما سمّاها المناعة الداخلية لإسرائيل.