أ تصحو أم فؤادك غير صاحِ
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
أ تصحو أم فؤادك غير صاحِ
خالد فضل
عشيّة همّ صحبك بالرواح ..
و الإستهانة بحياة الناس، عار يكلل أداء الحكومات العسكرية في السودان، لأنّ القتل مهنة العسكر ، عليها يتدربون جسديا ومعنويا، هذا من صميم عملهم وأداء واجباتهم المهنية . أمّا في المجتمعات التي تحضّرتْ وأزدهرت ؛ تتحكّم القوانين، ويسود الإنضباط لدرجة لا يصبح القتل مجرد نزهة ، بل عمل محكوم بالقانون وأي تجاوز له يدخل مباشرة في حيّز الجريمة التي يتم المحاسبة عليها بصرامة .
هذه سكة وجع عويصة وماساة غميسة، مشتها أجيال وأجيال على أرض هذه البلاد التي لم تحظّ بجمّة قصيرة من زمجرة أنهار الدم . كل جيل يسلّم الجيل التالي قوائم الشهداء، ليتمسّكوا بها، والقتلة هم هم، لا يتبدلون، فقط يرتدون الجلابية بيضا ومكوية يلفون فوق رؤوسهم العمائم السويسرية الفاخرة، يشيلوا على المرحوم الفاتحة ويقلدوا أباه . ويهرع لملاقاتهم جمهرة المعزين في الديوان أو الصيوان، ثمّ يُفسح لهم في المجلس ريثما يستقرون على الكراسي، يتآنسون ويهمسون ويبتسمون ، وأكواب الماء البارد والشاي والقهوة تتراص أمامهم، ويعزمونهم بالطلاق على مائدة الفطور . نفس الزول .
وقصة الألم طويلة طويلة، بلاد ليست لأهلها ، أرض يملكها من ينهبها ، سلطة يتسيدها من (يقلبها) ولو بغطاء التصحيح !! نفس الزول .. وجموع هادرة تهتف ملء حلاقيمها المزوّرة، وعلى الوجوه في الخيام البائسة قترة، والشفاه الظمأى تستحلب مطر السماء الرحيم ولا خريف .. والجوع ممض و ممرض للأبدان ، مهلك للأرواح .. والحًرّة لا تأكل من ثديها ، يتقعّر الحديث ، وأصداء البعيد يتردد صداها ، أنْ حيّ على الفداء .. حيّ على الجهاد ..حيّ على الوطن !!
ويرتد الصدى شظايا براميل متفجّرة ، وزخّات دانات منهمرة ، وسياط عذاب مسلّطة تلهب القفا ، وعجوز تتلوى ، وسيّدة تتضرع، لكنها في عُرف الزبانية مجرمة طالما مدّت بيد مرتعشة كوب ماء للعدو.. وشيخ يترنح من هوان إذ هو في شرعة القتلة فلول .. يا رب ما هذه القيادات المنافيخ التي تشكو فراغا في المخيخ ..
والمذياع والوسائط وكل من خط حرفا بليغا ومن عمّر ساعة حوار تلفازي ماسخ، يتأرجح في مقعد الأستديو ليعظ المشاهدين عن الوحدة الوطنية والسيادة الوطنية والكرامة الوطنية، وعندما تضع الوطنية خارج القوس لتضربها في مستحقاتها، تذوب المفردة بين اللواعج واللواكن والمفاوات الغبية . ولا يصحو الفؤاد عشية همّ صحبه بالرواح، فالقلب مشغول بعدّادات اللايكات على اللايفات، وحصاد الدولار . والنهر يتلوى دولة قبالة البحر، وسبائك الدهب، ومناجم توهب عطايا لمن يحسن التشوين للمجاهدين .. و يتحكّر البعض بدقينة خفيفة، أو سروال طويل، يلهج بالثناء على .. نفس الزول .. لأنّه قاد الناس إلى الفناء، والأمم المتحدة .. تقاريرها مضروبة ونوايا موظفيها استعمارية فلا جوع بل غول هبط من السماء ونبت في الصحراء بروس .. وتجقلب إذ همّ صحبك بالرواح، من قاتل إلى قاتل المآب، يا هذا الموغل في الحسرات، صدف أنّك إنسان في هذي الأرض المخضبة دوما بدمك بأنهار الدماء .. وتصبحون على حلم بوطن . إلا ورا القبر ورا القبور يا بلد القبور .والعسكري المغرور .
الوسومالسودان العسكري المذياع الوسائط حالد فضل
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان العسكري المذياع الوسائط
إقرأ أيضاً:
خلاف ميراث ينتهى بمذبحة.. القضاء المصري يحيل قاتل شقيقه وعائلته للمفتي
#سواليف
قررت #محكمة_جنايات #الزقازيق في #مصر إحالة أوراق #المتهم في قضية قتل شقيقه وطفليه والشروع في قتل زوجة شقيقه إلى #مفتي_الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
وشهدت محافظة الشرقية #جريمة_مروعة العام الماضي، أقدم فيها المتهم “محمد. أ” 48 عاما ويعمل مدرب قيادة سيارات بقتل شقيقه “بلال” 45 عاما، وطفليه “عبد الرحمن” 4 سنوات، و”حور” 6 سنوات خنقا والشروع في قتل زوجة شقيقه، بعد تصاعد الخلافات بينهما على خلفية خلافات عائلية حول الميراث.
وحددت المحكمة جلسة 29 يونيو القادم للنطق بالحكم النهائي في القضية المسجلة برقم 22445 لسنة 2024 جنايات مركز أبو كبير والمقيدة برقم 4247 لسنة 2024 كلي شمال الزقازيق.
مقالات ذات صلةوفقا لأمر الإحالة الصادر عن النيابة العامة تصاعد التوتر بين المتهم وشقيقه إلى حد التخطيط لجريمة مروعة وعقد المتهم العزم على قتل شقيقه وأطفاله فتسلل إلى منزلهم في مركز أبو كبير وخنقهم حتى فارقوا الحياة، كما حاول قتل زوجة شقيقه لكنها نجت بفضل تلقيها العلاج السريع مما حال دون اكتمال الجريمة.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن تخطيط المتهم المسبق للجريمة مدفوعًا بالخلافات الميراثية، وبعد استجواب الشهود وفحص الأدلة بما في ذلك تقارير الطب الشرعي التي أكدت الخنق كسبب الوفاة أحالت النيابة المتهم إلى محكمة الجنايات.
وأجمعت المحكمة على خطورة الجريمة مما دفعها لإحالة أوراق المتهم إلى المفتي وهو إجراء قانوني معتاد في مصر قبل إصدار أحكام الإعدام، ورغم أن رأي المفتي استشاري وغير ملزم فإنه يشكل خطوة أساسية في مثل هذه القضايا.
تندرج هذه الواقعة ضمن سلسلة من الجرائم العائلية التي شهدتها مصر مؤخرًا، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن نزاعات الميراث غالبًا ما تتصاعد بسبب غياب الحلول القانونية الفعالة أو التدخل المجتمعي المبكر.