نشر موقع "ذي هيل" مقال رأي للكاتب ستيوارت لاتوين، تحدث فيه عن تأثير وأهمية تركيا في الشرق الأوسط، خاصة أنها باتت وبشكل متزايد قوة إقليمية مهيمنة، حيث تحتفظ بعلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة من خلال عضويتها في حلف شمال الأطلسي.

ورأى الكاتب أن الأهمية الاستراتيجية لتركيا تتزايد في ضوء التحول التركي الأخير باتجاه الغرب وكذا جهودها لإعادة بناء علاقاتها مع شركائها في الشرق الأوسط، معتبرا أن أمريكا بحاجة للاستفادة من صعود تركيا، إذا أرادت الحفاظ على قوتها السياسية والعسكرية بالمنطقة.



وأشار الكاتب إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الفترة الماضية تبنى سياسات متوافقة مع الغرب، فقد تخلى عن معارضته لانضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو ودعم عضوية أوكرانيا بالناتو مستقبلا.

ولفت إلى أن تركيا قضت معظم العام الماضي وهي تعيد بناء وترتيب علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، بعد سنوات من العلاقات المتوترة، حيث اتخذت تركيا خطوات تصالحية مع كل من دول الخليج والاحتلال الإسرائيلي.



واعتبر الكاتب أن دور أمريكا جاء لبناء علاقات قوية مع تركيا، لكن لتقوية هذه العلاقة، فعلى الولايات المتحدة اتخاذ خطوات قد لا تكون مستساغة، ولكنها تظهر أنها ملتزمة بالشراكة، فصفقة طائرات "أف-16" تواجه معارضة في الكونغرس ويجب تجاوزها.

وأضاف: "لو عبرت تركيا عن استعدادها لوقف نظام "أس-400" والذي لم يشغل أبدا، فربما تم إقناع الكونغرس لعودة تركيا مرة أخرى لبرنامج "أف-35".

وتابع: "ربما قدمت أمريكا تعهد بالتحكم بالأكراد ومنعهم من اجتياز الحدود من سوريا. وعلى المسار المالي، ربما أزالت الولايات المتحدة التعرفة التي فرضت على المواد التركية، وتحديدا الفولاذ والألمنيوم".

ويعلق الكاتب أن هذه المهام جوهرية، لكن العائد منها يستحق العناء، لأن أمريكا ستكون قادرة على تفعيل سياساتها في الشرق الأوسط. وتركيا في وضع جيد لأن تكون شريكا مع أمريكا لدعم الأمن الإقليمي والمشاركة في العملية التفاوضية السلمية مع إسرائيل.

وفي ضوء المخاوف من عودة تنظيم الدولة، فإن القوات التركية ستكون مهمة لمواجهة أي عودة للتنظيم، وستكون قاعدة "انجريلكك" مهمة في الغارات الجوية والعمليات اللوجيستية لقوات "التحالف الدولي" في شمال وشرق سوريا.

وبالتأكيد هناك الكثير من العقبات في الطريق وتسهيل الشراكة بين الولايات المتحدة وتركيا، دعم القتال ضد تنظيم الدولة، وعلى أردوغان الحد من هجمات القوات التركية ضد قوات سورية الديمقراطية الكردية والتي لا تشكل تهديدا أمنيا على تركيا.



وفي الوقت الذي ستكون فيه مقاتلات أف-16 على الطاولة، فإن دخول تركيا برنامج المقاتلة الهجومية المشترك، غير محتمل بعد إخراجها منه عام 2019، وفي أعقاب شرائها منظومة أس-400 الروسية.

وستواجه الولايات المتحدة معارضة داخلية لدعمها المعلن لأردوغان وبسجله في الحكم الشمولي.

ولن تكون مهمة سهلة على الولايات المتحدة لكي تبني شراكة مع أردوغان وتركيا، ولكن نمو الأخيرة كزعيمة في الشرق الأوسط بعلاقات أكثر تركيزا مع أوروبا، فشراكة مع تركيا ضرورية لأمريكا كي تحافظ على مستوى تأثيرها في المنطقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات تركيا أوروبا أردوغان الناتو امريكا تركيا أردوغان أوروبا الناتو سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط يحترق… والشعوب وحدها تدفع الثمن

#سواليف

#الشرق_الأوسط يحترق… و #الشعوب وحدها تدفع #الثمن
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في ظل التصاعد المستمر للأزمات، يبدو أن الشرق الأوسط ما زال رهينة صراعات لا تنتهي، حيث تتغير الساحات، وتتشابه المشاهد، ويبقى الضحايا هم الأبرياء من أبناء الشعوب المنهكة. ما يجري في غزة واليمن، وما يدور خلف الكواليس بين طهران وواشنطن، ليس إلا مشاهد متعددة لمسلسل طويل من الألم العربي، تغذّيه حسابات سياسية ومصالح دولية، بينما تغيب فيه كلياً العدالة والإنسانية.

ففي غزة، تعود آلة الحرب لتفتك بالأجساد وتدمر ما تبقى من أحلام الفلسطينيين، في ظل غياب أي أفق سياسي حقيقي، وتواطؤ دولي يكتفي بالتنديد الخجول. القصف والقتل لا يزالان يوميات معتادة في القطاع المحاصر، بينما يحاول أهله النجاة من حرب لم يختاروها، وسلطة عاجزة، واحتلال لا يعرف الرحمة.

مقالات ذات صلة القسام تكشف تفاصيل كمين “كسر السيف” 2025/04/20

وفي اليمن، تتجدد الضربات، وهذه المرة بقيادة أمريكية، تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء والحديدة والجوف، وتخلف العشرات من القتلى والجرحى. وكأن الحرب هناك لا تكفي، فتأتي الغارات لتزيد من معاناة بلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وسط تجاهل عالمي مريع. الشعب اليمني يدفع وحده ثمن حرب عبثية مزقتها الطائفية، وعمقتها التدخلات الإقليمية والدولية.

أما على الجبهة الإيرانية، فتدور المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن في أجواء متوترة، تحت سحب التهديدات الإسرائيلية المتكررة. وفي الوقت الذي تناقش فيه القوى الكبرى “الأمن العالمي”، تغيب مصالح شعوب المنطقة عن الطاولة، وكأن الأمر كله يدور بين نخب حاكمة تحرص فقط على البقاء، لا على السلام، ولا على تنمية المنطقة التي تنزف على مدار الساعة.

ثلاثة مشاهد في ثلاث دول، لكنها تعكس وجهاً واحداً: وجه صراع دائم، تحكمه أجندات متشابكة، محلية وإقليمية ودولية، بينما الشعوب تعاني في صمت، تُهجر، تُقتل، وتُحرَم من أبسط حقوقها في الأمن، والغذاء، والتعليم، والحياة الكريمة.

إن ما يجمع بين غزة واليمن والملف النووي الإيراني هو غياب الإرادة الجادة لتحقيق السلام، وغياب المساءلة عن كل هذا الدمار والدم. النخب السياسية في المنطقة تعيش في أبراجها العالية، محصنة من الألم، بينما البسطاء على الأرض هم من يُدفنون تحت الأنقاض، ويُطاردون في خيام اللجوء، ويُتركون فريسة للفقر والتهميش واليأس.

إن وقف هذا النزيف لم يعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة وجودية. مصلحة الجميع — شعوباً وحكاماً — تقتضي إنهاء الصراعات، وبدء مرحلة جديدة تُبنى فيها الدول على أسس من العدالة والتنمية والكرامة. كما أن العالم كله، وقد أصبح قرية صغيرة، لن يكون في مأمن من تبعات هذا الحريق المستعر في الشرق الأوسط. فالإرهاب، والهجرة، والركود الاقتصادي، لا تعرف حدوداً، ولن تبقى محصورة داخل جغرافيا النزاع.

فلنقلها بوضوح: لا تنمية دون أمن، ولا أمن دون سلام، ولا سلام دون عدالة. وما لم تُدرك النخب الحاكمة أن أمنها يبدأ من أمن شعوبها، فإن الفوضى ستبقى هي القاعدة، والاستقرار هو الاستثناء.

نعم، الشرق الأوسط يحترق… لكن لا يزال في الوقت بقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إن وُجدت الإرادة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تطالب تركيا بالحياد في الأجواء السورية حال التصعيد مع إيران
  • عاجل - ترامب يعلن استهداف مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في اليمن
  • من غزة إلى الموصل ودمشق.. البابا فرنسيس في عيون سكان الشرق الأوسط؟
  • ما حجم استفادة دول الشرق الأوسط من الحرب التجارية؟
  • وكالة الفضاء الأوروبية تفرض قيود على الصور الفضائية لليمن  
  • لماذا طلبت حماس من تركيا نقل صفقتها إلى ترامب؟
  • الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط.. ساكو مرشحا لخلافة بابا الفاتيكان
  • التحركات الأخيرة في حضرموت ومشروع “الشرق الأوسط الجديد”
  • الشرق الأوسط يحترق… والشعوب وحدها تدفع الثمن
  • أردوغان: تركيا تواجه تهديدًا أكبر من الحرب!