18 فبراير خلال 9 أعوام.. 19 شهيدًا وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يومَ الثامن عشر من فبراير خلال الأعوام: 2016م، و2017 م، و2018م، و2022م، ارتكاب جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشية، وقصفه المدفعي والصاروخي،
وإلقاء منشورات دعائية وحرب نفسية مضللة، على المنازل والممتلكات والأحياء السكينة والمزارع، ومركز تجميع مخلفات العدوان، وشاحنات وناقلات الغاز المنزلي، وشبكة اتصالات، ومنشآت مدنية، في محافظات صنعاء، وصعدة، ومأرب، والحديدة.
أسفرت عن 5 شهداء، و14 جريحاً، بينهم نساء وأطفال، وتهجير عشرات الأسر من منازلها، وترويع الآمنين، وتلويث البيئة بإشعاعات محرمة دولية، ومضاعفة المعاناة، واستهداف المعايش، وتفاقم الأوضاع المعيشية، في ظل شحة المساعدات الإنسانية، وصمت الأمم المتحدة المشجع لاستمرار العدوان والحصار وارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
18 فبراير 2016.. شهيدان في جريمة حرب لقصف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ شاحنة وسيارة محملتين بالغاز المنزلي بالجوف:
في الثامن عشر من فبراير 2016م، ارتكب العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة حرب جديدة، باستهدافه المباشر لشاحنة وسيارة محملتين بالغاز المنزلي في منطقة عقبة مديرية برط العنان بالجوف، ما أسفر عن شهيدين، وتحويل الحمولة إلى كومة من الخردة وكرتي نار متصاعد على الطريق العام، وقطعت الطريق، وأرهبت المسافرين وأبناء المنطقة، وتشديد الحصار، وزيادة المعاناة، ونقص احتياجات المواطنين.
مشاهد السيارة والشاحنة المدمّـرتين وأسطوانات الغاز في كُـلّ اتّجاه تنفجر بضربة الطيران المباشرة، وتفحمت جثث السائقين، وجمعت أوصالهما وعظامهما من فوق الحديد المدمّـر على طربال بلاستيكي، في مشهد وحشي، يهز جبين الإنسانية”.
يقول أحد المواطنين: “هذه سيارة مواطن وأثناء مرورها إلى منتصف الطريق ضربها العدوان وهي محملة أسطوانات غاز، وتفجرت السيارة بحمولتها، واستشهد السائق، وهذا عدوان غاشم ودليل فشلهم، ولا يزيد الشعب اليمني إلا قوة وصموداً وثباتاً”.
استهدف المدنيين والأعيان المدنية والطرقات العامة جريمة حرب وحرابة متعمدة، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، تنبى عن وحشية العدوان، وإمعانه في تعميق معاناة المواطنين وزيادة الحصار على غاز الطبخ وتحضير الطعام.
تعد هذه الجريمة حلقة أُخرى من سلسلة جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي بحق المدنيين في اليمن، وتؤكّـد على استهدافه الممنهج للبنية التحتية المدنية، ومضاعفة معاناة الشعب اليمني.
18 فبراير 2016.. غارات العدوان تستهدف شبكة اتصالات ومنازل المواطنين وتلقي منشورات حرب نفسية على سحار صعدة:
وفي اليوم والعام ذاته، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي شبكة الاتصالات في منطقة الشط، كما ضربت بصاروخ يحمل منشورات على منطقة قحزة بمديرية سحار محافظة صعدة.
استهداف شبكة الاتصالات:
في جريمة حرب جديدة، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي شبكة الاتصالات في منطقة الشط بمديرية سحار، تسبب القصف بتدمير شبكة الاتصالات ومحلقاتها ومولد الكهرباء ومخزن الوقود، وتحويلها إلى دمار ورماد وأعمدة من الدخان المتصاعد، وقد أَدَّى هذا الاستهداف إلى حرمان المواطنين من خدمة الاتصال والتواصل، وعزلهم عن أهاليهم وذويهم والعالم الخارجي، كما تضرر معظم المواطنين ومزارعهم وممتلكاتهم المجاورة، وتضاعفت معاناتهم المعنوية والنفسية.
يقول أحد الأهالي: “طيران العدوان استهدف شبكة الاتصالات بـ 4 غارات جوية، أمس الليل واليوم الصباح بـ3 غارت، وانقطعت الاتصالات في المنطقة بشكل كامل، وتضررت المنازل والمزارع والسيارات، ونزحت عشرات الأسر، ونحن على ثقة أنه كلما زاد طغيانهم، كلما قربت نهايتهم”.
استهداف منزل مواطنين وإلقاء منشورات حرب نفسية:
في منطقة قحزة بمديرية سحار، تضررت منازل المواطنين جراء القصف الجوي، وشهدت موجة من النزوح والرعب في نفوس الأطفال والنساء، وتفاقمت الأوضاع المعيشية، كما ألقت طائرات العدوان منشورات حربية نفسية على المنطقة، في محاولة لإثارة البلبلة والحرب النفسية والدعائية للنيل من صمود الساكنين، وإجبارهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم.
من العبارات المكتوبة على تلك المنشورات “إلى الشعب اليمني الشقيق، أما آن الوقت لتحكيم العقل، الإيمَـان يمان والحكمة يمانية، ولا مكانَ للفُرس والخونة في بلاد اليمن” وبجوار هذه العبارة صورة العلم اليمني.
يقول شاهد عيان: “نحن شعب يمني يعرفنا التاريخ والحضارة، ونحن أصل العرب، طيران العدوان يستهدف منازلنا ويقتل أطفالنا ونساءنا ويتهمنا بأنا فرس، خونة، في أي عالم هذا البهتان يقتلون الشعب ويتهمونه بأنه من شعب آخر، إذَا في السعوديّة وإيران عداء، إيران معروفة حاربوها اقصفوها هي ليش تبيدون الشعب اليمني بهذه الكذبة الحمقاء”.
يعد استهداف شبكات الاتصالات والمنازل وإلقاء المنشورات الورقية جريمة حرب عسكرية ونفسية ومعنوية على المدنيين، ويهدف إلى تهجيرهم ونشر الرعب في صفوفهم، والنيل من عزائمهم.
18 فبراير 2016.. غارة جوية سعوديّة أمريكية تستهدف حيًّا سكنيًّا بصاروخ محمل بمنشورات دعائية في صنعاء:
وفي سياق منفصل من اليوم والعام ذاته استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، حي بستان السلطان بمديرية التحرير في العاصمة صنعاء، باستخدام صاروخ متفجرٍ حمل معه منشورات ورقية مكتوبة بعبارات وصفت بـ”الحرب النفسية” والدعاية المُضللة؛ ما أَدَّى إلى أضرار مادية في منازل المدنيين، وتدمير جزئي للممتلكات، وتهديد مباشر لأرواح السكان، وسط حالة من الذعر الجماعي.
كما خلفت الضربة أضراراً مادية، تمثلت في انهيار جدران وأسقف عدد من المنازل، مع تضرر ممتلكات شخصية للأسر، وقطع التيار الكهربائي وتضرر البنية التحتية للحي، وعانى الأهالي من صدمات نفسية جراء عنف الغارة المفاجئة.
استهداف الحي السكني بصاروخ متفجر يحتوي منشورات ورقية تخلط بين التهديد النفسي والدعاية السياسية، انتهاك مزدوج، وتدمير مادي للمنازل، وإرهاب معنوي للسكان، وهو ما يُمثل محاولة لخلق انقسام مجتمعي وزرع الخوف.
يُعتبر استهداف الأحياء السكنية الكثيفة انتهاكاً صارخًا للمادة 51 من البروتوكول الإضافي لاتّفاقيات جنيف، التي تحظر الهجمات العشوائية أَو تلك التي تسبب معاناة مدنية مفرطة، فيما استخدام المنشورات الدعائية مع الأسلحة المتفجرة يُشكل “حربًا نفسية” محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني، خَاصَّة عند اقترانها بعنف مادي.
التأثير الإنساني المتعمق، للجريمة، يهدف إلى تكريس الخوف وتدمّـير مقومات الحياة وتتلاعب بالوعي ما يزيد من معاناة السكان ونزوحهم وانعدام الأمن، في ظل غياب تعويضات أَو إصلاحات ومحاولة التحالف تشويه صورة المدنيين وربطهم بأطراف النزاع عبر رسائل تبرّر استهدافهم.
يقول أنس الذاري، أحد سكان الحي: “الغارات هزّت المنازل وكسرت النوافذ، ودمّـرت الجدران وعدد من الغرف، والمنشورات كانت مُلْقاة بين الحطام… كأنهم يريدون تدمير بيوتنا وعقولنا معًا، ومع هذا يكتبون في منشوراتهم قصائد مدح لحب اليمن وهم يقتلون شعبه ويدمّـرون بنيته، ويتحدثون عن الحكمة اليمانية، فهل تدمير اليمن من الحكمة؟”.
تضيف أم أنس، ربة منزل: “الأطفال ما زالوا يصرخون ليلًا من كوابيس الانفجار… هذه ليست حربًا على مواقع عسكرية، بل عقاب جماعي لنا”.
بدوره يقول مالك المنزل: “صنعاء عصية عليكم يا آل سعود، والشعب صامد، واليمن سينتصر، وما هو في هذه المنشورات عبارة عن كلام مستهلك لتبرير جرائمه، وغسل يديه من الدم اليمني، هذا المنزل فيه نساء وأطفال، استهدف الساعة واحدة ظهراً؛ مِن أجلِ إجبارنا على الفرار، والنزوح، ولكن صنعاء التاريخ والحضارة صامدة، بكل شبابها وشيوخها، ولن يثنينا العملاء والخونة، يخربون منازلنا ويريدون إقناعنا بهذه الأوراق”.
السلطات المحلية في صنعاء أدانت الغارات؛ باعتبَارها “جريمة حرب ممنهجة”، ودعت المنظمات الدولية إلى تحميل العدوان مسؤولية تصعيد جرائمه، فيما أشَارَت منظمات حقوق الإنسان” في بيان إلى أن “استخدام المنشورات الدعائية مع الأسلحة المتفجرة تكتيك خطير يُمَأسِسُ لانتهاك مزدوج للحماية المدنية”، مقابل صمت الأمم المتحدة المتواطئة مع العدوان.
هذه الجريمة ومثيلاتها تدعو المجتمع الدولي، لتشكيل لجان مستقلة للتحقيق في سلسلة جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، بما فيها جريمة بستان السلطان، وسرعة رفع الحصار عن اليمن ووقف العدوان، وفتح الممرات الإنسانية، وإعادة الإعمار وإدراج قادة تحالف العدوان في قوائم العقوبات الدولية لارتكابهم جرائم حرب وانتهاك القوانين الدولية والإنسانية.
جريمة بستان السلطان ليست معزولة، بل حلقة في سلسلة جرائم حرب منهجية، تزامنت مع جريمة مماثلة على منطقة قحزة في مديرية سحار بمحافظة صعدة، تستهدف المدنيين وتحاول إخضاعهم عبر الخوف والتدمير.
18 فبراير 2016.. طيران العدوان يستهدف مقر المؤتمر الشعبي العام بصرواح مأرب:
وفي اليوم والعام ذاته، كان مقر حزب المؤتمر الشعبي العام الخالي من الموظفين والعاملين، والأعضاء، في مديرية صرواح محافظة مأرب، هدفاً لغارات العدوان السعوديّ الأمريكي، التي حولته إلى كومة من الدمار والخراب، في جريمة حرب جديدة تستهدف الأعيان المدنية والمنشآت التحتية.
يقول أحد الأهالي: “هذا هو مقر حزب المؤتمر الشعبي العام في مديرية صرواح، تم استهدافه من قبل طيران العدوان بعدة غارات ما أسفر عن تدميره بشكل كامل، ما كان فيه غير صور للحصان، ومرشح الحزب عفاش، وكرتون أشرطة قديمة حرب ناعمة وغناء”.
استهداف المقار الحزبية، جريمة حرب تنتهك القوانين والمواثيق الدولية، وتعد سافر على الديمقراطية، والتعددية السياسية، ومحاولة منع لبقاء أي مقوم من مقومات الحياة، وجوانبها السياسية والحزبية، فيما يقول آخرون إن استهداف المقر يعتبر استهدافاً لكل منتسبي حزب المؤتمر الشعبي العام العريق في اليمن.
18 فبراير 2017.. طفل شهيد و6 جرحى أغلبهم نساء بقصف مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي لمنزل مواطن في صعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، استيقظت العائلات في منطقة طلان بمديرية حيدان بمحافظة صعدة، على صوت انفجارات هزت أركان منازلهم، قصف صاروخي ومدفعي من قبل جيش ومرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي استهدف منازل المدنيين، ليحول يومهم إلى مأساة، في جريمة حرب جديدة.
طفل شهيد ونساء جرحى:
القصف الذي استهدف منزلاً في منطقة طلان، أسفر عن استشهاد طفل وإصابة ستة مدنيين آخرين، أغلبهم من النساء. الطفولة التي كانت تتمنى أن تنعم بالأمان والسلام، وجدت نفسها ضحية لقصف لم يراعِ حرمة الطفولة ولا براءة الأطفال.
أحد الناجين من القصف، تحدث بصوت يملؤه الحزن والألم: “لم نكن نتوقع أن يتحول منزلنا إلى مقبرة لأطفالنا ونسائنا، كنا نعيش بأمان، ولكن القصف لم يرحمنا، نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الحرب الظالمة التي تستهدف المدنيين الأبرياء”.
جريحة من فوق سرير المستشفى تقول: “ضربونا بالمدفعية وقت الظهر ونحن وقت الغداء، ونحن 5 نسوان و2 رجال جرحى وطفل شهيد، حسبنا الله ونعم الوكيل، هذا عدوان غاشم، من جهة جيزان”.
استهدف المدنيين في منطقة طلان، جريمة حرب تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني، المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى، بتحمل مسؤولياته والتدخل الفوري لوقف هذه الحرب العبثية التي تزهق أرواح الأبرياء وتدمّـر كُـلّ جميل في اليمن.
18 فبراير 2018.. شهيد وأربعة جرحى ومحاصيل تحرق وممتلكات ومنازل تدمّـر بغارات العدوان السعوديّ الأمريكي على الحديدة:
لم تكن ساعات فجر الثامن عشر من فبراير 2018م سوى لحظات هدوء اعتيادية في منطقة التحيتا النائية بمحافظة الحديدة، حتى حوّلها طيران العدوان السعوديّ الأمريكي إلى كابوس جديد يُضاف إلى سجل معاناة اليمنيين، جراء غارت وحشية مباشرة استهدفت منازل مدنية ومزارع لأهالي المنطقة، مخلفةً شهيدًا واحدًا وأربعة جرحى بينهم أطفال ونساء، وتدمير ممتلكاتٍ كانت مصدر رزق لعائلات تكافح؛ مِن أجلِ البقاء.
سقطت الغارات على مجموعة من المنازل الطينية والمزارع في منطقة يعتمد سكانها على زراعة الحبوب وتربية الماشية، فتسببت الغارات في انهيار منزلين بالكامل، بينما تحوّلت حقول القمح القريبة إلى حطام محترق.
بحث الأهالي بأيديهم العارية عن أغراضهم تحت الركام، بينما علت أصوات النساء بالنياح: “خبزنا وملابس أطفالنا تحت التراب!”، وأكّـد مسعف محلي أن الجرحى نُقلوا على عربات “تكتك”؛ بسَببِ غياب الإسعافات، فيما تعجز المستشفيات عن توفير الأدوية الأَسَاسية جراء الحصار.
أحرقت الغارة 5 فدادين مزروعة، كانت تشكل المصدر الوحيد لدخل 3 عائلات، يقول المزارع “أحمد ناصر”: “دمّـروا أرضي وماشتي.. العدوان لا يترك لنا حتى حبة قمح نُطعم أطفالنا.
يقول أحد الأهالي: “ابن عمي استشهد في المزرعة واحترقت السيارة، وجرح ابنه، وقصف الدنيا كلها، هذه مزرعة علي أحمد خربوا الشجر وأرعبوا الصغار والكبار، التحيتا لا فيها سلاح ولا مقاتلين، مزارعين بعد لقمة عيشهم، حتى العشة الذي نسكنها تدمّـرت ونحن خارج”.
ضحايا الغارات كان أحدهم يعمل على إصلاح مضخة مياه زراعية حين استهدف ووقع على الأرض مفارقاً للحياة، قبل وصول أية مساعدة، وتقول والدة أحدهم وهي تصرخ: “ماذا فعل طفلي بحربكم؟”.
يُعتبر استهداف المزارع والمنازل انتهاكًا للمادة 54 من البروتوكول الإضافي لاتّفاقيات جنيف، التي تحظر تدمير مصادر بقاء المدنيين.
تحت رماد غارة التحيتا، لم تُدفن جدران المنازل فقط، بل دُفنت معها أحلام عائلاتٍ دفعت ثمنَ صمت العالم، كُـلّ شهيد يروي قصة نظام دولي فشل في حماية الأبرياء، وكل جريح يُذكّر بأن الحصار لا يقتل بالجوع فقط، بل بدم بارد، اليوم، يحتاج اليمن إلى أكثر من إدانات ورقية.. يحتاجُ إلى ضمير إنساني حي يُوقف هذه الآلة الوحشية.
18 فبراير 2022.. شهيد و4 جرحى بقصف العدوان موقع لتجميع مخلفات الحرب بصنعاء:
في جريمةٍ حرب جديدة تكرّس إفلات العدوان السعوديّ الأمريكي من العقاب، وتحويل مخلفات حربه إلى قنابل موقوتة، قصفت طائراته، يوم 18 فبراير 2022م، موقعًا تابعًا للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في مديرية بني مطر بصنعاء، كان مخصصًا لتجميع مخلفات الصواريخ والقنابل العنقودية التي ألقاها التحالف سابقًا على مناطق يمنية، الغارات، أسفرت عن شهيد و4 جرحى، ودمّـرت كسارة مواطن، والموقع، وفجَّرت 7 قنابل محظورة دوليًّا من نوع (GUB-31) المعروفة باسم (JDAM)، تحتوي على اليورانيوم المنضّب، مُحوِّلةً المنطقة إلى بؤرة إشعاعية تهدّد حياة الآلاف لسنوات قادمة.
كان المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام يجمع أسلحةً خطرة خلفتها غارات العدوان السابقة، كالقنابل العنقودية وصواريخ (JDAM)، في محاولة لتطهير المناطق المدنية من مخلفات الحرب، من بين القنابل المستهدفة (GUB-31) مُصنفة كأسلحة “محرمة دوليًا”؛ بسَببِ احتوائها على اليورانيوم المنضّب، الذي يتسبب بتلوث بيئي واسع وطويل الأمد، ويرتبط بأمراض سرطانية وتشوهات خلقية.
استهداف هذا النوع من الأسلحة أسفر عن تداعيات، تتمثل في تناثر شظايا مشعة في الهواء، ووصولها إلى منازل المدنيين ومساجد قريبة، وَتدمير مبانٍ سكنية، وإصابة عشرات المدنيين بأعراض تنفسية حادة؛ بسَببِ استنشاق الغبار السام، وتحويل الموقع إلى “منطقة مُلوثة إشعاعيًا” يتعذر إزالة آثارها دون معدات متخصصة ممنوعة جراء الحصار.
الحرب لا تنتهي بانتهاء القصف:
وفي شهادات ميدانية يقول علي صالح، عامل بالمركز التنفيذي: “كنا نحاول إنقاذ الناس من الموت البطيء؛ بسَببِ المخلفات، فجاء العدوان ليقتلنا باليورانيوم! الحصار يمنعنا من استيراد أجهزة الكشف عن الإشعاع، والآن أصبح الخطر يهدّد كُـلّ من يقترب من المنطقة”.
بدوره يقول مواطن آخر: “استشهد أخي وانتهت المنازل المقابلة لهذا المكان، والقنابل التي كانت هنا تدمّـرت كامل، الجبل تحول إلى كتلة نار، وأطفالي كانوا يقولون لي يا أبه القيامة قامت، ومكان تجميع المخلفات والكسارة، كُـلّ شيء تدمّـر، والمنازل المجاورة انتشرت فيها الشظايا، أخي الشهيد كان كله بارود، وهذه جريمة حرب، ويعرف العدوان والأمم المتحدة أن هذا المكان لتجميع مخلفات القنابل العنقودية، والصواريخ والقنابل التي لم تنفجر”.
بدورها تقول أم ياسر، ساكنه بالجوار: “أطفالي يعانون من طفح جلدي وضيق تنفس منذ غارات العدوان على مكان تجمع مخلفات الحرب، ماذا فعلنا لنستحق هذا العذاب؟ الحرب انتهت عندهم، لكنها تبدأ عندنا بموت صامت”.
صاحب كسارة أحجار مجاورة يقول: “خسارتي أكثر من 150 مليوناً، تدمّـرت المعدات بالكامل، والعمال فقدوا عملهم، وأنا فقدت مصدر رزقي، والأضرار ليس لها وصف”.
قانونياً: يُحظر استخدام اليورانيوم المنضّب بموجب بروتوكول جنيف لحماية البيئة في النزاعات المسلحة (1996)، لارتباطه بأضرار بيئية غير قابلة للإصلاح، فكيف باستهدافه المباشر، إذَا يعتبر استهداف موقع مدني مخصص للتخلص من الأسلحة انتهاكاً لـلقانون الدولي الإنساني، الذي يُلزم الأطراف المتحاربة بإزالة مخاطر مخلفات الحرب، ولكن العدوان لم يكتف بذلك بل منع دخول المعدات والأجهزة اللازمة لتطهير المناطق الملوثة، ما يُعرّض المدنيين لخطر التسمم الإشعاعي لعقود.
لهذه الجريمة تأثيرات إنسانية وبيئية طويلة الأمد؛ باعتبَارها كارثة صحية، إذ تؤكّـد منظمة “اليوم التالي” أن التعرض لليورانيوم المنضّب يزيد معدلات السرطان في اليمن بنسبة 40 % منذ 2015، وتدمير للنظام البيئي، إذ أن تلوث التربة والمياه سيُهلك الزراعة والثروة الحيوانية؛ ما يضاعف مخاطر المجاعة، وتودي إلى إفلات مجرمي الحرب من العقاب؛ بسَببِ غياب أي تحَرّك دولي لمراقبة التلوث الإشعاعي أَو محاسبة العدوان الذي يُكرّس استخدام اليمن كـ”مختبر” للأسلحة المحرَّمة.
هذه الجريمة تدعو المجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتقييم الأضرار الإشعاعية في اليمن، وإجبار العدوان على توفير معدات فك الألغام وإزالة التلوث الإشعاعي، وَرفع الحصار عن دخول الأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج ضحايا التسمم، وَإدراج استخدام اليورانيوم المنضّب في قائمة جرائم الحرب بالمحكمة الجنائية الدولية.
استهداف بني مطر ليس مُجَـرّد غارة عابرة، بل هو إعلان حربٍ جديدة على الأجيال القادمة، كُـلّ حبة تراب ملوثة بالإشعاع تُذكّر العالم بأن سكوتَه عن جرائم التحالف يجعله شريكًا في إبادة شعبٍ بكامله، ليس بالصواريخ فحسب، بل بالصمت أَيْـضاً.
التغطية الإعلامية والدولية الضعيفة لهذه الجرائم تُعمّق إفلات العدوان من العقاب، ما يستدعي تضافر جهود الإعلام المستقل، والمنظمات الحقوقية، والضغط الشعبي لوقف هذه الجرائم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: طیران العدوان السعودی المؤتمر الشعبی العام الیورانیوم المنض ب جریمة حرب جدیدة شبکة الاتصالات المجتمع الدولی غارات العدوان الشعب الیمنی مخلفات الحرب فی جریمة حرب مدیریة سحار هذه الجریمة جرائم الحرب فی مدیریة فی منطقة فی الیمن یقول أحد أسفر عن تدم ـر
إقرأ أيضاً:
“11 فبراير” يعود بحصيلة تاريخية لـ 12 شهرًا.. اليمن يضاعف “الخروج الأمريكي المذل”
يمانيون../
يحل الـ 11 من فبراير مجدّدًا، وتتجدد فيه محطات النضال المشرفة التي عمدها الشعب اليمني الحر الأبي بدمه وتضحياته العظيمة، في مسار ثوري خلق أعظم التحولات في المنطقة بقيادة السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي.
ففي 11 فبراير العام 2011 انفجرت إرادَة الشعب وخرج إلى الساحات والميادين حاملًا مطالب مشروعة تم الالتفاف عليها؛ لتأتي الثورة السبتمبرية الفتية وتصحح المسار، فخلقت اليوم التاريخي خلال الأشهر الأولى لانتصارها حينما تم طرد الوجود الأمريكي من اليمن في 11 فبراير العام 2015 وذلك بصورة مذلّة.
أما التاريخ ذاته من العام 2025 فيأتي وقد طرد اليمنُ القوات الأمريكية البحرية من المنطقة برمتها، وذلك بعد أن خاضت القوات المسلحة اليمنية أعظم الملاحم التاريخية في مواجهة الوجود العسكري المعادي الأمريكي والغربي؛ إسنادًا لفلسطين، حتى سحبت واشنطن أذيال الهزيمة وراء أربع من حاملات طائراتها التي كانت تهيمن على المنطقة إلى أقصى شرقها، والكثير من مدمّـراتها وسفنها العسكرية، ومعها كافة القطع العسكرية الأُورُوبية، ليكتب اليمن تاريخًا جديدًا خاليًا من السطوة الأمريكية الغربية، وهنا تظهر جليًّا آفاق الثورة التحرّرية التي فجرها الشعب في الـ21 من سبتمبر 2014، والتي يبدو أنها تتجه لتكون المخلص لكل الشعوب العربية والإسلامية من هيمنة واشنطن ومن يدور في فلكها.
وبهذه المناسبة التي تنفح بالحرية والاستقلال، نسلط الضوء في هذا التقرير، على أبرز المحطات التي استهدفت فيها القوات المسلحة اليمنية، الوجود الأمريكي في المنطقة، حتى أظهرت هشاشة وضعف واشنطن، وأكّـدت للعالم أن مواجهة السطوة الأمريكية يتطلب القرار الشجاع، وليس الإمْكَانيات الموازية، حَيثُ تمكّن اليمن بقدراته البسيطة –والتي طورها تدريجيًّا– من فرض معادلات أعجزت الولايات المتحدة، فأجبرها على إعادة حساباتها العسكرية وتطوير منظوماتها الحربية بما يوازي التحدي اليمني المفروض، وتصريحات القادة العسكريين الأمريكيين لم تخف ذلك وقد أكّـدت أنها تعيد دراسة البقاء في المنطقة وفق متطلبات عسكرية تواكب القدرات اليمنية.
وفي المقابل فَــإنَّ عجلة التطوير اليمنية مُستمرّة وستظل سابقة بخطوة لكل التحَرّكات الأمريكية، حتى تقتنع واشنطن أن الثورة التي طردتها من اليمن، ما تزال عجلتها تتحَرّك بوتيرة عالية وقاعدة صلبة لطردها من باقي أجزاء المنطقة، خُصُوصًا وأن سماء بلادنا وبرها وبحرها قد صار محرمًا على الطائرات والسفن والآليات الأمريكية، وجار العمل لتوسيع مبدأ الحرية والاستقلال على أوسع رقعة جغرافية عربية إسلامية.
بعد هروب فبراير 2015.. اليمن يوسع مطاردة أمريكا:
بعد ضربة التوتشكا اليمنية على باب المندب في الـ 15 من ديسمبر 2015 وسقوط 167 قتيلًا من جنسيات مختلفة، منهم الكثير من الأمريكيين، دشّـنت اليمن أولى بدايات الاستهداف العسكري المباشر للوجود الأمريكي، وما لحقها من ضربات، حتى استهداف قاعدة الظفرة في الإمارات والتي تضم قوات أمريكية وفرنسية في الـ 24 من يناير العام 2022، تأكّـد لواشنطن أن ما حدث في 11 فبراير 2015 كانت لعنة ستظل تلاحقها إلى ما لا نهاية.
ومع معركة طوفان الأقصى التاريخية وما قابلها من إجرام أمريكي صهيوني غربي بحق الشعب الفلسطيني، دخلت اليمن الخط بعمليات خاطفة انطلقت في نوفمبر 2023، فكان التدخل الأمريكي متزايدًا لإسناد المجرم الصهيوني، فعززت واشنطن ذلك بتشكيل تحالف عدواني على اليمن بمشاركة بريطانيا في الـ 12 من يناير 2024، ليضم بلدنا العدوّ الأمريكي بجانب الصهيوني إلى دائرة الاستهداف في معركته “الفتح الموعود والجهاد المقدس” التي دشّـنها السيد القائد في بيانه الصادر بتاريخ 4 يناير 2024م، وهنا افتتح اليمن رسميًّا مسار ضرب القوات الأمريكية البحرية، وذلك في 24 يناير لذات العام، عندما تم الاشتباك معَ عددٍ مِنَ المدمّـراتِ والسفنِ الحربيةِ الأمريكيةِ في خليجِ عدن، وبابِ المندبِ أثناءَ قيامِ تلكَ السُّفُنِ بتقديمِ الحماية لسفينتينِ تجاريتينِ أمريكيتينِ وكانَ من نتائجِ عمليةِ الاشتباك إصابة سفينةٍ حربيةٍ أمريكيةٍ إصابة مباشرة، وإجبار السفينتينِ التجاريتينِ الأمريكيتينِ على التراجعِ والعودةِ، ووصولُ عددٍ من صواريخِنا البالستيةِ إلى أهدافها رغمَ محاولةِ السفنِ الحربيةِ اعتراضها، حسب تأكيد متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع؛ لتفتح هذه العملية –التي استمرت ساعتين– الشهية أمام قواتنا المسلحة لتواصل هذا المسار التحرّري الواسع، والمساند لفلسطين.
وبعدها بأقل من أسبوع وتحديدًا في الـ 31 من الشهر ذاته، أطلقت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عدة صواريخ بحرية مناسبة على المدمّـرة الأمريكية “يو إس إس غريفلي” في البحر الأحمر، فيما تم في الـ 22 من فبراير 2024 استهداف مدمّـرةٍ أمريكيةٍ في البحرِ الأحمر بعددٍ من الطائراتِ المسيَّرة.
ومع تطور القدرات اليمنية المواكبة لمتطلبات الردع، ارتفعت وتيرة العمليات بشكل متسارع ضد الوجود العسكري الأمريكي، حَيثُ نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ في الـ 5 من مارس 2024 عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ من خلالِها مدمّـرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر وذلك من خلال قواتِنا البحريةِ والقوةِ الصاروخيةِ وسلاحِ الجوِّ المسيَّر، وقدْ تمَّ تنفيذُ العمليةِ بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ والطائراتِ المسيَّرة حسبما أكّـده العميد سريع آنذاك، وبعد أقل من 20 يومًا ومع تزامن الذكرى التاسعة للعدوان على اليمن، نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيَّر في الـ 26 من مارس لذات العام، عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ مدمّـرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر، بالإضافة إلى ضرب سفينتين أمريكيتين وأُخرى بريطانيتين في خليج عدن والبحر الأحمر.
وتواصل الردع اليمني لينفذ سلاحُ الجوِّ المسيَّر في الـ 24 من إبريل 2024 عمليتين عسكريتين استهدفتْ إحداهما مدمّـرةً حربيةً أمريكيةً في خليجِ عدن، بعددٍ منَ الطائراتِ المسيَّرةِ واستهدفت العمليةُ الأُخرى سفينةَ (MSC VERACRUZ) الإسرائيلية في المحيط الهندي بعددٍ من الطائراتِ المسيَّرة، وقدْ حقّقتِ العمليتانِ أهدافهما بنجاحٍ، وبعد أقل من أسبوع نفذتِ القواتُ المسلحةُ في الـ30 من ذات الشهر، عملياتٍ عسكريةً ضدَّ السُّفُنِ الحربيةِ المعاديةِ في البحرِ الأحمر منها استهداف مدمّـرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ وذلكَ بعددٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ، ونجحت في تحقيق الأهداف.
وبعد نصف شهر، وتحديدًا في منتصف مايو 2024 نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً استهدفتِ المدمّـرةَ الأمريكيةَ “ميسون” في البحرِ الأحمر وذلكَ بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ وكانتِ الإصابة دقيقةً، ثم تفاجأ العدوّ في الـ 27 من الشهر ذاته، بعمليتين نوعيتين استهدف بها سلاح الجو المسيَّر مدمّـرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر وقد حقّقتِ العملياتُ أهدافها بنجاح.
تدشين إجهاض وظائف “الحاملات”.. تاريخ جديد لملاحقة فلول واشنطن:
ومع اختتام شهر مايو 2024، افتتحت القوات المسلحة اليمنية مسارًا تصعيديًّا جديدًا ضد القوات الأمريكية، بأول استهداف تاريخي لحاملات الطائرات الأمريكية التي ظلت جاثمة على صدور شعوب المنطقة، وضاغطة على القوى العسكرية الكبرى، حَيثُ نفذت القوات المسلحة اليمنية في الـ 31 من الشهر ذاته، عملية مشتركة بين القوة الصاروخية والقوة البحرية، استهدفتْ حاملةَ الطائراتِ الأمريكيةَ “أيزنهاور” في البحرِ الأحمر، وقد نُفذتِ العمليةُ بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والباليستيةِ وكانتِ الإصابة دقيقةً ومباشرةً.
وما إن التقط طاقم الحاملة أنفاسهم أخيرًا بعد تراجعها قليلًا إثر ليلة دامية، حتى افتتح اليمن الشهر الذي يليه، وتحديدًا في الأول من يونيو 2024 باستهداف ثانٍ للحاملة أيزنهاور شمالي البحر الأحمر بعد هروبها قليلًا من مكانها الذي استهدفت فيه في الليلة السابقة، وقد كانت هذه العملية في إطار ست عمليات نوعية، كانت الأولى والثانية من نصيب القوات الأمريكية، حَيثُ ومع الاستهداف الثاني لأيزنهاور، تم استهداف مدمّـرة تابعة لواشنطن في البحرِ الأحمر وأُصيبتْ إصابة مباشرةً بعددٍ من المسيَّرات، ليدرك الأمريكي أن فشله يتعاظم، أمام تعاظم القدرات اليمنية.
وفي منتصف يونيو أَيْـضًا نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ والقواتُ البحريةُ عمليتينِ عسكريتينِ في البحرِ الأحمر، الأولى استهدفتْ مدمّـرةً أمريكيةً بعددٍ منَ الصواريخِ الباليستية، وأُخرى سفينة تجارية مخالفة، وبمرور 20 يومًا عن ضرب أيزنهاور ظن العدوّ أن حاملته قد صارت في مأمن بعد تراجعها للمرة الثانية إثر الضربتين المذكورتين، ليتفاجأ في الـ 22 من الشهر ذاته بعملية للقوة الصاروخية استهدفت الحاملةِ (أيزنهاور) شماليَّ البحرِ الأحمر وذلكَ بعددٍ منَ الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ، وقدْ حقّقتِ العمليةُ أهدافها بنجاح حسب تأكيد العميد سريع، لتعلن أمريكا سحب هذه الحاملة بعد يوم من الضربة الثالثة، وبعد عقود من الهيمنة على شعوب المنطقة، قبل أن تتعرض الحاملة ذاتها لاستهداف رابع خلال هروبها من قناة السويس في الـ 24 من يونيو، لينسف اليمن أولى أركان السطوة الأمريكية، ويفتح مراحل جديدة ضد الحاملات الوافدة.
أما في شهر يوليو 2024 فكان باردًا نسبيًّا على العدوّ الأمريكي، غير أنه كان ساخنًا للغاية على العدوّ الصهيوني، حَيثُ شهد في الـ 19 منه أول عملية استهداف لـ”يافا” التي يسميها تل أبيب، بطائرة يافا التي تدم تدشينها لأول مرة، وفي الشهر ذاته أَيْـضًا نفذت أربع عمليات في عمق فلسطين المحتلّة، وذلك على وقع الانسحابات المتتالية للمدمّـرات الأُورُوبية والأمريكية، إلى جانب عمليات في البحر الأبيض المتوسط.
وكان هذا الهدوء على القوات الأمريكية بمثابة إعطاء الفرصة لواشنطن لمراجعة الحسابات قبل بدء ملاحقة الحاملة الوافدة “روزفلت” التي جاءت مطلع أغسطُس 2024 وغادرت بعد أربعين يومًا من قدومها، وما بين قدومها ورحيلها كانت قواتنا تترصد لها، فتم تنفيذ عملية في الـ 7 من أغسطُس الفائت –بعد ثلاثة أَيَّـام من قدوم الحاملة– استهدفت المدمّـرة الأمريكية “كول” في خليجِ عدن وذلكَ بعددٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ، ونفذتِ القوات البحريةُ في ذات اليوم عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ المدمّـرةَ الأمريكيةَ “لابون” بعددٍ من الصواريخِ الباليستية، فكانت هاتانِ الرسالتان كافيتَينِ لأن تجبر واشنطن على سحب “روزفلت” في الـ13 من سبتمبر الماضي، وإخفائها في مسافات بعيدة حول القرن الإفريقي، خشية الاستهداف اليمني الحتمي، وبهذا طردت اليمن ثاني حاملة طائرات أمريكية، لتعود لعنة الانسحاب الأمريكي المذل إلى الواجهة من جديد.
وبعد سحب “روزفلت” توقفت العمليات اليمنية على القوات الأمريكية في البحر خلال ما تبقى من أغسطُس وسبتمبر الماضيين، حَيثُ كانت اليمن مشغولة جوًا بإسقاط طائرات أمريكا الحديثة المتطورة، حَيثُ تم خلال هذين الشهرين إسقاط 6 طائرات طراز إم كيو 9، بعد أن كانت فخر الصناعات الأمريكية، وهنا ثبّت اليمن الفشل الأمريكي جوًّا بعد تثبيته بحرًّا، فيما يشار أن الطائرات الأمريكية التي تم إسقاطها خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس كانت 14 طائرة، آخرها مطلع يناير الماضي.
المعركة البحرية الأوسع.. نقطة فارقة لإغراق الهيمنة الأمريكية:
ومع توقف العمليات بحرًا خلال الفترة المذكورة، ظنت أمريكا أن غاراتها الفاشلة على اليمن قد أفضت إلى نتيجة لتأمين قواتها في البحر، حتى جاء يوم الـ 27 من سبتمبر ليشهد العملية البحرية الأكبر بين اليمن وأمريكا، حَيثُ نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ منْ خلالِها ثلاثَ مدمّـراتٍ حربيةٍ أمريكيةٍ معاديةٍ في البحرِ الأحمر وذلك أثناءَ توجّـههَا لإسنادِ ودعمِ العدوّ الإسرائيلي في معركته ضد فلسطين ولبنان، وقدْ نُفذتِ العمليةُ بـ 23 صاروخًا باليستيًّا ومجنحًا وطائرةً مسيَّرة، وكانتِ العمليةُ مشتركةً بينَ القواتِ البحريةِ وسلاحِ الجوِّ المسيَّرِ والقوةِ الصاروخية، فيما أَدَّت العملية إلى إصابة المدمّـراتِ الثلاثِ إصابات مباشرة، وقد وصفها العميد سريع آنذاك بالعملية البحرية الأوسع، ليتضاعف مسلسل الفشل الأمريكي، وتتصاعد معادلة الردع اليمنية الضاربة لحماية الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وبينما كان العدوّ الأمريكي يحاول تدارك الفشل، بعد تقريبه لحاملة طائرات ثالثة إثر هروب الاثنتين السابقتين “أيزنهاور، وروزفلت”، وتوقف العمليات ضده طيلة شهر أُكتوبر جراء انشغال اليمن بضرب عمق الاحتلال بخمس عمليات، وثلاث عمليات بحرية، جاء يوم الـ12 من نوفمبر الفائت، لتوجّـه القوات المسلحة اليمنية عملية مشتركة بين القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر، لاستهداف الحاملة “إبراهام لينكولن” في البحرِ العربيِّ وذلك بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والطائراتِ المسيَّرةِ وذلك أثناءَ تحضيرِ العدوّ الأمريكيِّ لتنفيذِ عملياتٍ معاديةٍ تستهدفُ بلدَنا، فحقّقت العملية نجاحًا مزدوجًا، تمثل الأول في استهداف الحاملة وبدء تدشين متطلبات طردها، والثاني إفشال أكبر عملية عدوانية، وبالتزامن مع هذه العملية استهدفت القوات المسلحة اليمنية مدمّـرتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر وذلك بعددٍ من الصواريخِ الباليستيةِ والطائراتِ المسيَّرةِ وحقّقتِ أهدافها بنجاحٍ.
وقد كانت هذه العملية بما حملته من رسائل، كافية لأن تجبر العدوّ الأمريكي على سحب ثالث حاملات طائراته “إبراهام لينكولن”، حينما أعلنت ذلك في الـ 19من الشهر ذاته، أي بعد أسبوع تمامًا من ضربها، وهنا تتواصل لعنة الخروج المذل.
ومع خلو البحر الأحمر من أية حاملة أمريكية إثر طرد الثلاث وضرب أكثر من 30 مدمّـرة حربية و11 سفينة شحن عسكري، كانت واشنطن تستقدم مدمّـرات من نقاط أُخرى في المنطقة كمحاولات مستميتة لحماية العدوّ على أنقاض فشل غير مسبوق، فكان مصير ثلاث مدمّـرات أمريكية وست سفن عسكرية هو الاستهداف في ميناء جيبوتي وخليج عدن والبحر الأحمر، بواقع مدمّـرة وثلاث سفن مطلع ديسمبر الفائت، ومدمّـرتين وثلاث سفن شحن عسكري في الـ10 من الشهر ذاته.
أمريكا في محاولة أخيرة.. طرد نهائي لحاملات الطائرات
ومع هذه الحصيلة استقدمت واشنطن حاملة طائرات رابعة تحمل اسم “يو إس إس هاري ترومان”، كمحاولة أخيرة، غير أنها تفاجأت بردع يمني غير مسبوق، حَيثُ استهدفتها اليمن في 8 مناسبات، فتم إحباط أكبر عملية عدوانية على اليمن كانت تهدف لتدمير مقدرات الشعب، حَيثُ تناوبت أوقات الاستهداف بين لحظات الإعداد الأمريكي للاعتداء الواسع غير المسبوق على اليمن، وبين لحظات التمركز لمحاولة البحث عن مكان آمن لتنفيذ مخطّط واشنطن.
ومع ذروة التصعيد اليمني ضد العدوّ الإسرائيلي خلال شهر ديسمبر الذي وصل في بعض الأيّام إلى 3 عمليات أَو 4 خلال 24 ساعة في عمق فلسطين المحتلّة، بدأت اليمن أولى عمليات الاستهداف للحاملة “هاري ترومان”، حسبما أكّـده العميد يحيى سريع في الـ22 ديسمبر2024:، حَيثُ نجحتِ القواتُ المسلحةُ في إفشال هجومٍ أمريكيٍّ بريطانيٍّ على بلدِنا، حَيثُ تم استهداف حاملةِ الطائراتِ يو إس إس هاري أس ترومان وعددٍ من المدمّـراتِ التابعةِ لها بالتزامن مع بَدءِ الهجومِ العدوانيِّ على بلدِنا، وقد أَدَّت هذه العملية لإسقاط طائرة أمريكية طراز إف 18 ليتضاعف الفشل الأمريكي جوًّا وبحرًّا، وفي الـ31 من ذات الشهر تم تنفيذ عمليةٍ مشتركةٍ للقواتِ البحريةِ والقوةِ الصاروخيةِ وسلاحِ الجوِّ المسيَّرِ في القواتِ المسلحةِ اليمنية، استهدفت الحاملةَ بعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ والصواريخِ المجنحةِ أثناءَ تحضيرِ القواتِ الأمريكيةِ لشنِّ هجومٍ جويٍّ كبيرٍ على بلدنا، بعد فشل الهجوم السابق.
ومع بداية العام الجاري، واصل اليمن ضرب الحاملة باستهداف ثالث في الـ 6 من يناير بصاروخينِ مجنحينِ وأربع طائراتٍ مسيَّرةٍ شماليَّ البحرِ الأحمر وذلكَ أثناءَ تحضيرِ العدوّ الأمريكيِّ لشنِّ هجومٍ جويٍّ كبيرٍ على بلدِنا وقدْ أَدَّت العمليةُ إلى إفشال الهجوم للمرة الثالثة، وبعد أربعة أَيَّـام جاء الاستهداف الرابع للحاملة وعدد من قطعها ومدمّـراتها الحربية في الـ10 من ذات الشهر، وتكرّر الهجوم بوتيرة أعلى لذات الهدف وقطع حربية أُخرى بعد أقل من 24 ساعة عن الاستهداف الرابع، وذلك في أكبر عملية اشتباك بحري استمرت 9 ساعات، أرهقت القادة الأمريكيين الذين اعترفوا بذلك.
وفي منتصف الشهر ذاته، نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيَّر عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفت الحاملة للمرة السادسة وعددًا من القطعِ الحربيةِ التابعةِ لها شمالي البحرِ الأحمر بعد انسحاب بعيد قليلًا، وذلك بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والطائراتِ المسيَّرة، خلالَ محاولة واشنطن تنفيذَ عملياتٍ لاستهداف اليمن، ليأتي الاستهداف السابع بعد يومين في الـ17 من يناير بعملية عسكريةٍ نفذتها القواتُ البحريةُ.
وقد اختتم اليمن سلسلة الهجمات على آخر الحاملات الأمريكية “هاري ترومان” فجر الـ19 من يناير العام 2025؛ أي قبل ساعات قليلة من دخول اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، ليؤكّـد اليمن إسناده لغزة حتى آخر اللحظات، فضلًا عن التأكيدات الثورية المتكرّرة لتكفل اليمن بدور المراقب الضامن لتنفيذ الاتّفاق، حَيثُ كانت آخر التأكيدات في خطاب القائد، الثلاثاء، بمناسبة ذكرى الخروج الأمريكي المذل 11 فبراير، والذي أكّـد أن اليمن جاهز للتصعيد في أي وقت ضد العدوّ الصهيوني إذَا أقدم على أي خرق في أية مرحلة من مراحل تنفيذ الاتّفاق.
ومع هذه السلسلة من الاستهدافات، أجبرت أمريكا على سحب الحاملة “ترومان” في الـ 6 من فبراير، لتأتي مناسبة 11 فبراير 2025، وقد صار الهروب المذل محطات متعددة بالنسبة للقوات الأمريكية؛ فمع سحب ترومان والعديد من المدمّـرات يتبقى لواشنطن في البحر الأحمر فقط مدمّـرة واحدة وفرقاطة حسب تقارير أمريكية ودولية، وهنا يتأكّـد للجميع أن اليمن قد أسس لمسار تحرّري استقلالي، نهايته طرد الوجود الأمريكي من المنطقة بالكامل، واستئصال الاحتلال الصهيوني المغروس في خاصرة الأُمَّــة.
وبالتأكيدات المُستمرّة للسيد القائد بشأن الاستعداد لتوجيه أقسى الضربات للعدو الصهيوني ورعاته إذَا ما تم خرق اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة أَو في لبنان، فَــإنَّ المراحل القادمة تنذر بسطوة عسكرية يمنية غير مسبوقة، تترصد واشنطن و”تل أبيب” ومن يدور في فلكهما الإجرامي، ليكون الـ11 من فبراير على موعد مع محطات جديدة من الإذلال اليمني لأمريكا، ولنا في ضرب وطرد أربع حاملات طائرات وأكثر من 30 مدمّـرة حربية و11 سفينة عسكرية، وإسقاط 14 طائرة تجسسية مقاتلة خلال عام فقط وخمسة أَيَّـام فقط –بين 24 يناير 2024 وحتى الـ 19 من الشهر الفائت– شاهد على أن التصعيد القادم سيختصر نصف الرواية في مسلسل الهروب الجماعي لواشنطن وجحافلها، ويكتب اليمن تاريخًا جديدًا مليئًا بالمحطات الفارقة في هذه المناسبة التاريخية.
نوح جلاس| المسيرة