ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: كيف حث الشرع الشريف على التعاون بين الناس وبيان فضل ذلك؟

هل يصح الوضوء بالملابس الداخلية؟.. الإفتاء توضح هل يجوز إخراج الصدقة بنية قضاء الحاجة.. الإفتاء توضح

وأجابت دار الإفتاء على السؤال، بأنه قد اقتضَت حكمةُ الباري سبحانه وتعالى أن تقُوم حياةُ بني الإنسان على الاجتماع والتعاون فيما بينهم، فالإنسان وَحدَه لا يقدر على تلبية كلِّ حاجاته دون الاحتياج إلى غيره؛ حيث يفتقر دائمًا إلى غيره في مَأكله، ومَشربه، ومَسكنه، ومَلبسه، وسائر شؤونه، وهذا هو معنى كونِ الإنسان مدنيًّا بطبعِه.

كما أشار النبي إلى هذا المعنى بقوله: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وزاد الإمام البخاري: «وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ».

وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» أخرجه الشيخان من حديث النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما.

قال الإمام المناوي في "فيض القدير" (6/ 252، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [وفيه: تفضيل الاجتماع على الانفراد، ومدح الاتصال على الانفصال، فإن البنيان إذا تفاصَل بَطل، وإذا اتصَل ثَبت الانتفاع به بكلِّ ما يراد منه] اهـ.

وقال الراغب الأصفهاني في "الذريعة إلى مكارم الشريعة" (ص: 265، ط. دار السلام): [اعلم أنه لما صَعُبَ على كلِّ أحدٍ أن يُحَصِّلَ لنفْسه أدنى ما يحتاج إليه إلَّا بمعاونةِ غيرِه له -فإنَّ لقمةَ الطعامِ لو عَدَدْنَا تعب تحصيلها من حين الزرع إلى حين الطحن والخبز وصناع آلاتها لصعب حصره- احتاج الناسُ أنْ يجتمعوا فِرْقَةً فِرْقَةً، متظاهِرِين متعاوِنِين، ولهذا قيل: الإنسانُ مدنيٌّ بالطبع، أي: أنه لا يمكن التَّفَرُّدُ عن الجماعة بِعَيْشِهِ، بل يَفْتَقِرُ بعضهم إلى بعض في مصالح الدين والدنيا] اهـ.

وقال الإمام عَضُدُ الدين الْإِيجِيُّ في "المواقف" (3/ 336-337، ط. دار الجيل): [وإنما كان التعاون ضروريًّا لهذا النوع مِن حيث إنه لا يَسْتَقِلُّ واحدٌ منهم بما يحتاج إليه في معاشه مِن مَأكله، ومَشربه، ومَلبسه، دون مشاركةٍ مِن أبناء جِنسه في:

المعاملات: وهو أنْ يعمل كلُّ واحدٍ لآخَر مثلَ ما يَعمَلُه الآخَر له.

والمعاوضات: وهي أن يعطي كلُّ واحدٍ صاحبَه مِن عمله بإزاء ما يؤخَذ منه مِن عمله، ألَا ترى أنه لو انفرد إنسانٌ وَحدَه لم يتيسر أو لم تَحسُن معيشتُه؟ بل لا بد له مِن أن يكون معه آخَرون مِن بني نوعه؛ حتى يَخْبِزَ هذا لذلك، ويَطْحَنَ ذاك لهذا، ويَزْرَعَ لهما ثالثٌ، وهكذا، فإذا اجتَمَعوا على هذا الوَجْهِ صار أمرُهم مَكْفِيًّا، ولذلك قيل: الإنسانُ مدنيٌّ بالطبع، فإنَّ الـتَّمَدُّنَ هو هذا الاجتماع] اهـ. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الشرع التعاون الشريعة المعاملات

إقرأ أيضاً:

الدكتور محمد أبو هاشم: الإقراض أعلى ثوابا من الصدقة لهذه الأسباب

حسم الدكتور محمد محمود أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، الجدل حول سؤال يشغل الكثيرين، وهو: أيهما أفضل الإقراض أو السلف أم الصدقة؟

وقال الدكتور أبو هاشم، وهو عضو مجمع البحوث الإسلامية، وشيخ الطريقة الهاشمية الخلوتية الأحمدية، خلال لقائه ببرنامج «مع الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم الثلاثاء، أن الإقراض أو السلف في ميزان الشرع أعلى ثوابًا من الصدقة، لأن الصدقة بعشرة أمثالها والإقراض بعشرين مثل كما جاء في الحديث، وبعد أن يعاد المبلغ ونظيره يبقى ثمانية عشر ثوابا.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن العلماء بينوا لماذا الإقراض أعلى ثوابًا من الصدقة؟ وذلك لأن الإنسان الذي يقترض منك لابد أن يكون محتاجًا، ولكن من يطلب الصدقة قد يكون محتاجًا وقد لا يكون، فالناس في الشارع تطلب منك صدقة قد تكون مهنة أو حرفة أو استغلال وما إلى ذلك.

وأضاف أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أنه في القرض لا يأتيك ويقترض منك إلا إذا كان الإنسان محتاجًا، وعليك أن تدرس هذا الشخص، وهل هو إنسان صادق وسوي وعلى دين ومروءة ويعرف الحلال من الحرام، مشيرًا إلى أن أناس كثيرون أيضا يتخذون مسألة الإقتراض مهنة، إذ يقترضون من الناس ولا يسددون ويتخذونها وسيلة من وسائل الحصول على الأموال بأي طريقة.

وتابع شيخ الطريقة الهاشمية الخلوتية الأحمدية: إن الشخص إذا ماطل وهو قادر على سداد القرض يدخل في دائرة الحرمة، وإذا طالت المدة وهو قادر فعليه رد قيمة المال بالذهب، حتى لا يماطل الناس، أما إذا كان الإنسان غير قادر وبمجرد أن يستطيع أن يرد المال رده نقبله منه، والله يبارك فيه ويكون المُقرض كسب ثوابًا كبيرًا بسبب هذا القرض.

واستشهد الدكتور محمد أبو هاشم، بأحد المواقف، قائلًا: «عندما ركبت مع أحد الأشخاص رأيته يضع بعد النقود (الفكة) في السيارة، وكان عندما يأتيه أي شخص يطلب الصدقة يُعطيه، فقلت له لماذا تفعل هذا؟ قال: ألا تتذكر الحديث الذي قرأته وأنا حاضر أمامك: من سألكم بالله أو بالرسول فأعطوه، فلابد أن أعطيه شيئًا ولو بسيطا امتثالًا لهذا الحديث».

اقرأ أيضاًوزارة الأوقاف ترفع قيمة القرض الحسن للمواطنين.. اعرف كام

الأوقاف تخصص 10 ملايين جنيه لـ مشروع القرض الحسن.. «موعد التقديم والشروط»

مقالات مشابهة

  • الدكتور محمد أبو هاشم: الإقراض أعلى ثوابا من الصدقة لهذه الأسباب
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: يجوز إعلان الصدقة في حالات التحفيز
  • حكم سرقة وصلات الأطباق الفضائية المشفَّرة
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: لا يشترط زي معين للنساء في الحج والعمرة
  • محمد أبوزيد كروم: الطريق من سنجة إلى مدني ثم الخرطوم ..
  • عقبال مدني، ونيالا، والجنينة، وزالنجي والضعين
  • سوريا .. مقتل مدني بقصف نفذه واي بي جي الإرهابي
  • حكم تبادل التهنئة في بداية السنة الميلادية الجديدة
  • هل يجوز أن تقول والدتي إنها رأت رؤيا وهي لم ترها؟ الإفتاء تجيب
  • ما حكم من لم يستطع الوفاء بالنذر؟ ..الإفتاء تجيب