يمانيون../
يومًا تلو الآخر يجري الحديث عن مشاكل اقتصادية وتجارية لدى كيان الاحتلال الصهيوني على الرغم من توقف الجبهات ومؤشرات التوجّـه لمشاورات المرحلة الثانية من اتّفاق وقف إطلاق النار، وهذا يعزز المعطيات التي تؤكّـد أن اقتصاد العدوّ قد أُصيب بضربات مزمنة لا تتحسن بأية ظروف تهدئة أَو “سلام”.

وعلى وقع الحديث المكثّـف منذ مطلع الأسبوع الجاري بشأن ارتفاع التضخم وعدم تراجع العجز رغم ارتفاع الجبايات الضريبية بأرقام تاريخية غير مسبوقة، نقلت وسائل إعلام صهيونية، الثلاثاء، أرقامًا جديدةً بشأن تراجع القدرة الشرائية للغاصبين في مدن فلسطين المحتلّة، وذلك جراء تدهور الوضع الاقتصادي بشكل عام، وفداحة الإنفاق العسكري الذي تكبده العدوّ، واجتزائه من مخصصات أُخرى، في مقدمتها الرعايات الاجتماعية التي كانت تقدم قبل الحرب لـ “المستوطنين”.

ومع المعادلة العكسية التي باتت كـ “فَكَّي مقص” يقصم الغاصبين، فقد أصبح “الإسرائيليون” يعيشون بين غلاء الأسعار والضرائب من جهة، وتراجع الدخل والأجور من جهة أُخرى، وهذه الفجوة المتباعدة والأكثر تباعدًا كُـلّ يوم، تنذر بمزيد من المشاكل التي سيعاني منها الغاصبون في مختلف مدن فلسطين المحتلّة، حتى في ظل التهدئة الحاصلة.

وفي السياق نشرت تقارير اقتصادية في الصحافة الصهيونية، تحدثت عن تراجع ملموس في مشتريات “الإسرائيليين” في الشهر الأول من العام الجاري؛ إذ بحسب أحد التقارير فَــإنَّ شبكات التسوق الكبرى تحدثت عن تراجع بنسبة 8 % في مبيعاتها، وهي شبكات تسوق البضائع الغذائية والاحتياجات الحياتية الأَسَاسية؛ ما يكشف الحال الذي وصل إليه الوضع المعيشي في المناطق الفلسطينية المحتلّة.

وقالت إحدى التقارير: إن مبيعات الملبوسات تراجعت هي الأُخرى بنسبة 5 %، رغم أنه في الشهر الأول من كُـلّ عام، عادة ترتفع مشتريات الملبوسات، للاستفادة من تخفيضات نهاية الموسم، وهذا الأمر يؤكّـد أن الوضع التجاري في “إسرائيل” لم يعد مرتبطًا بالمتغيرات الطبيعية، وقد أخذ منحىً خاصًّا به ومتأثرًا بالصفعات التي وجهت للكيان الصهيوني طيلة 15 شهرًا.

وشخصّت وسائل إعلام العدوّ حيثيات ما يجري، وأكّـدت أن الضربات الاقتصادية التي جنتها حكومة المجرم نتنياهو، مثل تجميد غالبية المخصصات الاجتماعية، وعدم رفعها بنسبة الغلاء في العام الماضي، وَأَيْـضًا عدم تعديل تدريج ضريبة الدخل (الرواتب)، أَيْـضًا بنسبة غلاء العام الماضي، إضافة إلى موجة الغلاء في أصناف غذائية كثيرة، أَدَّت إلى جعل المستهلكين يلجمون مشترياتهم في شبكات التسوق؛ ولهذا فَــإنَّ شبكات التسوق هذه بدأت تستعد لسنة لن تكون سهلة عليها، حَــدَّ وصف صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين في إحدى شبكات التسوق، قوله: إن حركة السوق في الشهر الأول من هذا العام هي مؤشر واضح لحركة السوق في العام الجديد كله، بمعنى تراجع المبيعات، مؤكّـدًا أن ارتفاع الأسعار أَدَّى بشكل واضح إلى تراجع المبيعات من حَيثُ الكميات؛ بمعنى أن المستهلكين إذَا لم يتجنبوا شراء بعض الأصناف، فَــإنَّهم قلصوا الكميات التي اعتادوا عليها، في إشارة إلى تدني الأوضاع المعيشية والقدرة الشرائية لدى الغاصبين، لتتعزز أمامهم العوامل التي تدفعهم للعودة إلى البلدان التي جاءوا منها لاغتصاب الأراضي الفلسطينية.

وأرجأت التقارير الصهيونية أسباب تقلص القدرة الشرائية لدى الغاصبين إلى غلاء الأسعار، والذي بدوره يأتي انعكاسًا لما سببه الحصار البحري اليمني من مشاكل في سلاسل التوريدات للعدو لكل أشكال البضائع، واضطرار الأخير للشحن عبر القرن الإفريقي بأسعار تفوق بأضعاف مضاعفة عما كان قبل فرض الحظر اليمني، وهو الأمر الذي أَدَّى إلى ارتفاع كبير في الأسعار بمدن فلسطين المحتلّة، وهذا بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المرير الذي يخيم على كامل المنظومة الاقتصادية الصهيونية جراء الضربات التي وجهتها فصائل محور الجهاد والمقاومة على مفاصل العدوّ الحيوية، خُصُوصًا الضربات التي وجهتها الجبهتان اليمنية واللبنانية، واللتان عطّلتا عصبَ الاقتصاد الصهيوني.

ومع هذه المعطيات تزدادُ موجات السخط داخل كيان العدوّ، حَيثُ يشكو الغاصبون السياساتِ الاقتصادية لحكومة المجرم نتنياهو، والتي تسير بمسارات متناقضة، حَيثُ لا مؤشرات على استعادة العدوّ عافيته الاقتصادية ولا إعادة الامتيَازات المعيشية للغاصبين، ولا حتى إعادة سقف الرواتب والمعاشات كما كانت قبل العدوان على غزة، وفي ظل هذا ترتفع أسعار الضرائب والمياه والاتصالات والمواد الغذائية، وعلاوةً على ذلك تعود المخاوف الأمنية على وقع الانتهاكات الصهيونية في لبنان، والتأرجح في اتّفاق غزة، وهذه العوامل تزيد من تقطيع أوصال العدوّ داخليًّا.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المحتل ة

إقرأ أيضاً:

كينيا: تراجع الدين العام في عام 2024 ليبلغ 63% من الناتج المحلي الإجمالي

كشف وزير مالية كينيا، جون مبادي، أن الدين العام لبلاده تراجع في عام 2024 ليمثل 63% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد مقارنة بمثيله لعام 2023 والذي وصل إلى 68.7% من الناتج المحلي الإجمالي لكينيا.

وقال الوزير مبادي، وفقا لبيان لوزارة مالية كينيا، إن هذا التراجع في الدين العام للبلاد يرجع إلى دعم العملة المحلية واتباع سياسة التقشف.

وأشار وزير مالية كينيا إلى أن بلاده أحرزت تقدما على مسار عجز الموازنة حيث تراجع من 4.4% في عام 2023 إلى 3.6% في عام 2024، مؤكدا تحسن الميزان التجاري للبلاد بفضل نمو الصادرات والتحويلات المالية للمغتربين.

وقدر نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد بنسبة 4.6% عام 2024، متوقعا نموه ليسجل 5.3% في عامي 2025 و2026.

وقال الوزير مبادي: "إن الاقتصاد الكيني يواصل إظهار المرونة والنمو المطرد، بفضل السياسات الاستراتيجية للحكومة والانضباط المالي والتدخلات الاقتصادية المستهدفة".

ونبه إلى أن حكومة بلاده تخطط لاعتماد نهج صارم في الإنفاق العام اعتبارا من ميزانية عام 2025/2026 (التي من المقرر أن تبدأ في الأول من يوليو 2025 وتنتهي في 30 يونيو 2026).

جدير بالذكر أن السلطات الكينية تتطلع إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي على برنامج إقراض جديد من أجل الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي للبلاد لاسيما وأن البرنامج الحالي للصندوق من المقرر أن ينتهي في أبريل المقبل.

اقرأ أيضاً«شراكات في مجال الطاقة».. خبير يكشف مكاسب مصر الاقتصادية من انطلاق «إيجبس 2025»

شركة «إيني» توقع اتفاقية لنقل الغاز القبرصي إلى أوروبا عبر مصر

وزير الطاقة السعودي تشغيل 5 مشروعات بمصر في مجال الطاقة المتجددة

مقالات مشابهة

  • تراجع الاستثمارات الصينية في أمريكا الشمالية نهاية العام الماضي
  • اعلام العدو ينشر تقريرا مرعبا عن حجم الإصابات و”الثمن الباهظ” الذي دفعه جنود الاحتلال في غزة
  • نقيب الفلاحين يحذر من تراجع أسعار الخضروات: المزارعين بيخسروا
  • كينيا: تراجع الدين العام في عام 2024 ليبلغ 63% من الناتج المحلي الإجمالي
  • معروف: المساعدات التي دخلت إلى غزة لم تتجاوز الـ30% من المتفق عليه
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • تراجع ملحوظ في عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة
  • الغرف التجارية: تراجع أسعار الياميش 40%.. «فيديو»
  • شهيدان و5 جرحى بغارة صهيونية على جنوب لبنان