نفقات “كهرباء عدن” المستأجرة تفوق تكاليف سد النهضة الأثيوبي
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
يمانيون../
لأكثرَ من 10 سنوات وحكومة المرتزِقة تقف عاجزة في إنهاء أزمة الكهرباء المتفاقمة داخل مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة والتي كانت سببًا في اندلاع الثورات الشعبيّة والغضب الجماهيري المتواصلة حتى اليوم.
لقد تحوّل مِلفُّ الكهرباء في المحافظات الجنوبية المحتلّة، إلى بوابة كبيرة للفساد داخل الحكومات المتعاقبة الموالية للعدوان، ومن خلال هذه الملف تمكّن المسؤولون العملاء الخونة من الثراء السريع والفاحش؛ لما يحتوي من غموض وعدم شفافية وللميزانية المهولة المخصصة لهذا القطاع، ناهيك عن تحول أعضاء الحكومة المرتزِقة إلى سماسرة وبائعي أوطان جراء العمولات التي يتحصلون عليها من الشركات الأجنبية لتأجير الطاقة.
وتشير المعلوماتُ التي نشرتها مختلفُ المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام الموالية للعدوان، إلى أن ما تم صرفه على الطاقة المستأجرة من قبل الشركات الأجنبية في عدن فقط منذ بداية العدوان على اليمن في العام 2015، بلغ 8 مليارات دولار، دون احتساب قيمة الديزل الذي توفره حكومة المرتزِقة لتلك الشركات، التي تتكفل فقط بالمولدات والزيوت والفلاتر، وبالتالي فَــإنَّ إجمالي التكلفة المصروفة على الكهرباء تصل إلى 12 مليار دولار على الأقل.
وبحسب تلك المعلومات، فَــإنَّ إجمالي ما تولّده الطاقةُ المستأجرة يبلغ 110 ميجاوات، وهي طاقة يمكن الاستغناء عنها تمامًا إذَا تم تشغيل محطة الرئيس بكامل طاقتها (256 ميجاوات)، بالإضافة إلى أنه يتعذر حَـاليًّا تشغيل محطة الرئيس بكامل طاقتها؛ لأَنَّها تحتاج إلى أكثر من 20 قاطرة من النفط الخام يوميًّا، في حين بالكاد يتم توفير خمس قواطر نفط خام يوميًّا من حضرموت ومأرب.
وأوضحت أن محطة الرئيس تحتاج فقط إلى 7 ملايين دولار لإضافة تجهيزات تجعلها تعمل، بوقود المازوت الرخيص جِـدًّا، الذي يُعد أرخص من الديزل وأرخص حتى من النفط الخام، وهو ما يجعل سكان عدن والمحافظات المحتلّة يتساءلون: هل يُعقل أن حكومة المرتزِقة بطولها وعرضها لا تستطيع توفير 7 ملايين دولار رغم الصرفيات العبثية التي تستفيد منها شركات الطاقة المستأجرة والمقدرة بالمليارات؟! الأمر الذي يؤكّـد حقيقة واحدة فقط أن الفساد وحده لا غير هو من يتحكم في ملف الكهرباء.
إلى ذلك، علَّق ناشطون وإعلاميون في مواقع التواصل الاجتماعي، على فساد حكومة الفنادق بشأن الإنفاق الكبير وغير المعقول في قطاع الكهرباء، والتي يصل إلى 12 مليار دولار منذ بداية العدوان، لافتين إلى أن تكاليف سد النهضة الإثيوبي بلغت نحو 4,8 مليار دولار أمريكي، بما فيها الأعمال والإنشاءات والبناء الخرساني الضخم، وأن التوربينات والمعدات الكهربائية المرتبطة بها من محطات الطاقة الكهرومائية كلفت فقط 1.8 مليار دولار أمريكي.
وأضافوا أن تصميم السد الإثيوبي تم على 16 وحدة كهربائية، قدرة كُـلّ منها 350 ميجاوات، مما يجعله في المرتبة الأولى إفريقياً، كأكبر محطة للطاقة الكهرومائية، وسابع أكبر محطة في العالم بسعة مخطّطة تبلغ 6.45 جيجا واط، ستغطي كهرباء إثيوبيا وتصدير الفائض إلى السودان والدول المجاورة.
وأفادوا بأن جرائم الفساد الكبرى التي ارتكبتها الحكومات المتعاقبة طيلة 10 سنوات على حساب الملايين من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة، تتم على مرأى ومسمع السفير السعوديّ محمد آل جابر، الذي يعد الحاكم الفعلي لتلك المحافظات، وذلك لقربه من ملف الكهرباء، موضحين أن هذه الفضيحة كفيلة بإحالة كُـلّ المسؤولين السابقين واللاحقين إلى السجون والمحاكم والنيابات العسكرية والمدنية.
وإزاء هذا الفساد الجاثم على صدور أبناء عدن، كما هو حال الظلام، قرّرت “مؤسّسة الكهرباء” الإنهاء الفوري لعقود وتمديدات الطاقة المستأجرة في عدن التي تعود ملكيتها لمنتحلي صفات وزراء ومسؤولين نافذين داخل حكومة المرتزِقة، والتي تعمل بوقود الديزل، وعلى رأس تلك الشركات “باجرش 30 ميجا، السعدي 10 ميجا، الأهرام 30 ميجا، عليان الملعب 10 ميجا، عليان الصعدي 20 ميجا، عليان حجيف 10 ميجا”.
إلى جانب حكومة المرتزِقة، فَــإنَّ منتحل صفة محافظ مأرب المحسوب على حزب “الإصلاح” والمعين من العدوان، سلطان العرادة، شريك رئيسي في المؤامرة التي تستهدف قطاع الكهرباء، بعد أن وجه بقطع 3000 برميل نفط خام كانت مخصصة بشكل يومي لمحطة كهرباء الرئيس في عدن، وهو؛ ما أَدَّى إلى خروج المحطة عن الخدمة، ليغرق الأهالي في ظلام دامس، وبالتالي يدفع المواطن البسيط وحدَه ثمنَ هذا القرار غير الإنساني.
وأمام كُـلّ ذلك يأمل المواطنون في عدن المحتلّة أن تحظى مدينتهم بمعاملة أكثر إنصافًا، وأن يتعامل معها كما يتم التعامل مع مدينة مأرب الواقعة تحت سيطرة حزب “الإصلاح”، التي لا يوجد فيها مكانًا للانطفاء وانقطاع التيار الكهربائي، بينما باتت عدن والمحافظات المجاورة لها بأمسِّ الحاجة لكل قطرة نفط؛ مِن أجلِ استمرار الكهرباء وتأمين أبسط مقومات الحياة.
عدن المحتلّة اليوم تغرق في مستنقع الفوضى والظلام، ضمن مخطّط ممنهج يقوده تحالف العدوان ويشرف عليه السفير السعوديّ محمد آل جابر، وينفذه حكومة المرتزِقة وحزب “الإصلاح” وما يسمى الانتقالي، يهدف إلى تركيع أبناء المناطق الجنوبية، ومعاقبتهم بشكل جماعي، وتركهم وحيدين في معركة يومية ضد الحر والظلام وانعدام الخدمات الأَسَاسية.
المسيرة: هاني أحمد علي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ملیار دولار المحتل ة فی عدن
إقرأ أيضاً:
الحمض النووي يكشف سر “دموع الدم” التي يذرفها تمثال السيدة العذراء
إيطاليا – كشفت اختبارات الحمض النووي حقيقة مثيرة عن تمثال السيدة العذراء في إيطاليا الذي “يذرف دموعا من الدم”.
وفي تطور جديد لهذه القضية التي أثارت اهتماما واسعا في إيطاليا، أظهرت النتائج التي أجريت في مختبرات جامعة تور فيرغاتا، أن الدم يعود إلى غيزيلا كارديا، المرأة التي تدعي التصوف وتزعم تلقيها رسائل من التمثال. وهذه الاكتشافات تعزز الاتهامات الموجهة إليها بالاحتيال، بعد أن اجتذبت مئات الحجاج إلى بلدة تريفينانو رومانو القريبة من روما.
وسبق أن أعلنت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية العام الماضي أن غيزيلا كارديا، التي ادعت أن التمثال كان ينقل لها رسائل، محتالة، ما دفع الكنيسة إلى تشديد قواعدها بشأن الظواهر الخارقة للطبيعة.
وفي عام 2023، فتحت النيابة العامة في مدينة تشيفيتافيكيا، وهي مدينة ساحلية، تحقيقا في تهمة الاحتيال ضد كارديا بعد أن زعم محقق خاص أن الدم الموجود على التمثال، الذي كان موضوعا في صندوق زجاجي على تلة في بلدة تريفينانو رومانو المطلة على بحيرة براتشيانو قرب روما، يعود إلى خنزير.
واتهم البعض كارديا بأنها قامت بخداعهم، حيث أنشأت مؤسسة لجمع التبرعات زعمت أنها ستستخدم لإنشاء مركز للأطفال المرضى
ووفقا لتقارير صحيفة “كورييري ديلا سيرا”، أمرت النيابة بإجراء اختبارات معملية من قبل إيميليانو غياردينا، عالم الوراثة الشرعي. وأشارت الصحيفة إلى أن الاختبارات، التي اكتملت يوم الخميس، أظهرت أن بقع الدم تطابقت مع التركيبة الجينية لكارديا. ومن المتوقع تسليم النتائج إلى النيابة في 28 فبراير.
واقترحت محامية كارديا، سولانج ماركينيولي، أن وجود الحمض النووي لكارديا لا يستبعد حدوث ظاهرة خارقة للطبيعة. وقالت ماركينيولي للصحيفة: “إن وجود الحمض النووي يتطلب مزيدا من التحقيق. نحن ننتظر لمعرفة ما إذا كان الملف الجيني مختلطا أو فرديا”. وأضافت أنه بينما من الواضح أن هناك آثارا لحمض كارديا النووي لأنها “قبلت التمثال ولامسته”، إلا أنه يمكن أن يكون مختلطا مع حمض آخر، ومن الضروري معرفة ما إذا كان الفنيون قادرين على تحديد ما إذا كانت بقايا الحمض النووي تعود للدم أو للمس أو للعاب.
ويذكر أن كارديا لديها سابقة إدانة بتهمة الاحتيال المتعلق بالإفلاس، وقد اشترت التمثال عام 2016 من موقع حج كاثوليكي في ميديوغوريه في البوسنة والهرسك. وأصبح التمثال لاحقا محور موقع الحج الذي أنشأته في تريفينانو رومانو، حيث توافد الناس من جميع أنحاء إيطاليا إلى البلدة للعبادة شهريا، ما أثار استياء السكان المحليين.
المصدر: الغارديان