أعلنت وزارة التراث والسياحة بسلطنة عمان، عن تنفيذ عددا من المشروعات الرامية لصون التراث الحرفي الذي يعد كنزا وطنيا، وأحد أهم أركان الحفاظ على الهوية العُمانية، ما يتطلب الحفاظ عليه والتعريف به كموروث تراثي للأمم يسلط الضوء على حياة أجدادنا الذين عاشوا على هذه الأرض منذ آلاف السنين.
ويأتي تنفيذ هذه المشروعات انطلاقا من القيمة المضافة التي يمثلها التراث الحرفي سواء للقطاع السياحي عبر إثراء المنتج السياحي الجاذب وتوفير تجربة متفردة للزائر، فضلًا عن دعم الحرفيين وتنمية قدراتهم والإسهام في التسويق والترويج للمنتج الحرفي، وتعزيز مساهمته الاقتصادية.


وقالت علياء بنت سالم الهنائية مدير دائرة التراث الحرفي بوزارة التراث والسياحة: إنَّ التراث الحرفي هو كل ما له أهمية تاريخية وثقافية واجتماعية تتوارث عبر الأجيال متمثلة في المنتجات الحرفية وعناصرها، وما يرتبط بها من قيمة معنوية أو نفعية أو جمالية كالمعارف والمهارات والتقنيات وبيئات ممارسة الحرف بآلاتها ومعداتها ومواقع استخراج المواد الخام التي تدخل في الحرف بمختلف صناعاتها مثل الخشبيات التي تشمل صناعة السفن والقوارب، والفضيات التي تشمل الخناجر والحلي والنحاس والمعادن، والصناعات الجلدية، والفخار، والخزف، والسعفيات، وتقطير النباتات العطرية، والبخور، والصناعات الحجرية والجبسية والعظمية، والآلات الموسيقية، وأدوات الصيد، والنسيج القطني والصوفي، والدهانات، والأصباغ.
وأضافت أنَّ الوزارة تهتم بكافة شؤون التراث الحرفي على نحو يكفل جمعه وتوثيقه، وحسن إدارته وحمايته، ونقله إلى الأجيال القادمة، والاهتمام بالأنشطة البحثية في مجالات التطوير الحرفي.
وحول كيفية تسجيل بعض الحرف كتراث غير مادي في منظمة اليونسكو.

وأوضحت الهنائية قائلة: أنَّ حماية الحرف الوطنية أحد اختصاصات الوزارة وتسجيلها لدى جهات ذات الاختصاص، وفي هذا الصدد تمَّ إدراج الخنجر العُماني في قائمة اليونسكو ضمن المهارات الحرفية والممارسات الاجتماعية المرتبطة به خلال مطلع هذا العام. وإلى جانب ذلك، تمَّ رفع عدد من الملفات لوزارة الثقافة والرياضة والشباب كونها الجهة المختصة بالتنسيق مع منظمة اليونسكو.
وأشارت إلى أنَّ وزارة التراث والسياحة تنفذ عددا من المشروعات الخاصة بالتراث الحرفي، أبرزها: مشروع الابتكار في الصاروج وهو عبارة عن مبادرة تعاونية -تم تدشينها بالتعاون بين مركز الابتكار الصناعي ووزارة التراث والسياحة- تهدف إلى تطوير عملية إنتاج الصاروج العُماني وفق معايير وجودة عالية، وتمَّ الانتهاء من المشروع وتدشينه رسميًّا مع العلامة التجارية للمنتج، كما تم توقيع اتفاقية تعاون مع شركة إسمنت عُمان لإنتاج المنتج بشكل تجاري، ويكون للوزارة حصة معلومة، حيث تأمل الوزارة توفر المنتج بالأسواق في نهاية عام 2023م.
وإلى جانب ذلك، هناك مشروع استزراع القطن الخضرنـجي وهو اسم للقطن العُماني (البذرة العُمانية) والذي كان يستزرع سابقا في عُمان منذ زمن بعيد، وهو القطن الذي نسجت منه المنسوجات الصحارية وغيرها في ولايات سلطنة عُمان.
وانتشرت زراعة هذا النوع من القطن في أغلب محافظات سلطنة عُمان، كما اشتهرت ولايات محددة بإنتاجها الغزير من القطن، وامتهن أهلها بصناعات المنسوجات القطنية من بينها ولاية سمائل بمحافظة الداخلية وولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية وغيرها.
وعن آلية استخدام قطن الخضرنجي في الصناعات الحرفية قالت إنه كانت تقوم علية الصناعات النسيجية القطنية من الإزار والمنسوجات الأخرى وما يميزه هو لون القطن وكثافة البذور التي تنتج كميات من الزيت التي كانت تستخدم قديمًا في كثير من الاستخدامات.
وبينت في سياق حديثها، أنَّه تم توقيع اتفاقية مع بيت خبرة (أكاديمية الابتكار الصناعي) لتنفيذ المشروع بإشراف من قبل الدائرة المختصة بالوزارة بتكلفة مقدرة بمبلغ ثلاثين ألف ريال عُماني، ويجري العمل الآن بالمرحلة الأولى بالمشروع.
وأوضحت مديرة دائرة التراث الحرفي، أنَّ هناك دراسة لاستثمار الجلود بسلطنة عُمان وهو مشروع يعمل على وضع آلية لتفعيل المسالخ بأعلى كفاءة من أجل الاستفادة من الجلود، وذلك بتفعيل الأصول الموجودة سابقًا (مدبغة الجنوب بظفار، ومصنع المصران بالبريمي)، ومن خلال وضع آلية بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص وطرحة للاستثمار لهدف وجود الجلود الطبيعية للحرفيين العاملين بسلطنة عُمان، وتم توقيع اتفاقية مع بيت خبرة (أكاديمية الابتكار الصناعي) لتنفيذ المشروع.
كما ذكرت أنَّ تعزيز استثمار الجلود للتراث الحرفي بسلطنة عُمان يستند على توفر المواد الخام بأسعار منافسة، ما يعزز من القيمة التنافسية للمنتج الحرفي في المستقبل.
كما بيَّنت أنَّ القيمة المضافة التي يمثلها كل مشروع من هذه المشروعات تأخذ في الاعتبار أنَّ العامل الاقتصادي أساس الديمومة في العمل الصناعي أو التجاري، وهذا ما تحويه الحرف العُمانية من قدرة على المواصلة والديمومة من جيل لآخر، كما تعمل الدراسات التي تنفذها الوزارة على تعظيم الفائدة الاقتصادية من الحرف من خلال تحديد الفرص الاستثمارية واستغلالها بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة.
وأشارت الهنائية إلى أنَّ وزارة التراث والسياحة تعمل على دعم التراث الحرفي من خلال دعم الحرفيين وتنفيذ الدراسات وحصر الحرف التي تقوم بها الوزارة والخروج بالتوصيات والمقترحات ومخاطبة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لإعداد البرامج التي من شأنها تعزيز القطاع الحرفي.
الجدير بالذكر أنَّ وزارة التراث والسياحة العمانية تعمل على توثيق الصناعات الحرفية من خلال عدد من الإصدارات منها نشرة سلسلة كنوز التراث الحرفي التي تصدر شهريًّا، بالإضافة إلى مشروع توثيق الصناعات الحرفية الذي تمَّ من خلاله توثيق الأبواب العُمانية والفخاريات والإزار العُماني وعصا الجرز والنطلة والمكبة والخنجر والخلخال والحثية.

كما جُمِعت بيانات مجموعة من الحرف من المحافظات، حيث تمَّ جمع بيانات السعفيات وصناعة النحاس والفضيات والصناعات الجلدية والخشبيات والنسيج القطني.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزارة الثقافة التراث المواد الخام المعارف صناعة السفن المعادن سلطنة عمان النباتات المنتج السياحي القيمة المضافة مشروعات صناعة النحاس فرص الاستثمار وزارة التراث والسیاحة الع مانیة بسلطنة ع الع مانی من خلال ع مانی

إقرأ أيضاً:

سانتوريني بين الزلازل والسياحة.. صمود أهلها في وجه الكوارث

في صيف عام 1956، وعلى جزيرة سانتوريني الخلابة، كان الزلزال المدمر الذي ضرب الجزيرة وخلّف دمارًا هائلًا في قرى الصيد الصغيرة آنذاك، قد شكل نقطة فارقة في تاريخها. اليوم، وبعد أن أصبحت الجزيرة واحدة من أبرز الوجهات السياحية في اليونان، تعيش مجددًا أيامًا صعبة، حيث تستمر الزلازل في الهزات الأرضية التي تتراوح قوتها بين 4.0 إلى 5.2 درجات على مقياس ريختر، مما يهدد الحياة اليومية ويشعل مخاوف السكان من تكرار مآسي الماضي.

خبير سياحي: المتحف المصري الكبير نقطة جذب كبيرة.. العالم ينتظر الافتتاح (فيديو)

وفي الوقت الذي يتوافد فيه آلاف السياح كل عام، ما يجعل السياحة مصدرًا أساسيًا للرزق في الجزيرة، يشهد العديد من سكانها موجة من الإخلاء خوفًا من تكرار الزلازل القوية. ومع ذلك، فإن هناك من يرفض الرحيل، ويُظهرون صمودًا وإصرارًا عميقين على البقاء في أرضهم.

تروي مارغريتا كراموليجكو، رائدة أعمال محلية، مشاعرها قائلة: "رغم الضغوط التي أعيشها يومًا بعد يوم، ورغم هزات الأرض التي تزعجني، لم أشعر أبدًا بالخوف. لا أستطيع ترك منزلي ولا أهلي الذين لا يزالون هنا". 

وأضاف ماتايوس فيتروس، أحد المتطوعين في الجزيرة، قائلاً: "سنظل هنا لدعم الأضعف، ولحماية ممتلكاتنا من السرقة. لا نخشى الزلازل، نحن فخورون بجزيرتنا وسنخرج من هذه الأزمة أقوى".

وبينما يواصل علماء الزلازل دراسة هذه الظواهر الطبيعية، يعبّر العديد من سكان سانتوريني عن قلقهم من تأثير السياحة غير المدروسة على الجزيرة. تقول إيريني ميندرينو، التي تعيش حاليًا في أثينا لإجراء فحوصات طبية: "لقد تضررنا من التنمية العشوائية في الجزيرة، التي أثرت على بيئتها الطبيعية. ومع الزلازل المستمرة، هناك خطر حقيقي من فقدان الموسم السياحي بالكامل".

ومع أن الزلازل التي تضرب الجزيرة تثير القلق، يبقى الأمل في نفوس أهل سانتوريني قويًا، حيث يتوجه الجميع للعمل معًا لإعادة بناء ما تم تدميره، متمسكين بجمال جزيرتهم الفريد وهويتها الثقافية.

مقالات مشابهة

  • "التراث والسياحة" تواصل خطط الترويج لتعزيز الحضور في الأسواق العالية
  • التراث والسياحة تعتزم إطلاق برامج ترويجية جديدة
  • وزارة التراث والسياحة تطلق خطة ترويجية لعام 2025
  • سانتوريني بين الزلازل والسياحة.. صمود أهلها في وجه الكوارث
  • تجنيد الأطفال في إفريقيا: مأساة إنسانية تهدد مستقبل الأجيال
  • مسلسلات خليجية رمضان 2025| صراع الأجيال في "بيت الحمولة"
  • حماة الوطن يدشن مبادرات لتواصل الأجيال مع صناع القرار
  • قرار جمهوري بالموافقة على الاتفاق التمويلي لبرنامج دعم الاتحاد الأوروبي لمساندة الأجيال القادمة
  • توصيات بمسح احتياجات سوق العمل واستحداث برامج أكاديمية في قطاعي التراث والسياحة
  • تراث الأحساء كنز أصيل يبهر العالم