خمسة تحديات تعصف بالاقتصاد الألماني.. ما الأسباب؟
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
يواجه الاقتصاد الألماني واحدة من أصعب فتراته في العقود الأخيرة، حيث لم يشهد نموًا كبيرًا منذ خمس سنوات، في تحول لافت لأكبر اقتصاد في أوروبا، والذي كان لعقود قوة تصديرية تعتمد على الصناعات الهندسية مثل الآلات الثقيلة والسيارات الفاخرة.
مع اقتراب الانتخابات في 23 فبراير/شباط، تتجه الأنظار إلى مستقبل السياسة الاقتصادية للبلاد.
بعد الحرب في أوكرانيا تعرض الاقتصاد الألماني لضربة قوية عقب قرار روسيا قطع إمدادات الغاز الطبيعي بعد غزوها لأوكرانيا، مما أثر على نموذج الأعمال الذي كان يعتمد لعقود على الطاقة الرخيصة لدعم الإنتاج الصناعي.
وجدت ألمانيا نفسها مجبرة على استيراد الغاز الطبيعي المسال من دول مثل الولايات المتحدة وقطر، بتكلفة تفوق بكثير الأسعار التي كانت تدفعها مقابل الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب.
ومع ارتفاع تكاليف الطاقة، تأثرت الصناعات الثقيلة مثل الصلب والكيماويات والزجاج، فيما لم يكن التوسع في مصادر الطاقة المتجددة سريعًا بما يكفي لسد الفجوة.
لطالما استفادت ألمانيا من علاقتها التجارية مع الصين، التي كانت سوقًا رئيسية لصادراتها من الآلات الصناعية والسيارات.
لكن التحول الكبير جاء عندما بدأت الصين في إنتاج نفس السلع التي كانت ألمانيا تصدرها، مثل السيارات الكهربائية والآلات الصناعية.
وأدى الدعم الحكومي الصيني الضخم لقطاعي التصنيع والتصدير إلى منافسة شديدة مع المنتجات الألمانية، مما أثر على الحصة السوقية للصناعات الألمانية عالميًا، وخاصة في قطاع السيارات.
خلال سنوات الازدهار، لم تستثمر ألمانيا بما يكفي في تطوير بنيتها التحتية، سواء في شبكات السكك الحديدية أو الإنترنت عالي السرعة أو الطاقة.
اليوم، يعاني الألمان من تأخيرات في القطارات، وتغطية ضعيفة للإنترنت في بعض المناطق الريفية، وتأخير في بناء مشاريع حيوية مثل خطوط نقل الكهرباء بين الشمال والجنوب.
إضافة إلى ذلك، فرض تعديل دستوري عام 2009 قيودًا على الإنفاق الحكومي، مما جعل تمويل هذه المشاريع أكثر صعوبة.
تعاني الشركات الألمانية من نقص حاد في العمالة الماهرة، بدءًا من خبراء تكنولوجيا المعلومات وصولًا إلى العاملين في قطاعي الصحة والرعاية الاجتماعية.
ويعود ذلك إلى عدة عوامل، من بينها انخفاض اهتمام الشباب بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة، إضافة إلى التحدياتالديموغرافيةمثل شيخوخة السكان.
كما أن تعقيدات القوانين البيروقراطية لا تزال تعيق استقدام العمالة الماهرة من الخارج، رغم الإصلاحات التي أُدخلت مؤخرًا لتسهيل الهجرة.
تُعد البيروقراطية واحدة من أكبر العقبات أمام الأعمال والاستثمارات في ألمانيا. فالإجراءات الطويلة للحصول على تراخيص البناء، والتعقيدات التنظيمية التي تواجه الشركات، تضعفالقدرة التنافسية للاقتصاد.
فعلى سبيل المثال، تحتاج الشركات التي تقوم بتركيب الألواح الشمسية إلى التسجيل لدى جهات متعددة بدلًا من جهة واحدة، كما تواجه الشركات متطلبات إضافية للتأكد من التزام مورديها بالمعايير البيئية مقارنة بنظرائها في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
مع هذه التحديات، تزداد الضغوط على الحكومة الألمانيةالمقبلة لاتخاذ قرارات حاسمة لمعالجة هذه المشكلات. ويبقى السؤال: هل ستتمكن ألمانيا من استعادة زخمها الاقتصادي، أم أن هذا التباطؤ سيستمر ليؤثر على مكانتها كمحرك اقتصادي رئيسي في أوروبا؟
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بريطانيا: هل تنتهك قوانين الجنسية الجديدة الخاصة باللاجئين الاتفاقيات الدولية؟ ألمانيا تواجه وباء الحمى القلاعية لأول مرة منذ 35 سنة.. تهديدٌ للاقتصاد واختبار لنجاعة التدابير تفاوت كبير في أسعار الكهرباء والغاز في عواصم أوروبا: برلين الأغلى وبودابست الأرخص فولكس فاغنأزمة أسعار الطاقة في أوروبا الصينالانتخابات التشريعية الألمانية 2025سيارات كهربائيةاقتصادالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الصين دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الصين فولكس فاغن أزمة أسعار الطاقة في أوروبا الصين سيارات كهربائية اقتصاد دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الصين الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنان أوروبا حزب الله سباحة یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
«ترامب أوروبا».. من هو «فريدريش ميرز» المرشح الأقرب للفوز بمنصب مستشار ألمانيا؟
يتبنى «فريدريش ميرز» وهو سياسي ألماني مخضرم، يبلغ من العمر 69 عاما، موقفا سياسياً متشدداً بشأن الهجرة، والمرشح الأقرب للفوز بمنصب مستشار ألمانيا في الانتخابات العامة المقررة في 23 فبراير المقبل.
وترى أوساط ألمانية، أن «فريدريش ميرز» الملقب في الصحافة الألمانية بـ «المندفع» هو النظير الرئيسي في أوروبا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
نشأتهولد «فريدريش ميرز» في 11 نوفمبر 1955 في بريلون بـ ألمانيا، وشغل عدة مناصب مهمة في حياته المهنية، بما في ذلك دوره كعضو في «البرلمان الألماني» ورئيس كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والاتحاد الاجتماعي المسيحي في البرلمان.
مسيرته السياسية- من عام 1989إلى عام 1994: عضو في البرلمان الأوروبي.
- من عام 1994إلى عام 2009: عضو في البرلمان الألماني.
- من عام 2000إلى عام 2002: رئيس كتلة في البرلمان الألماني.
- من عام 2004إلى عام 2007: رئيس لجنة الشؤون القانونية في البرلمان الألماني.
وبعد فترة من الابتعاد عن السياسة، عاد ميرز إلى الواجهة السياسية في عام 2018، وأصبح مرشحًا محتملًا لقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
وفي عام 2021، خاض الانتخابات الداخلية لزعامة الحزب لكنه خسر أمام «أرمن لاشيت» ومع ذلك، في يناير 2022، تم انتخابه رئيسًا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بعد استقالة «لاشيت».
آراؤه السياسيةيُعرف «فريدريش ميرز» بمواقفه المحافظة اقتصادياً واجتماعياً، وهو يدعم سياسات السوق الحرة ويعتبر من أبرز المنتقدين لسياسات اليسار في ألمانيا. كما يُعرف بدعمه لتعزيز العلاقات الألمانية الأمريكية.
الحياة الشخصية«فريدريش ميرز» متزوج وله ثلاثة أطفال، بالإضافة إلى عمله السياسي، عمل أيضًا كمحامٍ وله خبرة واسعة في القطاع الخاص، حيث شغل مناصب إدارية في عدة شركات.
يُعتبر «فريدريش ميرز» شخصية مثيرة للجدل في بعض الأحيان بسبب آرائه السياسية القوية ومواقفه المحافظة، لكنه يظل لاعبًا رئيسيًا في الحزب الديمقراطي المسيحي والمشهد السياسي الألماني بشكل عام.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية يتوجه إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن
القبض على المنفذ.. مقتل شخصين بعملية طعن في ألمانيا وجرح 3 آخرين
وزير الدفاع الأمريكي يرأس غدا اجتماعًا دوليًا في ألمانيا لدعم أوكرانيا