الأمم المتحدة: تداعيات حرب السودان تتمدد لخارج الحدود
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
حذرت الأمم المتحدة من تأثيرات اقليمية خطيرة للحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023، مشيرة إلى أنها تدفع الدول المجاورة إلى حافة عدم الاستقرار، ويتشارك السودان بحدود برية مباشرة مع 7 دول إفريقية وعربية، وإضافة إلى تدفقات اللاجئين عبر حدود تلك البلدان، برزت تداعيات أمنية خطيرة، كما اتسعت التداعيات الاقتصادية بشكل كبير
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
حذرت الأمم المتحدة من تأثيرات اقليمية خطيرة للحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023، مشيرة إلى أنها تدفع الدول المجاورة إلى حافة عدم الاستقرار، ويتشارك السودان بحدود برية مباشرة مع 7 دول إفريقية وعربية، وإضافة إلى تدفقات اللاجئين عبر حدود تلك البلدان، برزت تداعيات أمنية خطيرة، كما اتسعت التداعيات الاقتصادية بشكل كبير خلال الأشهر الماضية حيث تعتمد أسواق عدد من دول المنطقة على الصادرات والموانئ السودانية في تجارتها الداخلية.
ووصف توم فليتشر، منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة، الأزمة بأنها "غير مسبوقة من حيث نطاقها وخطورتها".
وأكد أن تداعيات الحرب الأهلية التي دامت 22 شهراً في السودان تمتد إلى ما هو أبعد من حدوده، مما يعرض ليس فقط البلاد، بل والمنطقة بأكملها للخطر.
وأضاف أنها "أزمة تتجاوز حدود السودان بشكل متزايد، وتهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة بطرق من شأنها أن تظل محسوسة لأجيال قادمة".
وأكد المسؤول الأممي أن التأثيرات المتتالية للحرب بدأت تزعزع بالفعل استقرار الدول المجاورة، مع عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والظروف الإنسانية.
تداعيات انسانية
سلطت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الضوء على التداعيات الإنسانية للحرب على دول الجوار، وطالبت في نداء للمجتمع الدولي بتوفير 6 مليارات دولار لدعم النازحين واللاجئين.
وقال فليتشر إن عدم الاستقرار الناجم عن حرب السودان يلقي بتبعات كبيرة على الدول المجاورة، مع فرار اكثر من 3 مليون من القتال الى تلك البلدان، موضحا: "هذا التدفق المتزايد للنازحين واللاجئين يفرض ضغوطاً على موارد الدول المجاورة ويزيد من خطر اندلاع صراعات إقليمية أوسع نطاقا".
ومع عدم ظهور أي علامات على انحسار أزمة السودان، تسعى دعوة الأمم المتحدة العاجلة للحصول على تمويل عالمي إلى تعزيز جهود الإغاثة في المنطقة ومنع انتشار عدم الاستقرار الذي قد يخلف عواقب دائمة على شرق إفريقيا.
وخلص فليتشر إلى أن "هذه الأزمة لا تقتصر على السودان فحسب؛ بل إنها تهدد بتفكيك السلام والاستقرار الهش في منطقة القرن الإفريقي بأكملها".
تبعات أمنية
أثارت موجة الغضب العارمة التي اجتاحت عدد من مدن ومناطق دولة جنوب السودان احتجاجا على مقتل العشرات من مواطني الدولة في ولاية الجزيرة بوسط السودان الشهر الماضي مخاوف كبيرة من امتدادات أمنية خطيرة للحرب السودانية.
وامتدت الاحتجاجات إلى أسواق وأحياء سكنية يعمل ويعيش فيها الآلاف من اللاجئين السودانيين الذين لجأوا إلى دولة جنوب السودان في أعقاب اندلاع الحرب في السودان.
وجاءت تلك الاضطرابات على خلفية تقارير عن تصفيات وعمليات انتقامية طالت مدنيين من بينهم رعايا من دولة جنوب السودان، مما أثار موجة غضب شعبي واحتجاجات في عدد من مدن دولة الجنوب قتل فيها أكثر من 20 لاجئ سوداني.
ومنذ اندلاع القتال توترت العلاقات بين السودان والجارة الغربية تشاد وسط اتهامات متبادلة بدعم عناصر مناوئة.
وفي نوفمبر الماضي اتهمت تشاد السودان بتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية العاملة في المنطقة بهدف زعزعة استقرار تشاد.
وقالت الخارجية التشادية إن تشاد تتحمل عواقب مأساة جديدة وأكبر وأكثر فتكا باستقبالها لأكثر من مليون ونص لاجيء سوداني في أراضيها، رغم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الكبيرة.
تأثيرات اقتصادية
مع تطاول أمد الحرب تتزايد الآثار الاقتصادية على عدد من البلدان المجاورة، حيث توقفت اكثر من 90 بالمئة من صادرات السودان إلى تلك البلدان التي تعتمد أسواقها بشكل كبير على السلع السودانية.
وتعتمد أسواق دولتي جنوب السودان وأفريفيا الوسطى على 70 بالمئة من السلع الغذائية المنتجة في السودان مثل السكر والطحين ومعجون الطماطم وزيوت الطعام وغيرها، وفي الجانب الآخر تعتمد بلدان مثل إثيوبيا وتشاد على الموانئ والأسواق السودانية في جزء كبير من تجارتها الخارجية.
وأدي توقف الصادرات الغذائية إلى رفع الأسعار ومعدلات التضخم في عدد من بلدان المنطقة خصوصا جنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى.
وقال لمحمد شيخون أستاذ الاقتصاد في الجامعات السودانية، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن تعطل حركة الصادرات السودانية يؤثر بشكل كبير على اقتصادات عدد من دول الجوار.
واضاف: "منذ اندلاع القتال تعطلت الحياة الاقتصادية في السودان بشكل شبه كامل، كما دمرت معظم البنية الصناعية، مما أدى إلى تعطيل الإنتاج تماما، وبالتالي توقفت حركة صادرات السلع المصنعة إلى عدد من البلدان المجاورة".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدول المجاورة عدم الاستقرار الأمم المتحدة جنوب السودان تلک البلدان فی السودان بشکل کبیر عدد من
إقرأ أيضاً:
السودان.. نداء أممي لتأمين 6 مليارات دولار لمساعدة 26 مليون شخص
ناشدت الأمم المتحدة بتأمين 6 مليارات دولار لتقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في السودان جراء الحرب التي شردت الملايين الذين فروا من الظروف المروعة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية اللاجئين في نداء مشترك، إن الهدف هو تقديم المساعدة لنحو 26 مليون شخص هذا العام.كارثة إنسانية هائلةويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعًا داميًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".
أخبار متعلقة للعلاج في مستشفيات مصر.. معبر رفح البري يستقبل 36 مصابا فلسطينيًاالحكومة اللبنانية تؤكد وجوب احتكار الدولة لحمل السلاح .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأمم المتحدة توجه نداء لتأمين 6 مليارات دولار لمساعدة السودان - UN News
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين وقصف المنازل والأسواق والمستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.أدى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، فيما أصبح الملايين على حافة المجاعة.تفاقم المجاعةوأكدت الهيئتان الأمميتان أن ما يقرب من ثلثي سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات طارئة، في حين تواجه أجزاء واسعة من البلاد ظروف المجاعة.
وقال توم فليتشر، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في بيان: "السودان في حالة طوارئ إنسانية ذات أبعاد صادمة، المجاعة تتفاقم، والأطفال يُقتلون ويُصابون، والمعاناة مروعة".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأزمة الإنسانية في السودان (وكالات)
وأكد بيان الأمم المتحدة أن ظروف المجاعة قد أُبلغ عنها بالفعل في 5 مواقع على الأقل في السودان، بما في ذلك في مخيمات النازحين في دارفور وفي جبال النوبة الغربية.
وحذرت من أن "الجوع الكارثي من المتوقع أن يتفاقم بحلول مايو المقبل عندما يبدأ موسم الجفاف".ثلث سكان السودان نازحينوناشدت الأمم المتحدة توفير 4,2 مليار دولار للوصول إلى ما يقرب من 21 مليون شخص داخل السودان وتأمين المساعدات المنقذة للحياة والحماية.
وأشار فليتشر إلى أن خطة الأمم المتحدة ستوفر "شريان حياة لملايين الأشخاص".
وأكدت الأمم المتحدة أنها ستحتاج أيضًا إلى 1,8 مليار دولار لدعم 4,8 مليون شخص، سواء من اللاجئين السودانيين أو مجتمعاتهم المضيفة في جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان وأوغندا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأمم المتحدة توجه نداء لتأمين 6 مليارات دولار لمساعدة السودان - UNHCR Africa
ونقل البيان عن رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قوله: أصبح ثلث سكان السودان نازحين، وعواقب هذا الصراع المروع الذي لا طائل منه امتدت إلى ما هو أبعد من حدود السودان.مواجهة انعدام الأمن الغذائيوحذرت الأمم المتحدة من أنه من دون تمويل فوري، سيُحرم ثلثا الأطفال اللاجئين من الوصول إلى التعليم الابتدائي، ما يهدد جيلًا كاملًا.
وأشارت الى أن ما يصل إلى 4,8 مليون لاجئ وعضو في المجتمع المضيف سيستمرون في مواجهة انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع حرمان ما لا يقل عن 1,8 مليون شخص من المساعدات الغذائية، محذرة من أن الأنظمة الصحية المجهدة بالفعل قد تنهار.