معرض مجاني للملابس الجديدة لدعم 300 مستفيد بالشرقية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
نظمت جمعية الأورمان إحدي كيانات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعى بمحافظة الشرقية، معرض للملابس الجديدة بالمجان، بقاعة إيزيس بقرية النخاس التابعة لمركز الزقازيق، حيث تم توزيع الملابس الجديدة علي 300 مستفيد بقري "النخاس - كفر الحلبي - كفر الاشراف - عزبة الإصلاح" التابعين لمركز الزقازيق وذلك تحت رعاية الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية.
أكد عبدالحميد الطحاوى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالشرقية، دعمه الكامل لكافة الجمعيات الخيرية لما لها من دور هام وحيوي في خدمة وتنمية المجتمع وتقديم أوجه الدعم والرعاية، فضلاً عن إقامة مشروعات خدمية لخدمة المواطنين الأكثر احتياجا من أبناء المحافظة.
وأوضح وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالشرقية، أن معارض توزيع الملابس تنظم وفق خطة مسحية تستهدف التواجد في كل مكان من أرض المحافظة، وطبقًا لمعايير محددة أهمها أن تكون هذه الأسر بلا عائل من أرامل وأيتام، أو أن يكون عائل الأسرة مصابًا بمرض يمنعه من تكسب قوت يومه.
من جهته قال اللواء ممدوح شعبان، مديرعام جمعية الأورمان، وعضو التحالف الوطنى للعمل الاهلى التنموى، أن فرق عمل الأورمان المنتشرة على مستوى نجوع وكفور وعزب وقرى محافظة الشرقية تقوم برصد الاحتياجات الرئيسية الاكثر إلحاحًا وتأثيرًا على واقع معيشة الأسر الأكثر احتياجا فى النطاقات الجغرافية الفقيرة.
وأشار مديرعام جمعية الأورمان، إلى أن توزيع الملابس بالمجان لا يتم بشكل عشوائي ولكن يكون للأسر الفقيرة والحالات المستحقة والتي تم تحديدها من خلال عمل أبحاث ميدانية للوصول إلى الفئات المستهدفة، بالتنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة تحت قيادة عبدالحميد الطحاوي، وكيل وزارة التضامن بالشرقية.
ويذكر أن جمعية الأورمان بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الشرقية، قد نظمت قافلة طبية مجانية استهدفت توقيع الكشف الطبي علي المرضي غير القادرين بقريتي "أبومتنا وبهنيا" التابعتين لمركز ديرب نجم، وقري "حي النصر ومبارك والسلام" التابعين لمركز كفر صقر، بالتعاون مع مستشفيات جامعة الزقازيق، ويأتي ذلك استمرارًا لجهود التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموي في محافظة الشرقية.
وأوضح وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالشرقية، أن القافلة تضمنت الكشف الطبي على المواطنين بجميع التخصصات من "صدر – عيون – أعصاب – عظام – مخ وأعصاب – سمعيات – جراحة عامة – أطفال – باطنة – مسالك"، حيث تم إجراء جميع الفحوصات والأشعات والتحاليل الطبية اللازمة بالمجان، بالإضافة إلى إجراء عمليات جراحات العيون المختلفة بداية بالمياه البيضاء والمياه الزرقاء مرورًا بجراحات الشبكية وصولًا إلى زرع القرنية، وجميع عمليات القلب، وتسليم الأجهزة التعويضية وتقديم جميع الخدمات الطبية لمن يحتاج وكل ذلك بالمجان تمامًا، مشيدًا بمجهودات جمعية الأورمان في خدمة وتنمية المجتمع ودورها الرائد في العمل الخيرى والمساهمة الكبيرة والفاعلة فى رفع المعاناة عن كاهل المواطنين الأولى بالرعاية.
ومن جهته، قال اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، نتشرف بإن تكون جمعية الأورمان جزءًا من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ودوره الذي يتمثل فى مساندة جهود الحكومة فى دعم الفئات المستهدفة من المواطنين والأكثر احتياجًا بجميع محافظات الجمهورية وتسريع وتيرة التنمية من خلال تقديم الدعم العينى والنقدى و مختلف أشكال المساعدات الاجتماعية للأيتام والأرامل ومعدومى الدخل.
وأشار مدير عام جمعية الأورمان، إلى أن الهدف من إنشاء التحالف الوطنى هو التشاركية بين المؤسسات المختلفة، فبعد ما كانت تعمل في جزر منعزلة، أصبحت الأن تعمل تحت مظلة واحدة وتصل إلى الأماكن المستحقة من خلال أبحاث ميدانية، كما يتم التعاون في توجيه المساعدات والقوافل الطبية المتميزة الشاملة للمناطق الأكثر احتياجا دون ازدواجية في توزيع الخدمات من خلال قاعدة بيانات تم إنشاؤها بين أعضاء التحالف وهيئة الرقابة الإدارية، لمنع ازدواج الخدمة وتوصيل المساعدات الحقيقية للمستحقين على مستوى الجمهورية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعية الأورمان التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي الشرقية للملابس الجديدة مركز الزقازيق الجمعيات وکیل وزارة التضامن جمعیة الأورمان من خلال
إقرأ أيضاً:
المعجزة الفيتنامية من بلد مزقته الحرب لمركز صناعي عالمي
شكّل 30 أبريل/نيسان عام 1975 محطة فاصلة في التاريخ الحديث لفيتنام؛ إذ جرى تحرير سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبية، اسمها الحالي "هو تشي منه")، من الاحتلال الأميركي بعد حرب مدمرة استمرت أكثر من 20 عاما، خلّفت وراءها مآسي إنسانية عميقة، وتسببت في مقتل ما لا يقل عن مليوني مدني فيتنامي، إلى جانب تدمير البنية التحتية وتشريد الملايين.
وقد خسرت الولايات المتحدة نحو 58 ألف جندي في تلك الحرب، التي وصفتها صحيفة الغارديان البريطانية بأنها واحدة من أكثر الأحداث إذلالا في تاريخ أميركا الحديث.
وعقب الحرب، فرّ أكثر من 1.5 مليون شخص من البلاد، مما تسبب في أزمة لاجئين خانقة إلى جانب ملايين النازحين داخل البلاد. كما خلّفت الحرب آثارا صحية طويلة الأمد نتيجة استخدام المواد الكيميائية السامة، إلى جانب بقاء كميات هائلة من الذخائر غير المنفجرة التي ما زالت تهدد أرواح السكان حتى اليوم.
الفقر والجوع في كل مكانوجدت فيتنام نفسها بعد انتهاء الحرب غارقة في الفقر والانهيار الاقتصادي، حيث كان أكثر من 70% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، معتمدين على اقتصاد زراعي هش وبنية تحتية مدمّرة.
وكان الناتج المحلي الإجمالي للفرد في عام 1984 لا يتجاوز 200 إلى 300 دولار سنويا، ما جعل البلاد تصنّف بين أفقر دول العالم، وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي. وزادت السياسات المركزية الصارمة، مثل إلغاء الملكية الخاصة وسوء الإدارة البيروقراطية، من تعقيد الأزمة، إلى جانب الحصار الاقتصادي الأميركي المفروض بعد الحرب.
لمواجهة التحديات الاقتصادية الطاحنة، أطلقت الحكومة الفيتنامية في عام 1986 برنامج "دوي موي" والذي يعني "التجديد"، وكان الهدف منه الانتقال من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد سوقي اشتراكي.
إعلانشملت الإصلاحات تحرير التجارة، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتفكيك التعاونيات الزراعية، ومنح حقوق ملكية الأراضي للمزارعين. وقد أسهم هذا البرنامج في تحوّل جذري لاقتصاد فيتنام، فارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من أقل من 700 دولار عام 1986 إلى ما يقرب من 4500 دولار عام 2023، بينما انخفضت نسبة الفقر من نحو 60% في أوائل التسعينيات إلى أقل من 4% في 2023، وفقا للبنك الدولي.
الركائز الأساسية لبرنامج "دوي موي" تحرير الزراعة وتفكيك التعاونياتأصدرت الحكومة الفيتنامية القرار رقم 10، الذي منح الفلاحين حقوق استخدام الأراضي الزراعية لفترات طويلة، ما أتاح لهم حرية الإنتاج والتسويق، وأسفر عن زيادة كبيرة في الإنتاجية الزراعية.
وفي عام 1993، تم إعادة توزيع أراضي التعاونيات على المزارعين مجانا، ما ساعد فيتنام على التحول من دولة تعاني الجوع إلى واحدة من أكبر مصدري الأغذية في العالم، بحسب مركز تكنولوجيا الأغذية والأسمدة في آسيا والمحيط الهادي.
وفي عام 2008، صدّرت فيتنام 4.7 ملايين طن من الأرز، لتصبح ثاني أكبر مصدر للأرز في العالم بعد تايلند، كما ساهمت هذه الصادرات في درء أزمة غذائية عالمية في ذلك العام، حسب منصة غلوبال آسيا.
إصلاح الشركات المملوكة للدولةومنحت الدولة استقلالية أكبر للشركات الحكومية، وركّزت على الربحية والكفاءة، في حين جرى تشجيع الشركات الخاسرة على إعادة الهيكلة أو الخصخصة. وأكد بنك التنمية الآسيوي أن هذه الإجراءات شكّلت ركيزة أساسية للتحول نحو اقتصاد السوق.
في عام 1988، اعترفت الحكومة بالقطاع الخاص كمكوّن رئيسي في الاقتصاد الوطني، مع ضمان حقوق الملكية والميراث. وتم تعديل الدستور عام 1992 لترسيخ هذه الحقوق.
الاندماج في الاقتصاد العالميانضمت فيتنام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عام 1995، ثم إلى منظمة التجارة العالمية (WTO) عام 2007، ووقّعت العديد من اتفاقيات التجارة الحرة، ما عزز اندماجها في الاقتصاد الدولي، وفقا لموقع فيتنام بلس.
إعلان فتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبيةأصدرت الحكومة عام 1987 قانونا للاستثمار الأجنبي المباشر، شمل إنشاء مشاريع مشتركة أو شركات مملوكة بالكامل للأجانب، مع حوافز ضريبية وضمانات ضد التأميم.
أبرز الشركات الأجنبية المستثمرة في فيتنامبحسب فيتنام بريفنغ ووكالة رويترز، جذبت فيتنام استثمارات ضخمة من شركات عالمية في قطاعات التكنولوجيا والتصنيع، وأبرزها:
"سامسونغ" (Samsung):
القطاع: الإلكترونيات. حجم الاستثمار: 22.4 مليار دولار في 6 مصانع ومركز بحث وتطوير، مع استثمار إضافي بـ1.8 مليار دولار لمصنع "أوليد" في باك نينه."إل جي ديسبلاي" (LG Display):
القطاع: الإلكترونيات. حجم الاستثمار: 5.65 مليارات دولار."أمكور تكنولوجي" (Amkor Technology):
القطاع: أشباه الموصلات. حجم الاستثمار: 1.6 مليار دولار."سبيس إكس" (SpaceX):
القطاع: الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. حجم الاستثمار: 1.5 مليار دولار."فوكسكون" (Foxconn):
القطاع: تصنيع الإلكترونيات. حجم الاستثمار: 80 مليون دولار لإنشاء مصنع دوائر متكاملة في باك جيانغ.وبفضل بيئة أعمال جاذبة، وموقع إستراتيجي، وقوى عاملة ماهرة، ودعم حكومي متواصل، باتت فيتنام تحتل موقعا متقدما كمركز صناعي إقليمي وعالمي.
ويشكّل قطاع التصنيع أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لتقرير "فيتنام إنفستمنت ريفيو". وتُعزى هذه المكانة إلى:
الاستثمار في رأس المال البشري والتقنيات الحديثة: تدريب 50 ألف مهندس في الرقائق الإلكترونية بحلول 2030، وتطوير التعليم الفني بالشراكة مع شركات عالمية. اتفاقيات تجارة حرة: أبرزها مع الاتحاد الأوروبي، حيث زادت الصادرات بنسبة 50%. الاستفادة من سياسة "الصين +1": حيث تُعد فيتنام وجهة بديلة للشركات التي تسعى لتقليل اعتمادها على الصين. قوى عاملة تنافسية: ماهرة ومنخفضة التكاليف مقارنة بجيرانها. ملامح الاقتصاد الفيتنامي في 2024ورغم التحديات العالمية، واصل الاقتصاد الفيتنامي نموه بثبات في 2024، وفقا لـ"فيتنام بريفنغ" ومكتب الإحصاء العام:
إعلان الناتج المحلي الإجمالي: 476.3 مليار دولار أميركي، بمعدل نمو 7.09% مقارنة بعام 2023. نصيب الفرد من الناتج المحلي: 4700 دولار (بزيادة 377 دولارا عن 2023). القطاعات الاقتصادية: قطاع الخدمات: 49.46% من الناتج، بنمو 7.38%. الصناعة والبناء: 45.17%، بنمو 8.24%. الزراعة والغابات ومصائد الأسماك: 5.37%، بنمو 3.27%. التجارة حجر الزاوية في النهضة الاقتصاديةوبلغ حجم التجارة الخارجية لفيتنام في 2024 أكثر من 786.29 مليار دولار، مع فائض تجاري قدره 24.77 مليار دولار:
الواردات: 380.76 مليار دولار (زيادة 16.7%) الصادرات: 405.5 مليار دولار (زيادة 14.3%)أما الاستثمار الأجنبي المباشر، فقد بلغ 38.2 مليار دولار رغم انخفاض طفيف بنسبة 3%، بحسب وكالة الاستثمار الأجنبي.
وأثبتت فيتنام أن الإرادة السياسية والإصلاحات الجذرية قادرة على تحويل مسار أمة كاملة. فمن دولة أنهكتها الحروب، ومزقتها الأزمات، استطاعت فيتنام أن تنهض من رماد التاريخ إلى قلب المستقبل، بفضل رؤية اقتصادية بعيدة المدى واستثمار ذكي في الإنسان والبنية التحتية.
لم تعد فيتنام دولة نامية تبحث عن فرصة، بل أصبحت مركزا صناعيا واعدا في عالم التكنولوجيا وسلاسل الإمداد، يستقطب استثمارات بمليارات الدولارات سنويا، ويقدم نموذجا يُحتذى به في التنمية الاقتصادية المستدامة.