الجزيرة:
2025-02-20@23:21:43 GMT

هكذا تجبّر فرعون وهدد موسى بالطرد والسجن

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT


وقال الله سبحانه وتعالى في سورة الشعراء على لسان فرعون مخاطبا موسى عليه السلام "قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين". وفي السورة نفسها قال تعالى على لسان قوم لوط "قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرَجين".

وهدد الفرعون موسى عليه السلام بالسجن والتغييب إذا اتخذ إلها غيره، لأنه لو أُخرج وطُرد سيعود بأمة تؤيد فكرة التوحيد التي يدعو إليها نبي الله.

أما نبي الله لوط عليه السلام فقد هُدد بالإخراج، لأن قومه لم يكن لديهم هاجس الخشية من أن يذهب لوط فيدعو قوما آخرين إلى الطهارة والنقاء.

وكل ما أراده فرعون وقوم لوط هو التخلص من صوت الفطرة الذي يزعجهم، ليخلو لهم جو الجريمة التي ما سبقهم بها من أحد من العالمين، على شاكلة ما نراه اليوم من أشباههم.

كما قال عز وجل في سورة الأنفال مخاطبا نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك" فقد استخدم قومه وسائل المكر كلها: السجن والقتل والإخراج، وكان رد جبار السموات والأرض "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".

وفي فقرة "طرائف لغوية" تناولت حلقة برنامج "تأملات" قصة الحجاج مع رجل مسن، حيث يروى أن الحجاج خرج ذات يوم متنزها، فانفرد بنفسه، فلقي الرجل.

إعلان

فقال الحجاج له "من أين أيها الشيخ؟" فأجاب "من هذه القرية" فقال "كيف ترون عمالكم؟" فأجاب "شر عمال، يظلمون الناس ويستحلون أموالهم". فقال "فكيف قولك في الحجاج؟" فأجاب "ذاك ما ولي العراق شرٌّ منه، قبحه الله وقبَّح من استعمله علينا" (يعني الخليفة عبد الملك بن مروان).

فقال الحجاج "أتعرف من أنا؟" فأجاب المسن "لا" فقال "أنا الحجاج" فأجاب الشيخ "جُعلت فداك، أتعرف من أنا؟" فأجاب الحجاج "لا." قال الرجل "أنا فلان بن فلان مجنون بني عجل، أُصرع في كل يوم مرتين، فلا أدري ماذا أقول!" فضحك الحجاج وأمر له بِصلة.

18/2/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

من نيروبي – إعلان وفاة الدولة القديمة

تأتي رمزية ذهاب السودانيين جنوباً نحو عمقهم الأفريقي، كدلالة واضحة على وصولهم لقناعة راسخة، بأنه لم يعد التمسك بالوجهة الأحادية القديمة يجدي نفعا، وأن الحلول الناجعة للمعضلات الوطنية دائماً مصدرها أفريقي – أديس أبابا ونيفاشا، مع وجوب الاعتراف الصريح، بحقيقة أن أسباب الموت وحريق القنابل يأتينا من العمق الشرق أوسطي، لذا وجدنا ضالتنا في أمنا إفريقيا (ماما آفريكا)، الحضن الموثوق، فلم نر من اثيوبيا وكينيا ويوغندا وافريقيا الوسطى وتشاد، غير الترحاب والأبواب المشرعة، بعكس الشرق الأوسط، الذي زوّد جماعة الإخوان المسلمين بالطيران الحربي، القاصف لرؤوس المدنيين في نيالا والكومة ومليط وام درمان والخرطوم، فالسودان هواه افريقي، لكن صفوة دولة السادس والخمسين كسرت عنق الانتماء، وحاولت أن تستظل تحت ظلال العيدان المعوجة، في محاولات يائسة لإقناع الناس بأن الظلال مستقيمة، في عناد أحمق لسيرورة التفاعل الوجودي للمجتمعات، فكل من يأتي من الحضن الأفريقي صادق، وجاد، يسعى لتحقيق مصالح السودانيين، وليس السحق الوجودي والإبادة الجماعية بحقهم، ومن الرسائل القوية الموجهة إلى كل نخبوي متمركز متحجز العقل، عبر المحاضرة الرائعة التي ألقاها القائد عبد العزيز الحلو، الكاشفة لجوهر الصراع في بلادنا، وتذكيره برؤية السودان الجديد منذ انطلاقة شرارة ثورة الحركة الشعبية، في العام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين، ألا وهي ظلم المركز للهامش، الطرح المتسبب في حكة وكحة وسعال، للمحسوبين على المنظومة القديمة – أصحاب الامتيازات التاريخية، الذين لديهم رفض مطلق للعدالة الاجتماعية.
إعلان حكومة السلام يعتبر المرحلة الأولى في وضع الأساس، الذي عليه يتم تأسيس بنيان الدولة الجديدة، لذلك يتطلب هذا التأسيس مقدرات فكرية قويّة، تتناسب مع قوة سواعد الأشاوس الذين حملوا البندقية، وأرغموا أنوف سدنة المعبد القديم، وأجبروهم على الخروج من وكر الجريمة صاغرين، ميممين وجوههم شطر الميناء الأول، تاركين خلفهم البصمات الدالة على مواقع حوافر أقدامهم الموثقة لخيباتهم، فبذات قدر فعل الجنود القابضين على الزناد، يجب أن يتحمل الأمانة من استأمنهم الشعب على ميلاد حكومة السلام المترجمة لغضبة الأشاوس الحليمة، وليعلم المؤتمرون أن انفضاض سامرهم لابد وأن تكون خلاصته، وضع الخطوات الراسخة لإنهاء وجود الدولة المركزية القديمة، منظومة المفاهيم الثقافية والسياسية والاجتماعية، التي اقعدت بالبلاد وحرمتها النهضة التنموية المستحقة لسبعة عقود، بعد أن أحرقت كل كروت الابتزاز والتضليل، ابتداءً من إعلان حرب الجهاد ضد الجنوب المسيحي، مروراً بارتكاب جرائم التطهير العرقي بحق سكان دارفور، بحجة أنهم لا يشبهون الملمح الثقافي الاجتماعي المركزي، رغم إسلامهم الذي يتفوقون به على كهنة المركز أنفسهم، لكسائهم بيت الله المقدس ، ثم أخيراً بمشروع طرد (عربان الشتات الأجانب)، الذين لقنوا كتائب المركز العقدية المتطرفة الدرس تلو الآخر، فاجتماع الأحرار بالعاصمة الكينية مثله كمثل الاصطفاف لأداء صلاة الجنازة، وقراءة الفاتحة على روح الفقيدة (دولة السادس والخمسين)، بتاريخها الطويل من الحروب التي قادها جيشها الكسيح ضد السكان – جنوباً وشرقاً وغرباً وشمالاً.
لقد صرخ بقايا فلول النظام البائد والمرتزقة من أمراء حروب دارفور، القابعين على ضفاف البحر الأحمر، والمختبئين خلف المحار والشعب المرجانية خوفاً على مصيرهم المحتوم، ألا وهو سحب بساط السلطة التي اغتصبوها من تحت أقدامهم وهم ينظرون، فقد أضاعوا كل فرص السلام ووقف نزيف الدم، بتعنتهم وحمقهم وسوء نواياهم وجرائمهم المنظمة، واستخفافهم بالآخر وتكبرهم وتجبرهم، حتى أتاهم اليقين، وظنوا ظن السوء بأن الله غافل عما يعمل الظالمون، من حرمان المواطنين حقوقهم المدنية (إًصدار وتجديد الجوازات والبطاقات القومية)، وتشريعهم لما يسمى (قانون الوجوه الغريبة)، في عنصرية بغيضة لم تشهد حتى جنوب إفريقيا مثيل لها، فضلاً عن حرمان طلاب الشهادة السودانية الجلوس للامتحان، وإصدارهم لأحكام الإعدام بحق مواطنات سودانيات صنفهن مساعد قائد الجيش ياسر العطا، بأنهن ينتمين لقبائل أطلق عليها (حواضن المليشيا)، وقد ذكر بصريح العبارة أسماء تلك القبائل، في تبجح سافر لم يسبقه في ذلك حتى اللورد قائد حملة غزو السودان، وهو لا يعلم بأن غالب الشعب قد كفر بعقيدتهم الجهوية القبلية الإثنية الصارخة، وأنه لن تجديهم أحكام الإعدام التي أصدروها بحق فتيات لم يرتكبن جريمة، غير انتمائهن للقبائل المغضوب عليها التي خصها بالذكر، لم يترك فلول النظام البائد والأجراء من مرتزقتهم للسودانيين مجالاً، غير أن تكون لهم حكومة ترعى شئونهم وتقضي حوائجهم، واصبح الأمر فرض عين، لا مناص بعده من الانخراط في أي فعل يؤدي إلى إيجاد منظومة حكومية، تقوم على خدمة الملايين المنتهكة أرواحهم واموالهم وأعراضهم.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • دعاء دخول رمضان 2025 مكتوب بالكامل.. احرص عليه الآن
  • من نيروبي – إعلان وفاة الدولة القديمة
  • إبراهيم الحجاج يبحث عن نصفه الآخر.. “يوميات رجل عانس”
  • دعاء للزوج المتوفي بالرحمة والمغفرة.. كلمات تدخل السرور عليه في قبره
  • دعاء لمن ضاقت عليه الأرض بما رحبت.. ردده سيأتيك الفرج عاجلا
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • المطران عطا الله حنا: الفلسطينيون يعيشون في سجن كبير
  • هذه العبادة تتفوّق على الصيام والصدقة .. حاول أن تفعلها
  • مظلومية السمك الجري والقواقع والاخطبوط في المفهوم الشيعي