جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-23@00:44:42 GMT

حكاية هوية تتجدد لتعانق المجد

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

حكاية هوية تتجدد لتعانق المجد

 

 

 

شهد بنت محمد القطيطية

 

منذ طفولتي، تشبعتُ بحب هذه الأرض، أرض الجبال الراسخة والبحر المتلاطم بلونه اللازوردي، ولم يكن ارتباطي بها مجرد مكان عشت فيه؛ بل هوية تسري في دمي، وكنت أجري في الشوارع، ألعب بين النخيل، وأستنشق عَبير التراب بعد المطر. كبرت وأنا أحمل في داخلي وعًدًا غير معلن: هذه الأرض تسكننا كما نسكنها، وهويتنا ليست مجرد تاريخ نقرأه؛ بل حياة نعيشها ونرويها جيلاً بعد جيل.

لم يكن العُماني يومًا مجرد اسم في كتب التاريخ؛ بل هو أسطورة حية ترُوى عبر الأجيال. في طفولتي، كانت جدتي هي مرشدتي إلى تاريخنا. كل حكاية كانت تأخذني إلى زمن بعيد؛ حيث رجال كأشجار اللبان العتيقة، صامدون أمام البحر والأمواج العاتية، ونساء كالنخيل الممتد في الأرض، ثابتات وجذورهن تغذي تاريخنا. تلك الحكايات لم تكن مجرد كلمات؛ بل كانت جزءًا من هويتنا، تعلمنا أن التاريخ ليس شيئاً بعيًدًا؛ بل هو شيء نعيشه في تفاصيلنا اليومية ونحمله في داخلنا. 

 يمكن رؤية بصمة عُمان واضحة في كل تفاصيل حياتنا.. في القهوة التي تقُدَّم في المجالس، في الزخارف المطرزة على ملابسنا، في رائحة اللبان التي تعبق في الأسواق، وحتى في النخيل التي تمتد جذورها في الأرض كما تمتد هويتنا في قلوبنا. ليست هذه مجرد عادات وتقاليد؛ بل هي انعكاس لهويتنا التي تتجسد في سلوكنا، ملابسنا، وأطعمتنا، وتشكل جزءًا أصيلًا من قصصنا التي ننقلها من جيل إلى جيل.

ومع تغير الزمن، لم تتوقف الحكايات؛ بل وجدت طرقًا جديدة للرواية. اليوم، أرى أبناء جيلي يحملون هذه القصص إلى الإنترنت، يشاركون صور أجدادهم، يكتبون عن الماضي بحب، ويعيدون إحياء التراث العُماني بطرق حديثة. لم يعد الماضي مجرد ذكرى في الكتب؛ بل أصبح محتوى رقميًا يُنشر في منصات التواصل، يتفاعل معه الناس، ويتناقلونه ليبقى حاضرًا في وجداننا. التكنولوجيا لم تضعف ارتباطنا بالهوية؛ بل أعطتنا أدوات جديدة للحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة. 

مع تطور التقنيات، قد تتغير أساليب روايتنا لقصصنا، لكن جوهر الهوية العُمانية سيبقى. ربما في المستقبل سنروي قصصنا عبر تقنيات الواقع الافتراضي أو الذكاء الاصطناعي، لكن السؤال الحقيقي هو: هل ستؤثر هذه التطورات على ارتباطنا بأرضنا وقيمنا؟ أعتقد أن العُماني سيجد دائمًا طريقته في الحفاظ على هويته، تمامًا كما فعل أسلافه عندما انتقلوا من الحكايات الشفهية إلى التدوين، ومن الرسائل الورقية إلى المحتوى الرقمي.

 جدتي كانت تردد دائمًا: "اللي يعرف أصله ما يضيع حتى في غربته". لم أفهم معنى هذه العبارة تمامًا عندما كنت صغيرة، لكنني اليوم أدركُ كل كلمة فيها. الهوية ليست شيئاً نمتلكه؛ بل شيء نحياه، نتمسك به، ونجدده مع الزمن. عُمان ليست مجرد وطن، إنها جزء منا، نروي قصصها بطرق مختلفة، لكنها دائمًا تعيش فينا، تتجدد معنا، وتبقى نابضة في قلوبنا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مصدر يكشف عن هوية أحد قتلى الإرهابيين في اشتباكات بلكانه بصلاح الدين

بغداد اليوم ـ صلاح الدين

كشف مصدر أمني، اليوم الخميس (20 آذار 2025)، عن التعرف على جثة أحد الإرهابيين الذين قتلوا في اشتباكات في تلال بلكانه بمحافظة صلاح الدين.

وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "فريقا أمنيا مشتركا نجح في التعرف على هوية جثة أحد الإرهابيين الذين قتلوا في اشتباك في تلال بلكانه ضمن محيط قضاء طوز خورماتو شرق صلاح الدين في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس".

وأوضح أن "الإرهابي عراقي الجنسية ويعد من القيادات الوسطى لتنظيم داعش الإرهابي، وهو مطلوب للعدالة بتهمة الإرهاب منذ أكثر من عشر سنوات".

وتابع أن "الأجهزة الأمنية عثرت بحوزة جثة الإرهابي على بعض الهواتف والمعلومات التي يجري تدقيقها حاليا".

وأكد المصدر، أن "إجمالي عدد الإرهابيين الذين تم قتلهم في اشتباكات تلال بلكانه أمس هو اثنان، أحدهما انتحاري كان يرتدي حزامًا ناسفًا، فيما لا تزال الأجهزة الأمنية تواصل البحث عن إرهابيين اثنين يعتقد أنهما هربا إلى الوديان والمنحدرات القريبة".

وأشار إلى أن "قوة أمنية بدأت منذ ساعات الفجر الأولى عملية اقتحام لبعض المنحدرات من أجل تمشيطها والبحث عن مضافات سرية محتملة".

مقالات مشابهة

  • جهاز البحث الجنائي يكشف هوية سارق أسطوانات الغاز ويضبطه متلبسًا
  • الجيش الإثيوبي يعلن مقتل أكثر من 300 مسلح.. هل تتجدد الحرب بالبلاد؟
  • اطلاق مبادرة الحكايات الشعبية لإحياء التراث المعنوي بمدرسية سيما ومقزح
  • هوية مشتبه به بقتل فتاة جامعية يكشفها تحليل DNA قرب سريرها
  • خبيرة إعلامية: هوية الدراما والفن المصري .. سلاح رئيسي في معركة بناء فكر ووعي المصريين في جمهوريتنا الجديدة
  • أبو المجد: شروط جديدة لتمويل استيراد سيارات الاستخدام الشخصي
  • انتصار الصفدي… حكاية معلمة متقاعدة تواصل العطاء بمشروع بيئي هادف
  • القوات المسلحة: معركة الكرامة يوم خالد في سِفر المجد والبطولة
  • مصدر يكشف عن هوية أحد قتلى الإرهابيين في اشتباكات بلكانه بصلاح الدين
  • أبو حمزة: فارس الجهاد الذي أضاء دروب المجد وأهدر خجل الأجيال