أبوظبي في 22 أغسطس/وام/ تتطلب أزمة تغير المناخ حلولاً عالمية مشتركة من بينها التمويل المناخي الذي يعد أحد الأدوات الرئيسية التي يمكن أن تساعد في مواجهة هذه الأزمة.

ولا يمكن للدول المتقدمة إغفال أهمية تمويل البلدان الناشئة للحد من اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية والتوجه نحو المشروعات الأكثر صداقة مع البيئة، إذ تتحمل هذه البلدان عبئاً أكبر من الآثار السلبية لتغير المناخ بينما إمكانياتها لخفض الانبعاثات محدودة.


ويمثل "COP28" الذي يقترب موعد انعقاده في دولة الإمارات، فرصة مهمة لرسم ملامح تمويل تغير المناخ، عبر مناقشة زيادة التمويل للمشروعات التي تساعد في الحد من الانبعاثات، وضمان أن يكون التمويل المناخي عادلاً، إضافة إلى كونه منصة لبحث تطوير أدوات مالية جديدة يمكن أن تساعد في خفض تكلفة التمويل المناخي، وتعزيز التعاون الدولي في مجال التمويل المناخي.
و يُعد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي تستعد الإمارات العربية المتحدة لاستضافته خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين بمدينة إكسبو دبي، نقطة تحول هامة لتحقيق تقدم في مجال التمويل المناخي بما يسهم في وضع العالم على الطريق الصحيح لتحقيق هدف الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية.
وفيما تُعتبر مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف غير مصمَّمة لتحفيز رأس المال الخاص من أجل توفير التمويل الميسرٍ اللازم، فإن "COP28" سيمثل نقلة لإجراء تطوير جذري وشامل لمنظومة التمويل المناخي الدولية.
وتمثل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى في مجال الاستدامة والبيئة والتمويل المستدام والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال المبادرات والمشاريع التي تتبناها.
الكثير من الدراسات الدولية تحدثت عن مدى أهمية التمويل المناخي وعلى الأصعدة كافة، سواء عندما نتحدث عن تمويل الدول المتقدمة للدول النامية، أو عندما نتحدث عن التمويل العام والتمويل الخاص داخل كل بلد.
ويمكن أن يلعب التمويل العام من البلدان المتقدمة دوراً رئيسياً في الوفاء بالتزاماتها السنوية البالغة 100 مليار دولار لدعم البلدان النامية في التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه.
ووفق تقرير لوكالة الطاقة الدولية ومؤسسة التمويل الدولية، يتم تمويل أقل من نصف استثمارات بلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية في مجال الطاقة النظيفة من قبل القطاع الخاص، وهذه الحصة يجب أن ترتفع، إذ يعد التوسع الهائل في الاستثمار أمراً ضرورياً في الاقتصادات الناشئة والنامية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة بشكل مستدام ولضمان تلبية الأهداف المناخية.

و سيتطلب السير على المسار الصحيح للوصول إلى الانبعاثات الصفرية الصافية بحلول عام 2050 زيادة الإنفاق على الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة والنامية إلى أكثر من ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030 وهو ما يتجاوز بكثير قدرة التمويل العام وحده، وبالتالي يتطلب تعبئة غير مسبوقة لرأس المال الخاص.
وفي تقدير الوكالة للوصول إلى أهداف المناخ والتنمية المستدامة، سيحتاج القطاع الخاص إلى تمويل 60% على الأقل من استثمارات الطاقة النظيفة في بلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية حتى عام 2035.
ووفق معهد الموارد العالمية، تشير تقديرات إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى حوالي 5 تريليونات دولار من رأس المال كل عام بحلول عام 2050 لتحقيق أهداف المناخ والتنوع البيولوجي، وهذه الاستثمارات ضرورية للبحث وتوسيع نطاق التقنيات الجديدة منخفضة الكربون، لاستبدال مخزون رأس المال الحالي ببدائل مستدامة، وتحويل نماذج الأعمال بعيداً عن الممارسات الضارة وتمكين البلدان الغنية من دعم البلدان الضعيفة في قدرتها على التكيف مع المناخ وحماية التنوع البيولوجي.
وحسب تقرير للمعهد أشارت التقديرات أيضا إلى أن التمويل العام للمناخ بما لا يقل عن 1.3 تريليون دولار سيكون مطلوباً كل عام بحلول عام 2030.
وفي عام 2020، بلغ إجمالي تمويل المناخ 333 مليار دولار، وهو أقل بكثير من المستويات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.
ووفق “ مختبر تغيير الأنظمة” هناك ستة تحولات رئيسية في قطاع التمويل يمكن أن تغير بشكل جذري كيفية قياس الاستثمارات وتخصيصها لمستقبل مستدام، ومن ضمنها زيادة التمويل العام والتمويل الخاص للمناخ والطبيعة.

عاصم الخولي/ جورج إبراهيم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: التمویل المناخی التمویل العام تمویل المناخ تغیر المناخ بحلول عام یمکن أن فی مجال

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يتسبب في نفوق عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا

 نفقت عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا، خلال فصل الشتاء الماضي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة بفعل التغير المناخي، لتصبح درجات الحرارة المرتفعة السبب الرئيس وراء انقراض النحل بشكل جماعي.
وأعرب مربو النحل النمساويون، البالغ عددهم 33 ألفًا، عن قلقهم البالغ بسبب نفوق آلاف المستعمرات، من إجمالي نحو 460 ألف مستعمرة على مستوى البلاد، حيث أظهرت الأرقام نفوق نحو ألفي مستعمرة في العاصمة النمساوية فيينا وحدها، بواقع نحو ثلث إجمالي عدد مستعمرات النحل في المدينة، البالغ عددها 6 آلاف مستعمرة، وفقاً لتصريح كورت كروتندورفر، رئيس جمعية مربي النحل في مدينة فيينا.
وأوضح الخبير المتخصص في تربية النحل، أن مدينة فيينا تخسر سنوياً ما بين 10 إلى 15% من إجمالي مستعمرات النحل في العاصمة، مؤكداً أن الوضع أكثر خطورة في بعض الولايات النمساوية الأخرى، وأشار إلى وجود عدة أسباب تساهم في تراجع أعداد النحل، منها استخدام المبيدات الحشرية واتباع أساليب زراعية حديثة يساهم في تقليص النباتات المزهرة ومكافحة الأعشاب البرية في حقول الحبوب، التي يعتمد عليها النحل في جمع الرحيق والغذاء.
وشرح الخبير النمساوي طبيعة التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء، حيث تتسبب فصول الشتاء المعتدلة في زيادة إصابة النحل بالطفيليات، وأبرزها "سوس الفاروا"، الذي يلدغ النحل البالغ ويرقاته، مما يسمح للفيروسات باختراق أجسام النحل والقضاء عليها.

أخبار ذات صلة الشعب المرجانية في أستراليا تتعرض لأضرار كبيرة الضحاك: توظيف الطاقات البشرية في الزراعة الحديثة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • ترامب: الرسوم الجمركية المضادة ستستهدف جميع البلدان
  • في الذكرى الـ 49 ليوم الأرض الفلسطيني.. نقطة تحول في العلاقة بين السلطة الإسرائيلية وفلسطيني 48
  • مشروعات بلدك .. إنشاء وتنفيذ 7 ممرات لوجستية ضمن خطة تطوير منظومة النقل
  • ثورة في عالم الطاقة.. تطوير «بطارية» تدوم مدى الحياة دون «شحن»!
  • وزيرة التخطيط تؤكد ضرورة صياغة نظام مالي عالمي أكثر عدالة لحقوق الدول النامية
  • من الميدان.. تواصل منظومة تلقي شكاوي المواطنين بمناخ بورسعيد ليلة رؤية الهلال
  • تغير المناخ يتسبب في نفوق عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا
  • ثورة في عالم الطاقة.. تطوير بطارية نووية قد تدوم مدى الحياة
  • ما علاقة الزلازل بالأنشطة البشرية والتغير المناخي؟
  • الإمارات تؤكد التزامها بالتعاون الدولي في العمل المناخي وتحول الطاقة