"العالمية للأرصاد الجوية": موجات الحر مستمرة في تحطيم الأرقام القياسية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أكد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية "بيتيري تالاس"، أن موجات الحر مستمرة في تحطيم الأرقام القياسية، وهو ما يحمل تأثيرا كبيرا على صحة الإنسان، والنظم البيئية، والاقتصادات، والزراعة، وإمدادات الطاقة والمياه، الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة المتزايدة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بأسرع ما يمكن.
وقال المسؤول الأممي بحسب بيان لمركز إعلام الأمم المتحدة إنه "يتعين علينا تكثيف الجهود لمساعدة المجتمعات على التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد".
وأضاف: "يقدم مجتمع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تنبؤات وتحذيرات لحماية الأرواح وسبل العيش، بينما نسعى جاهدين لتحقيق هدفنا المتمثل في توفير نظم الإنذارات المبكرة للجميع".
تغير المناخ
ووفقا لدراسة نشرتها الأرصاد الجوية، فإنه لولا تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، لكانت هذه الأحداث الحرارية نادرة للغاية، الصين كان من الممكن أن تشهد حدثا واحدا في كل 250 عاما تقريبا، وإذا لم يقم البشر بتسخين الكوكب عن طريق حرق الوقود الأحفوري، كان من المستحيل تقريبا تسجيل درجات حرارة قصوى خلال شهر يوليو 2023 مثل التي شهدناها في الولايات المتحدة والمكسيك وجنوب أوروبا.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن موجات الحر الشديد تجتاح أجزاء واسعة من نصف الكرة الشمالي خلال هذا الصيف، الذي يتسم بدرجات حرارة مرتفعة للغاية، مما تسبب في أضرار جسيمة لصحة الناس والبيئة، وتسببت حرائق الغابات في مقتل العشرات من الناس، وتدمير مساحات شاسعة، وأجبرت آلاف الأشخاص على الإجلاء في أجزاء من البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الجزائر واليونان وإيطاليا وإسبانيا.
وأفادت تقارير أممية بأن الانبعاثات من حرائق الغابات كانت الأعلى في هذه الفترة الزمنية في اليونان في آخر 21 عاما، وشهدت كندا أسوأ موسم حرائق غابات على الإطلاق، مما أضر بجودة الهواء بالنسبة لملايين الأشخاص في أمريكا الشمالية، وسجلت درجات حرارة سطح البحر أرقاما قياسية جديدة، مع موجات حر بحرية شديدة في البحر الأبيض المتوسط وقبالة سواحل فلوريدا.
يشار إلى أن موجات الحر تعد من بين أكثر الأخطار الطبيعية فتكا، حيث يموت آلاف الأشخاص من أسباب مرتبطة بالحرارة كل عام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العالمية للأرصاد الجوية موجات الحر صحة الانسان الاحتباس الحراري تغير المناخ العالمیة للأرصاد الجویة موجات الحر
إقرأ أيضاً:
الاحتباس الحراري يهدد غابات البحر.. 84% من الشعاب المرجانية تضررت
تواصل ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية الضخمة المستمرة منذ عامين تسجيل أرقام قياسية، إذ بات نحو 84% من الشعاب المرجانية في العالم متضررا، مما يشكل خطرا على استمرارية هذه النظم البيئية التي تُعد ضرورية للحياة البحرية ومئات الملايين من البشر.
تعد الشعاب المرجانية -المعروفة باسم غابات البحار- شديدة التأثر بارتفاع درجات حرارة المياه. وتشهد درجات حرارة المحيطات في العالم مستويات غير مسبوقة منذ عام 2023 بسبب الاحترار المناخي.
ونتيجة لهذا الارتفاع المفرط في درجة الحرارة وتحمّض البحار الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية، يشهد العالم في العامين الماضيين تمددا لظاهرة ابيضاض مرجاني هي الرابعة منذ عام 1998، عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادي والمحيط الهندي.
وأفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا- NOAA) في آخر تحديث لها نُشر الاثنين بأنه "في الفترة ما بين الأول من يناير/كانون الثاني 2023 و20 أبريل/نيسان الجاري، أثر الإجهاد الحراري المرتبط بالابيضاض على 83,7% من الشعاب المرجانية في العالم".
وحذّر علماء اجتمعوا في إطار المبادرة الدولية للشعاب المرجانية، في بيان الأربعاء من حجم هذه الظاهرة المستمرة.
يحدث موت الشعاب المرجانية الذي يتجلى في تغير لونها، نتيجة لارتفاع درجة حرارة الماء، مما يؤدي إلى طرد طحالب الزوكسانثيلا التي تعيش في تكافل مع المرجان، والتي تُزوّده بالعناصر الغذائية وبلونه الزاهي. وإذا استمرت درجات الحرارة المرتفعة، فقد يموت المرجان.
إعلانومع ذلك، يمكن للشعاب المرجانية أن تتعافى إذا انخفضت درجات الحرارة بشكل مستدام أو إذا حصل تحسن في عوامل أخرى مثل التلوث أو الصيد الجائر.
لكن درجات الحرارة المسجلة في بعض المناطق شديدة بما يكفي "لتسبب موتا بصورة جزئية أو شبه كاملة للشعاب المرجانية"، وفق الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وعلّقت ميلاني ماكفيلد، مؤسِّسة مبادرة "شعاب مرجانية صحية لأشخاص أصحاء" في منطقة الكاريبي قائلة "إن حجم الإجهاد الحراري ومداه صادمان"، متحدثة عن ابيضاض "مقلق" يضرب الشعاب المرجانية "كعاصفة ثلجية صامتة"، مما يقضي على "الأسماك التي تعيش في هذه المياه والألوان الزاهية".
وقالت العالمة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "إذا استمرت موجات الحر البحرية، فمن الصعب توقع كيفية حدوث التعافي".
يعيش حوالى مليار شخص حول العالم على بُعد 100 كيلومتر من هذه الشعاب المرجانية، ويستفيدون، على الأقل بشكل غير مباشر، من وجودها.
وتُعدّ هذه "الكائنات الحية الفائقة" موطنا لثروة حيوانية هائلة، وتوفر سبل عيش لملايين الصيادين، وتجذب سياحة كبيرة، كما تحمي السواحل من أضرار العواصف من خلال عملها كحواجز أمواج.
ومع ذلك، يتوقع علماء المناخ أن تختفي نسبة تتراوح بين 70% و90% من الشعاب المرجانية بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين في حال حصر الاحترار عند عتبة درجة مئوية ونصف درجة مقارنة بمعدلات ما قبل الصناعة.
كما أن 99% من الشعاب المرجانية مهددة بالزوال في حال ارتفاع معدلات حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، وهو الحد الذي حددته اتفاقية باريس.
يقول رئيس جزيرة بالاو المرجانية الصغيرة والمهددة بالزوال في المحيط الهادئ سورانجيل ويبس جونيور "نحن بحاجة ماسة إلى إنهاء عصر الوقود الأحفوري والانتقال إلى مستقبل عادل ومستدام مدعوم بالطاقة النظيفة".
إعلانمن جانبه، يؤكد أليكس سين غوبتا من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا أن الصلة بين انبعاثات الوقود الأحفوري وموت الشعاب المرجانية مباشرة ولا يمكن إنكارها.
وأضاف "يجب معالجة الأسباب الجذرية، لكن التدابير المحلية، مثل الحد من التلوث، وإدارة السياحة، ومكافحة تفشي الطفيليات، يمكن أن تساعد في بناء القدرة على الصمود"، على قوله.
كان 2024 هو العام الأكثر حرارة على الإطلاق على كلٍّ من سطحي اليابسة والمحيطات. وقد تضاعف معدل احترار المحيطات تقريبا منذ عام 2005، وفق ما أشار مرصد كوبرنيكوس الأوروبي في سبتمبر/أيلول الماضي.
يُفسر هذا الاحترار إلى حد كبير بأن المحيطات، منذ عام 1970، امتصت "أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في النظام المناخي" الناتجة عن غازات الدفيئة المنبعثة جراء الأنشطة البشرية، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.