في المبدأ أسقطت حكومة العهد الأولى بند "المقاومة" من بيانها الوزاري الذي سوف يناقش يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في المجلس النيابي تمهيداً لمنح الحكومة الثقة. وبينما نص البيان على التزام الحكومة بتحرير جميع الأراضي اللبنانية وواجب احتكار الدولة لحمل السلاح، والتزامهابقرار مجلس الامن 1701 كاملاً وبسط سيادة الدولة على جميع اراضيها بقواها الذاتية حصراً، وامتلاكها قرار الحرب والسلم، وأن جيشها صاحب عقيدة دفاعية يحمي الشعب ويخوض أي حرب وفقاً لاحكام الدستور، جاء تأكيد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام في بيان بعد اجتماعهم صباح اليوم في قصر بعبدا "على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الاسرائيلي"، ليتفوق هذا النص على كل البيانات الوزارية السابقة.


وفي السياق يقول الوزير السابق سليم جريصاتي إن لبنان هو دولة وشعب وأرض، وجملة حقه في اعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الاسرائيلي، لا تتضارب مع ما ورد في البيان الوزاري، إنما تشكل تعويضاً عما ورد في البيان، وتأكيدا لحق الدول جماعات أو فرادى بالتصدي أو الدفاع عن النفس على ما أتى في المادة 51 من شرعة الامم المتحدة.

إن البيان الوزاري في الشكل والمضمون، وبحسب الوزير جريصاتي، وإن دل على شيء فهو يدل على طموحات كثيرة لأن التحديات والإشكاليات وتداعيات الحرب كثيرة جداً فضلا عن الأزمات الموروثة وكلها ملفات عالقة تفتقد إلى الحلول ولها عنوان واحد انحلال مفهوم الدولة، لكن في الوقت نفسه، هذا البيان الطموح كأنه يقول كل شيء والمعروف أن هناك استحقاقين أساسيين وهما الانتخابات البلدية والانتخابات النيابية، ستنهمك بهما الحكومة في الفترة الزمنية القصيرة من عمرها والتي لا تتجاوز 14 شهراً.

هذا العهد، بحسب جريصاتي، هو عهد واعد ومنفتح على كل إصلاح، ويشكل نافذة أمل للكثير من اللبنانيين للخروج من المأزق، لا سيما وأن الغريق يتمسك بقشة ليستطيع إخراج رأسه من الماء، لكن الواقع مختلف لا سيما أن هناك وصاية أجنبية عسكرية وسياسية على البلد حتى إشعار آخر ، وما يجري كمن يمسك يد لبنان ويردها عن الظلم ويضعها على الطريق الصحيح، إنها حالة موقتة تتم إدارتها بكثير من فن الممكن سياسياً على أن يتم فيها مراعاة موجبات السيادة والاستقلال قدر المستطاع، لأن الاشكاليات كبيرة والدليل على ذلك موضوع الطائرة الإيرانية على سبيل المثال لا الحصر لأن الأمثال في هذا السياق كثيرة ولا تنتهي.

ليس من المفترض بأحد ، كما يقول الوزير جريصاتي، أن يُحبَط العهد في بدايته لا بل العكس يجب أن يساعد، ومن هنا مبادرة رئيس مجلس النواب الصعود إلى بعبدا اليوم والكلام عما يسمى البيان المشترك وتطبيق القرار الدولي 1701 والتوجه إلى مجلس الامن، وإن كان الوزير جريصاتي تمنى أن يتم توجيه هذه الشكوى إلى مجلس الامن ليس فقط بالارتكاز إلى 1701 إنما بالارتكاز إلى الترتيبات الأمنية التي أقرت بموجب تفاهم وقف اطلاق النار وتم اعتبارها جزءاً لا يتجزء من القرار 1701، والتي فيه دور للجيش والأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا اللتين تعملان في إطار اللجنة الفنية العسكرية للبنان، وليس فقط على إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الأميركي السابق جو بايدن، على أهميته.

مشهد بعبدا اليوم أعاد إلى الأذهان فكرة الترويكا التي نشأت في لبنان عام 1992، إلا أن جريصاتي يؤكد أنه لا يمكن العودة إلى ما يسمى بالترويكا، فالأمر جلل والمفترض برئيس الجمهورية جمع رئيسي الحكومة ومجلس النواب ليضعهم في اجواء ملف الانسحاب الإسرائيلي الذي حصل اليوم، مع بقاء الجيش الاسرائيلي في نقاط خمس، لأن 18 شباط هو تاريخ محوري، ونظراً إلى أن الرئيس بري بما يمثل، كان محور الاتصالات التي جرت في شأن ترتيبات وقف إطلاق النار، ورئيس الحكومة هو رئيس السلطة الاجرائية الجديد بانتظار أن تنال حكومته الثقة لأنها لا تزال حكومة تصريف أعمال، والأهم أن رئيس الجمهورية أدى يمين الاخلاص لدستور لبنان وقوانينه وحفظ استقلال الوطن وسلامة أراضيه، لكن المهم أن يقف هذا الاجتماع عند هذه العناوين الكبيرة ولا ينتقل إلى التفاصيل، لأن البلد سيكون ساعتئذ أمام محاصصة بصورة مقنعة، لأن هناك محاصصة مقنعة في الحكومة التي استبعدت بعض الافرقاء السياسيين، علما أنه كان على الرئيس سلام أن يطلق عمل حكومة أمر واقع بمعايير موحدة، ولذلك فإن انتقال المثالثة إلى داخل الحكومة سيعني أننا سنكون أمام اتفاق ثلاثي، وهذا الاتفاق ذكراه على اللبنانيين بشعة وقاسية ومتعبة ومضنية، ومن هنا يفترض أن يكون الجميع قد تجاوزوا الترويكا الى غير رجعة، وأن يعمل كل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة وفق الصلاحيات المناطة بهم في الدستور وعدم تجاوزها. المصدر: خاص لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

البيان الوزاري يستند إلى الطائف وخطاب القسم.. حراك الشارع مستمر والحزب لن نرضخ

فيما تعقد الحكومة اجتماعاً يوم غد لإقرار البيان الوزاري، وفق ما أكّد رئيس الحكومة نواف سلام بعد لقائه الرئيس جوزاف عون، أصبح مؤكداً أن البيان الوزاري سيكون مضمونه مستندا الى خطاب قسم الرئيس العماد جوزاف عون واتفاق الطائف، وسيؤكد ان الدولة والجيش مسؤولان عن تحرير لبنان من الاحتلال، فضلا عن تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها.     ووفق معلومات "لبنان24"، سيدعو الرئيس نبيه بري  مجلس النواب الى عقد جلسة الخميس المقبل لمناقشة البيان الوزاري ومنح الحكومة الثقة.   الى ذلك لا تزال "قضية الطائرة الإيرانية" تخيم على المشهد السياسي والامني، مع استمرار  الاحتجاجات  الشعبية على طريق المطار ومشهد قطع الطرقات عند جسر الرينع وطريق سليم سلام وحارة صيدا.     وشدد نائب رئيس المجلس السّياسيّ في "حزب الله" محمود قماطي، في كلمة من الاعتصام  في طريق المطار القديم امس، على "أننا لن نقبل أن يصبح الوطن في القبضة الأميركية والإسرائيلية، ولن نقبل بهذا الذل على الإطلاق"، مشيرًا إلى "أننا نصبر ونصبر ونصبر ولكن للصبر حدود".     وأضاف قماطي أن "القرار بمنع الطائرة بالهبوط في مطار بيروت هو إهانة للدولة والاجهزة الامنية فلماذا تخضعون للاملاءات الاميركية والاسرائيلية".     وتوجه قماطي للمسؤولين قائلاً  "إن كنتم تريدون أن تخضعوا، فإن المقاومة لن تخضع وستواجه وتقاوم وترفض الإذلال والإملاءات الأميركية والإسرائيلية".   ونفّذ الجيش امس واول امس  سلسلة عمليات أمنية ومهمات حفظ أمن في إطار ملاحقة المتورطين في تلك التعديات"، وأكّد أنّه "في هذا السياق، تم توقيف عدد من المتورطين، ويجري التحقيق معهم بإشراف القضاء المختص". وشددت قيادة الجيش على ضرورة الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي"، مؤكدة أنّها "لن تتهاون مع أي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي".   وزار رئيس الحكومة نواف سلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبحث معه التطورات على الأرض والإجراءات التي تنفذ، مشدداً على أن"الاعتداء على اليونيفيل أمرٌ مُدان وبعيد كل البعد عن التظاهر السلميّ ويجب التشدّد بالحكم على كل من أخلّ بالأمن، وسنستمر بحشد الدعم الديبلوماسيّ لتطبيق الانسحاب الكامل في 18 من شباط الحالي".     وأضاف: "نحن على تواصل مع السّلطات الإيرانيّة ويهمنا أوّلًا إعادة اللبنانيين من طهران وبأسرع وقتٍ ممكن، وسلامة مطار بيروت فوق كل اعتبار ولن نتساهل بهذا الموضوع وعلى القوى الأمنيّة التصدي لأعمال الشغب".   وفي هذا السّياق، بحث وزير الخارجية عباس عراقجي  في اتصال مع نظيره  يوسّف رجّي سبل حل المشكلة التي نشأت في تنفيذ الرحلات الجوية بين البلدين".     واكد الوزيران استعدادهما لإجراء حوارات بناءة بشأن مشكلة الرحلات الجوية بين البلدين".   وأشار وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني الى  إنّه "لم نحصل على أذونات من إيران لإعادة اللبنانيين العالقين في طهران عبر الطيران اللبناني"، مؤكدًا أن "الهاجس الأول اليوم هو أمن مطار بيروت واتخذنا قرارات لتحييد مطارنا عن أي اعتداء".     وتجدر الإشارة إلى أن وزير الأشغال كان قد طلب بعد التنسيق مع الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام  حجب الأذن عن الطائرة الإيرانية ومنع قدومها إلى مطار بيروت وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي،  بعدما كان لبنان الرسمي تبلغ من الجانب الأميركي أن إسرائيل سوف تستهدف مطار بيروت في حال هبوط الطائرة الإيرانية يوم الخميس على ارضه.   وعلى خلفية ما يحصل على طريق المطار بدأت المطالبات بإعادة العمل بمطار القليعات، وكشف رئيس لجنة الأشغال النيابية النائب سجيع عطية، عن "وعد نهائي وقاطع من رئيس الحكومة نواف سلام والحكومة بتلزيم مطار القليعات والأمر لا يحتاج إلّا لتوقيع وزير الأشغال فايز رسامني".   وقبل يومين من تاريخ 18 شباط الموعد الذي يفترض ان  تنسحب فيه إسرائيل من الأراضي الّتي تحتلها في جنوب لبنان، لكنها تنوي الإبقاء على قوّاتها في خمسة مواقع  تصنفها بالاستراتيجية، استهدفت طائرة إسرائيليّة مُسيّرة بصاروخٍ موجَّه سيارةً كانت تسير على طريق عبرصاليم، جرجوع - اللويزة في منطقة إقليم التفاح، عند مفرق قطر الندى، ما أدّى إلى اندلاع النيران فيها وسقوط 3 الشهداء و 5 جرحى.       المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • اسرائيل تنسحب من الجنوب وتحتفظ بـ 5 نقاط استراتيجية.. إقرار مسودة البيان الوزاري: تنفيذ خطاب القسم
  • الحكومة اقرت البيان الوزاري: احتكار الدولة للسلاح وتنفيذ القرار 1701
  • وزير الصناعة تعليقًا على البيان الوزاري: كنا نتمنى أن يكون موقف الحكومة أكثر صرامة
  • الحكومة تُقر البيان الوزاري.. إليكم تفاصيله!
  • منبر الدفاع عن حقوق العسكريين المتقاعدين يطالب بتعديل البيان الوزاري.. ما القصة؟
  • البيان الوزاري الأول.. بند المقاومة خارج حسابات حكومة لبنان
  • في قصر بعبدا.. جلسة حكومية للبحث في مسودة البيان الوزاري
  • واشنطن .. لنزع السلاح من جنوب وشمال الليطاني..البيان الوزاري بين الطائف واتفاق الهدنة
  • البيان الوزاري يستند إلى الطائف وخطاب القسم.. حراك الشارع مستمر والحزب لن نرضخ