عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل وبعد التداول في المستجدات لا سيما الأحداث على طريق المطار ومحاولات زعزعة الاستقرار أصدر البيان التالي:

1- مع اكتمال عقد المؤسسات وتشكيل الحكومة التي حظيت بثقة الداخل وبدعم دولي وازن منذ لحظة تشكيلها، يبدو المشهد في لبنان منقسماً بين الطامحين إلى الاستقرار وبناء دولة فاعلة وبعض المتضررين الساعين الى عرقلة مسار السيادة والإصلاح والنهوض الذي انطلق مع انتخاب رئيس للجمهورية وخلص الى إتمام البيان الوزاري.

 

يعتبر المكتب السياسي أن حزب الله يتخبط بين تصاريح منددة بالاعتداءات وأعمال الشغب وبين أداء أمني مهدّم يضعه في مواجهة اللبنانيين الذين أظهروا كل تعاطف مع بيئته في وقت الشدائد.
ويرى الحزب أن الحديث عن عناصر متفلتة قد تعمد تحت الضغط إلى القيام بأعمال مخلة بالأمن قد تصل إلى الاغتيال أمر مدان ومردود إلى أصحابه ويجب محاسبة مطلقيه.

ويحذر المكتب السياسي من الاستمرار باستعمال طريق المطار كورقة ضغط لإيصال الرسائل لاسيما انه الشريان الأساسي الذي يربط لبنان بالعالم ومن غير المسموح المس بأمنه. 
ويرى المكتب السياسي أنه، وعلى أهمية قيام مطارات أخرى، تبقى الأولوية لتحرير هذا المرفق الرسمي والطرق المؤدية إليه من محاولات الاستغلال وتحويلها الى وسيلة ابتزاز من قبل حزب الله ولأي سبب كان. 

2- يثني المكتب السياسي على البيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي في القصر الجمهوري والمتزامن مع انتهاء مهلة وقف إطلاق النار الممددة والذي أكد على استكمال المساعي الدبلوماسية دون غيرها لتأمين انسحاب إسرائيل الشامل من الأراضي اللبنانية، ويشد على يد الجيش اللبناني والقوى الشرعية لمؤازرة الناس في العودة إلى قراهم بأمان.

3- إن إشارة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى مسؤولية الدولة في إعادة بناء ما دمرته الحرب، يوجب من جانب حزب الله، الذي تسبب في تدمير القرى نتيجة مغامراته غير المحسوبة، أن يدرك أن هذه المسؤولية تحتم عليه تسليم سلاحه فورا والتراجع عن نهجه في تحويل لبنان الى منصة صواريخ ليكون الإعمار نهائياً.

4- بعد سقوط نظام الأسد في سوريا وقيام سلطة تحظى بدعم دولي يجعلها قادرة على معالجة مختلف الملفات انتفت أسباب استمرار النزوح السوري الى لبنان، خاصة في ظل التداعيات الديمغرافية والمجتمعية والاقتصادية لبقائهم في لبنان.
ومن هنا يدعو حزب الكتائب لإعادتهم الى وطنهم في أسرع وقت ممكن بما يسمح لهم بمتابعة حياة طبيعية وسط أهلهم وأن يرفع عن كاهل لبنان عبء ازمة النزوح التي دفع ثمنها أكثر من طاقته.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المکتب السیاسی حزب الله

إقرأ أيضاً:

الخطاب السياسي الذي أشعل الحروب في السودان

الخطاب السياسي لدولة السادس والخمسين منذ مجيئها إلى حيز الوجود، قبل إعلان (الاستغلال) ببضعة أشهر ساهم في اندلاع جميع الحروب، ابتداء من حرب الجنوب الأولى – تمرد توريت – وانتهاء بالحرب القائمة الآن، دشن السياسيون الشماليون خطاباً عدائياً تجاه نخب الجنوب السياسية، وتمركز التوجه العام لهذا الخطاب حول الكراهية العرقية والدينية والفرز الجهوي، واشتغلت الأجهزة الإعلامية والصحفية على ترميز الجنوب والجنوبيين على أساس أنها شعوب بدائية لم تبلغ الحلم، وبالتالي لابد من وجود كفيل يقوم برعايتها، استمر ذلك الخطاب طيلة مدة اشتعال حروب الجنوب الثلاث، وتم تغييب وعي المجتمعات الشمالية، فتبنت السردية المجحفة بحق شقيقهم شعب الأبنوس الجميل، فالحروب بالشرق الأوسط وافريقيا تندلع بدوافع التباينات الجغرافية والدينية والعرقية، فأخذ الجنوبيون حظهم من الفرز الوطني بحجة أن غالبهم يعتنق المسيحية، فعمل الخطاب السياسي للشمال المسلم ما في وسعه لقطع صلات التلاقي الاجتماعي بين الجهتين، ولا يجب أن ننسى الدور الفاعل الملعوب من الإدارة البريطانية، وقرارها ببذر بذور الشقاق وسياسة فرق تسد والمناطق المغلقة، ولكن، ما كان يجب على النخبة الحاكمة بعد ذهاب "الخواجة" أن تواصل فيما خلّفه المستعمرون من سياسات ظالمة، وأيضاً لا يستقيم منطقاً أن يكون هذا مبرراً للفاشلين من الحكام لإخفاقهم في حل مشكلة الجنوب.
تمددت الحرب شمالاً وغرباً لذات السبب – الخطاب السياسي الرافض للآخر والمشيطن له، وجميعنا يستحضر خطاب الدكتاتور عمر البشير بعد انفصال جنوب السودان، ووصفه لفترة حكومة الوحدة الوطنية (بالدغمسة) – عدم الوضوح، في إشارة لانعدام الإرادة الوطنية من جانبهم لاستكمال اهداف اتفاق السلام الشامل، والدكتاتور في حقيقة قوله يعني خروج الجنوب المسيحي، وبقاء الشمال (المسلم) خالصاً لأهله لإقامة (دولة الخلافة الراشدة)، متناسياً المسيحيين المتبقين بالشمال، فالخطاب السياسي الداعم لخط الانحياز الديني أدى لتقطيع الوطن إلى جزئين، مختلفاً عن الخطاب الموجه للسودانيين بعد تمرد دارفور حيث دق إسفين العروبة والأفريقانية، بين المكونين الاجتماعيين اللذين عاشا ردحاً من الزمن، في تماسك اجتماعي واقتصادي وسياسي، أما الخطاب المدشن بعد اندلاع الحرب بين الجيش المختطف من الحركة الإسلامية وقوات الدعم السريع، لم يجد منظروه بداً من وصف أفراد القوة العسكرية الشقيقة بأنهم غزاة أجانب، في مهزلة مضحكة للطفل قبل الشيخ الهرم، إذ كيف لرمز سيادة البلاد أن يكون سيّداً وأجنبياً في آن واحد؟، فالخطاب الأخير جاء غير مقنع لقطاعات عريضة من المجتمعات السودانية، وفضح الجذر المتأصل للمأساة الممتدة من بدايات تأسيس دولة السادس والخمسين، والذي عمل مصدروه بكل جهد لتفكيك وحدة البلاد واستمراء المضي قدماً في ذات الاتجاه السالب.
الفشل الكبير للخطاب السياسي المركزي عبر الحقب، ظهرت آخر مخرجاته في القفز على الواقع الداخلي وإصدار التهم للدول الجارة والشقيقة، التي تضامنت مع السودانيين في محنهم، فبعد أن أكدت الحرب المشتعلة بين الجيشين على سقوط السيادة الوطنية، وخروج الدولة من الفاعلية الإقليمية والدولية، بفقدانها لنظام الحكم الشرعي الذي كان قبل انقلاب أكتوبر، اصبح الجيش المختطف من جماعة الاخوان يتأرجح مثل الذي يتخبطه الشيطان من المس، في نهاية منطقية للاستمرار في توجيه هذا الخطاب الفطير داخلياً، والمحاولة اليائسة لتسويقه خارجياً، لقد صنع هذا الخطاب كادر حزبي وعسكري لا يعي أهمية العلاقات الدبلوماسية ولا الروابط الودية بين الشعوب، فأساء هذا الكادر للوشائج الأزلية بين السودان وجواره العربي والإفريقي، وعمّق الأزمة الوطنية ودولها وأقلمها، فزيادة على كارثة الحرب التي ما يزال المواطنون يدفعون ثمنها الباهظ، خلق توترات حدودية ودبلوماسية لا مبرر لها مع بلدان مباركة لمساعي الحل السلمي التفاوضي، ولها أياد بيضاء في ساحة العمل الإنساني السوداني، ومارس فوضوية في خلط الأوراق لدرجة أن المراقبين والمحللين والمسهّلين دخلوا في حيرة من أمرهم، جراء هذه المهزلة الحكومية التي ألمت بالسودانيين، والتي آخرها تلعثم مندوب جيش الاخوان وهو يقدم دعواه الباطلة أمام محكمة العدل الدولية ضد دولة الإمارات.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الحوار حول حصرية السلاح الى الواجهة.. حزب الله:يجب ان يكون مع من يعتقد ان اسرائيل عدو لبنان
  • زيارة خاطفة لسلام الى سوريا والأولوية للأمن والمعابر
  • عن قرار حصر السلاح بيد الدولة والتطبيع مع إسرائيل.. هذا ما أكده الرئيس عون
  • البعريني: لحل موضوع السلاح وحصره بيد الدولة
  • بعد تداول خبر توقيفه.. بيان من المكتب الاعلامي للنائب علامة
  • في المطار... إليكم ما حصل مع النائب فادي علامة
  • الخطاب السياسي الذي أشعل الحروب في السودان
  • عون يحذر مجددا من السلاح خارج إطار الدولة: لن يحمي لبنان إلا جيشه (شاهد)
  • عند نفق نهر الكلب.. هذا ما يفعله مناصرو الكتائب
  • طريق المطار...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية وحزب الله