عربي21:
2025-02-21@03:03:23 GMT

قطاع غزة.. وماذا بعد؟!

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

لم يزل العدو الصهيوني يمارس غطرسته وإجرامه بحق الفلسطينيين، فهو لا يجد رادعا لا من قوة، ولا من موقف عربي مشرف، ولا من موقف أممي، لا سيما وأن الولايات المتحدة حيدت دور الأمم المتحدة، ونصبت من نفسها قوة أممية تمنع الأمم المتحدة من القيام بدورها متحدية دول العالم وما يسمى الشرعية الدولية، وهذا معناه أن على العالم أن يفهم بأن اللجوء إلى الأمم المتحدة لم يعد ضروريا، وأن الحقوق لا تعاد إلا بالقوة، وأن اغتصاب حقوق الآخرين يكون أيضا بالقوة القاهرة والبجاحة، وأن الحديث عن القوانين الدولية بات من أحاديث الأولين.

.

بناء على ما سبق؛ فنحن نعيش اليوم في غابة يأكل القوي فيها الضعيف بشراهة وعدوانية مفرطة؛ وهو ما يدفع الكيان المحتل إلى ارتكاب مزيد من الجرائم، ما دامت المساءلة القانونية الدولية لم تعد فاعلة، إلا فيما يدين الضعفاء وأعداء الكيان المحتل، كيف لا وقد قام المدعو ترامب بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية انتقاما لنتنياهو ورفاقه بسبب الجرائم بحق الفلسطينيين؟!

لقد قتلت قوات الاحتلال نحو 20 فلسطينيا في قطاع غزة وحده وأصابت العشرات بعد إعلان الهدنة، فهي لا تحترم اتفاقا ولا تقر بتجاوزاتها، وتجد من يدافع عنها في الغرب، ويبرر لها إجرامها. وهي لم تنفذ بنود اتفاق الهدنة المتعلق بالبرتوكول الإنساني، ولم تحترم تعهدات مصر بإدخال المواد الغذائية والطبية والبيوت الجاهزة والخيام، والجرافات، بعد أن أصرت حركة حماس على تعطيل تسليم الأسرى الثلاثة؛ بسبب عدم تنفيذ بنود البرتوكول الإنساني، فتعهدت مصر بناء على اتصالات جرت بينها وبين الكيان المحتل بإدخال المواد سابقة الذكر، بعد تسليم الأسرى الثلاثة، إلا أن ذلك لم يتم، ما يعني عدم احترام الكيان لتعهداته، والإضرار بمصداقية مصر، أو أن مصر تواطأت مع الكيان المحتل..!

وفي الأثناء فإن نتنياهو يخطط لمهاجمة غزة من جديد، وتؤيده في ذلك الولايات المتحدة التي قال رئيسها: "إن استئناف العدوان على قطاع غزة شأن إسرائيلي، وإسرائيل تعرف مصلحتها"، وتؤيد العدوان حكومات عربية متواطئة على الشعب الفلسطيني ومقاومته، وهي تحلم بالقضاء على حركة حماس، مع أن هذه الحركة لم تمس دولة عربية واحدة بسوء، ولم تجرح جنديا عربيا، ولم تهن حاكما، وليت شعري لو أعلم لماذا كل هذا الحقد على حركة حماس، بينما تصفق هذه الدول للثورة السورية؟ ما هذا التناقض العجيب؟ ثورة تحارب رئيس دولة مجرم قاتل، ومقابل ذلك ثورة تقاتل عدوا صهيونيا قاتلا مجرما استولى على الأرض والمقدسات.. الثورة الأولى مقدسة، وهي كذلك، والثانية مدنسة وحاملو السلاح فيها إرهابيون..!! أي منطق يا عرب؟!

لقد بات استئناف العدوان على قطاع غزة أمرا مؤكدا، ولا أدري ما الذي يمكن فعله إزاء هذه المؤامرة الكونية على قطاع غزة، حيث طالب الوفد الصهيوني إلى مصر بشروط تعجيزية فيها من الكبرياء والعجرفة ما فيها؛ فقد طالب بإطلاق جميع الأسرى الموجودين في غزة، وقيام حماس بتفكيك جناحها العسكري (كتائب القسام) وإنهاء قدراتها العسكرية، ونفي قادة حماس إلى الخارج، وهو ما يكشف نوايا مجرم الحرب نتنياهو في عرقلة مسار الاتفاق وعمليات تبادل الأسرى، وسعيه للعودة إلى العدوان، وارتكاب مزيد من جرائم الإبادة، كما أشارت بذلك حركة حماس.

إن حركة حماس اليوم تقف وحيدة في وجه الغطرسة الصهيونية الأمريكية بتغطية عربية من فوق الطاولة ومن أسفل منها، وربما تكون الوحيدة الذي تخدم حماس بشكل غير مباشر عائلات الأسرى الإسرائيليين التي تقوم حاليا بسلسلة فعاليات تضامنا مع الأسرى، فهم يعرفون بأن بقاء الصهاينة في الأسر لدى المقاومة ستعرضهم للقتل، كما حدث من قبل، حيث تسبب القصف العشوائي الإجرامي للقطاع بقتل عدد كبير من الأسرى.

إن عائلات الأسرى تؤكد في فعالياتها ضرورة إحراز اتفاق شامل وفوري دون تأخير يعيد المخطوفين الأحياء والموتى إلى ذويهم، وذلك ما لا يهادنون فيه، وتعلو أصواتهم يوما بعد يوم وتتنوع أساليب الاحتجاج من وقت لآخر، وهؤلاء يعدّون ورقة الضغط الأقوى على نتنياهو وعصابته الإجرامية.

وقد بدا واضحا للعيان بأن نتنياهو لا يهتم لحياة الجنود والأسرى الإسرائيلين بقدر اهتمامه بالبقاء على رأس السلطة، والمحافظة على الائتلاف الحكومي الذي يضم متطرفين يمينيين يصرون على حرق غزة بمن فيها وما فيها، بمن فيهم الأسرى الصهاينة.

إن ما ينبغي فعله من قبل الجماهير العربية لمؤازرة الشعب الفلسطيني أن يخرجوا بتظاهرات كبرى، قادرة على هز العروش المهترئة، بحث تغير مواقفها، وتقف إلى جانب الدم الفلسطيني والحق الفلسطيني، فما يمكن أن يحدث في قابل الأيام أقسى وأشد مما حدث قبل الهدنة.

من المتوقع أن يُستأنف العدوان، وأن تتم فتح بوابات الحدود مع مصر، ليلجأ إليها الفارون من الموت؛ وبذلك يضمن الكيان تهجير من تبقى على قيد الحياة إلى مصر، وإذا حدث ذلك لا سمح الله، فهو ما يؤشر بوضوح على حجم المؤامرة التي تحاك ضد أبناء قطاع غزة.

ما يمكن أن يحدث في قابل الأيام على وجه الدقة لا يعلمه إلا الله.. وكل ما نرجوه أن يقلب الله عز وجل مؤامراتهم على رؤوسهم وأن ينصر جنده نصرا مؤزرا، وما ذلك على الله بعزيز..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصهيوني الفلسطينيين غزة نتنياهو العدوان إسرائيلي إسرائيل اسرى فلسطين غزة نتنياهو مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان المحتل حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إذاعة : الأسرى المستلمة جثثهم كانوا بمنطقة عمل الجيش فيها 4 أشهر

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس 20 فبراير 2025، إن الأسرى الأربعة الذين تم تسليم جثثهم اليوم، كانوا محتجزين في منطقة شرق خان يونس، حيث عملت قوات الجيش لمدة 4 أشهر.

وقالت إذاعة الجيش: "شيري، وأرييل، وكفير، وعوديد، الذين ستتم إعادتهم اليوم، اختطفوا وتم احتجازهم على ما يبدو في منطقة شرق خان يونس؛ وعملت قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة لمدة أربعة أشهر تقريبا".

وتتقاطع هذه المعلومة مع رسائل نشرتها " حماس " في الساعات الماضية وتم نشرها في الإعلام العبري بأنهم قتلوا في هجمات جوية إسرائيلية على غزة .

لكن الجيش الإسرائيلي أبقى الحسم في هذه القضية للتشريح الطبي الذي سيجري اليوم.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "سيتم نقل الجثامين في مواكب عسكرية إلى معهد الطب الشرعي في أبو كبير (جنوب تل أبيب)، حيث ستخضع الجثامين لعملية التحقق من الهوية وتحديد سبب الوفاة، والتي قد تستغرق حتى 48 ساعة".

ونقلت عن الجيش الإسرائيلي قوله إن "التحقيقات ستسعى إلى تحديد سبب وفاة المختطفين بشكل دقيق".

من جهتها، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن الجيش الإسرائيلي قوله: "عودة الأم وطفليها في التوابيت هي فشل للجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل".

وقالت الصحيفة:" اليوم سنقبل حقيقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجد صعوبة في الموافقة عليها: لم يف بوعده، لكن هذه هي الحقيقة – لم ننتصر في غزة. لم يحقق الجيش الإسرائيلي النصر".

والأربعاء، قال أبو عبيدة، متحدث "كتائب القسام"، الذراع المسلح لحركة "حماس"، إن جثامين الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين ستسلمهم الخميس، كانوا أحياء عندما أسرتهم، لكن جيشهم قتلهم بعد تعمد قصف أماكن احتجازهم خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

والخميس سلمت كتائب القسام، جثامين 4 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة إلى الصليب الأحمر الدولي، في منطقة بني سهيلا بخان يونس جنوب غزة، ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار..

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هل ينفذ نتنياهو المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟ - إشارات إسرائيلية متناقضة الكنيست يصادق بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يستهدف المنظمات الحقوقية قناة: خطة إسرائيلية لتهجير الغزيين خلال حرب وليس أثناء وقف إطلاق نار الأكثر قراءة صحة غزة: وصول مستشفيات القطاع 17 شهيدا آخر 24 ساعة التنمية في غزة تصدر إعلانا مهما للعائدين إلى شمال القطاع إذاعة الجيش الإسرائيلي: دخول الكرفانات والمعدات الثقيلة إلى غزة "مسألة وقت" توجه لعقد مؤتمر دولي لدعم خطة الحكومة الفلسطينية بشأن غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • غضب داخل الكيان بعد تسلم جثامين الأسرى الصهاينة
  • إذاعة : الأسرى المستلمة جثثهم كانوا بمنطقة عمل الجيش فيها 4 أشهر
  • هذا ما كتبته حماس على نعوش الأسرى الإسرائيليين: «قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي»
  • نتنياهو يتراجع عن المشاركة بمراسم استقبال جثامين 4 أسرى إسرائيليين
  • عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت «لافتة تزين مكان تسليم جثامين الاحتلال»
  • 4 جثث لإسرائيليين محتجزين في غزة تكشف وحشة الاحتلال.. تفاصيل صفقة تبادل الأسرى خلال ساعات.. عاجل 
  • نتنياهو يعود لطاولة المفاوضات.. وحماس ترفض مناقشة سلاح المقاومة
  • حماس ترد على شروط الكيان بنزع سلاحها وإبعادها عن غزة
  • حماس تعلن استعدادها لتسليم غزة لهذه الجهة بشروط.. تفاصيل