عربي21:
2025-05-02@14:42:05 GMT

قطاع غزة.. وماذا بعد؟!

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

لم يزل العدو الصهيوني يمارس غطرسته وإجرامه بحق الفلسطينيين، فهو لا يجد رادعا لا من قوة، ولا من موقف عربي مشرف، ولا من موقف أممي، لا سيما وأن الولايات المتحدة حيدت دور الأمم المتحدة، ونصبت من نفسها قوة أممية تمنع الأمم المتحدة من القيام بدورها متحدية دول العالم وما يسمى الشرعية الدولية، وهذا معناه أن على العالم أن يفهم بأن اللجوء إلى الأمم المتحدة لم يعد ضروريا، وأن الحقوق لا تعاد إلا بالقوة، وأن اغتصاب حقوق الآخرين يكون أيضا بالقوة القاهرة والبجاحة، وأن الحديث عن القوانين الدولية بات من أحاديث الأولين.

.

بناء على ما سبق؛ فنحن نعيش اليوم في غابة يأكل القوي فيها الضعيف بشراهة وعدوانية مفرطة؛ وهو ما يدفع الكيان المحتل إلى ارتكاب مزيد من الجرائم، ما دامت المساءلة القانونية الدولية لم تعد فاعلة، إلا فيما يدين الضعفاء وأعداء الكيان المحتل، كيف لا وقد قام المدعو ترامب بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية انتقاما لنتنياهو ورفاقه بسبب الجرائم بحق الفلسطينيين؟!

لقد قتلت قوات الاحتلال نحو 20 فلسطينيا في قطاع غزة وحده وأصابت العشرات بعد إعلان الهدنة، فهي لا تحترم اتفاقا ولا تقر بتجاوزاتها، وتجد من يدافع عنها في الغرب، ويبرر لها إجرامها. وهي لم تنفذ بنود اتفاق الهدنة المتعلق بالبرتوكول الإنساني، ولم تحترم تعهدات مصر بإدخال المواد الغذائية والطبية والبيوت الجاهزة والخيام، والجرافات، بعد أن أصرت حركة حماس على تعطيل تسليم الأسرى الثلاثة؛ بسبب عدم تنفيذ بنود البرتوكول الإنساني، فتعهدت مصر بناء على اتصالات جرت بينها وبين الكيان المحتل بإدخال المواد سابقة الذكر، بعد تسليم الأسرى الثلاثة، إلا أن ذلك لم يتم، ما يعني عدم احترام الكيان لتعهداته، والإضرار بمصداقية مصر، أو أن مصر تواطأت مع الكيان المحتل..!

وفي الأثناء فإن نتنياهو يخطط لمهاجمة غزة من جديد، وتؤيده في ذلك الولايات المتحدة التي قال رئيسها: "إن استئناف العدوان على قطاع غزة شأن إسرائيلي، وإسرائيل تعرف مصلحتها"، وتؤيد العدوان حكومات عربية متواطئة على الشعب الفلسطيني ومقاومته، وهي تحلم بالقضاء على حركة حماس، مع أن هذه الحركة لم تمس دولة عربية واحدة بسوء، ولم تجرح جنديا عربيا، ولم تهن حاكما، وليت شعري لو أعلم لماذا كل هذا الحقد على حركة حماس، بينما تصفق هذه الدول للثورة السورية؟ ما هذا التناقض العجيب؟ ثورة تحارب رئيس دولة مجرم قاتل، ومقابل ذلك ثورة تقاتل عدوا صهيونيا قاتلا مجرما استولى على الأرض والمقدسات.. الثورة الأولى مقدسة، وهي كذلك، والثانية مدنسة وحاملو السلاح فيها إرهابيون..!! أي منطق يا عرب؟!

لقد بات استئناف العدوان على قطاع غزة أمرا مؤكدا، ولا أدري ما الذي يمكن فعله إزاء هذه المؤامرة الكونية على قطاع غزة، حيث طالب الوفد الصهيوني إلى مصر بشروط تعجيزية فيها من الكبرياء والعجرفة ما فيها؛ فقد طالب بإطلاق جميع الأسرى الموجودين في غزة، وقيام حماس بتفكيك جناحها العسكري (كتائب القسام) وإنهاء قدراتها العسكرية، ونفي قادة حماس إلى الخارج، وهو ما يكشف نوايا مجرم الحرب نتنياهو في عرقلة مسار الاتفاق وعمليات تبادل الأسرى، وسعيه للعودة إلى العدوان، وارتكاب مزيد من جرائم الإبادة، كما أشارت بذلك حركة حماس.

إن حركة حماس اليوم تقف وحيدة في وجه الغطرسة الصهيونية الأمريكية بتغطية عربية من فوق الطاولة ومن أسفل منها، وربما تكون الوحيدة الذي تخدم حماس بشكل غير مباشر عائلات الأسرى الإسرائيليين التي تقوم حاليا بسلسلة فعاليات تضامنا مع الأسرى، فهم يعرفون بأن بقاء الصهاينة في الأسر لدى المقاومة ستعرضهم للقتل، كما حدث من قبل، حيث تسبب القصف العشوائي الإجرامي للقطاع بقتل عدد كبير من الأسرى.

إن عائلات الأسرى تؤكد في فعالياتها ضرورة إحراز اتفاق شامل وفوري دون تأخير يعيد المخطوفين الأحياء والموتى إلى ذويهم، وذلك ما لا يهادنون فيه، وتعلو أصواتهم يوما بعد يوم وتتنوع أساليب الاحتجاج من وقت لآخر، وهؤلاء يعدّون ورقة الضغط الأقوى على نتنياهو وعصابته الإجرامية.

وقد بدا واضحا للعيان بأن نتنياهو لا يهتم لحياة الجنود والأسرى الإسرائيلين بقدر اهتمامه بالبقاء على رأس السلطة، والمحافظة على الائتلاف الحكومي الذي يضم متطرفين يمينيين يصرون على حرق غزة بمن فيها وما فيها، بمن فيهم الأسرى الصهاينة.

إن ما ينبغي فعله من قبل الجماهير العربية لمؤازرة الشعب الفلسطيني أن يخرجوا بتظاهرات كبرى، قادرة على هز العروش المهترئة، بحث تغير مواقفها، وتقف إلى جانب الدم الفلسطيني والحق الفلسطيني، فما يمكن أن يحدث في قابل الأيام أقسى وأشد مما حدث قبل الهدنة.

من المتوقع أن يُستأنف العدوان، وأن تتم فتح بوابات الحدود مع مصر، ليلجأ إليها الفارون من الموت؛ وبذلك يضمن الكيان تهجير من تبقى على قيد الحياة إلى مصر، وإذا حدث ذلك لا سمح الله، فهو ما يؤشر بوضوح على حجم المؤامرة التي تحاك ضد أبناء قطاع غزة.

ما يمكن أن يحدث في قابل الأيام على وجه الدقة لا يعلمه إلا الله.. وكل ما نرجوه أن يقلب الله عز وجل مؤامراتهم على رؤوسهم وأن ينصر جنده نصرا مؤزرا، وما ذلك على الله بعزيز..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصهيوني الفلسطينيين غزة نتنياهو العدوان إسرائيلي إسرائيل اسرى فلسطين غزة نتنياهو مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان المحتل حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتحدث عن عدد المحتجزين الأحياء بغزة ووفد التفاوض الإسرائيلي في القاهرة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لايزال هناك 24 محتجزا أحياء في قطاع غزة، فيما عُقد في القاهرة اجتماع مصري إسرائيلي لبحث جهود التهدئة في قطاع غزة.

وأضاف نتنياهو، في خطاب بمناسبة ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي، أن إعادة المحتجزين من غزة أولوية لن يتخلى عنها، مشيرا إلى أن "الجنود يضحون بأنفسهم منذ السابع من أكتوبر لتحقيق هذا الهدف".

ولفت إلى أن إسرائيل أعادت لحد الآن 196 محتجزا من غزة منهم 147 أحياء، والآن لا "يزال هناك 24 مخطوفا أحياء". ثم همست إليه زوجته سارة معقبة "أقل". ثم واصل حديثه قائلا "أقول: العدد 24 والباقون للأسف ليسوا أحياء".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن عائلات قتلى الجيش قاطعت خطاب نتنياهو، واتهمته بأنه يسحق الإسرائيليين.

ضغوط عائلات الأسرى

وطالبت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة نتنياهو وزوجته سارة بتوضيح تصريحاتهما بشأن المحتجزين الأحياء، وماذا قصدا بأن "عدد الأحياء منهم أقل من "24، وما إذا كانا يعرفان شيئا لا تعرفه العائلات".

كما طالبته بالحصول على المعلومات الأمنية بشأن أبنائها إذا كان قد توفر أي جديد، وقالت -ردا على تصريحات نتنياهو وزوجته- إنهما "زرعا ذعرا لا يوصف في قلوب العائلات التي تعيش في حالة من عدم اليقين".

إعلان

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد أفادت بأن غضبا يسود العائلات، عقب لقاء عقد بين ممثلين عنهم وعضو في فريق المفاوضات.

وحسب المصدر ذاته، فإن عضو فريق المفاوضات أبلغ العائلات أن مفاوضات تجري حاليا بشأن مقترح للصفقة، قد يعيد عشرة من الأسرى الإسرائيليين في الأسبوع الأول؛ وأضافت أن عضو فريق المفاوضات أكد أن إسرائيل هي من يحدد هوية الأسرى الإسرائيليين الذين سيطلق سراحهم، بخلاف ما يقوله نتنياهو.

من جهتها نقلت صحيفة "معاريف" عن زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد قوله إن ذهاب الحكومة لتوسيع العملية العسكرية في غزة يعني أنها تخلت عن المحتجزين.

وأضاف لبيد أن إسرائيل لن تنتصر في حرب لا تضع لها أهدافا، مشددا على ضرورة نزع سلاح حركة حماس وتدميرها، ولكن قبل ذلك يجب إعادة المحتجزين.

وفي سياق متصل قال وزير المالية الإسرائيلي وزعيم حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش  إن الحرب ستنتهي بإخراج حماس من قطاع غزة على حد تعبيره. وأضاف سموتريتش في كلمة أمام أعضاء حزبه أن أهداف الحرب ليست أهداف الحكومة فقط بل أهداف كل الإسرائيليين.

وكان المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل قد عقد اجتماعا أمس لبحث خطط توسيع العملية البرية في قطاع غزة. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الأركان إيال زامير صدّق يوم الجمعة الماضي على خطط لتوسيع العملية العسكرية في القطاع.

وكشفت الهيئة أن الجيش الإسرائيلي بدأ بإقامة منطقة إنسانية بين محور "موراغ" ورفح، لاستيعاب النازحين الفلسطينيين؛ وأضافت أنه سيتم إدخال مساعدات إلى المنطقة الإنسانية بين موراغ ورفح، بالتعاون مع شركات أميركية.

لقاء بالقاهرة

وأفادت مصادر إعلامية مصرية اليوم الثلاثاء بأن رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، التقى في القاهرة فريق التفاوض الإسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، وبحث معه جهود التهدئة في قطاع غزة.

إعلان

ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية الخاصة عن المتخصص في الشأن الإستراتيجي المصري العميد طارق العكاري، قوله إن اللقاء جرى "بعد مغادرة وفد حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) السبت في إطار المفاوضات غير المباشرة".

وأوضح أن اللقاء يأتي "في إطار جهود مصر الحثيثة لوقف العدوان على غزة"، لافتا إلى أن اللقاء اتسم بالجدية، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تقدر وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة.

ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.

لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وبهدف تحقيق مصالحه السياسية، وفق الإعلام الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يثير غضب الإسرائيلي بتصريح إنتقامي
  • نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى
  • مكتب إعلام الأسرى يطالب بتدخل عاجل لإنقاذ حياة أسير قائد
  • نتنياهو: هزيمة حماس أهم من إطلاق سراح الرهائن الـ59
  • عائلات الأسرى تهاجم نتنياهو: أعاد تعريف أولويات الحرب
  • ‏"واشنطن بوست": إسرائيل أعادت رسم خريطة قطاع غزة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير
  • ‏إعلام فلسطيني: مقتل 3 فلسطينيين وجرح آخرين إثر قصف إسرائيلي استهدف بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
  • حماس: حسن سلامة يتعرض لتعذيب ممنهج في سجون الاحتلال
  • كاتس: نعمل على تنفيذ المهمة العليا لإسرائيل وهذا هو درس 7 اكتوبر
  • نتنياهو يتحدث عن عدد المحتجزين الأحياء بغزة ووفد التفاوض الإسرائيلي في القاهرة